Logo dark


مؤامرة تطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني ومسؤولية النخب وعلماء العالم الإسلامي تجاهها

( , )

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

مؤامرة تطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني ومسؤولية النخب وعلماء العالم الإسلامي تجاهها

دراسة مقدمة إلى مؤتمر الوحدة الإسلامية- صنعاء2021م

 

إعداد: أ/هناء علي العلوي                            أ/ محمد محسن الحوثي.

 عضو المكتب السياسي لأنصار الله                        ط.د/ جامعة تونس المنار

وكيل/ وزارة الشباب والرياضة لقطاع المرأة   رئيس التجمع الأكاديمي والتوافق السياسي   

رئيس جمعية الارتقاء التنموية الاجتماعية      

مقدمة:

 إن التطبيع مع إسرائيل وبناء علاقات رسمية وغير رسمية من قبل بعض رؤساء وزعماء وملوك العرب وفي شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والاستخباراتية ليست وليدة اللحظة وإنما سبق ومرت بعدة مراحل ابتداءً من اتفاقية كامب ديفيد التي هيأت لأول معاهدة سلام مع إسرائيل إضافة إلى التطبيع السري الذي سلكته بعض الدول لعقود من الزمن، ومنذ احداث الربيع العربي التي عصفت بمنطقة الشرق الأوسط بعد عام 2011م وما مهد لها سابقاً من غزو الولايات المتحدة الامريكية للعراق بعد العام 2003م

وبعد مجيء إدارة الرئيس دونالد ترامب ومجاهرته العلنية بالعداء لإيران ومساعي السعودية عبر الأمير محمد بن سلمان في تجديد تحالفها مع الولايات المتحدة الامريكية وتقديم نفسها كوكيل إقليمي في الاستراتيجية الامريكية والإقليمية المناهضة لإيران ومحور المقاومة والضامنة اصطفاف الدول الخليجية والعربية مع السياسية الامريكية وهو ما جسدته القمة الخليجية الامريكية في أيار 2017م التي شكلت حالة من الانعطاف في التفاعلات الجيوسياسية القائمة في منطقة الشرق الأوسط ، وأصبحت إسرائيل تتمتع ببيئة استراتيجية مريحة عقب قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 22 أيار 2017م برحلة مباشر الأولى من نوعها بين السعودية و إسرائيل وهو ما بينه بوضوح وزير الدفاع الإسرائيلي افغيدو ليبرمان خلال مؤتمر هرتسيليا للدراسات السياسية والاستراتيجية بعد شهراً من القمة الخليجية الامريكية بقوله: " إذا اردنا انهاء الصراع فإن علينا اولاً تحقيق سلام إقليمي مع الدول السنية المعتدلة كافة والشيء الوحيد الذي يمكن أن يشكل ضوء في نهاية النفق هو سلام إقليمي يشمل علاقات دبلوماسية واقتصادية كاملة فوق الطاولة وليس تحتها مع دول الخليج وغيرها" وهو الامر الذي هرولت إليه دول الخليج في تطبيعها وعلاقتها.

الهدف من البحث.

1-هدف البحث يأتي تحت العنوان الذي حدد للقضية الفلسطينية مؤامرات تطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني وتأثيره على القضية الفلسطينية وعلى الأمة بأكملها لما له من نتائج وآثار مترتبة وفي إطار هذا العنوان العريض وتحقيقاً لما طلبه فإن البحث يسهم في رسم استراتيجية مؤامرات التطبيع مع الكيان الصهيوني "الخليج تبعية وهيمنة" إضافة توضيحه الأهداف الخفية والمعلنة للكيان الصهيوني المراد تحقيقها من خلال وسائل وأدوات التطبيع وإبراز الاثار المترتبة على ذلك وتوضيح دور ومسؤولية العلماء والنخب.

المبحث الأول: تعريف التطبيع أشكال التطبيع وجذوره.

التطبيع لغة: هو جعل غير ما هو طبيعي طبيعياً.

التطبيع اصطلاحاً: هو بناء علاقات رسمية وغير رسمية سياسية واقتصادية وثقافية وعلمية واستخباراتية مع الكيان الصهيوني.

والتطبيع يعني شروع دولة عربية بإقامة علاقات طبيعية مع الاحتلال الإسرائيلي ومؤسساته واجهزته ومواطنيه عن طريق المشاركة في الأنشطة والمبادرات والمشاريع المحلية او الدولية التي تجمعهم مع إسرائيل مؤسسات كانوا ام افراداً.

من اهم اشكال التطبيع:

هي الأنشطة التي تهدف إلى التعاون العلمي أو المهني أو الفني أو الاجتماعي والنسوي أو الشبابي والذي يهدف إلى ضرب النفسيات وإزالة الحواجز الايمانية والنفسية وضرب المبادئ والقيم في أوساط الشعوب وخلق ثقافة التقارب والاستسلام وما يترتب عليه من نسيان وتجاهل لحالة الحرب القائمة بين الشعب الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي والاعتراف بمشروعية إسرائيل على حساب القضية والأرض.

جذور التطبيع.

على صعيد التاريخ ومكونات الصراع وتجارب الحل بالتسويات السياسية والتطبيع مع إسرائيل فقد مرت الدول العربية بعدة مراحل ابتداءً من اتفاقية كامب ديفد والتي هيأت للتوقيع بعد ستة أشهر على أول معاهدة سلام بين إسرائيل ومصر 1979م اثارت المعاهدة حينها غضب العرب الذين رأوا ان مصر حاملة لواء العروبة اثناء حكم جمال عبدالناصر وان الاتفاقية اخلت بموازين القوى في الشرق الأوسط ورأت الدول العربية أن في المعاهدة سلاماً منفرداً ونوعاً من الخيانة وخصوصاً حيال الفلسطينيين الامر الذي أدى إلى قطع العرب علاقاتهم مع مصر.

- تلتها مفاوضات السلام في مؤتمر مدريد عام 1991م الذي تمت فيه المفاوضات الثنائية الأردنية والفلسطينية واللبنانية والسورية مع إسرائيل إلى جانب مفاوضات دولية متعددة حول المياه والعلاقات الإقليمية والامن الإقليمي والتي اكسبت إسرائيل وضعاً سياسياً ودبلوماسياً وضغطت لمسار تفاوضي فلسطيني افضى لما يعرف باتفاق أوسلو الذي تم عن طريقه تجميد جميع الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني من الدولة والعودة والحقوق والمياه والمقدسات بل وشرع للانتهاكات التسعفية وهدم البيوت وقطع شجرة الزيتون واجتثاث الهوية والعروبة.

ثم مفاوضات السلام الأردنية الإسرائيلية التي افضت إلى معاهدة وادي عربة للسلام عام 1994م والتي تم توقيعها بسرعة غير متزنة ورغم ذلك استمرت إسرائيل في تجاهل الدور الأردني في الأماكن المقدسة وانتهاكه واستمرت في مماطلة دائمة للتوصل إلى حل نهائي لاحتلال فلسطين وقامت بالعديد من الاختراقات الامنية والعسكرية ضد الأردن، وتم حصارها اقتصادياً مع الضفة الغربية وتهديدها بأن شرق نهر الأردن جزءٌ من وعد بلفور لإسرائيل الوعد الذي شرعته عصبة الأمم لاحتلال فلسطين.

ما أشرنا اليه من تجارب وغيرها من التجارب لمدة 42 عاماً تشير إلى فشل قدرة العلاقات العربية الجديدة مع إسرائيل.

يرى الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي:(رضوان الله عليه) في محاضرة "يوم القدس العالمي" أن هناك الكثير من المعاهدات التي تم التوصل إليها بين إسرائيل والعرب وبين الفلسطينيين وكيف تنكرت اسرائيل لكل تلك المعاهدات في الوقت الذي مازال العرب والفلسطينيون أنفسهم يعلنون أمام كل نكث عهد من قبل إسرائيل أنهم متمسكون وملتزمون بمعاهدات السلام وأنهم محافظون على السلام.

 وأكد أن المعاهدات والاتفاقيات التي يعقدها المطبعون مع إسرائيل ماهي إلا مجرد ألاعيب يقومون بها مع العرب لأنها سرعان ما تنعكس على مواقفهم مجرد أن يتمكنوا؛ لأنهم ممن ينقضون العهود والمواثيق عبر تاريخ البشرية قال تعالى: {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ }البقرة100 تبادل الأدوار والمواقف هي المتداولة والمعروفة كلما عاهدوا عهداً إذا ما عاهد حزب العمل عهداً نقضه حزب الليكود في معاهدات ومواثيق مع الفلسطينيين ومع العرب.

المبحث الثاني: العلاقات الصهيوأمريكية - الخليجية: هيمنة وتبعية

علاقات مبكرة: يرجع بعض الباحثين العلاقات الخليجية مع "الكيان الصهيوني" إلى وقت مبكر، وفي عام (١٩٩٠م) وبعد الأزمة العراقية – الكويتية وما يسمى حرب الخليج الثانية رأت –أنظمة الخليج-أن التهديد جاءها من الأشقاء العرب قبل غير الأشقاء، وعليه وقع "التطبيع" الإماراتي-الإسرائيلي" ضمن هذه القراءة، ومهد لها منذ أمد، ولم تكن محض صدفة، فلا صدف في السياسة، وهي بالأساس أي هذه الدول مطبعة سرًا مع إسرائيل!

يقول ديفيد ميدان، مسؤول تجنيد العملاء للموساد حول العالم في لقاء مطول معصحيفة إسرائيل اليوم"، إن "عام 2005م شهد أول زيارة له إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي الرحلة الأولى لأول مسؤول كبير من جهاز الموساد مع هذه الإمارة، وهنا بدأ الاتصال السري، ولذلك فإن -اتفاقية السلام-التي أعلنت مؤخرا بين تل أبيب وأبو ظبي هي نتيجة لسنوات عديدة من النشاط السري[1].

سياسة التضليل والتزييف (اجترار الأساطير):

مع استمرار عمليات تهويد القدس وصهينته من قبل الاحتلال، خرج الروائيّ والمحقّق المصريّ/ يوسف زيدان، وهو من دعاة التطبيع في مصر، بالقول إنّ المكان الذي أُسريَ إليه النبيّ محمد – صلى الله عليه وعلى آله وسلم -ليس القدس، وإنما هو مكان قريب إلى الطائف بالمملكة العربيّة السعوديّة؛ الأمر الذي تماشى مع الأيديولوجيّة الصهيونيّة لصرف انتباه العرب المسلمين عن القدس باعتباره مكاناً ليس له أهميّة، لأنّ القرآن لم يقم بذكره.           

(وفي هذا التوجه ظهرت مؤلفات لكتاب مصريين وعراقيين، وآخرين من دونهم تسير في هذا المسار، وربما أبعد من ذلك، وحاولوا تكييف بعض المعلومات وتوصيفها بحيث تبدو القدس في اليمن (قَدَس-تعز)، ونجران.الخ، وتحظى مثل هذه المؤلفات باهتمام القراء، وربما اليهود)[2]

وفي مجمع الملك بمكة المكرمة ترجم القرآن الكريم، وتبنى الرؤية "الصهيونية" في بعض المواضع التي لها دلالة عقدية، مثلا: ترجمت الآية الكريمة {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} الإسراء1

وتم وضع "حائط المبكى" بدلا عن المسجد الأقصى؛ كذلك في قصة نبي الله إبراهيم مع ابنه إسماعيل –عليهم السلام - والرؤيا بأنه يذبحه. الخ، ترجمت على أساس أنه ابنه إسحاق، وغير ذلك الكثير!

إحدى الدراسات توصّف ظاهرة في الواقع العربيّ، تمتد من مصر إلى الخليج، يمكن تسميتها بـ"الواقعيّة المُطبِّعة" التي يرمي مثقفون عرب ليبراليّون إلى نشرها وبثّها. وأنّ الحجة التطبيعيّة الجديدة ليست سراً، بل علانيّة. فتجدُ مثقفين عرب ليبراليين ينشرون -بكل تفاؤل تطبيعيّ - في الصحف العربيّة، سواء مدعومة مصرياً أو سعوديّاً كصحيفة الشرق الأوسط  والحياة وغيرها، يقولون إنّ إسرائيل ليست عدواً، ويؤمنون بالواقعيّة باعتبار أن إسرائيل هي الدولة الشرق أوسطيّة الأكثر تقدماً وديمقراطيّة -وهي الحجّة السخيفة التي حاول الكيان الصهيونيّ بثّها عبر العالم، لتجميل صورته.              

ولا يقتصر التطبيع على الدعوة إلى هذه الواقعيّة المزيَّفة، بل شهدنا تطورّاً أيضاً؛ حيث تتم استضافة ضيوف إسرائيليين لـ" تبيان وجهة النظر الإسرائيليّة" على شاشات كالجزيرة –وبالمناسبة فإن قطر من أوائل الدول العربيّة التي طبّعت واعترفت بإسرائيل بعد مؤتمر مدريد، واستضافت شمعون بيريز عام ١٩٩٦م، وافتتحوا حينها المكتب التجاريّ الإسرائيليّ في العاصمة القطريّة الدوحة، وأُنشأت بورصة الغاز القطريّ في تل أبيب.            

مقدمات قبل الإعلان الرسمي: لامتصاص غضب الشعوب المقاومة –للتطبيع – تدرجت في إظهار تلك العلاقة على المستوى الرياضي والثقافي والدبلوماسي.. مثلا:

على المستويات (الدبلوماسي والثقافي والرياضي) شهد التطبيع العربي مع –إسرائيل -تناميًا ملحوظًا. ولا يخفى على الغالب الأعم منا أن شهر أكتوبر من عام (٢٠١٨)، شهد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لسلطنة عُمان. وزارت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية، ميري ريغيف، أبو ظبي في ذات الشهر2018م. وكان ظهورها لافتا، وهي تتجول برفقة مسؤولين إماراتيين مرتدية الحجاب في مسجد الشيخ زايد في أبو ظبي، وقد بدت الوزيرة متأثرة جدا –وبكت فرحا -وهي تستمع إلى النشيد الوطني الإسرائيلي الذي عُزف للمرة الأولى في أبو ظبي بعد فوز لاعب الجودو الإسرائيلي/ ساغي موكي بالميدالية الذهبية في بطولة عالمية للجودو انعقدت في أبو ظبي[3].

وزيرة الثقافة الإسرائيلية ورئيس فريق الجودو الإماراتي أبو ظبي 28أكتوبر2018م

الوزيرة تبكي مع عزف المشيد الـ"إسرائيلي" في أبو ظبي

وشارك في الوقت نفسه وزير الاتصالات الإسرائيلي، أيوب قرا، في مؤتمر "المندوبين المفوضين للاتصالات" الذي عقد في دبي، وقبلها بأيام "وصل وفد رياضي إسرائيلي إلى قطر للمشاركة في بطولة العالم للجمباز، بدأت الخميس 24أكتوبر2018م، ورفع علم إسرائيل في حفل افتتاح البطولة، كما عُزف النشيد الإسرائيلي لأول مرة في مناسبة رياضية تنظمها دولة عربية".

وزار وزير الخارجية والاستخبارات الإسرائيلي/ يسرائيل كاتس، أبوظبي في يوليو 2019م، لحضور المؤتمر البيئي الذي نظمته الأمم المتحدة، كما زار أبوظبي وفد من وزارة العدل الإسرائيلية برئاسة نائبة المدعي العام الإسرائيلي، دينا زيلبر، للمشاركة في مؤتمر دولي لمكافحة الفساد في ديسمبر 2019م، هذا فضلًا عن ظهور وفود إسرائيلية في مسابقات دولية رياضية، ومؤتمرات ثقافية واقتصادية وعلمية دولية في عواصم عربية، مثل أبوظبي والمنامة والدوحة وتونس ومراكش. الخ.
في المقابل، أدّت شخصيات خليجية قريبة من حكوماتها زيارات إلى فلسطين المحتلة، والتقت مع "مسؤولين إسرائيليين"، كان من أبرزها زيارة اللواء السابق في القوات المسلحة السعودية، أنور عشقي، ولقاؤه مع المسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية، دوري غولد، في فندق الملك داود في القدس المحتلة في تموز/ يوليو 2016م، أضف إلى ذلك زيارة وفد بحريني من جمعية "هذه هي البحرين" إلى القدس المحتلة، في كانون الأول/ ديسمبر 2017م، وتوالت مظاهر التطبيع العلنية أيضًا، بحضور مسؤولين عرب مؤتمرات دولية إلى جانب مسؤولين إسرائيليين؛ في 13 و14فبراير 2019م، حضر مجموعة من المسؤولين العرب إلى جانب مسؤولين إسرائيليين المؤتمر الوزاري -لتعزيز "السلام والأمن في الشرق الأوسط"- الذي عُقد في العاصمة البولندية، وارسو، وكان هدفه تشكيل تحالف دولي لمواجهة إيران.. وفي 25 و26 يونيو 2019م،  استضافت العاصمة البحرينية، المنامة، ورشة العمل التي كانت بعنوان -"السلام من أجل الازدهار، الخطة الاقتصادية: رؤية جديدة للشعب الفلسطيني"- وفي يوليو 2019م، التقى وزير خارجية البحرين، خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، مع وزير الخارجية الإسرائيلي/ يسرائيل كاتس، في واشنطن. وفي 28 يناير 2020م، حضر سفير البحرين في واشنطن عبد الله بن راشد آل خليفة، وسفير الإمارات يوسف العتيبة، وسفيرة عُمان حنينة بنت سلطان المغيرية، المؤتمر الذي عقده الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لإعلان تفاصيل الشقّ السياسي لخطته لحل الصراع الفلسطيني -الإسرائيلي، المعروفة إعلاميًا باسم "صفقة القرن"، وقبل كل ذلك إعلان –ترامب -القدس عاصمة أبدية لإسرائيل في 2017م[4] 
 

عقد مؤتمر وارسو فبراير2019م: يُعد المؤتمر الأولَ من نوعه الذي يجمع بين رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبين مسؤولين عرب، وبلغ عدد الدول المشاركة فيه قرابة 60 دولة من إجمالي 90 دولة دُعيت له، ولوحظ ضعف التمثيل الأوروبي، وغيابُ كل من روسيا وتركيا عن المؤتمر، وهو ما أثار التساؤلات عن كون المؤتمر إطارا للرؤية الأمريكية -للسلام في المنطقة -التي تسعى لإعلان القبول العربي بالاحتلال الإسرائيلي، في ظل الاستعدادات الأمريكية لإعلان صفقة القرن.

 شارك (خالد اليماني) وزير خارجية ما يسمى حكومة عبد ربه منصور هادي (القابعة في فنادق الرياض منذ بداية العدوان على اليمن في 26مارس 2015م) وبطريقة مخطط لها تعمدوا وضعه بين ممثل الولايات المتحدة ورئيس وزراء "إسرائيل"، ووضعوه في موقف محرج، وظهر في المؤتمر كخادم لـ بنيامين نتنياهو (رئيس حكومة إسرائيل)[5].                        

وإذا كانت أهدافه المعلنة واضحة فإنه يوجد أهداف أكثر أهمية للمؤتمر غير معلنة، وظهرت قوة هذه الأهداف في ظل المساعي الأمريكية التي تعمل على تجاوز القضية الفلسطينية، وإدماج كيان الاحتلال الإسرائيلي في المنظومة الإقليمية مع الدول العربية غير المعترفة به.

وأصدر السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بيان استنكار، واعتبر المؤتمر محطة من محطات كثيرة حبكت فيها المؤامرات على الأمة، وأن الخونة المرتزقة أرادوا للشعب اليمني أن يكون دمية لـ"إسرائيل" وأداة من أدوات أمريكا كما فعلوا هم.. ودعا إلى الخروج في مسيرات حاشدة الأحد المقبل، للتأكيد على البراءة من أولئك الخونة المنافقين، وأهم النقاط الواردة في البيان موضحة في اللوحة التالية[6]:    

عُقدت ورشة –مؤتمر-البحرين الاقتصادي حسب تعبيرهم، وحضره قادة ومسؤولون من الخليج وغيره، ومثل الخطوة المعلنة لـ "صفقة القرن"، رافقها مؤتمر بعنوان: "متحدون ضد إيران"، أي أن له أبعاد أمنية وسياسية تهدد العالم العربي والإسلامي، واستمرار الصراع !!

وحضره خالد اليماني أيضا، كما هو موضح بالصورة التالية

الإعلان رسميا عن العلاقات مع إسرائيل: من بوابة التهديد الإيراني. برعاية أمريكية "الإمارات والبحرين يوقعان الاتفاق مع إسرائيل": ازدادت علاقات –إسرائيل- مع بعض دول الخليج العربية متانةً"، وتم الإعلان عن العلاقات "الصهيونية الإماراتية" في 13أغسطس2020م، ثم تعززت بإعلان العلاقات "الصهيونية البحرينية" في 15سبتمبر2020م، في البيت الأبيض- الولايات المتحدة برئاسة الرئيس الأمريكي/ دونالد ترامب وبحضور الإمارات، ويوم الثلاثاء28سبتمبر2020م خطب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام حشد من المئات في البيت الأبيض "بعد عقود من الانقسام والصراع، نحتفل ببزوغ فجر شرق أوسط جديد".. وأضاف أن ما يحدث "يغير مجرى التاريخ".. ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالاتفاقات، وقال: "هذا يوم محوري في التاريخ، إنه يبشر بفجر جديد من السلام". .وأشار إلى أن خمس دول عربية أخرى "قطعت شوطاً طويلاً" من الانتهاء من ترتيبات مماثلة.. و"تمثل هذه الاتفاقيات أهم إنجاز دبلوماسي لإدارة ترامب"، حسب تعبير غاري أودونوهو - مراسل بي بي سي في واشنطن.. ويرى باحثون ومفكرون أن البحرين انضمت إلى الاتفاق، ولم يكن ذلك ليحدث من دون موافقة السعودية![7]

 

دونالد ترامب يحتفل بـ"فجر شرق أوسط جديد"

موقف الجمهورية اليمنية من إعلان الاتفاق: تباينت ردود الفعل على التطبيع الإماراتي الإسرائيلي في اليمن، وكان الرفض هو السائد.

 (المجلس السياسي الأعلى - صنعاء): عبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية في حكومة الإنقاذ الوطني في اليمن بأنه خطوة مستفزة لمشاعر العرب والمسلمين والعالم الحر الرافض لاستمرار احتلال الأراضي العربية.

وأكد على حالة الإفلاس التي وصل إليها النظام الإماراتي، وبٌعده عن الثوابت العربية تجاه القضية الفلسطينية.. ولن يؤثر بأي شكل من الأشكال على استمرار نضال الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال وحقه في إقامة دولته على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف.

أنصار الله:

استنكر بشدة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابه المتلفز بمناسبة جمعة رجب 28/8/2020م إن أخوتنا الإسلامية مع أحرار الأمة هي جزءاً من التزامنا الإيماني والديني وفي المقابل فإننا نستنكر كل أشكال التطبيع والعلاقات مع إسرائيل ونعتبرها من الولاء المحرم شرعاً والذي بلغ التحذير منه في القرآن على مستوى قوله تعالى: (لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم)

واعتبر السيد عبد الملك في خطابٍ اخرأن اشكال التعامل مع العدو الإسرائيلي خروجاً من صف الأمة والتحاقاً بركب الأعداء، وخطأ استراتيجياً وخسارة فادحة لصالح عدو مستغل يحتقر من يرتمي في احضانه وجدد الموقف الثابت للشعب اليمني من منطلق هويته الإيمانية ونهجه الثوري التحرري في التمسك بقضايا الامة وعلى رأسها القضية الفلسطينية شعباً وأرضاً ومقدسات وأوضح أن مشكلتهم معنا هو توجهنا الحر المستقل ومواقفنا المسؤولة التي هي نابعة من واقع انتمائنا للإسلام ومن أساس مبادئنا وقيمنا وأخلاقنا ومصداقيتنا في هذا الانتماء وعبر عن ايمانه بالموقف الصحيح في العداء لإسرائيل كعدو للامة الإسلامية وكعدو للشعب الفلسطيني وككيان اجرامي متوحش ظالم مغتصب[8].

 استنكر ناطق أنصار الله ورئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبد السلام، بشدة الاتفاق الصهيوني الإماراتي واعتبره خطوة مستفزة إن هذه الخطوة نقلت ما في السر إلى العلن، وتثبت أن العدو الصهيوني والأمريكي مستمر في تدمير المنطقة.

 ولفت إلى أن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي ومشاركة الإمارات في العدوان على اليمن يثبت أن اليمنيين يدفعون أرواحهم ودماءهم فداءً للقضية الفلسطينية.

وأشار ناطق أنصار الله إلى أن العدو الإسرائيلي حرص على تسمية الاتفاق باتفاق “إبراهام” ليخدع العالم، مؤكدا أن قضية فلسطين حاضرة في وجدان شعوب الأمة الحرة. وأوضح عبد السلام أن هذا الاتفاق ليس ضد إيران، بل ضد الأمة العربية والإسلامية، مشيرا إلى أن محور المقاومة أثبت أن من يقف في جانب فلسطين هو صاحب الموقف المحق والصحيح.

 إن اتفاق اليوم دعاية أمريكية، وقضايا الأمة تباع اليوم على رصيف الانتخابات الأمريكية

أن كيان العدو لن يتوقف عن الاستيطان، وأن الادعاء الإماراتي بوقفه ادعاء ساذج لتبرير موقفها،

سمعنا أن بعض حلفاء الإمارات في اليمن تحدثوا عن علاقات مع العدو الإسرائيلي، وأن ما يحصل في اليمن من عدوان هو محاولة لإخضاعه للسيادة الأمريكية والإسرائيلية. وأوضح أن المعركة مترابطة، السعودية لا تريد أن تظهر في البداية، وإلا فهي راعية “صفقة القرن”، إن السعودية والإمارات هم حلقة في سلسلة المشروع الصهيوني في المنطقة.

رابطة علماء اليمن: قالت الرابطة: في بيان لها إن الإمارات تعمل جهاراً نهاراً لصالح العدو الصهيوني ولم يكن إعلان الرئيس الأمريكي لهذا التطبيع بشكل رسمي إلا تتويجاً لمواقف الإمارات الخيانية.

إن ما يقوم به النظامان الإماراتي والسعودي من شن العدوان على شعبنا اليمني يأتي في سياق التطبيع والتحالف مع أعداء الأمة، ودعت كل الأحرار في شعبنا وأمتنا التصدي للاتفاق الإماراتي الصهيوني ومواجهته بالوعي والبصيرة وبالجهاد في سبيل لله. وأكدت أن أي تطبيع مع كيان العدو هو خيانة لله ولرسوله ولفلسطين وللأمة الإسلامية، داعية الشعوب العربية والإسلامية لمقاومة التطبيع والثورة على المطبعين.

حزب الحق: أكد في بيان أن الاتفاق خطوة خطيرة توضح مستوى الارتماء في حضن العدو يكشف حقيقة الدور الخائن الذي رسمته دول الاحتلال للكيانات التي صنعتها تحت مسمى دول وإمارات عربية

ودعا جميع شعوب أمتنا الإسلامية والعربية خصوصا شعوب الجزيرة العربية الذين تحكمهم هذه الأنظمة العميلة إلى إعلان رفضهم وإدانتهم لهذه الخطوات

الأمة الإسلامية والعربية لن تقبل بالتولي لأعداء الأمة تحت أي مسمى وأي مبرر[9]                                                               

حكومة عبد ربه منصور هادي-الرياض: رغم وجود إشادة من بعض المكونات إلا أن هناك إدانة من بعض التيارات الجنوبية رافضة الربط بين "القضية الجنوبية" و"الاحتلال الإسرائيلي"، تقدم صورة للواقع.

وزير خارجية هادي(محمد الحضرمي) استنكرت القرار الإماراتي، وقالت إن "موقفنا سيظل ثابتا ولن يتغير تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق -غير القابلة للتصرف- وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف" .وأضاف "أن الشعب اليمني"سيظل داعما للشعب الفلسطيني الشقيق ولحقه في أرضه ودولته، ولن نحيد"، وفقا لما نقلته صفحة الوزارة على تويتر.

 

وقال "محمد الحضرمي" بالرغم أن هذه الخطوة قد تبدو غير مهمة بالنسبة لليمن، فإن تطبيع الإمارات للعلاقات مع (إسرائيل)، في الوقت الذي ترعى فيه المجلس الانتقالي الجنوبي، قد يؤدي في النهاية إلى نتائج غير مرغوب فيها لكل من اليمن والعالم العربي الأوسع، مع المزيد من التدخل والعسكرة والتنافس.ومن شأن كل هذا أن يطيل أمد الحروب، ويمثل تهديدا لوحدة أراضي اليمن، ويحفز المظالم المشروعة، ويزيد من المنافسة الجيوسياسية.

عبد الملك المخلافي/ مستشار عبد ربه منصور هادي هاجم الإمارات على قرارها بالقول إن "التطبيع الإماراتي مع العدو الإسرائيلي غير مبرر ومدان من كل الشعوب العربية، وهو تنكر للعروبة ولقيم الأمة وثوابتها ومواثيقها واتفاقاتها ومصالحها".

وأضاف "عبد الملك المخلافي" على تويتر أن التطبيع يشكل "تفريطا بحقوق الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وخدمة للمشروع الصهيوني وكافة المشاريع الأخرى التي تستهدف الأمة".

هاني بن بريك، القيادي في الانتقالي الجنوبي، شارك تغريدة التطبيع لـ"بن زايد" معلقا بالقول: "إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية سيكتبه التاريخ لسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان".

‏وأضاف مسبحا بحمد القرار بوصفه "اتفاق وضع خارطة طريق نحو تعاون مشترك مع إسرائيل، وصولا لعلاقات ثنائية"، معتبرا القرار بالـ"شجاع من قائد حكيم سيخدم خيار العرب في حل الدولتين، وخدمة الشعب العربي الفلسطيني وإنهاء المتاجرة بالقضية".

كما قام "بن بريك" بمشاركة تغريدة لـ"نتنياهو" بالعربية معلقا " وعليكم السلام وعلينا، وحيا على سلام تسكن فيه المنطقة، ويقطع دابر الحروب وتجارها"، حيث قال "رئيس حكومة الاحتلال" في التغريدة: "السلام عليكم وعلينا".

ما يسمى "حراس الجمهورية: مدعوم من "أبوظبي": أعلن تأييده للقرار الإماراتي بالتطبيع مع الكيان الصهيوني.. وقالت قوات حراس الجمهورية، التي يقودها نجل الرئيس اليمني السابق، إنها تعلن "دعمها لاتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل، وتصفه بالإنجاز الدبلوماسي والتاريخي"[10].

 السودان: بعد اتفاق البحرين إسرائيل تسرب أخبار عبر وسائل الإعلام أن القادم هو السودان، في تهيئٌة للرأي العام العرب والإسلامي، وبالفعل بدأت الخطوة الأولى عندما قام وزيرٌ الخارجيةٌ الأمريكي ما كٌ بومبيوٌ بزيارة للخرطوم في شهر أغسطس وأثار مسألة إقامة السودان علاقات مع إسرائيلٌ، وأبلغه رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك آنذاك بأنه ليس لديه تفويضٌ بذلك، وما هي إلا أيام معدودة حتى أذاعت وسائل الإعلام عن محادثات بينٌ وفد من القادة السودان برئاسة عبد الفتاح البرهان رئيسٌ مجلس السيادة ووزيرٌ العدل نصر الدينٌ عبدالباري والأمريكان نيابة عن الإسرائيلي في "الإمارات"، استمرت ثلاثة أيام واختتمت يوم 23 سبتمبر 2020م م، وذكرت وكالة أنباء سونا أن رئيسٌ مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان وصل بلاده بعد مباحثات وصفها بأنها "اتسمت بالجدةٌ والصراحة" وذكرت وسائل إعلام سودانية أن المحادثات "بحثت بشكل مستفيضٌ عدداً من القضايا أهمها:

- رفع السودان من قائمة الدول الرعاة للإرهاب

- دعم اقتصاده بمبالغ ضخمة) حسب وسائل الإعلام بالمقابل "موافقته على التطبيع مع إسرائيل.

واستخدمت السودان سياسة إرباك الرأي العام بغرض تهيئته لتقبل الأمر الواقع: من أجل امتصاص المواقف الرافضة لإقامة العلاقة مع إسرائيل ونفذت عدداً من الأنشطة منها تسر بٌ مقطع فديو يظهر 5 شبان بينهم فتاة، وبجانبهم علما السودان و "إسرائيلٌ" و يوٌجهون التحية بالقول: "تحيا ٌالسودان. تحيا "إسرائيل". سلام للأبد.

"إسرائيل " أخوة"، واختتم الفيديو بالصراخ: "هاتفا. شالوم السودان شالوم

إسرائيل ". واحتفى "إسرائيليون " بمقطع الفيديو.

المبحث الثالث: الأسباب والمبررات للتسابق على التطبيع مع "إسرائيل":

بالنسبة للأسباب والمبررات الداخلية:

السبب ليس الشعوب بالتأكيد، وإنما السبب هو في أن تلك الأنظمة المسيطرة على الحكم التي لم تربي الشعب على التعبير عن رأيها في قضايا الأمة على الأقل. بل توجه الأنظمة إلى تثقيف الشعوب ثقافة غير مقاومة، والقبول بـ“إسرائيل”، وأن القضية الفلسطينية غير ذات أهمية بل نجد أن كثير من الزعماء جندوا أنفسهم لخدمتها وقضوا اعمارهم لخدمتها وتنفيذ مخططها وفي الوقت الذي تقوم شعوبهم بثورة عليهم تتركهم وتتخلى عنهم.

أما على المستوى الإقليمي: الاستجابة لأي ضغط يمكن أن تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية عليهم في أي مجال من المجالات، وبالتالي كان من الضروري الحفاظ على الدعم الخارجي الذي يأتي بشكل أساسي من واشنطن ولو على حساب المصالح الوطنية بعيدة ومتوسطة الأمد المتعلقة جوهرياً بمنظومة الأمن الإقليمي والاستقرار المجتمعي المستدام.         

إن أسباب المسارعة إلى اتفاقات العلاقة مع إسرائيل، التي أوردها البعض غير مقنعة، وإنما تطرح كذرائع وتبريرات، أو تلبسها كأقنعة، والتضليل لصرف الأنظار عن الدوافع والأسباب الواقعية. ولا يمكن بحال فصل خطوات التطبيع الحالية عن السياسة الخارجية الأمريكية التي تسعى لتصفية القضية الفلسطينية تحت ستار ما يسمى بـ"صفقة القرن". كما لا يمكن فصل مرحلة التطبيع العلني، وإقامة علاقات رسمية بين الدول العربية وإسرائيل عن قضية تيران وصنافير، بعد ملكية السعودية لهما، ما أدى إلى إدماجها في اتفاقية كامب ديفيد، لأنها تقع ضمن اتفاقية ج في الاتفاقية، وهو ما سيوفر للسعودية أداة تبريرية للتطبيع، متعللة بأنها مجبرة على فعل ذلك بحكم الجغرافيا بعد امتلاكها لهذه الجزر"[11].

علاقات هيمنة: تقوم استراتيجية –التطبيع-الصهيوني، على إدراك جيد للمشهد العربي الراهن، ومحاولة استغلاله من أجل تحقيق أهداف إسرائيل لأهدافها السابقة، فـ “التطبيع” الصهيوني، يهدف إلى التعامل مع قضية غير استراتيجية (السلام مع الدول العربية)، للوصول إلى الهدف الاستراتيجي الصهيوني في الهيمنة على العرب. وإن جوهر التطبيع، بالنسبة للكيان الصهيوني، بمساراته واشتراطاته، هو تصفية وليس لتسوية القضية الفلسطينية، وتوفير اللحظة التاريخية التي يتحول فيها الفلسطيني من المقاومة إلى التسليم والقبول بالمعروض كما تحاول صفقة القرن

الاتفاق يتبنى الرواية الإسرائيلية:

أوضح ديفيد فريدمان/ السفير الأميركي في إسرائيل، سبب تسمية الاتفاق بـ "أبراهام"، بقوله: "إبراهيم، كما يعلم الكثير، أبًا للديانات الثلاث العظيمة"، وهذه ليست المرة الأولى التي تعتمد فيها الإدارة الأميركية على -الرواية التوراتية- لإثبات حق ديني لإسرائيل، فقد اعتمدت "خطة التسوية" في كثير من مفاصلها على هذه الرواية، ومن المفارقات اعتماد إدارة ترامب على "الرواية التوراتية" لأنها الرواية الوحيدة التي تعطي دلائل دينية لليهود في فلسطين.

الاتفاق تعبير عن إقامة حلف: يرى الباحث/ هاني المصري، المدير العام لمركز مسارات، أن أخطر ما في "اتفاق أبراهام" ليس كونه تطبيعًا بين بلد عربي والاحتلال، بل في أنه يدشن أول خطوة عملية علنية كبيرة على طريق إقامة حلف بين عدد من الدول العربية والولايات المتحدة وإسرائيل"[12].

ويرى نتنياهو أنّ إيران هي العدو الأول لإسرائيل، وفي بعض الأحيان يقارن قادتها بالنازيين.

أهداف معلنة: أوضح الخبير بالشؤون العربية والباحث في المركز المقدسي للشؤون العامة والدولة يوني بن مناحِم، في مقابلة مع "القناة السابعة" الإسرائيلية، أن "هناك هدف أعلى من وراء الاتفاقات التي تُنسج مع دول عربية، فالسودان هي دولة مهمة من ناحية استراتيجية في البحر الأحمر وهذا الأمر مهم لإسرائيل، وكشف عن "نية لإقامة حلفٍ إقليمي يضم "إسرائيل" والإمارات والبحرين والسودان ومصر والأردن، ولاحقاً على ما يبدو السعودية أيضاً"

وقال إن "هذا الحلف ستكون له ثلاثة أهداف:

أولها "التعامل مع الخطر الإيراني وكبح مناحي تمدد إيران في الشرق الأوسط"![13]

ويوجد رؤيتان: تعتبر إيران هي التهديد الأكثر أهمية، ولكنها ليست التهديد الوحيد المشترك الذي يجمع (إسرائيل) والإمارات.

إيران: (محور المقاومة) محور إيران وتركيا وقطر والعراق وسوربا وحزب الله (لبنان) وأنصار الله (اليمن) وحركات المقاومة الفلسطينية، وغيرها: يرى باحثون أنه تتركز أولى المصالح الأمنية والعسكرية الإسرائيلية مما بات يسمى "اتفاق إبراهام"، في كونه خدم مصلحة إسرائيل الأمنية، خاصة أمام الجبهة الإيرانية القطرية التركية، فهي تمنح إسرائيل مزايا استراتيجية كبيرة، بالنظر إلى (محور إسرائيل ومصر والإمارات والسعودية وغيرها من ناحية)؛ و(محور إيران وتركيا وقطر والعراق وغيرها من ناحية أخرى).

وتكمن برغبة الإمارات لقيادة دول المجلس التعاون الخليجي من الناحية السياسية، والاقتصادية. ولكن، خلف الستار تحتاج الإمارات إلى دعم طرف إقليمي فاعل ووجدت ضالتها في "إسرائيل"، التي يمكنها مساعدتها، من أجل تحقيق هذا الهدف، لا سيما بعد فشلها في جنوب اليمن بسبب قوة النفوذ السعودي، والعُماني مما أدى إلى انسحاب قواتها. –الأصوب إعادة تموضعها-  مع ذلك لم تزل الإمارات تطمح إلى السيطرة على البحر الاحمر لبناء قواعد اقتصادية حتى تحقق الهيمنة على دول المجلس، ولا سيما هي من تطرح فكرة المشروع الفيدرالي لدول مجلس التعاون الخليجي، ولأنها تترأس "مجلس الخليج" العام المقبل![14]

 تعانق سياسي - اقتصادي: لا تتوقف حكومة أبوظبي عن السعي للسيطرة على موانئ الشرق الأوسط ومنطقة القرن الأفريقي تحديداً، ويثير ذلك تساؤلات بشأن دوافع وطبيعة هذه المساعي، وهل هو مجرد طموح اقتصادي لزيادة عائدات الدولة أم أنه مشروعاً سياسياً يتخفّى وراء أقنعة الاقتصاد؟ وتفصح خريطة الملاحة والموانئ في الشرق الأوسط والقرن الأفريقي، عن تمدد الإمارات جيواستراتيجياً من اليمن إلى جيبوتي والصومال وإرتيريا ومصر ثم السعودية؛ حيث حصلت قبل أقل من عام، على حق إدارة وتشغيل وتطوير محطة الحاويات الجنوبية بميناء جدة الإسلامي، في صفقة بـ500 مليون دولار؛ لكن الخطوة الأكثر خطورة في هذا المجال تتمثل برأي خبراء، في سعي الإمارات و"إسرائيل" إلى ضرب حركة النقل بقناة السويس من خلال تشغيل خط ملاحي بين دبي وميناء حيفا مروراً بميناء جدّة السعودي؛ وخلال السنوات الماضية، بسطت الإمارات نفوذها في أكثر من نقطة على البحر الأحمر، وتمكنت من السيطرة على عدد من الموانئ المهمة في اليمن والصومال وإرتيريا، وغيرها، وهو ما سيمنح "إسرائيل" موضع قدم في كل هذه المناطق.

ضرب قناة السويس: تسعى إسرائيل لنقل نفط الخليج عبر أنبوب الغاز الممتد من تل أبيب إلى ميناء حيفا، هذا الأمر يستوجب تطوير الموانئ الإسرائيلية، وهو في النهاية سيضع مليارات الدولارات بخزانة الاحتلال، في حين سيدمر قناة السويس بشكل كامل.. لأن أحد المخرجات الفورية للتطبيع هو اتفاقية موقعة بين شركة "موانئ دبي" العالمية، وشركة "دوفر تاور" الإسرائيلية لتطوير الموانئ والمناطق الحرة، وفتح خط شحن مباشر بين ميناء إيلات المطل على البحر الأحمر وجبل علي في دبي، تمهيدا لبناء خطوط تجارية بينهما مع دول أخرى، لتسهيل الأعمال التجارية في المنطقة وتحسينها، عبر إقامة مشروع مشترك لميناء حيفا.[15]

 في السياق، قال رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع، إن إنشاء خط أنابيب النفط "إيلات-عسقلان" الإسرائيلي إلى الخليج يهدد الأمن القومي المصري وقناة السويس. وقال ربيع في مداخلة على قناة فضائية خاصة، مساء الأحد (20 سبتمبر)، إن الأمر يأتي في إطار ترتيبات إقليمية تمس الأمن القومي لمصر؛

 

خارطة توضح مخطط خط الأنابيب بين موانئ الإمارات و "إسرائيل"

وليس خافيا على المصريين أن الإمارات تسعى باتفاقها مع إسرائيل للاستحواذ على تطورات المنطقة، فهي تسيطر على الساحة اليمنية، وتسعى لمقاسمة مصر النفوذ في ليبيا، لكن الحقيقة الماثلة أن مصر، ورغم ترحيبها بالاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، تخشى من تراجع دورها الوظيفي، وخسارة كل الساحات لحساب الإمارات!

البعد الأمني والاستخباراتي (شركات التقنية وخبراء الموساد):على المستوى الاستخباراتي والأمني، تسعى الإمارات إلى علاقة دفاعية/أمنية مع القوة العظمى في المنطقة، أي "إسرائيل".

وفي واقعةٍ عُدّت بداية للتعاون الاستخباراتي والأمني الإسرائيلي مع السعودية، استعانت الرياض، في أغسطس 2012م، بمجموعة من الشركات العالمية في الأمن السيبراني، من بينها شركة إسرائيلية لحماية أمن المعلومات لوقف الهجوم الذي تعرّضت له شركة "أرامكو السعودية"؛ فقد اخترق متسللون أجهزة كومبيوتر تابعة للشركة باستعمال فيروس يدعى "شمعون"، الأمر الذي أدّى إلى تعطيل إنتاج النفط السعودي.

وتزايد أخيرا اهتمام بعض دول الخليج العربية بشراء التكنولوجيا الاستخباراتية المصنوعة في "إسرائيل"، بغرض مراقبة صحافيين وناشطين وحقوقيين. واشترت الإمارات من المجموعة نفسها تكنولوجيا متطوّرة لقرصنة الهواتف النقالة بغرض التجسس على معارضيها وخصومها؛ وتدار بخبرات إسرائيلية تتبع الموساد، حيث أصبح الخبراء الإسرائيليون المتقاعدون يعملون مع الإمارات كمدربين ومرتزقة، وينفذون مخططاتها في تعقب الإسلاميين –ومن تراهم خطرا يهدد أمنها- في اليمن؛ وذكرت صحيفة هآرتس العبرية، في تقرير للكاتب حاييم لفنسون، أن العقود الإسرائيلية مرتبطة مع "السعودية والبحرين وسلطنة عُمان والإمارات"، وأشارت الصحيفة إلى أن تل أبيب تشجع بشكل رسمي شركة NSO  التي يتركز عملها على الاستخبارات الإلكترونية، من أجل بيعها برنامج "بيغاسوس" للدول الخليجية، لكي تتمكن من التجسس على المعارضين لأنظمتها وخصومها السياسيين.. كما كشفت مصادر في (إسرائيل) عن عمل ضباط استخبارات إسرائيليين في جيش الاحتياط في شركات خاصة بعضها مرتبطة بمخابرات الإمارات العربية المتحدة، ومن غير المستبعد أن يكون كل هذا التجنيد الإماراتي لخبراء السايبر "الإسرائيليين"، يجري بموافقة الجهات العليا في (إسرائيل)، بهدف تعزيز التعاون الاستخباراتي مع الإمارات من جهة، ولكي يبقى هؤلاء الخبراء عيناً لـ (إسرائيل) لتزويدها بمعلومات تجسسية، حتى لو أعلنوا قطع علاقاتهم معها، على شركة الاستخبارات الإماراتية نفسها![16]

أهداف بعيدة المدى: يقول الكاتب "سايمون واتكينز في تقرير على الموقع الأميركي "أويل برايس" وبحسب "إمارات ليكس"بأن الجزء الرئيسي من الاتفاق الاستخباراتي المشترك بين الإمارات و"إسرائيل"، وبالتالي الولايات المتحدة. هو الزيادة الهائلة في العامين الماضيين في شراء العقارات التجارية والسكنية في محافظة خوزستان جنوب إيران من قبل الشركات المسجلة في الإمارات، لا سيما تلك الموجودة في أبو ظبي ودبي؛ وخوزستان منطقة رئيسية فيها احتياطيات إيران من النفط والغاز. إن هذه الشركات في أبو ظبي ودبي يتم تمويلها بالفعل من شركة عقارات "إسرائيلية" كبرى ويتم تمويل هذه الشركة من "إسرائيل والولايات المتحدة". وقد تم إعداد عملية التمويل خصيصا لهذا المشروع، بميزانية قدرها 2.19 مليار دولار أميركي. وإن 62% من تمويل هذه العملية يأتي من منظمات مرتبطة بالسعودية.

عسكريًا، تُشارك دول عربية عديدة، من بينها السعودية والإمارات، في تمارين عسكرية إلى جانب "إسرائيل"، من أهمها تمرين "العلم الأحمر" (Red Flag)؛ وهو تمرينٌ متقدّم على القتال الجوي، تُشرف عليه القوات الجوية الأميركية.

تحالف ومصالح: ازدادت علاقات "إسرائيل" مع بعض دول الخليج العربية متانةً، ففي آب/ أغسطس 2019م، صرّح وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن إسرائيل جزء من "التحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية وضمان سلامة الممرات البحرية"، الذي أنشأته الولايات المتحدة، ويضم السعودية والإمارات والبحرين وبريطانيا وأستراليا وألبانيا، ويهدف إلى تعزيز أمن وسلامة السفن التجارية التي تمر عبر الممرات البحرية.. وينسجم هذا التصريح مع تقييم ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الذي صرح، في نيسان/ أبريل 2018، لمجلة التايم الأميركية، عند سؤاله عن مدى توافق مصالح السعودية مع إسرائيل، قائلًا: "لدينا عدو مشترك، ويبدو أن لدينا الكثير من المجالات المحتملة للتعاون". وهذا يعني أن علاقة الإمارات والسعودية مع إسرائيل باتت تتجاوز مسألة التطبيع إلى التحالف والخدمات المتبادلة، وذلك ليس في مواجهة إيران؛ فهذه الدول تعرف أن "إسرائيل" لن تواجه إيران من أجلها، بل في التنسيق والتعاون على التأثير في سياسات الولايات المتحدة في المنطقة بالخروج من الاتفاق النووي مع إيران، وفي دعم الانقلاب العسكري في مصر، وفي الدفاع عن محمد بن سلمان بعد اغتيال الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، وفي التخوّف المشترك من مطلب الديمقراطية في المنطقة العربية.

 المبحث الرابع: الاثار المترتبة عن التطبيع مع العدو الصهيوني:

اولاً: إن أي تطبيع وإقامة علاقات مباشرة مع العدو الإسرائيلي سيترتب عليه الكثير من الاثار على حساب القضية المركزية للأمة قضية فلسطين والمقدسات التي سيطالها الكثير من التدنيس والهدم والسيطرة والاحتلال وحرف مسارها الإيماني وهويتها ودورها في توحيد الامة وعصمتها إضافة إلى الاحتلال المستمر لأرض فلسطين والتي تعتبر جزء من الامة وزيادة الانقسام السياسي بين الفلسطينيين ونشوء جيل متخبط الفكر والمبادئ غير متمسك بقيمه يرى ان إسرائيل والدول الغربية نموذجاً للدول الناجحة إضافة إلى الدور الكبير الذي سيلعبه في إنجاح صفقة القرن والمخطط الإسرائيلي الذي يسعى إلى احداث تغييراً استراتيجياً هاماً في المنطقة العربية لصالح إسرائيل ومصالحها.

ثانياً: التوجه نحو العداء لكل من يعادي إسرائيل ويتجه نحو المسار التحرري للأمة وهو المسار الذي ينقذها من هيمنة الدول الكبرى.

 ويرى السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في خطابه المتلفز خلال اللقاء الموسع لقبائل وحكماء اليمن 2019م إن التطبيع مع إسرائيل يمثل العداء لكل من يعادي إسرائيل ولكل من يتجه نحو التوجه التحرري الذي يسعى لإنقاذ الامة من سيطرة دول الهيمنة وشواهد ذلك المواقف التي تتخذها في تشويه كل القوى في محور المقاومة ابتداءً بالدولة الإسلامية ايران وحزب الله والعراق وسوريا واليمن وحركات المقاومة في فلسطين وكل من يتجه توجها حراً ومعادياً لإسرائيل ومناهضاً للهيمنة الامريكية فانهم سيوجهون السخط عليها والعداء والكراهية وحشد الطاقات لتشويهها.

ويؤكد في نفس الخطاب انهم في المقابل يعملون بكل جهد إلى تحويل قضية التطبيع إلى قضية مقبولة في أوساط الشعوب وبكل الوسائل الإعلامية والتعليمية والتثقيفية وسيستخدمون كل العناوين السياسية والدينية والمناطقية والعرقية وما يأتي من حروب ونزاعات وصراعات وتمزيق للنسيج العربي إنما هو في سياق مواجهة المشاريع التحررية وهذه هي المشكلة في حربهم على اليمن[17].

ثالثاً: على المستوى الأمني إن التطبيع مع العدو الإسرائيلي يعتبر اخلالاً بالأمن وزعزعة الاستقرار في البلدان العربية والإسلامية والتفريق بين المسلمين ومن خلال المؤشرات والتحولات الجارية في المنطقة أصبحت دولاً عربية ترى في ايران وليس في إسرائيل الخطر الأكبر على امنها الوطني ومن ثم باتت متعددة التحالف العسكري مع إسرائيل وهو ما يشكل تحولاً استراتيجياً في المعادلة العسكرية والأمنية والاستراتيجية في المنطقة.

رابعاً: على المستوى الاقتصادي يتوقع ان تكون التحولات الجارية تداعيات على النظام الاقتصادي العربي ككل وعلى الاقتصاد الخليجي بصفه خاصة لقدرة الاقتصاد الإسرائيلي على اختراقها ببني وهياكل اقتصاد الدول المطبعة والحد من إقامة أي أسواق عربية إسلامية مشتركة والتحكم بمصير العرب بشكل أكبر.

خامساً: على المستوى الثقافي والفكري:

في محاضرة ظلال دعاء مكارم الاخلاق الدرس الأول يقول الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (سلام الله عليه): لاحظوا هم من يسيرون على هذا النحو يريدون أحسن الاعمال التي تكون اكثر تأثيراً ضررها ويبحثون عن اكمل دائرة من الاعمال في الجانب السياسي والثقافي وفي الجانب الاقتصادي لا ينسون حتى الأطفال ولا النساء لا ينسون احداً ابداً ان يضلوه بأي طريقة دائرة واسعة من الاعمال ينطلقون فيها ويبذلون في سبيلها المبالغ الكبيرة من اجل ان يزهقوا الحق ويزهقوا هذه الامة في دينها وكرامتها كما قد ضلوا.

ولأن مؤامراتهم استراتيجية تكتيكية تقوم على التخطيط الطويل فإن بدء استهداف المجتمعات العربية والإسلامية على المستوى الفكري والثقافي كان منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وهي المرحلة التي خسرت فيها أمريكا الكثير من الجند والمال والجهد فغيرت استراتيجيتها إلى استراتيجية الحرب الباردة التي تستهدف المجتمع استهداف فكري ثقافي للتغير في هويته وحضارته بل واسلامه وعقيدته من خلال ضخ الكثير من المفاهيم والتصورات المشوهة لقيمة الإسلامية والايمانية وما نلحظه[18]

وفي الفترة الأخيرة برز التطبيع الثقافي بشكل علني وملفت وتحت مسمى التبادل الثقافي وبأهمية كبيرة تساوي أهمية التطبيع السياسي والاقتصادي لما في ذلك من أهمية للمخططات الإسرائيلية الاستراتيجية التي تعمل إلى تدمير المقومات الذاتية للثقافة والحضارة العربية والإسلامية وفرض الهيمنة الصهيونية التي تجعلهم يستسلمون بشكل سريع وإعادة كتابة التاريخ الثقافي والحضاري للمنطقة من خلال تزييف العديد من الحقائق والبديهيات التاريخية المتعلقة بالاستعمار والاحتلال والاستيطان للمقدسات والتوقف عن تدريس النصوص المعادية لليهود والنصارى في القرآن الكريم وقد ورد ذلك الاهتمام الإسرائيلي على استهداف المناهج التربوية والتعليمية منذ اتفاقية كامب ديفيد حيث كثفت إسرائيل جهودها العلمية لرصد وتسجيل وتحليل المفاهيم لإسلامية المؤثرة في الصراع مع الصهيونية وما تم ملاحظته في الفترة الأخيرة كيف يستهدفون شعوب الدول المطبعة ثقافياً بأنشطة  ماجنة تستهدف الفكر والهوية وتصنع ثقافات في المجتمع بهوية يهودية تستهدف كل شرائح المجتمع وخصوصاً المرأة كونها أكثر ارتباطاً بتربية الأجيال وما يترتب عليها من نتائج إما أن تصب لخدمتهم ويتحولون إلى جنوداً لهم أو أن يكونوا ابطالاً مسلمين.

يقول الشهيد القائد (رضوان الله عليه): في محاضرة من نحن ومن هم

 إذا هم واثقون بأن ما بين أيدينا من العلم والمعرفة من مختلف القنوات هو بالشكل الذي يجعلنا نحن ونسائنا كما يريدون وما معنى كما يريدون أن تكون أمة ضائعة أمة مدجنة لهم أن تكون المرأة نفسها وهي تتعلم من التلفزيون ومن المنهج ومن الندوات الثقافية من مختلف الوسائل من المجلات من الصحف تتعلم كيف تكون في الأخير امرأة بعيدة من ان تنجب عربياً مسلماً بعيدة من ان تنجب ابطالاً مسلمين ستربى جنوداً صهاينة وتنجب مجتمعاً واجيالاً يتحولون إلى خدام لهم[19].

•       المرجع: التطبيع الثقافي الأهداف والشواهد والتعثر _ د/ عدنان أبو عامر

ثانياً: آثار التطبيع على المستوى اليمني.

  1.  يزيد من التحديات المادية لوحدة أراضي اليمن وسيادته؛ لأن (إسرائيل) ترحب بإعادة رسم خريطة اليمن الذي يتميز بموقع جيواستراتيجي هام، حيث أن التقسيم سيخلق طرف عربي ضعيف يحتاج إلى مساعدة كبيرة.
  2.  يرفع من تشابك القضية الجنوبية مع ألعاب إقليمية ودولية ووسيلة لمزيد من التدخل الأجنبي.
  3.  التأكيد على بناء تحالف "أمريكي إسرائيلي إماراتي" ضد اليمن: بالتزامن مع توقيع الاتفاق، أعلن مايك بومبيو وزير الخارجيّة الأمريكي أنّ الإمارات و"إسرائيل" اتّفقتا على بناء تحالف أمني وعسكري ضدّ إيران لحِماية المصالح الأمريكيّة والشرق الأوسط، وزيادة التعاون الأمني والاستخباري لمواجهة ما سماه “الإرهاب". فإن العين الإسرائيلية لم تغفل استهداف اليمن، فهو ملف مطروح منذ سنوات، لأنه بوابتها للسيطرة على مضيق باب المندب، وتشارك هذه الرغبة مع السعودية والإمارات.  وفي ظل مساعي الإمارات للسيطرة في الخليج بدعم الولايات المتحدة وإسرائيل، فإن هناك عملا إسرائيليا إماراتيا مشتركا في اليمن لإنشاء قواعد عسكرية، ومناطق نفوذ مشتركة، لاسيما مع انتشار قواعد أمريكية في منطقة الخليج، والتنسيق الإسرائيلي مع الجيش الأمريكي سيجعلها قادرة على تنفيذ أي عمل عسكري، إن أرادت[20].

المبحث الخامس: مسؤولية النخب وعلماء العالم الإسلامي تجاه التطبيع.

اولاً: إن أساس أي انطلاقه للعلماء والمفكرين والنخب أن ينطلقوا على أساس دين الله ومثاليته وكماله مخلصين وذائبين في عبوديتهم لله وأن يكون اهتمامهم بالقرآن الكريم اهتماماً كبيراً فالله جعله نوراً وموعظة وسلاحاً وعصمة وهدى فهو دين مترابط مع بعضه بعض من سلوكيات ومعتقدات، عبادات كلها قضايا تخدم بعضها بعض بحيث يصبح ما هو صعب سهلاً. ويرى الشهيد القائد (رضوان الله عليه) في محاضرة لقاء المعلمين: أن على مجاميع العلماء أن يخاطبوا الناس ليفهموا بأن الدين ليس هو الذي ضربهم ولا اعاقهم وأن كل اخطائهم التي وقعوا فيها هي بسبب غياب مفاهيم من الدين ووقوع الناس في الابتعاد عن الدين من فترة طويلة[21].

ثانياً: يجب على العلماء والنخب وخصوصاً في هذه المرحلة أن يسعوا إلى تقديم رؤية جامعة للحل في الساحة العربية والإسلامية بناءً على قاعدة اهدنا الصراط المستقيم وتحت ولاية الله ورسوله وقيادة عترته وأن يحملوا روح الجهاد والعطاء وروح الانطلاق في سبيله وأن يكونوا القدوة في ذلك حتى تتربى الأجيال على ذلك وأن يوجهوا خطاب التوحد إلى الأمة والتقوى والصفح و الاعتصام بحبل الله ودينه وكتابه لما فيه رحمة للأمة وسلام وحفظ امنها واستقرارها ومواجهة الثقافة التي يروج لها بأن اختلاف الامة رحمة لكي تظل في صراع وشقاء وهدم لقيم الإسلام والدين على عكس قوله تعالى: " ولتكن منكم أمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر " وقوله تعالى: " كنتم خير أمة أخرجت للناس " ويرى الشهيد القائد في محاضرة لقاء المعلمين أن الله هو الذي يرسم الطريقة الكاملة ويقوم هديه كله على أساس أن تكون هناك أمة واحدة وكيان واحد ومنهجية واحدة وقيادة واحدة وموقف واحد وصف واحد"[22].

ثالثاً: أن تكون الانطلاقة لدى العلماء والنخب من منطلق المسؤولية الدينية والوعي الصحيح في حمل قضية الانتصار لدينه وإقامة القسط.

و ينظر السيد عبد الملك بدر الدين في خطابه المتلفز للعام 1442هـ "في ذكرى استشهاد الامام زيد "سلام الله عليه" أن المسؤولية على أبناء هذه الامة أن يكونوا على درجة عالية من الفهم والوعي وان يفهموا الأمور فهماً صحيحاً حتى لا يتأثروا بالترويج الذي يقوم به المطبعون والا يخضعوا للاستقطاب والتطبيع والتبعية لأعداء الأمة لأنهم لا يريدون الخير لشعوب هذه الأمة. واولويتهم واهتماماتهم ومخططاتهم كلها تصب في مصلحة أمريكا وإسرائيل وقد جندوا انفسهم لذلك[23].

رابعاً: يجب على العلماء والنخب في هذه المرحلة التي برز فيها المنافقون المطبعون أن يستفيدوا من سيرة الانبياء في التعامل مع الواقع الذي تشهده الساحة الإسلامية والعربية من انقسامات وعداء لبعضها البعض وان يستلهموا من حياتهم وحركتهم واعمالهم ومواقفهم الدروس المهمة وتطبيقها في الواقع العملي.

قال الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه): في محاضرة الهوية الايمانية إن (الامام الخميني رضوان الله عليه) هو الشخص الوحيد الذي كان يقول للناس: يجب علينا ان نهتم بدراسة حياة الأنبياء وأن نتعرف على الأنبياء وان نستلهم منهم _ونحن في ميدان العمل _ الكثير والكثير من اساليبهم وحركتهم وأن نتعرف على حركة الأنبياء والقرآن الكريم نحن كدعاة أو نسمي أنفسنا أحيانا دعاة لماذا لا نحاول ان نتعرف على أساليب الأنبياء في الدعوة؟ فهي أساليب مهمة أساليب بالغة في الدقة وشخصيات قوية ومواقف جريئة مع تواضع كامل لله مع رحمة عظيمة بعباد الله وحرص على هدايتهم.

ويؤكد الشهيد القائد: في محاضرات يوم القدس العالمي: لو يرجع المسلمون في مواجهتهم للغرب ولليهود إلى غزوة تبوك وحدها في السيرة وإلى سورة التوبة التي توجهك نحو هذه الغزوة لكانت وحدها كافية ليأخذ المسلمون منها دروساً في معرفة مواجهة اليهود ودول الغرب بكلها[24].

خامساً: على العلماء والنخب أن يستمروا في خلق وترسيخ الوعي للمسلمين في مختلف اقطار الدنيا وبكل الوسائل الممكنة والمتاحة التي تساعد على التعبئة العامة وتوجيه الشعوب في احياء يوم القدس العالمي وهو اليوم الذي دعا إليه الامام الخميني "رضوان الله عليه" كل المسلمين في مختلف اقطار الدنيا وتخصيصه يوماً عالمياً لخلق وعي في صفوفهم وتهيئة أنفسهم ليكونوا بمستوى المواجهة لأعداء الله وترسيخ الولاء والعداء لما له من أهمية في مصير الشعب الفلسطيني واتحاد كلمة المسلمين بجميع طوائفهم.

ويرى الشهيد القائد: أن على العرب أن يستجيبوا لدعوة هذا الرجل العظيم ويستلهموا رؤيته الصحيحة في انقاذهم من إسرائيل

وقال في محاضرة يوم القدس العالمي: أن الإمام الخميني هو الذي أطلق على إسرائيل اسم الغده السرطانية[25].

سادساً:على النخب والعلماء أن يهتموا بتوعية الشعوب وشدهم نحو الاكتفاء الذاتي ليكونوا بمستوى المواجهة والاستفادة من تجربة الاقتصاد المقاوم في الجمهورية الإسلامية ايران.  

نتائج البحث: يوضح هذا البحث جذور التطبيع واشكاله والاهداف ويحلل العلاقات الصهيو امريكية الخليجية هيمنة وتبعية والاثار المترتبة من التطبيع على الأمة في المستوى السياسي والأمني والثقافي والفكري وتوضيح ما يجب الاخذ به من قبل العلماء والنخب في مواجهة التطبيع.

التوصيات:

1-تحصين الساحات الداخلية للشعوب العربية والإسلامية الحرة والدفع بكل ما من شأنه أن يعزز حالة الوحدة العربية والإسلامية ويواجه كل المؤامرات والمخططات الصهيونية.

2-ضرورة إقامة المؤتمرات العلمائية والنخبوية يحضرها من كل دول العالم العربي والإسلامي بهدف تشكيل رأي عام شعبي مناهض للتطبيع.

3- على كل الشعوب الحرة في العالم الإسلامي والعربي رفض كل أشكال التطبيع و العلاقات مع إسرائيل واعتبارها من الولاء المحرم شرعاً.

4-على الدول والشعوب الحرة والكيانات والعلماء والنخب ومنظمات المجتمع المدني أن يستمروا في حملات التوعوية والبرامج والأنشطة التي تدعوا إلى المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الإسرائيلية والأمريكية لما لها من تأثير قوي على الكيان الصهيوني.

5-تقديم المبادرات المستمرة إلى مساندة الشعب الفلسطيني سواءً كانت هذه المبادرات حملا ثقافية أو توعوية لاستنهاض الشعوب أو إعلامية لإبراز القضية العادلة وكذلك ابراز جرائم الكيان الصهيوني بحق المقدسات وحق أبناء الشعب الفلسطيني وكل الأحرار.

6-على احرار الأمة العربية والإسلامية التوجه الصادق نحو العداء لأمريكا واسرائيل والتولي لله ورسوله وآل بيته الاخيار الذين اصطفاهم الله وطهرهم تطهيرا لأنه المسار التحرري الذي سينقذ الأمة.

المصادر والمراجع:


[1] رامي أحمد؛ "الموساد رأس حربة إسرائيل في الجرائم والتطبيع"، (القاهرة: المعهد المصري للدراسات، سبتمبر2020م)

[2] للمزيد من التفاصيل يرجع إلى:

  • أحمد عيد؛ "جغرافية التوراة في جزيرة الفراعنة"، (القاهرة: مركز المحروسة للبحوث والتدريب والنشر، ط1، فبراير1996 م).
  • فاضل الربيعي؛ "القدس ليست أورشليم: مساهمة في تصحيح تاريخ فلسطين"، (بيروت: رياض الريس للكتب والنشر، ط1، يوليو2010م).

 

[3] بسام ناصر- عربي21؛  "ما دوافع دول الخليج للتطبيع مع إسرائيل وما الذي ستجنيه؟"، الأربعاء، 31 أكتوبر 2018م

[4] للمزيد حول تلك الزيارات يرجع إلى:

القدس نت- نقلا عن: "التطبيع العربي مع إسرائيل .. مظاهره ودوافعه"، 21يونيو2020م، على الرابط:

https://qudsn.net/post/176641/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D9%85%D8%B9-

[5] لمزيد من الاطلاع يرجع إلى: موقع الـbbc؛ "مصير صفقة القرن: الرفض أم القبول؟"

12مارس/ آذار 2019م، على الرابط:

https://www.bbc.com/arabic/interactivity-47547215

[6] السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي؛ "بيان حول مؤتمر وارسو"، الجمعة 15فبراير2019م.

[7] الـbbc؛ "التطبيع مع إسرائيل: دونالد ترامب يحتفل بـ"فجر شرق أوسط جديد"، 15 سبتمبر/ أيلول 2020م، على الرابط:

https://www.bbc.com/arabic/middleeast-54168045

[8] السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي؛ "خطاب متلفز بمناسبة جمعة رجب" 28/8/2020م.

[9] المنار؛ "مواقف يمنية منددة بقرار الإمارات .. الدور الإماراتي المرتبط بكيان العدو لم يكن غائباً علينا"، 13أغسطس2020م، على الرابط:

https://almanar.com.lb/7088666

[10] أخبار اليوم؛ "التسبيح بحمد التطبيع المُهين..كيف حشدت «الإمارات» لقرار التطبيع وما موقف الأطراف اليمنية؟"، الأحد 16 أغسطس-آب 2020م، على الرابط:

 https://akhbaralyom-ye.net/news_details.php?sid=124758

[11] فادي ميده،  "ما بين مبادرة “السلام” العربية 2002 وورشة البحرين 2019م"، 30يونيو2019م

 

[12] المحيط برس؛ "سفيرة اسرائيل في أمريكا تذل السفير الاماراتي وتمسح بكرامته الأرض..لن تصدق الفضيحة المدوية التي كشفتها السفيرة الإسرائيلية عن حكام الإمارات مع النساء"، 20يونيو2020م ، نقلا عن: هاني المصري، "تطبيع أم تحالف؟"، المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية (مسارات)، 17/8/2020

: Bit.Ly/3l2zmjv

 

[13] رنده عطية؛ "القوى الناعمة.. سلاح "إسرائيل" الفتاك لغزو القارة الإفريقية"، موقع ن بوست 23/02/2020م، على الرابط:

https://www.noonpost.com/content/36060

[15] للمزيد من التفاصيل يرجع إلى:

إسماعيل نعمان تلجي؛ "التطبيع الإسرائيلي-الإماراتي وتعاونهما الاستراتيجي في مجالي الملاحة البحرية والطيران"، 21ديسمبر2020م.

https://webcache.googleusercontent.com/search?q=cache:gRIJpwvvxTUJ:https://studies.aljazeera.net/en/node/4856+&cd=1&hl=ar&ct=clnk

 

[16] لمزيد من التفاصيل يرجع إلى:

القدس نت؛ "التطبيع العربي مع إسرائيل .. مظاهره ودوافعه"، 21يونيو2020م، على الرابط:

https://qudsn.net/post/176641/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D9%85%D8%B9-

[17] السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي؛ "خطاب اللقاء الموسع لقبائل وحكماء اليمن"، 2019م.

[18] السيد حسين بدر الدين الحوثي؛ "في ظلال دعاء مكارم الاخلاق الدرس الأول"، (صعدة:   ).

[19] السيد حسين بدر الدين الحوثي؛ "من نحن ومن هم"، (صعدة:   ).

[20] "خفايا أهداف أمنية وعسكرية لاتفاق إشهار التطبيع بين الإمارات وإسرائيل"، 5نوفمبر, 2020م، على الرابط:

https://emiratesleaks.com/%D8%A3%D9%87%D8%AF%D8%A7%D9%81-3/

[21] السيد حسين بدر الدين الحوثي؛ "محاضرة لقاء المعلمين"، (صعدة:   ).

[22] "المرجع  السابق".

[23] السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي؛ "خطاب متلفز في ذكرى استشهاد الامام زيد "سلام الله عليه"، 1442هـ.

[24] السيد حسين بدر الدين الحوثي؛ "يوم القدس العالمي"، (صعدة:    ).

[25] "المرجع السابق".

 

الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المركز

مواضيع متعلقة