Logo dark


الجديد في مبادرة السلام لرئيس اللجنة الثورية

( باحث , )

قدم رئيس اللجنة الثورية اليمنية - مساء الأمس - مبادرة جديدة دعماً لجهود السلام، وبالرغم مِن أَن المبادرة ليست جديدة في محتواها، أي أنها ليست فكراً جديداً توصلت إليه القوى الوطنية اليمنية وأنصار الله بل هي ضمن ذات توجههم المبدئي المرحب بالسلام المشروط بالحرية والاستقلال والوفاق الوطني اليمني.

 وعملياً فالقدرات الصاروخية والطيران المُسير وعمليتهما لم تبدآ إلا بعد شهور وسنوات من انطلاق العدوان وفي إطار الدفاع المشروع عن الوطن اليمني، لا التعدي على الدول الاقليمية، بل إن خطاب قائد الثورة عشية انتصار ثورة 21 سبتمبر 2014م كان أسبق في تطمين دول الجوار بأن الثورة لا تستهدفهم إنما تهدف إلى إصلاح الواقع اليمني المتدهور ومستعدة لإقامة العلاقات المشروعية الندية مع الجميع.

إن الجديد في المُبادرة هي اللحظة التاريخية الراهنة، فهذه المبادرة تحشر تحالف العدوان في زاوية تفضح موقفه المُعادي للسلام، تكريساً للصورة التي ظهر بها في أزمة خاشقجي، وخاصة المملكة السعودية التي لم يعد ثمة ريب في إجراميتها وعدوانيتها لدى الرأي العالمي. بل أصبحَ يُمارس عليها ضغوط إنسانية جراء ما تسبب به العدوان التي تتزعمه في اليمن من كوارث ومجاعات.  

اعتبر رئيس اللجنة الثورية محمد الحوثي بأن المُبادرة التي أطلقها أو أكدها، جاءت بَعد تواصل مباشر معه من قبل المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث، محتوى هذه المبادرة إيقاف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة من قبل اليمن، ومسألة إيقاف العمليات اليمنية ضد دول تحالف العدوان ليست قضية مرفوضة من قبل الجانب اليمني، بل هي دوماً مشروطة بوقف الغارات على اليمن، كما قدما بوضوح الرئيس الشهيد صالح الصماد في أكثر من مناسبة رسمية لأنها في الأصل جاءت دفاعاً ورد فعل على العدوان.

ميدانياً عمليات تحالف العدوان وصلت إلى نقطة السكون وعدم القدرة على إحراز تقدم، وأبرز هذهِ النماذج هي الجبهات التي فتحها تحالف العدوان في الساحل الغربي وحدود صعدة، فهذه الجبهات لم يُحقق فيها تحالف العدوان أي اختراق مؤثر على قوات الجيش واللجان الشعبية، وفي الجانب الآخر من حركة واقع الميدان مازال طريق القوات المُسلحة اليمنية في جبهات ما وراء الحدود مفتوحاً لخيارات عديدة.

إضافة إلى كل ذلك فإن تحالف العدوان وصل إلى نقطة التراجع وليس فقط السكون في المناطق الجنوبية المُحتلة، وأصبح يواجه حراكاً جماهيرياً وسياسياً رافضاً للتواجد الإحتلالي، وهوَ مُرشح إلى الصدام العسكري مع قوات التحالف الغازية وخاصة في محافظة المهرة.

إن كل هذه المعطيات الميدانية السياسية، تجعل تحالف العدوان في وضع ضعيف يدفعه للقبول بالمبادرة، فهذا هوَ المُفترض في المنطق السياسي إذا ما تم حساب نقاط الضعف والقوة والمكاسب والخسارة وتلمس ما يُشير إليه المُستقبل، وما مستقبل تحركهم العدواني.

لكننا اعتدنا من تحالف العدوان عدم الاستجابة للمنطق، وتعسف في التعاطي مع الواقع الموضوعي، في لاعقلانية سياسية وارتهان للقوى الغربية ومزاجية شخصية في القرار، وهذه التجربة التاريخية في التعامل مع تحالف العدوان، تجعل من الجانب الوطني اليمني دائم التأهب واليقظة مع كل دعوة سلام يتلقاها أو يبعث بها.

  

 

 

الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المركز

مواضيع متعلقة