Logo dark


الأزمة الأردنية في ذكرى نشأتها المئوية! الجزء الثاني

( كاتب وباحث سياسي , )

ثانياً: ما علاقة الكيان الصهيوني ودوره في الأزمة:

بالعودة إلى ما هو منشور في مواقع إلكترونية، وجدت مؤشرات على ما صرح به وزير الخارجية الأردني، لا سيما ما صرح به رجل الأعمال الإسرائيلي/ روعي شابوشنيك –صديق الأمير حمزة، حسب زعمه- ويتطلب الأمر إلى دراسة العلاقة بين الكيان الصهيوني والأردن، ليس منذ توقيع اتفاقية السلام بينهما –اتفاقية وادي عربة- 1994م، وإنما منذ "صفقة – ترامب- القرن"، وبإيجاز غير مخل:

يوجد اتفاق بين الكيان الصهيوني – (إسرائيل) والأردن، أهمها اتفاق وادي عربة1994م، الذي منح الكيان الاستثمار في المياه العذبة، وتوريد المياه إلى الأردن من بحيرة طبريا، وعند انتهاء مدة الاتفاقية "25" عاماً، طالب الأردن بسيادته، فردت سلطة الكيان -كعادتها- بالتفاوض عليها!

استعداء إسرائيل للملك بغرض التخلص منه:

 لقد ترافق انحسار الدور الأردني التقليدي مع تمسك قيادته الهاشمية الشديد بحل الدولتين تجنباً لاستهداف اسرائيل للأردن كوطن بديل في الوقت الذي رسخت فيه "إسرائيل" واقعاً جغرافياً وديموغرافياً على الأرض الفلسطينية لمنع قيام الدولة الفلسطينية ، مما جعل من الملك الأردني أو القيادة الهاشمية هدفاً أساسياً لإسرائيل . وتزامن هذا مع ترسيخ السقوط العربي وعدم اعتبار "إسرائيل" عدواً لكثير من الدول العربية التي باتت تخطب ودها، فركزت "إسرائيل" على التخلص من الملك باستعدائه وإنهاء دوره وإبعاده عن دور الشريك أو الوسيط في المسار الفلسطيني الاسرائيلي، وبتجاهل معاهدة وادي عربة، واتبعت سياسة أخرى وهي الحط من شرعيه القيادة الهاشمية القومية والدينية والوطنية، وتسريب أخبار ومعلومات ووثائق لم نسمع دحضاً لها من شأنها أن تثير الأردنيين والفلسطينيين عليه .

صفقة القرن وتبعاتها:

كشف الرئيس الأمريكي (السابق)، دونالد ترامب، الثلاثاء 28يناير2020م، عن ما سماه خطة السلام بين إسرائيل والفلسطينيين أو ما بات متعارفاً عليه باسم "صفقة القرن"، في مؤتمر صحفي بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي/ بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، وفيما يلي ملخص الصفقة بـ 9 نقاط:

1- كل المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية ستضم لإسرائيل.

2- وادي الأردن الذي تقول إسرائيل إنه مهم لأمنها سيكون تحت السيادة الإسرائيلية.

3- القدس غير مقسمة عاصمة لإسرائيل.

4- الوصول إلى الأماكن المقدسة في القدس مسموح لجميع الديانات، والمسجد الأقصى سيبقى تحت الوصاية الأردنية.

5- عاصمة الفلسطينيين المستقبلية ستكون في منطقة تقع إلى الشرق والشمال من الجدار المحيط بأجزاء من القدس، ويمكن تسميتها بالقدس أو أي اسم آخر تحدده الدولة الفلسطينية المستقبلية.

6- نزع سلاح حركة حماس وأن تكون غزة وسائر الدولة الفلسطينية المستقبلية منزوعة السلاح.

7- إنشاء رابط مواصلات سريع بين الضفة الغربية وغزة يمر فوق أو تحت الأراضي الخاضعة للسيادة الإسرائيلية.

8- اعتراف الطرفين بالدولة الفلسطينية بأنها دولة للشعب الفلسطيني والدولة الإسرائيلية بأنها دولة للشعب اليهودي.

9- ألا تبني إسرائيل أي مستوطنات جديدة في المناطق التي تخضع لسيادتها في هذه الخطة لمدة 4 سنوات.

البنود الثلاثة الأولى توضح أن كيفية الإقدام على ضمّ الضفة والأغوار قد أصبحت مشكلة إسرائيلية داخلية بين اليمين واليمين المتشدّد، وفي أحسن الأحوال أميركية- إسرائيلية، لا أكثر ولا أقل.

والذي يمكن أن يشمل: فرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وعلى المستوطنات الكبيرة القريبة الخط الأخضر.. ولهذا رأى بعض المعارضين – الإسرائيليين-  أن الضم الرسمي أو القانوني لن يزيد “إسرائيل” قوةً إلى قوتها، بل قد يعرض ما تمتلكه من قوةٍ وقدرةٍ استراتيجية مستقرة وواضحة للخطر. وقد يكون هذا الأمر هو الدافع الرئيسي للتحفظ، (بل وأحياناً الرفض) وهو ما أبداه معظم القادة العسكريين والأمنيين في "إسرائيل" لخطة الضم أحادي الجانب، وفق ما أكده قادة وجنرالات سابقون أمثال غيورا آيلاند، وعاموس يادلين ، وعاموس جلعاد، الذي أشار بشكل خاص لمخاطر ضم غور الأردن على العلاقات الأمنية “الرائعة مع المملكة الأردنية الهاشمية، والتنسيق الأمني الناجح مع السلطة الفلسطينية”، حيث تتمتع “إسرائيل” بإنجاز غير مسبوق، وبعمق استراتيجي من البحر الأبيض وحتى الأردن والعراق، وهو مجال يوفر لها هدوءاً واستقراراً من "الإرهاب" والتهديدات العسكرية.

الموقف الأردني من "صفقة ترامب – القرن" والرد الإسرائيلي: أعلن الأردن رفضه القاطع لخطة ترامب، ويمكن إيجاز الموقف الأردني بإيجاز في الآتي:

يوجد اتفاقية سلام بين الأردن و"إسرائيل" أعلنت فيما سمي "اتفاقية وادي عربة" سنة1994م، و–المصادفة التي لا توجد في السياسة- كان الملك الأردني في الولايات المتحدة كذلك الرئيس المصري عند الإعلان والتسريب لما يسمى بـ "صفقة القرن" في أبريل2017م، ورغم ذلك أعلن الأردن رفضه القاطع لخطة ترامب –صفقة القرن-  التي أعلن عنها بالاشتراك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، نتيجة للضرر على أرض المملكة "ضم غور الأردن" إلى "إسرائيل"!                      

ورداً على مخطط ضم أراضٍ من الضفة الغربية، الواردة في خطة ترامب، والتي أكد عليها رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو، في خطاب أمام الكنيست، عقب موافقة البرلمان على حكومة الوحدة الجديدة بقيادته هو ومنافسه السابق "بيني غانتس" المضي قدما في مخطط لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.. جاءت الردود في مسار واحد:

يحيى السعود (رئيس لجنة فلسطين في مجلس النواب الأردني) قال: إن على بلاده أن تكون على أهبة الاستعداد لمواجهة إسرائيل عسكرياً.

 وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قال: إن هذه الخطوة لو تمت "لن تمر دون رد. ذاك أن تنفيذ الضم سيفجر صراعاً أشرس، وسيدمر كل فرص تحقيق السلام الشامل".

رئيس وزراء الأردن عمر الرزاز، هدد بإعادة النظر في العلاقة مع إسرائيل في حال مضت قدما بخطتها.

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في مقابلة مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية، حذر من أن ضم إسرائيل أجزاء من الضفة الغربية المحتلة سيؤدي إلى "صدام كبير" مع الأردن.

رداً على ذلك أثار الأكاديمي الصهيوني إيدي كوهين، ضجة وغضباً على مواقع التواصل العربية، بتغريدات تطرق فيها لانتقاص قدرات الأردن العسكرية، وتهكم على الملك قائلاً: "مسؤولي ملك الأردن وأتباعه القلة يهددون بحرب، طبعاً مثل طالب مدرسة أول ابتدائي يهدد طالباً آخر بأخوه الكبير غير الموجود أساساً
ببساطة لو صارت حرب لا سمح الله، سنحتل الأردن بدبابتين في ٣ ساعات، وسيشرب جنودنا الكوكتيل من لبناني سناك في عبدون، يكفي عرطاً يا جلالة الملك وتذكر العشرين قيل".                                       

وحول بنود "خطة ترامب" قال عضو مجلس الأعيان (غرفة البرلمان الثانية)، صخر دودين، إنه وبعد قراءته لبنود صفقة القرن الأصلية باللغة الإنجليزية، تبين له أن هذه الخطة تعمل على إنهاء كامل لسيادة الأردن على المقدسات في القدس.

وأوضح في تصريحات لقناة “a one tv”، أن صفقة القرن تعني إنهاء قدسية الحرم الإسلامية، وتحويله لمكان عبادة مشترك مع اليهود.

ولفت إلى أن نص صفقة القرن "اعتبر غور الأردن أرضاً إسرائيلية، والمناطق الفلسطينية تجمّعات لسكان مبعثرة ومقطع".. وأن الخطة تقوم على مغالطات، وتزييف للحقائق، مثل قولها إن "إسرائيل كانت هي الراعي العادل والوحيد للأماكن المقدسة بالقدس، فالآخرون كانوا قد منعوا إحدى الديانات الثلاث من ممارسة حقها الطبيعي في العبادة بالمدينة".

"إسرائيل" تشتغل على الصراع السعودي الأردني وتذكيه:

يقول الكاتب "الإسرائيلي" نداف شراغاي  في صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، قبل أقل من شهر لإعلان "الانقلاب": أصبحت "إسرائيل" تلعب دور شرطي المرور على المسجد. وهي تحاول أحياناً دون جدوى أن تبحث عن وضعها كملك ذات سيادة، بينما تنظم في الوقت نفسه المصالح المتعارضة لمختلف الشخصيات العربية والإسلامية.. لها تجد "إسرائيل" نفسها متداخلة على جانبي الانقسام، وتناور في الصراع الإسلامي بين الأردن والسعودية، وتعمل أحياناً لإرضاء الأردنيين، وفي أوقات أخرى تتطلع إلى إرضاء السعوديين.

وفي هذا السبب تم رصد تغريدة على تويتر بصفحة رئيس الوزراء وزير خارجية قطر السابق/ حمد بن جاسم آل جبر تضمنت أن "ما حصل مؤخراً في المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة كان يخطط له منذ فترة طويلة من بعض مسؤولين  الإدارة الأميركية السابقة وإحدى دول المنطقة بهدف استبدال النظام الحالي في الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني.. وكان السبب الرئيسي وراء تلك المحاولة الفاشلة وقوف الملك عبد الله ضد أي تطبيع على حساب القضية الفلسطينية أو ما أصبح يسمى "بالعهد الابراهيمي" فكان ذلك الموقف عقبة أمام تلك المخططات.. وأكد على أن المصلحة تكمن في دعم الأردن..الخ".

عرقلة إسرائيل زيارة ولي العهد الأردني إلى القدس:

أراد ولي العهد الأردني/ الحسين بن عبد الله الثاني زيارة دينية إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة في ذكرى الإسراء والمعراج –الأربعاء10مارس2021م، وتم الترتيب للزيارة مع الكيان الصهيوني، لكن الوفد الملكي عاد عند معبر حدودي تسيطر عليه إسرائيل مع ظهور خلاف حول عدد الحراس الشخصيين المسلحين الذين يسافرون مع الأمير، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.

 

سبب الإلغاء:

كشف وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، اليوم الخميس11مارس2021م، خلال مؤتمر صحفي في باريس، رفقة نظرائه من فرنسا ومصر وألمانيا حول القضية الفلسطينية أن الإلغاء جاء بسبب اتخاذ إسرائيل ترتيبات جديدة "غير متفق عليها"  كانت ستضيق الخناق على المصلين بالمسجد الأقصى في ذكرى دينية للمسلمين، وهي ليلة الإسراء والمعراج.. وأوضح الوزير أن ولي العهد الأردني قرر إلغاء الزيارة حتى لا يكون هناك  "تضييق على المسلمين وحفاظاً على حق المقدسيين في الصلاة"

ونوه الصفدي إلى أن "الحرم القدسي الشريف مكان عبادة خالص للمسلمين ولا سيادة لإسرائيل عليه"، وأضاف أن الأردن لا يقبل بأي تدخل إسرائيلي بشؤونه.

وذكرت  قناة "كان" الرسمية يوم الجمعة12مارس2021م، نقلاً عن مصدر لم تسمه في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إن "إسرائيل" خرقت اتفاقاً مع الجانب الأردني يقضي بدخول الأمير الحسين إلى الحرم القدسي دون أن ترافقه أية قوات إسرائيلية

وأن سبب معارضة الأردن لمرافقة الأمن الإسرائيلي للأمير: "الأمير لا يستطيع أن يتجول في المسجد الخاضع للوصاية الأردنية برفقة حراس إسرائيليين، هذا المسجد مثل منزله. كل هذه الزيارة تم ترتيبها بتسرع".

المعاملة بالمثل:

بعد يوم واحد، رفضت السلطات الأردنية السماح لرئيس وزراء الكيان الصهيوني – الإسرائيلي/ بنيامين نتنياهو بالمرور عبر الأجواء الأردنية، حيث كان من المقرر أن يقوم بزيارة إلى "أبو ظبي" هي الأولى من نوعها لرئيس وزراء الكيان الصهيوني، بغرض –دعاية انتخابية قبل الانتخابات- أكد كل ذلك نتنياهو ومدير مكتبة، وإن كانت بلغة دبلوماسية، قال نتنياهو خلال مؤتمر صحفي أجراه مساء الخميس 11مارس2021م، مع رئيس الوزراء التشيكي/ آندري بابيش ورئيس الوزراء المجري/ فكتور أوربان "لم يكن بالإمكان القيام بزيارتي إلى الإمارات بسبب سوء تفاهم وصعوبات في تنسيق رحلاتنا الجوية وذلك بسبب الحدث الذي وقع أمس في جبل الهيكل"- يقصد إرجاع الأمير الأردني من زيارة بيت المقدس!

وأضاف "تسوية الاختلاف مع الأردن استغرق عدة ساعات ونحن نستطيع التحليق, أنا أستطيع التحليق في سماء الأردن وحتى إن تحقيق هذا التنسيق، فإنه لم يكن بالإمكان القيام بهذه الزيارة".

وأردف "ولذا تحدثت للتو مع الشيخ محمد بن زايد, واتفقنا على أنني سأقوم بزيارة أخرى قريبا جداً". . وكانت إسرائيل قد أوضحت أن زيارة نتنياهو، إلى الإمارات، التي كانت مقررة اليوم، ألغيت بعد رفض السلطات الأردنية، قبل وقت قصير من بدء الزيارة المفترضة.

من جهته أشار المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، أوفير جندلمان، في بيان لاحقا أن تأجيل زيارة نتنياهو جاء "بسبب صعوبات طرأت على تنسيق مرور رحلته عبر الأجواء الأردنية".. وأوضح البيان أن "هذه الصعوبات نبعت كما يبدو من إلغاء زيارة ولي العهد الأردني إلى الحرم القدسي الشريف جراء اختلاف طرأ حول التدابير الأمنية التي تتخذ في هذا المكان المقدس".

 

قرار للكيان الصهيوني: الاسترضاء الظاهري!

على خلفية الأزمة الدبلوماسية بين الكيان الصهيوني والأردن قالت قناة "كان" الرسمية: "على خلفية الواقعة الدبلوماسية مع الأردن، وافقت الحكومة على إدخال عمال أردنيين إلى أراضيها".. وأضافت: "أعلنت إسرائيل عن خطوة في اتجاه تسوية الخلاف (بين البلدين) من خلال السماح  بإدخال 700 عامل أردني يعملون في مجال الفندقة إلى إيلات".. وسيتم إخضاع العمال الأردنيين إلى فحص كورونا، ووضعهم في الحجر الصحي لحين ظهور نتائج الاختبارات، قبل السماح لهم بالعمل في فنادق المدينة الواقعة على ساحل البحر الأحمر جنوبي إسرائيل.

 

 

المواقف الإقليمية والدولية من الأزمة الأردنية:

المملكة العربية السعودية: في أول رد فعل عربي، أصدر البلاط الملكي السعودي بياناً تُلي على التلفزيون الرسمي، وذلك بعد أقل من ساعة على إصدار الجيش الأردني بيانه الرسمي الأول للتعليق على أنباء اعتقال الأمير حمزة، الأخ غير الشقيق للملك الأردني "عبد الله بن الحسين"  جاء فيه: "إننا نقف مع الأردن وندعم قرارات الملك عبدالله الرامية إلى الحفاظ على أمن البلاد".

وكان البيان السعودي هو البيان الأول حول هذه الأحداث، حيث لم تصدر قبله أي تصريحات إقليمية أو دولية.. وأثار صدور البيان السعودي بهذه السرعة تساؤلات وتعليقات، بسبب علاقة المملكة بأهم اثنين من المعتقلين على خلفية الأحداث، وهما باسم عوض الله والشريف حسن بن زيد.. ما أثار شكوكاً، بحسب معلقين، حول إمكانية وجود علاقة بين الأحداث، التي وصفها البيان الرسمي الأردني "بالأحداث الأمنية"، وبين السعودية.

البيان الثاني:

أصدرته الخارجية السعودية في اليوم التالي، وأكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، "وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب المملكة الأردنية بقيادة الملك عبد الله الثاني وولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله"، مضيفاً أن "استقرار الأردن وازدهاره هو أساس لاستقرار وازدهار المنطقة بأكملها"، وذلك حسب وكالة الأنباء السعودية "واس".. وأكد بن فرحان، "حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع على الدعم اللامحدود لكل ما يعزز العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين والشعبين الشقيقين ويخدم مصالحهما المشتركة".

وأضاف أن "دعم الرياض ومساندتها للمملكة الأردنية دائم وثابت في كافة الأزمنة والظروف وفي مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتنموية"، منوهاً "بقيادة الملك عبد الله الثاني الحكيمة للمسيرة الاقتصادية والنهضة التنموية الشاملة في الأردن الشقيق وبما يعود بالخير والرفاه للشعب الأردني الشقيق".

أوضحت المملكة العربية السعودية، اليوم الثلاثاء 6أبريل2021م، حقيقة طلبها الإفراج عن باسم عوض الله، رئيس الديوان الملكي الأردني الأسبق الذي أدرج اسمه بقضية "محاولة زعزعة استقرار وأمن المملكة"، وبحسب شبكة "سي أن أن" الأمريكية، قالت وزارة الخارجية السعودية إن وزير الخارجية فيصل بن فرحان كان في عمان لتأكيد التضامن ودعم السعودية للأردن، لافتة إلى أن "الوزير لم يناقش أي مسائل أخرى أو قدم أي طلبات.. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول استخباراتي رفيع المستوى في الشرق الأوسط، تابعت حكومته الأحداث، قوله إن المسؤولين السعوديين، على رأسهم وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، التقوا نظرائهم الأردنيين أمس الاثنين، بعد أن طلبوا الإذن بزيارة المملكة غداة بدء تسريب أنباء "المؤامرة" التي تسعى لـ"زعزعة أمن الأردن"، وأشار المسؤول الاستخباراتي إلى أنه بعد لقاءات مع الأردنيين، ذهب الوفد السعودي إلى أحد فنادق عمان، لكنه تمسك بطلبه السماح لعوض الله بالمغادرة معهم إلى السعودية.. وقال المسؤول إن إصرار السعودية على الإفراج الفوري عن عوض الله قبل أي إجراء قضائي أو توجيه اتهامات رسمية له "يثير الدهشة في المنطقة".. وأضاف: "السعوديون كانوا يقولون إنهم لن يغادروا البلاد بدونه (عوض الله)، يبدو أنهم قلقون بشأن ما سيقوله".. وأفادت "واشنطن بوست" بأنه تم إطلاع مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على نتيجة الاجتماعات بين السعوديين والأردنيين، وفقاً لمسؤول أمريكي كبير سابق مطلع على الوضع.

الجامعة العربية:

الأمين العام: أعرب أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن "التضامن التام مع الإجراءات التي اتخذتها القيادة الأردنية لصيانة أمن المملكة والحفاظ على الاستقرار".

وقال مصدر في الأمانة العامة للجامعة، إن "أبو الغيط يؤكد ثقته في حكمة القيادة وحرصها على تأمين استقرار البلاد بالتوازي مع احترام الدستور والقانون".

وأضاف أن "أبو الغيط يعتبر أن الملك الأردني عبد الله الثاني له مكانة مقدرة وعالية سواء بين أبناء الشعب الأردني أو على المستوى العربي عموماً، وأن الجميع يعرف إخلاصه ودوره الكبير في خدمة القضايا العربية".

ولفت إلى أن "أبو الغيط يشدد على أنه من الضروري الوقوف ضد أية محاولات لزعزعة الأوضاع الداخلية وإضعاف الأوطان وتخريب الاستقرار".

مجلس التعاون الخليجي:

 وأكد الأمين العام للمجلس، نايف فلاح مبارك الحجرف، في بيان أصدره مساء السبت3أبريل2021م، وقوفه "مع المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة ودعمها لكل ما تتخذه من إجراءات لحفظ الأمن والاستقرار في الأردن الشقيق".. وأشار الحجرف إلى أن "أمن المملكة الأردنية الهاشمية من أمن دول المجلس انطلاقاً مما يربط بين دول المجلس والأردن من روابط وثيقة راسخة قوامها الأخوة والعقيدة والمصير الواحد"..  وأكد على "دعم ومساندة مجلس التعاون الكامل لكل ما يتخذه" الملك الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، "من قرارات وإجراءات لحفظ أمن واستقرار الأردن الشقيق، متمنياً للأردن الشقيق دوام الأمن والاستقرار" في ظل قيادته وولي عهده الأمين.

 
الولايات المتحدة الأمريكية:

قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان، مساء السبت3أبريل2021م، إن العاهل الأردني الملك عبدالله ”شريك رئيسي“ للولايات المتحدة و“ندعمه بشكل كامل.. وأضاف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: نتابع عن كثب التقارير عن الأوضاع في الأردن ونتواصل مع المسؤولين.

جمهورية مصر العربية:

 أعلنت مصر في بيان للرئاسة المصرية عن "تضامنها الكامل ودعمها للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والحفاظ على أمن واستقرار المملكة ضد أي محاولات للنيل منهما".. وأكد البيان أن "أمن واستقرار الأردن الشقيق هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري والعربي".

لبنان:

رئيس الجمهورية:

أعلن رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون عن "وقوف لبنان رئيسا وشعبا، الى جانب الاردن ملكا وشعبا.. وأعلن عون وقوف لبنان بوجه ما قد يؤثر على الاستقرار والأمان في البلد الشقيق الذي طالما وقف إلى جانب لبنان في الظروف الصعبة التي مر بها، حيث كانت مواقف الملك عبدالله الثاني بن الحسين خير داعم ونصير في المحافل الاقليمية والدولية".

رئيس الوزراء المكلف:

أعرب رئيس الوزراء اللبناني المكلف، سعد الحريري، عن تضامنه مع العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني بن الحسين.. وقال الحريري في تغريدة نشرها مساء السبت3أبريل2021م "تويتر": "أمن الأردن وسلامته قاعدة أساس في أمن العالم العربي وسلامته".. وأضاف: "كل التضامن مع القيادة الأردنية والملك عبدالله الثاني في الدفاع عن مكتسبات الشعب الأردني وحماية استقراره ورفض التدخل في شؤونه"

الجمهورية اليمنية (صنعاء):

رغم أن الأردن أيد تحالف العدوان على اليمن، إلا أن ذلك لم يمنع القيادة الثورية والسياسية من التعبير عن موقفها من الأزمة الأردنية وتقديم النصح من واقع التجربة الواقعية، ومن خلال المتابعة تم رصد تغريدة على تويتر في صفحة القيادي في أنصار الله، عضو المجلس السياسي الأعلى/ محمد علي الحوثي قال فيها: "نأمل أن تتعقل السلطات الأردنية والملك الأردني فـ (آلة الرئاسة سعة الصدر) كما قال الإمام علي عليه السلام وأن يكون التسامح هو شعار الموقف فلا داعي للإفراط بالقوة تجاه أبناء الشعب وعلية القوم حتى وإن أخطأ البعض، و لتكن أعينكم صوب إسرائيل فهي المستفيد الأول من أي زعزعة لاستقرار الأردن"، وأعتقد أن القيادة في الأردن انتهجت هذا الأسلوب، يتضح ذلك من خلال حل الأزمة في إطار الأسرة الحاكمة، ويلاحظ المهتم والمتابع، أن هذا الموقف يختلف تماماً عن كل المواقف والردود، التي تشابهت، وغالباً ما تفعل عكس ما تقول، لا سيما المشاركة والمؤيدة في العدوان على اليمن، وسوريا وليبيا أيضاً، لأنها تدور في نفس المسار!

قطر:

وتلقى ملك الأردن اتصالاً من أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي أعرب خلاله عن دعم دولة قطر ووقوفها مع المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة في كافة القرارات والإجراءات التي يتخذها العاهل الأردني من أجل حفظ أمن واستقرار بلاده، بحسب وكالة الأنباء القطرية (قنا).

الإمارات العربية المتحدة:

وزارة شؤون الرئاسة الإماراتية قالت إنه "وانطلاقاً مما يربط البلدين الشقيقين وقيادتيهما من روابط وثيقة وعلاقات تاريخية تؤكد دولة الإمارات أن أمن واستقرار الأردن هو جزء لا يتجزأ من أمنها"

سلطنة عمان:

وقالت وزارة الإعلام العمانية، إن السلطنة تؤكد وقوفها إلى جانب الملك عبد الله الثاني والأردن، حسب وكالة "رويترز".

مملكة البحرين:

أعلن الملك البحريني "حمد بن عيسى آل خليفة"، دعمه لنظيره الأردني، "الملك عبد الله الثاني بن الحسين"، في كل إجراءاته.. وأكد آل خليفة، في بيان صدر عن الديوان الملكي البحريني مساء السبت3أبريل2021م، "وقوفه وتأييده التام ومساندته الكاملة لكل القرارات والإجراءات التي يتخذها... ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة لحفظ أمن واستقرار الأردن الشقيق ونزع فتيل كل محاولة للتأثير فيه.. وأضاف أن هذا التأكيد يأتي "انطلاقاً مما يربط مملكة البحرين والمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة من روابط وثيقة راسخة قوامها الأخوة والعقيدة والمصير الواحد، وامتداداً لتاريخهما المشترك"، مشدداً على أن "أمنهما كل لا يتجزأ".

 

الكويت:

أجرى أمير الكويت، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، اتصالاً هاتفياً مع ملك الأردن، اليوم الأحد، أكد فيه على "وقوف الكويت إلى جانب المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة وتأييدها لكافة الإجراءات والقرارات التي اتخذها الملك عبد الله الثاني بن الحسين وولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني للحفاظ على أمن واستقرار المملكة الشقيقة، انطلاقاً مما يربط البلدين الشقيقين من روابط وثيقة وراسخة"، بحسب وكالة الأنباء الكويتية (كونا).. كذلك شدد أمير الكويت خلال الاتصال الهاتفي مع العاهل الأردني على أن "أمن واستقرار المملكة الأردنية الهاشمية من أمن واستقرار دولة الكويت ومتمنياَ أن بحفظ المملكة الأردنية الهاشمية من كل سوء وأن يديم عليها نعمة الأمن والأمان والرخاء والازدهار"

فلسطين:

أعرب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن تضامنه مع الملك عبد الله الثاني بن الحسين، بعد تقارير عن إحباط تحرك "لاستهداف أمن البلاد".

وقال عباس في بيان: "إننا نقف إلى جانب المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة ملكاَ وحكومة وشعباَ، وندعم القرارات التي اتخذها الملك عبد الله الثاني لحفظ أمن الأردن وضمان استقراره ووحدته".

وأكد عباس دعمه "الخطوات التي اتخذها الملك عبد الله للحفاظ على الأمن القومي الأردني، مبيناَ أن "أمن الأردن واستقراره مصلحة فلسطينية عليا".

وتابع: "إننا نقدر عالياَ مواقف الأردن الشقيق بقيادة ملكها الداعمة للشعب الفلسطيني والمؤيدة لحقوقه الوطنية العادلة. نتمنى للأردن استمرار الأمن والأمان".

 

المغرب:

أعلن ملك المغرب، محمد السادس، ، عن تضامنه التام مع الأردن، ودعمه الكامل لكل القرارات التي اتخذها لاستتباب الأمن والاستقرار، وذلك في اتصال هاتفي مع ملك الأردن، بحسب موقع "هسبريس" المغربي.. وبحسب بيان صادر عن الديوان الملكي المغربي، فقد اطمأن الملك المغربي من العاهل الأردني على الأوضاع في الأردن؛ بناء على المعطيات التي تناولها معه، ولفت إلى أن الاتصال يأتي "تجسيداً للوشائج التاريخية والعائلية القوية بين العاهلين وللروابط القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين".

العراق:

علّق العراق على الأحداث التي يشهدها الأردن، وأصدرت الحكومة العراقية السبت3أبريل2021م، بياناً أكّدت فيه أن "أمن المملكة من أمن العراق".

ذكرت وزارة الخارجية في بيان لها السبت3أبريل2021م، أن "الحكومة العراقيّة تُؤَكِّدُ وقوفها إلى جانب المملكة الأُردنيّةِ الهاشميّة بقيادةِ جلالة الملك عبدالله الثاني، في أيّ خطواتٍ تُتَخَذ للحفاظ على أمنِ واستقرار البلاد ورعايةِ مصالح الشعب الأُردنيّ الشقيق، بما يُعزز حضوره، عبر الارتكانِ للإجراءات التي تنتهي لبسط هيبة الدولة".

وأضافت الوزارة: "نتطلّع إلى المزيد من التقدّم والازدهار ومواجهة التحديّات، ليحظى الشعب الأُردنيّ الشقيق بما يستحق في ظلِّ قيادته الحكيمة"، مؤكدة أنَّ "أمنَ واستقرارَ المملكة الأُردنيّة الهاشميّة هو من أمنِ واستقرار العراق".

إيران:

في تصريح الأحد4أبريل2021م قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، "حول التطورات الأخيرة في الأردن، نؤكد على أهمية السلام والاستقرار في الأردن"، وذلك حسب وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".. وأضاف خطيب زاده، "أي توتر داخلي وعدم استقرار في منطقة غرب آسيا يأتي لصالح الكيان الصهيوني، وهناك دائماً آثار لهذا الكيان في أي فتنة في الدول الإسلامية"، مشدداً على أن "إيران تعارض زعزعة الاستقرار الداخلي بالأردن والتدخل الخارجي وتؤمن بضرورة متابعة الشؤون الداخلية للدول في إطار القانون".

تركيا:

أعربت وزارة الخارجية التركية، الأحد4أبريل2021م، عن دعمها القوي لعاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، وأمن وازدهار الشعب الأردني.. وذكرت الوزارة في بيان "نراقب بقلق الأحداث التي بدأت (مساء السبت) مع توقيف عدد من الأشخاص في الأردن بسبب تشكيلهم خطراً على استقرار البلاد".. وأضاف البيان "لا نرى أن استقرار وهدوء الأردن بلد السلام المحوري في الشرق الأوسط، بمعزل عن استقرار وهدوء تركيا"..  وأردف "نعرب عن دعمنا القوي للملك عبد الله الثاني وحكومته وسلام وازدهار ورفاهية الشعب الأردني الصديق والشقيق".

بريطانيا:

أكد وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى وزارة الخارجية البريطانية، جيمس كليفرلى، اليوم الأحد4أبريل2021م، وقوف بلاده إلى جانب الأردن، ودعمها لأمنه واستقراره.. وقال كليفرلى، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إن المملكة المتحدة تدعم بالكامل إجراءات الملك الأردني عبدالله الثاني، مضيفاً أن "الأردن شريك ذو قيمة كبيرة للمملكة المتحدة".

روسيا:

قال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لوكالة "سبوتنيك" تعليقاً على اعتقال مسؤولين في البلاد: "نحن ندافع عن الاستقرار وعن الأمن، هذه دولة صديقة لنا. لذلك نتمنى لها الازدهار، وأن تكون لها ظروف مستقرة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في المملكة".. وأضاف قائلاً: "لدينا علاقات جيدة للغاية مع عمان بشكل عام وجلالة الملك عبد الله الثاني".

مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة:

قالت المتحدثة باسم مفوضية حقوق الإنسان/ هورتادو، للصحفيين خلال إيجاز في مقر المنظمة بجنيف، الجمعة10أبريل2021م: "نحن نعلم أن هناك تحقيقاً مستمراً، ولكن لا يزال من غير الواضح لنا ما إذا كان الأمير حمزة ما يزال قيد الإقامة الجبرية الفعلية أم لا بعد الوساطة في 5 أبريل ".. وإنه "لم يتم توجيه أي تهم حتى الآن.. نحن قلقون من عدم الشفافية حول إلقاء القبض والاعتقالات،  ونؤكد أن التحقيق، بما في ذلك التحقيقات (القائمة) على أساس الاتهامات المرتبطة بالأمن القومي، يجب أن يتم بما يتماشى مع القانون الدولي لحقوق الإنسان".. وأضافت إن اعتقال الأمير حمزة وغيره من كبار المسؤولين وزعماء القبائل هو "الأحدث في سلسلة إجراءات متصاعدة خلال العام الماضي تستهدف على وجه الخصوص انتقاد سياسات الحكومة والفساد".

 

الكيان الصهيوني (إسرائيل):

رغم أن قناة "كان أفادت  بأن "إسرائيل قررت عدم الرد على ما جرى في الأردن بصورة رسمية وعدم إصدار بيان دعم للملكة الهاشمية".. وذلك لأن الفهم هو أن "إسرائيل" أصلاً لا تعتبر جهة مفضلة في الرأي العام الأردني"، مشيرةً إلى أن "كل تدخل لها في القضية سوف يؤجج النفوس أكثر".. إلا أن بعض قادة الكيان الصهيوني أدلوا بتصريحات متفاوتة، نشير إلى أهمها:

أعلن وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، يوم الأحد4أبريل2021م، أن الأردن يعتبر عمقاً استراتيجياً لـ"إسرائيل"، ومن مصلحتها تقديم كل المساعدة اللازمة له.

وفي أول تعليق لمسؤول إسرائيلي على الأحداث الأخيرة في المملكة، قال غانتس، في تصريحات نقلها موقع "والا" العبري، إن "محاولة الانقلاب (في الأردن) شأن داخلي"، مع ذلك فقد أكد الوزير الصهيوني أن "الأردن دولة سلام مجاورة ذات أهمية استراتيجية استثنائية". وتابع: "هذا هو عمقنا الاستراتيجي ويجب أن نبذل قصارى جهدنا للحفاظ على هذا التحالف القائم منذ أكثر من 30 عاما"..  وشدد غانتس على أن "الأردن القوي والمزدهر هو في نهاية المطاف في مصلحتنا السياسية والأمنية وكذلك الاقتصادية، ونحن بحاجة إلى بذل كل ما في وسعنا لمساعدتهم ماليا". وأضاف: "أنا أؤيد منحهم كل المساعدة اللازمة".

ويوجد توجهات لبعض مسؤولي الكيان الصهيوني-إسرائيل تتفاوت، تطرح على النحو التالي:

  • نقلت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة عن مصادر أمنيّةٍ رفيعةٍ في الكيان وعمّان قولها إنّ السعودية ودولة خليجية اخرى كانتا مشاركتين أيضاً من خلف الكواليس في محاولة الانقلاب، على حدّ تعبيرها.
  • أوضح التلفزيون العبريّ أنّ  “الأردن أطلع إسرائيل عبر القنوات العسكرية على أنّ الوضع في المملكة تحت السيطرة، ولا يوجد قلق على استقرارها، مع العلم أنّ العلاقات بين بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة والقصر الأردني متوترة، ما يؤثر على علاقاتهما، وتمثلت آخر مشاهدها في أزمة المياه مع الأردن، حيث لم توافق إسرائيل على طلب المملكة بزيادة كمية المياه، فيما لم يسمح الأردنيون لنتنياهو بالتحليق فوق أجوائهم في طريقه للإمارات".
  • أعلن رئيس جهاز الموساد الأسبق داني ياتوم أنّ "الوضع الذي حدث في الأردن مقلق لإسرائيل، لأنه أمر غير عادي بالتأكيد، لا أتذكر متى حاولوا في التاريخ الحديث تنفيذ انقلاب ضد المملكة الهاشمية، في ظلّ تعقيدات الأوضاع الأردنية، ولذلك فإنني أتابع ما يحدث هناك بشكل كبير ودهشة، وهذا حدث مزعج"..  وأضاف الجنرال في الاحتياط /ياتوم في حوار مع صحيفة"معاريف"، أنّ "للأردن اليوم عدداً غير قليل من المنافسين، حتى في العالم الإسلامي، وهم يخططون أحياناً ضده، لكن وضعاً مثل الذي نشأ اليوم داخل الأسرة المالكة، ليس مسبوقاً أنْ يتورّط مَنْ كان ولياً للعهد لسنوات عديدة في هذه المحاولة".. وفي النهاية فإن الأردن القوي حليف لنا، ويساعدنا، ونحن نتعاون معاً منذ سنوات عديدة.
  • المُستشرِق إيهود يعاري محرر الشؤون العربية، والباحث في معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى، في مقاله على موقع القناة الـ12، قال: إنّ "التطورات الأخيرة في الأردن مؤشر على عمق الأزمة التي يواجهها من حيث المحنة الاقتصادية التي يعاني منها في المدى القريب، لكنها تعكس بالتأكيد ضعف المملكة في الوقت ذاته، صحيح أن ما حصل ليس محاولة انقلاب عسكري في الأردن". أضاف أنّ "أحد المتورطين في أحداث الأردن هو باسم عوض الله الذي كان منخرطاً بشكل كبير في العلاقات بين الأردن وإسرائيل، وحاضراً في جميع لقاءاتي التي أجريتها مع الملك عبد الله الثاني".

نقل موقع "i24news" الإسرائيلي عن مصدر مطلع قوله إن "التحقيقات الجارية في الأردن حالياً كشفت أن الأجهزة الأمنية رصدت تواصل ضابط سابق في الموساد الإسرائيلي – روعي شابوشنيك-  مع زوجة الأمير حمزة بن الحسين مساء السبت".. ولكنه نفى ذلك وأوضح شابوشنيك البالغ 41 عاماً، في بيان صدر عنه تعليقا على خبر نشرته وسائل إعلام أردنية واتهمته أنه عضو سابق في "الموساد"، أنه مواطن إسرائيلي سابق ورجل أعمال مقيم في أوروبا حالياً "ولم يخدم أبداً في أي من أجهزة المخابرات التابعة لدولة إسرائيل".. وأضاف البيان: "لا يعرف شابوشنيك أي شيء عن الأحداث المذكورة في الأردن والعوامل المتعلقة بها أو أي معلومات أخرى"..  وشدد البيان على أن "شابوشنيك صديق قريب للأمير حمزة"، وتابع: "خلال عطلة نهاية الأسبوع تحدث الأمير حمزة لروي حول تطورات الأحداث في المملكة، واقترح شابوشنيد إرسال زوجة وأطفال (ولي العهد الأردني السابق) إلى منزله ليبقوا هناك لبعض الوقت".. وفي غضون ذلك كشف موقع "واللا" تفاصيل جديدة عن شابوشنيك، منها صلاته برجل الأعمال الأمريكي/ أريك برنس، صاحب شركة "بلاك ووتر" الأمنية سيئة الصيت..  وبدأ حياته السياسية ناشطاً سياسياً في حزب "كاديما"، وعمل لاحقاً مستشاراً لشؤون النقب والجليل في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت.. ولاحقاً، عمل شابوشنيك في شركة أمنية أمريكية يملكها رجل الأعمال بنس، وبعد ذلك، أنشأ شابوشنيك شركته الخاصة التي زودت حكومة الولايات المتحدة وحكومات أخرى بخدمات لوجيستية، وفي هذا الإطار قدم خدمات لشركة بنس التي دربت جنوداً عراقيين في الأردن.

  • قال محلل الشؤون العربية في "القناة 13" إن "شركة إسرائيلية من خريجي الشاباك والموساد، تم استئجارها في العام 2017 من أجل مساعدة الملك عبد الله بحملة معينة، وحينها بدأت تكتشف أن الأميرة بسمة أخت الملك حسين وزوجها/ وليد الكردي صاحب احتكار الفوسفات، ينسجون محاولة انقلاب وهذا ما أثار الملك عبد الله، وهكذا أنقذ الإسرائيليون الملك عبد الله".

الشخصيات البارزة في الأزمة

باسم عوض الله

كان عوض الله، الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، مستشاراً وشخصية مقربة من العاهل الأردني، عبدالله الثاني، قبل أن يتولى منصب وزير المالية لاحقاً. وكان ينظر إليه باعتباره القوة الدافعة للإصلاحات الاقتصادية قبل أن يستقيل من منصب رئيس الديوان الملكي في 2008. وقد واجه عوض الله مقاومة كبيرة من الحرس القديم ومن نظام البيروقراطية المتأصل في البلاد والذي ترعرع طوال سنوات على الامتيازات الحكومية.. ولعب جهاز المخابرات العامة القوي في الأردن، والذي يملك تأثيراً واسعاً في الحياة العامة، دوراً عاماً أكبر منذ فرض قوانين الطوارئ في بداية انتشار وباء كورونا العام الماضي، التي تقول عنها منظمات المجتمع المدني بأنها تنتهك الحقوق المدنية والحقوق السياسية للمواطنين.

ويعتبر باسم عوض الله الأكثر جدلاً في الأردن، لارتباطه ببرنامج التحول الاقتصادي حينما شغل منصب وزير التخطيط والتعاون الدولي، وبعدها عمل رئيساً للديوان الملكي الأردني.

وعلاقة عوض الله كانت ممتدة نحو القصر الملكي السعودي، إذ يعتبر الصديق المقرب والمستشار لولي العهد السعودي محمد بن سلمان.. وأحد القائمين على مشروع مدينة "نيوم"..، وأن هذه العلاقات بدأت إبان عهد الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز.. وظهر باسم عوض الله في المؤتمر الاقتصادي الذي عقدته السعودية في أكتوبر 2018م، بعد أيام من مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وهو المؤتمر الذي كان يهدف لإطلاق رؤية محمد بن سلمان الاقتصادية، وهو ما يؤكد على دور عوض الله في هذا الملف الرئيسي في سياسات ابن سلمان.. وبعد أشهر من إقالة عوض الله من منصبه ممثلاً للأردن في السعودية، ظهر في صلاة العيد في الحرم المكي على يمين ولي العهد السعودي، بحسب صحيفة الأنباط الأردنية؟

وقبل اعتقاله، كان عوض الله قد شغل منصب المبعوث الخاص للعاهل الأردني إلى المملكة العربية السعودية، التي منحته جواز سفرها.

وعُيّن عوض الله عضواً في مجلس إدارة كلية دبي للإدارة الحكومية عام 2008، كما التحق بالعمل في مؤسسة سعودية يديرها رجل الأعمال السعودي صالح كامل، الذي اعتقله بن سلمان ضمن حملته على رجال الأعمال والأمراء؛ ثم انتقل للعمل مديراً تنفيذياً لشركة “طموح” الإماراتية ومقرها دبي، إضافة لعضويته في مجلس إدارة مجموعة البركة المصرفية الإسلامية في البحرين.

لم يستمر عوض الله كثيراً كمبعوث العاهل الاردني الخاص لدى السعودية، إذ صدرت إرادة ملكية أردنية بإعفائه من مهامه في نوفمبر عام 2018، مما أثار جدلاً واسعاً في الشارع الأردني، فالإقالة أو الإطاحة به جاءت بعد يومين من زيارة الملك الأردني للعاصمة الأميركية واشنطن.

وقد أفيد بأنه ضالع في صفقات شراء أراض فلسطينية حول القدس بدعم من الإمارات.

برز اسم عوض الله في علاقته بالسعودية سنة 2016، عندما تشكيل مجلس تنسيق مشترك بين الأردن والسعودية، للإشراف على استثمارات بمليارات الدولارات في المملكة الهاشمية من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، كانت تلك الخطوة في أعقاب الكشف عن إصلاحات "رؤية 2030" للمملكة في تلك الأيام.

وارتبط اسم عوض الله بعدة قضايا مثيرة للجدل، مثل اتهامه بالفساد في قضية خصخصة شركة مناجم الفوسفات الأردني، والذي أوصت لجنة تحقيق برلمانية أردنية بإحالته ورئيس الوزراء السابق معروف اليخيت ووزراء سابقين إلى المحاكم سنة 2012، وجاءت هذه التهم بعد إعادة فتح التحقيق مجدداً بملف "كازينو البحر الميت" ومسؤولية البخيت وسبعة من وزراء حكومته عام 2007 عن الاتفاقية التي رأت لجنة برلمانية الصيف الماضي أنها اعتراها فساد كبير.

روعي شابوشنيك:

ضابط الموساد السابق، روعي شابوشنيك، صديق الأمير حمزة بن الحسين. بحسب مقال للصحافي الإسرائيلي، باراك رافيد، نُشر على موقع "أكسيوس"، فإن شابوشنيك "عمل في القطاع الخاص مع شركة رجل الأعمال الأميركي، إيريك برينس، وبعد بضع سنوات أنشأ شركته الخاصة لوجيستيكال سوليوشن... وهو قدّم خدمات لشركة برينس في الأردن، عندما كانت تُدرِّب جنوداً عراقيين، وتَعرَّف آنذاك إلى الأمير حمزة وأصبحا صديقين». الرجل الذي عرَض اللجوء على زوجة حمزة بن الحسين، عمِل مع إيريك برنس، مؤسِّس شركة «بلاك ووتر"، التي أصبح اسمها اليوم "أكاديمي"، ومع رجل المهمّات الخاصة بالنسبة إلى حكّام السعودية والامارات، وشريكهم في العديد من مغامراتهم الخارجية والداخلية، وبينها حرباً اليمن وليبيا، وكذلك تعذيب معتقلي «الريتز» من أعضاء العائلة الحاكمة السعودية.

وكشف موقع "واللا" تفاصيل جديدة عن شابوشنيك، منها صلاته برجل الأعمال الأمريكي، أريك برنس، صاحب شركة "بلاك ووتر" الأمنية سيئة الصيت.

وبدأ حياته السياسية ناشطاً سياسياً في حزب "كاديما"، وعمل لاحقاً مستشاراً لشؤون النقب والجليل في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت.

ولاحقاً، عمل شابوشنيك في شركة أمنية أمريكية يملكها رجل الأعمال بنس. وبعد ذلك، أنشأ شابوشنيك شركته الخاصة التي زودت حكومة الولايات المتحدة وحكومات أخرى بخدمات لوجيستية، وفي هذا الإطار قدم خدمات لشركة بنس التي دربت جنودا عراقيين في الأردن.

يتبع الجزء الثاني

 

 

الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المركز

مواضيع متعلقة