Logo dark


الجبهة الشرقية: الاندحارات الاستراتيجية الكبرى

( مُفكر ومحلل استراتيجي وسياسي – رئيس تحضيرية الاشتراكي اليمني (ضد العدوان) , )

في ظل المسيرة الظافرة للحرب الوطنية التحررية الكبرى 

الاندحارات الاستراتيجية الكبيرة للعدوان على الجبهة الشرقية

(مأرب – صرواح – نهم)

 

                                                               3/11/ 2016م

 

 منذ أن شنت السعودية وتحالفها العدوان على بلادنا بشكل واسع ومباشر نهاية مارس 2015م؛ فقد بدأ براً على ثلاث جبهات أساسية هي الجبهة الشرقية والجبهة الحدودية الشمالية والجبهة الجنوبية الغربية – ويمكن اعتبارها جميعا جبهة واحدة مكونة من محاور عديدة متكاملة كان العدوان قد ركز قواته الرئيسية البرية البحرية والجوية على الجبهة الحدودية الشمالية – بدأ يستعد لاقتحام الخط الحدودي نحو صعدة صنعاء الحديدة تعز مأرب بأكبر نسبة من قواته التي حشدها وتجاوزت المائتي ألف جندي ومرتزق، على هذه الجبهة وحدها معه ألف وخمسمئة مدرعة ودبابة ومدفع متحرك من أحدث طراز وخلفه مائة وألف طائرة متنوعة الأغراض من مطاردات حربيات اعتراضيات ومروحيات مجوقلات وناقلات ومراقبات وقاصفات من أحدث الأنواع.

 ووراءه تقف أساطيل الامبريالية الأمريكية والبريطانية والفرنسية في الساحل الغربي والشرقي لليمن، والجوار من الشاطئ المقابل تقع عشرات القواعد العسكرية الأمريكية والخليجية العدوانية وتقف مجموعة من البلدان اللقيطة على أهبة الاستعداد لاجتياح شواطئنا بآلاف المرتزقة من الجونجويد والصوماليين والإرتيريين والإسرائيليين و"السيسيين" والأردنيين والمغربين والسنغاليين والكولومبيين والأمريكيين – كانوا بعشرات الآلاف يتأهبون للغزو براً جواً وبحراً من كل الأجناس والأديان، أوباش مختلطة ومهجنة ترسلهم وتوظفهم أنظمة عميلة في المنطقة والعالم لخدمة الامبريالية والاستعمار وقد تعرضت هذه القوى للاندحارات المتوالية – طوال العامين – وخسرت الآلاف من مرتزقتها ومعداتها وزوارقها وطائراتها وبوارجها، وقد عاد بعضهم أدراجه خائباً إلى بلاده بعد أن ذاق مرارة الخزي و العار والموت، وبعضهم لم يعد ولن يعود، وقد توزعت هذه القوات على المحاور الثلاثة الأساسية لاحتلال مراكز اليمن الهامة وعواصمه وتدمير قواه وبنيته واخضاعه واستعباده.

 وهب الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه يقاوم الغزو والعدوان والاحتلال ويقاتل ويذود عن حماه وكرامته وحريته واستقلاله وسيادته، وقدم آلاف الضحايا وما زال يقاوم ويضحي ويمضي في مسيرة وطنية صامدة دون تردد وهو يواجه الحصار الشامل والحرمان والجوع والعسف الدولي والتآمر على الشعوب المستضعفة، أنزل الهزائم اليومية بالعدوان ومرتزقته كل يوم وفي كل مكان.

 وخلال العامين من الانكسارات المتوالية والزحوفات الهجومية العدوانية الباغية شهدت الجبهات الميدانية من البطولات اليمنية ما تعجز الألسن عن وصفه، كان اليمني حافياً جائعاً محروماً يقاتل ويدافع عن وطنه بسلاحه الشخصي في مواجهة عدو عاتي التسليح والقدرة والفتك.

غير أن ارادة الله وإرادة المظلومين كانت الأعلى؛ لتبيد آلاف المرتزقة الغزاة وتحرق معداتهم، فانتكسوا في جميع المواجهات والميادين.

 

جبهة الحروب السرية والعلنية (الارهاب والحرب)

الجبهة الشرقية قاعدة الارهاب والحرب السرية ضد الوطن .

 

 شكلت الجبهة الشرقية المواجهة للعاصمة صنعاء من مأرب والجوف نقطة الضعف الرئيسية في نظر العدو وقيادته العليا لأسباب ومقدمات استراتيجية سياسية وجغرافية واجتماعية ودينية ثقافية – وتاريخية عديدة – حتى أصبحت معركة صنعاء كأنها في جوهرها معركة مأرب – صرواح - نهم فحيث يتم السيطرة على مأرب – صرواح - نهم يتم السيطرة على العاصمة بالنفاذ إلى مشارفها وإلى قلبها – التي تبعد عن مأرب مائتين كيلومتر .

وقد رسم العدو الخطة من وقت مبكر، ولم تأتِ الهيكلة وإعادة توزيع القوة إلا على أساس التوافق مع الهدف المرسوم – التي سبقها سنوات من التهيئة لمنطقة رتبت أوضاعها وميدانها بعناية فائقة – لتكون قاعدة الانطلاق نحو العاصمة؛ كما كانت كذلك من قبل في استهداف ثورة سبتمبر 1962م – حين كانت قد أعدت من قبل الاحتلال السعودي والبريطاني معاً لتكون قاعدة عدوان وزحف نحو عاصمة الجمهورية – اليمنية الأولى؛ ولذلك خطط العدو منذ سنوات طويلة وهو يعدّ لاحتلال اليمن والسيطرة عليها، أعد الميدان الاجتماعي في مأرب لتسهيل تمرير مخططات العدوان – وجعلها مضمونة النفاذ من خلال بناء قاعدة استراتيجية مبكرة قوية، مستغلة التناقضات التاريخية القبلية والسياسية، والمطامح الفردية والجماعية للنخب الارستقراطية المسيطرة التي ربطت بقسم كبير منها بالمصالح السعودية الامبريالية الاستعمارية، واستغلت السعودية العديد من الخلفيات الصراعية العامة والذاتية والاحتياجات المادية للناس في ظل الواقع القاسي للمنطقة وتهميشها من الحكومات سابقة – ضمن مخطط السعودية وأزلامها للسيطرة على المناطق حسب ظروف كل منطقة ومشكلاتها – وإثارة الصراعات المطلوبة ليتسنى لها السيطرة على القبائل المختلفة باختلاف مشاكلها ومصالحها، عبر رؤوسها وكبرائها.


مأرب ميدان مُبكر للعدوان وقاعدة للإرهاب والقاعدة التكفيرية

 

 قبل إعلان العدوان الرسمي السعودي الأمريكي كانت مأرب قد أصبحت قاعدة للسيطرة والعدوان من الداخل وقاعدة للإرهاب والتكفير والتبعية، مفتوحة أبوابها للتدخل السعودي المباشر بالمال والسلاح والمعدات والخبراء العسكريين الذين كانوا يتوافدون على المنطقة من كل القارات عبر الوديعة - المنطقة اليمنية المحتلة التي احتلتها السعودية في نهاية الستينات.

  • ظلت مأرب طوال السنوات الماضية تحت السيطرة الفعلية للسعودية عبر الحدود المفتوحة مع شيوخ الرجعية القبلية التوابع التي قبلت تحويل مناطقهم وقبائلهم إلى معسكرات سرية للقاعدة والارهاب والتكفيرية والتخريب الشامل.
  • لم تستطع السعودية أن تسيطر على منطقة كما فعلت في مأرب للأسف عبر شيوخ الرجعية فيها الذين عملوا على تهيئة التربة لكي تربط المحافظات الشرقية كاملة بالسعودية ربطاً سياسياً كاملاً وتضم وتلحق بها عبر ربطها أولاً بالمصالح المالية والمرتبات والتابعيات والهويات وتظليل الفكر الشعبي القبلي بضخ الكثير من العقائد التضليلية التكفيرية الباطلة.
  • وزرع العقائد المتطرفة والتكفيرية والوهابية وإثارة المشاعر حول تناقضات موهومة بين المذاهب والعقائد والقبائل والأعراق وزرع الكراهية والأحقاد وغرس التباينات – الضيقة بين أبناء الوطن الواحد وتوفير الملاذات الآمنة للقوى الحاقدة على ثورتي الشعب اليمني في الشمال وفي الجنوب.


 مأرب مصدر للتخريب والارهاب


 وفي سياق إضعاف الدولة اليمنية والسيطرة عليها وتخريب بناها التحتية وإبقائها عاجزة ضعيفة عن مواجهة أي تحديات قادمة؛ فقد اتبعت عبر عملائها المحليين مخططات جهنمية شيطانية أبرزها تخريب الخطوط الكهربائية والتقطع للناقلات البترولية الغازية وفرض إتاوات عليها، وتنظيم خطف السياح والخبراء الأجانب لفرض فديات مالية كبيرة تدفعها الدولة لإضعاف سمعتها، تحولت مأرب إلى حوش كبير لخطف ونهب وسرقة السيارات والعربات وغيرها بعيداً عن سيطرة الدولة، ثم نقلت الحرب السرية عبر مأرب لقتل الجنود والضباط وارهابهم لدفعهم للانضمام إليها وتسليم المناطق التي يحرسونها أو مواجهة القتل والتنكيل، كما جعلت مأرب سوقاً كبيراً مفتوحاً للمخدرات والأسلحة وطريقاً آمناً للتهريب ومعسكرات لتدريب الارهابين والتكفيرين، وتكفلت بالإنفاق على عدد من المعسكرات لتخريج القتلة والمرتزقة والارهابيين والتفجيرين أبرزهم المعسكرات التي كانت خلال الأعوام الأخيرة من عهد (هادي) كانت قد بلغت إجمالي الخسائر السنوية التي تكلف الدولة والتي أيضاً كانت نتيجة التخريب والتقطع في مأرب وحدها ثلاثة مليارات دولار سنوياً حسب اعترافات الحكومة نفسها.

 وهكذا كان الشعب اليمني يعاني الفقر والارهاب والتآمر ونهب الأرض والثروة وقتله بغية ترويعه وإسكات أي صوت حاول أن يدلف صيحة الرفض والاعتراض.

 

العدوان الداخلي قبل الخارجي

 

في المناطق الأخرى كان العدوان الداخلي يجري خلف العدوان الخارجي كجزء منه، أما هنا في مأرب فقد كان العدوان الأجنبي ينطلق من الداخل قبل اعلان العدوان الخارجي الرسمي بفترات طويلة.

كانت تلك حرباً سرية – تشنها السعودية عبر وكلائها الداخليين منذ سنوات لاحتلال اليمن تدريجياً عبر مخطط طويل المدى يجري على مراحل وأطوار وخطوات.

 

الحرب السرية

 

 شنت السعودية عبر مخابراتها ووكلائها حرباً شعواء سرية ضد اليمنيين باسم القاعدة والوهابيين والسلفيين والتكفيرين، ونحن نعرف أنها العش الأصلي لتفريخ القاعدة ومسوخ إرهابهم، وترسلهم من معسكراتها وخلاياها النائمة والصاحية وتتولي تمويلهم وتسليحهم وتدريبهم في مؤسساتها العسكرية الأمنية وتحت إشراف الخبراء الأمريكيين والبريطانيين على السواء.

 

 

الحرب والعدوان وقوى العدوان

 

 إذا قسمنا قوى العدوان إلى أقسام تكتيكية – نجد أن الجيش السعودي يعتبر الشمال الحدودي هي جبهته الرئيسية الكبرى، أما قسم المرتزقة المحليين فهم يعتبرون أن مأرب - صنعاء هي جبهتهم الرئيسية في سياق توزيع المهام بين القوى العدوانية المختلفة.

وتعتبر المنطقة والجبهة الشرقية أهم محور هجومي مضاد للعدوان خلال العامين الماضيين حيث دارت وتدور فيه أوسع المواجهات وأنزلت بالعدو والمرتزقة أكبر الخسائر والنكسات.

مواجهة العدوان في الميدان الجبهة الشرقية

  • مأرب هيلان صرواح  

ليس هناك منطقة في اليمن – بهذه المساحة تحملت كل هذا القدر الفظيع من صواريخ وغارات العدو وهجماته الجوية والبرية – مثلما تحملته منطقة صرواح! ولم تنزل بالأعداء من ضربات ونكال بقدر ما أنزلته صرواح من نكال وضربات بالعدو، فقد ظلت ميداناً لمواجهة مفتوحة منذ بداية العدوان الغاشم حتى نقلت المعركة إلى أبواب مدينة مأرب و أصبحت المدينة تحت السيطرة النارية للجيش اليمني وهو ما اضطر العدو إلى تجييش القوات السعودية الاماراتية القطرية البحرينية في محاولة لاستعادة صرواح من أيدي أهلها، وظلت منطقة صرواح ميداناً لأكبر الزحوف وهدفاً لآلاف الهجمات العدوانية طوال العامين الماضيين؛ إلا أنها ظلت الصخرة الصلبة التي تعترض العدوان وتقطع عليه طريقه - أضحى التقدم للأمام مستحيلاً في ظل بقاء هيلان - صرواح خارج السيطرة.

 

هيلان عقدة الحرب البرية على المحور الشرقي


و غدا هيلان هذا الجبل الأشم المنيع الحر هو عقدة الحرب العدوانية في هذه الجبهة الخطيرة التي تهدد العاصمة.

ومن بداية العدوان إلى شهر ديسمبر 2015م ظلت القوات العدوانية تحاول لأشهر إزاحة عقبة هيلان عن الطريق إلى نهم؛ غير أن جميع الهجمات انكسرت على صخرة صمود الرجال والجبال – وظلت الطريق الرابطة مأرب – صنعاء تحت سيطرة نيران هيلان فأصبح التقدم من مأرب عبرها خطراً –على العدوان كما يشكل وجود هيلان الاستراتيجي من موقعه وما به من قوات – متمرسة أذاقت العدو الويلات – خطراً التفافياً على المنطقة العسكرية الثالثة التي تعتبر قاعدة العدوان وسقوطها سقوطا للعدوان في المحور الشمالي الشرقي كله.

وأخيراً وصل اليأس إلى قمته؛ فاضطر العدو إلى أن يطوق الجبل من جهاته الأمامية وأن يثبت القسم الأكبر من مرتزقته حول هيلان لاحتواء هجماته المضادة وانتقاله إلى الهجوم نحو مأرب وتهديد مسيرة العدوان من مؤخراتها على الخطوط الرئيسية للتقدم واضطر إلى أن ينقل قواته المهاجمة إلى الجوف لتكون قاعدة الهجوم الجديد على مشارف العاصمة عبر نهم، وأن يوزع جهوده على أكثر من محافظة وأكثر من محور رئيسي وأن يمط خطوط مواصلاته وتحركاته على مساحات واسعة متشعبة طويلة، واستنزفت موارده وجزأت قواته وعزلت بعضها عن بعض بهدف التخفي والتسلل عبر مناطق غير آمنة.

  • وخوض الكثير من المناورات الالتفافية للوصول إلى مشارف نهم قبل فتح المعارك الكبيرة التي أجلوها لتحاشي الوقوع في مصايد الجيش اليمني وقواه الخاصة العالية التأهيل والتدريب.

 

 الجوف مصيدة الرمال للعدوان

  • وكان اقتحام الجوف لتعطيل دور هيلان الدفاعي عن العاصمة من الشمال الغربي -وأدى في النهاية إلى فشل المشروع كله – لأنه فتح أمام العدوان دروب جهنم الطويلة الحارقة، وقد اعتقد العدو والمرتزقة الذين سلموا العدو مناطقهم لقاء أجور أنهم سينفذون مع العدو إلى مناطق تشرف على العاصمة، وأن التفوق الجوي الكبير المظلل لهم سوف يحميهم من ضربات الجيش
    والأنصار.
  • إن صمود صرواح في هيلان قد دفع العدو إلى بعثرة قواته على مناطق عديدة –بين مأرب الجوف وصحاريها الواسعة اعتقاداً منهم أنه يمكنهم التوغل في الجوف والخروج منه إلى عمران فإلى نهم عبر أرحب مباشرة خلال أيام وينفذون إلى مشارف العاصمة ومطاراتها، وكان العدو يراهن على بعض العملاء الذين وعدوه باختراق الجبهة الداخلية وفتح الخطوط وخيانة الوطن؛ غير أن مناورات العدو تم إخمادها بسرعة رغم ما حققته من توغلات – وتسللات تحت الحماية التامة للقوات الجوية للعدوان – التي ظلت ومازالت تمطر الأرض بوابل صواريخها تمهد الطريق أمام تقدم المرتزقة وتمدهم بالدعم والاسناد طوال الوقت، لقد أفقد العدو التركيز للقوة – المتقدمة وهي أهم عامل في المعركة الهجومية البرية مهما تكن قوة النار الجوية الاسنادية، إن ضعف كل هجوم يبتدئ من ضعف تركيزه لقواته المهاجمة وقوة كل دفاع يبتدئ من تركيز دفاعاته وحركيتها لتلافي التطويقات المحتملة التي يلجأ إليها الخصم المهاجم.

 

العدو يغرق في صحاري الجوف للتقدم نحو صنعاء

 

  • كانت قيادة المرتزقة تدرك استحالة تنفيذ مناورة جادة للتقدم نحو العاصمة من مأرب رغم المسافة القصيرة التي تفصلها عنها؛ لأن عقدة الحرب (هيلان) لا يمكن إلغاؤها من الخارطة.
  • وما دام لا يمكنه السيطرة على هيلان وصرواح فلا يمكنه التقدم نحو صنعاء من الأساس.
  • ولم يعد أمامه من خيارات سوى أخذ الوضع الدفاعي أمام مأرب،
    لكن قيادات المرتزقة تريد استمرار الإثارة الاستنزافية والاعلامية والمالية، فاتجهت لتفتح جبهة جديدة في الجوف بهدف استنزاف القوات الوطنية ومنعها عن مواصلة التقدم نحو العمق السعودي – وكانت النتائج مخيبة لآمال العدو في كلا المحورين.

 

العجز في الجبهتين

 

  • بعد عام كامل من فتح جبهة الجوف ونهم معاً، هاهو العدو يتكسر تدريجياً على الجبهتين في وقت واحد، فلم يتقدم عما كان قبل عام خطوة جديدة – نحو صنعاء – بل فقد الكثير من المراكز التي كانت بحوزته في أوج زخم هجومه، كما فقد عشرات الآلاف من مرتزقته وقادته ومعداته ومدرعاته ودباباته وعرباته وأطقمه خلال آلاف الهجمات الفرعية المتكسرة التي نظمها في الجوف التي وجه هجومه الكبير إليها في ديسمبر الماضي مستغلا هدنة المفاوضات في (جنيف 2)، وعلى الرغم من أنه وصل إلى مركز المحافظة، إلا أنه غرق في ذات المكان ولم يستطع التقدم للأمام بعد ذلك – حاول ويحاول المروق إلى مديريات – فرعية – لكي يتسلل إلى عمران وأرحب إلا أنه خابت جميع مساعيه، فتكبد ويتكبد المزيد من الخسائر، وما زال يدور في المكان نفسه عاجزاً عن التقدم وعاجزاً عن التراجع أو الخروج من المستنقع.

 

نكسة العدو على مشارف نهم

 

وما إن تجاوز العدو مفرق الجوف حتى وصل إلى نقطة الأوج في هجومه وعلى الرغم من تواصل هجماته إلى مناطق داخلية في نهم؛ إلا أنه واجه أسوأ مصير عرفه الغازي.

وخلال ديسمبر 2015م الماضي إلى فبراير 2016م كان العدو يشن أكبر هجوماته المضادة حجماً وأشدها خطورة، ويقترب من الطريق إلى فرضة نهم ونقيل بن غيلان

1 كيلومتر تفصله عن مشارف العاصمة مطاراتها.

 

أسطورة السيطرة على المطار

 

أهم مشروع حلم به المرتزقة كان حلم السيطرة على المطار لمدة 72ساعة فقط وتسقط العاصمة.

كانت القيادة الأمريكية السعودية العدوانية تخطط – لدفع المرتزقة نحو المناطق القريبة من المطار وتغريهم بأنهم إذا وصلوا إلى المطار فقط لساعات وسيطروا عليه؛ فإن القيادة تتكفل لهم بنقل قوات مدرعة ثقيلة وكثيفة قادرة على قلب التوازن الميداني بشكل خاطف وسريع - كما يحدث في هوليود - وأصبحت المعادلة الجديدة للحرب هي أعطني مطاراً أعطك عاصمة في ساعات قليلة، وعلى الرغم من أن العدو قد حرص على عدم تسرب الخبر والمعلومة إلا أن ذلك كان مفهوماً ومحسوباً.

 

المعركة الحاسمة على الأبواب... ثلاثة أشهر حمراء

 

فصل زمني كامل استغرقته العمليات الهجومية الكبيرة للعدو الذي رمى بكل ثقله على أبواب عاصمة فرضة نهم، مسورة قرود حام، يام، سام، بران، كوفل، المخدرة، كمب الجدعان، مفرق الجوف، المصلوب، الطلعة الحمراء.

و تحولت هذه المنطقة المحدودة المساحة إلى دائرة جحيم شيطانية تبتلع القوات العدوانية وهي تدور داخلها وتدور وتعود من حيث بدأت دون مخرج، تدور وتدور ونيران الطائرات تشويها طوال الليل والنهار – تبحث عن الجنود المدافعين عن الأرض فلا تجدهم إلا نادراً؛ لأنهم قد التحموا بالأرض فصاروا منها وإليها.

 

انكسار التفوق الجوي على أرض الميدان

 

الموقف يتصاعد ويتكشف تدريجياً ثم يُحتوى ويُستوعب ويضفى.

 خلال المناورات الأولى كان الانطباع لدى الرأي العام والمتابعين من خارج الدائرة المعنية أن الهجمات الجديدة مجرد عصابات صغيرة تتسلل إلى المناطق الفاصلة بين الخطوط مستفيدة من التفوق الجوي للعدو، إلى أن تجمعت القوات المعادية المتسللة لتشن الهجوم الكبير المخطط على معسكر الفرضة الفارغ أسفل نهم وتتمكن من اجتياحه والسيطرة على المنطقة المحيطة؛ فإذا بالقوات المهاجمة قد بلغت أعداداً كبيرة بعشرات الألوف ومئات المدرعات والعربات والآليات، وفي السماء كانت عشرات الطائرات الحربية الأحدث في العالم – تواصل الضربات الصاروخية ليل نهار على مواقع الجيش والأنصار - كما تشن أوسع حرب نفسية وإعلامية، وتصور المعركة بأنها أضحت على أبواب مطار العاصمة.

كان ذلك من مزايا الحرب التسللية الخاطفة التي تنقلك إلى العمق – متخطياً الكثير من الخطوط والقوات – بالتسلل ثم تظهر فجأة خلف القوات وتعلن أنك قد صفيت في طريقك كل القوات المعادية، متوقعاً انهياراً نفسياً للسكان الذين قد يصابون بالرعب والخوف وتنهار عزائمهم هذا ما كان العدو يراهن عليه؛ لذلك فقد شحذ أسلحته الإعلامية، وقنواته، وإذاعاته، ومطبوعاته لتعطي انطباعاً زائفاً للشعب أنه قد وصل إلى مناطق قريبة من العاصمة؛ لكن الجيش والشعب كان لحمة واحدة فلم ينطلِ على أحد هذه الخدع واستبسل الشعب وقواته في المعركة المصيرية.

 

دائرة الجحيم تتواصل

 

  • استوعبت القيادة اليمنية الموقف دون أن تفاجأ به أو تقع في سوء تقديراته، وتعاملت معه حسب ظروفه وأبعاده واحتمالاته الممكنة.

وحسب الأهداف الاستراتيجية للعدو من هجومات مأرب – الجوف - نهم - صنعاء كان العدو في المستوى الاستراتيجي ينظر للهجوم من الزاوية الدفاعية العامة له، خاصة أن المعركة قد تجاوزت حدوده وأصبح الجيش اليمني يخترق المناطق الحدودية للعدو بعد أن كسر هجماته طوال الأشهر الأولى للعدوان، وبعد فشل الهجمات الجوية الأولى عن تحقيق أهدافها، فهي هجمة مهما كبرت فهي تصب في المجرى العام الدفاعي للعدوان بعد أن فقد المبادرة الهجومية في الأسابيع الأولى للعدوان وتحول إلى الدفاع الاستراتيجي داخل حدود السعودية نفسها.

كان وضع العدو آنذاك لا يسمح له بتوزيع قواته في أكثر من جبهة رئيسية في وقت واحد، وإذاً فإن العدو يشن هذا الهجوم بهدف إيقاف تقدم هجوم الجيش اليمني على جبهته الرئيسية الحدودية ولم يكن هدفه من اختراق المحور الشرقي القريب للعاصمة إلا لإحداث توازن جديد يجبر الجيش اليمني على التوقف عن التوغل بتشكيل بؤرة مهددة قريبة الخطر تجبره على تثبيت قواته قريباً منها فلا يتم مواصلة دفعها نحو الحدود.

 

حجم القوة المهاجمة – مأرب الجوف نهم

 

 كانت قوة العدو تتجاوز الثلاثين ألفاً من القوات الميكانيكية المدرعة والآلية الخفيفة الحركة معتمدين على تفوق جوي كبير وفق نظرة قوة الطائرة وقدراتها، كان الجيش اليمني محملاً بخبرة القتال ضد المدرعات قد اكتسبها طوال العام السابق منذ اختراق عدن وهي المدرعات الحديثة التي كانت مزودة بكاشفات وكواسح ألغام فورية، ومزودة بالأسلحة الإلكترونية إلى جانب الدعم التقني الأمريكي الكامل من منظومات الصواريخ البحرية المنطلقة من البوارج والأساطيل الأمريكية.

 إلا أن مواجهات مأرب المكشوفة وصمود الجيش اليمني بقوة ومرونة وتكيف وتغلبه على التحديات ومفاجأتها بصاروخ توشكا 1 في سبتمبر 2015م قد قلب الموازين وأحال أساطير الإمارات وأخواتها إلى مأتم؛ فقد أطاح الصاروخ بأكثر من ألف قتيل وجريح، ومئات المعدات والمدرعات والعربات.

 هذه المواجهات العنيفة طوال أشهر أمام أبواب مأرب المدينة، وصمود الجيش في هيلان صرواح قد أوضح حقيقة القوة التلفزيونية الخليجية ومرتزقتها على الأرض، ولم تعد العربات المدرعة والدبابات "الإبرامز" و"البرادلي" محصنة أمام الكورنيت وبقية الصواريخ اليمنية الحرارية والموجهة.

 

إدارة المعارك على الأرض

 

 اتبع الجيش اليمني ومقاتلوه تكتيكات جديدة تعتبر فتحاً جديداً في ميادين التكتيك الحربي في علوم الحرب الحديثة لم تعرفها المعاهد العسكرية إلى الآن؛ لأنها لم تدون ولم تنشر بعد.

الاستراتيجية التكتيكية اليمنية

 

كيف أخمد الجيش اليمني بؤرة الحرائق الجديدة؟

 

 لقد اتبع تكتيكات مناسبة للموقف على الأرض تتغير حسب الظروف والحاجات، وحدد لكل قوة معادية سلاحها وتكتيكها الملائم وأبرزها:

- اصطياد المدرعات والعربات والآليات المتقدمة على الطرقات الفرعية والرئيسية وفصل الآليات عن الأفراد بإجراءات تؤدي إليها.

- التسلل إلى قواعد العدو ليلاً بالقوات الخاصة المرعبة العالية التدريب، والقبض على المئات والعشرات في عمليات نوعية خاصة بعد قتل الكثير منهم.

- قطع الطرقات وتقطيع مجاميعهم إلى مجموعات صغيرة متفرقة متباعدة وتصفية المجموعات الصغير بصورة أسهل من سواها.

- إطلاق فرق خاصة من القناصة المحترفة عالية التدريب على تجمعات العدوان واصطيادها طوال الوقت.

 

- امتصاص الضربات الجوية والصاروخية بالأرض والالتحام بها الحفر، والخنادق، والمتاريس.

- استخدام تكتيكات حروب العصابات الصاروخية الصغيرة العدد المتناثرة على مساحات واسعة.

- منع العدو من التحشد والتجمع بدك تجمعاته وآلياته بأعداد من الصواريخ الباليستية.

- استخدام المدفعية والهاونات والكاتيوشا ضد أهداف العدو الثابتة والمتحركة.

- شن هجمات نفسية وإعلامية قوية توضح الحقائق للشعب وللجيش ،وترفع المعنويات وتزلزل نفسيات العدو وتثير الرعب في نفوسهم.

- شن هجمات جانبية عديدة على العدو من كل الاتجاهات تفقده رؤيته للأمور وتشل عقله عن التفكير الصحيح بما يتعرض له من ضربات حاسمة مزلزلة.

 

كسر الزحوف المتوالية

 

 استنزاف العدو في معارك طويلة على عكس استراتيجيته القائمة على الضربات الخاطفة الحاسمة ومسابقة الزمن وكسب الوقت لإنجاز الأهداف قبل نفاذ القدرات والإمكانات في هذه المناطق البعيدة عن قواعده.

قطع طرق العودة عنه مما أجبره على اتباع طرق بعيدة والتفافية استغرقت أشهراً متواصلة كان خلالها قد استنزف قواه و أضحى عاجزاً عن مواصلة المغامرة المشوقة،  - تجزئة العدو إلى جماعات معزولة عن بعضها البعض وتفخيخ طرقه ومسالك دروبه ونصب الكمائن لانتظاره ومهاجمته.

- تعريض العدو وقادته لعمليات استخبارية ترصدهم طوال الوقت وتتابع تحركاتهم وتكشف نواياهم وتوجه لهم ضربات نوعية في الوقت المناسب خلال الهجمات أو قبلها.

- شن حملات نفسية إعلامية سياسية معنوية هائلة تحافظ على التوازن المعنوي للمجتمع الوطني .

 

الانتقال إلى الهجومات المعاكسة للجيش والأنصار

 

سحق العدوان حول نهم

 

 انحصرت المعارك والمواجهات داخل مربع من الأرض يمتد من أطراف صرواح –هيلان إلى الجدعان ومسورة وفرضة نهم وجبال قرود والحنيشية والرشا وإلى جبال يام ومفرق الجوف نهاية يناير ومطلع فبراير الماضيين.

 بدأت الانتكاسات الكبيرة للعدوان حيث تعرض لخسائر بآلاف القتلى والجرحى من مرتزقته وتم إحراق عشرات الدبابات والمدرعات والعربات، ولقي عدد من قادة الزحف مصارعهم بما فيهم الخائن الكبير الشيخ خالد الأقرع – مع ملايينه التي استلمها ثمناً لخياناته وفتح الطريق للعدو على الجبهة التي كانت تحت قيادته – كانت المفاجأة التي دوخت العدوان هي قدرة الجيش اليمني والأنصار على تحييد تفوق العدو الجوي والتكيف مع الظروف التي يولدها العدوان وطائراته وقدرته على تأمين خطوطه الداخلية وتموينه وامداداته بطرق شتى لا يستطيع العدو الإلمام بها.


 

انتقام العدو من المدنيين

 

 واصل العدو الانتقام من المدنيين بالطيران وصواريخه الرهيبة

المدمرة التي استهدفت المواطنين في أسواقهم ومدارسهم وبيوتهم وأعراسهم وعزائهم، وكرد فعلٍ على دعم الشعب في المناطق التي تعرضت وحشية العدوان ووقوفها إلى جانب الجيش واللجان واستجاباتها لقيادة الثورة وندائها للنكف القبلي وتوقيع الوثيقة القبلية العامة والاستنهاض الشعبي لرفد الجبهات – بالمال والرجال – وتحزيم المحيط الجغرافي للعاصمة والتزام كل قبيلة بواجبها الوطني وعقد المؤتمرات في كل منطقة والقرار بنبذ كل من يتعاون مع العدوان واعتباره خائن لله وللوطن وللثورة.

 

إعلان الخيارات الاستراتيجية وتحزيم العاصمة واستنهاض الشعب المسلح

(جيشه وقبائله وفئاته)

 

نهضت الجماهير الشعبية إلى سلاحها وتدفقت بالآلاف إلى مناطق المواجهات ترفد الجيش بالرجال والأموال، وتتسابق إلى حماية المواقع المستهدفة من العدوان حول العاصمة والطرق المؤدية إليها والجبال والمرتفعات المحيطة بها التي تشكل الحزام الحامي للعاصمة على مدى التاريخ في مواجهة الغزاة والمعتدين.

 وبعد ثلاثة أشهر من التصدي الصبور لجيوش للعدوان المتسللة انكسرت حدة هجماته و زخمها، وبدأت تتراجع وتحاول البحث عن مخارج بعد أن وجدت نفسها وقد طوقت على مجموعات في مواقع متفرقة تتعرض لضربات الجيش والأنصار ويعجز العدو عن مواصلة تدعيمها وتموينها.

نتاج المواجهات على المحور الشرقي

 نهاية فبراير ومطلع مارس الماضيين كان قد مر على الهجوم الكبير الذي أطلقه العدوان ثلاثة أشهر متواصلة، وقد خسر فيه آلاف من مرتزقته وقادته، ومئات المدرعات والآليات، ووقع في مصايد لم يتخلص منها إلى اليوم خلال تراجعاته وتقهقره.

 وبدلاً من أن يؤخر الهجوم؛ تقدم هجوم الجيش اليمني على الجبهة الحدودية الرئيسية التي اختارها الجيش لهجومه المضاد العام فقد حققت انتصاراته هنا وهناك تعزيزاً لتقدمه وانجازاته أكثر فأكثر وفي مختلف الجبهات، وكانت أولى البشائر الكبيرة للنصر القادم تمكنه من إسقاط مدينة الربوعة وعددٍ من المواقع العسكرية على خط الدفاع الأول للعدو، وبدأت تتأثر بقية المواقع، واضطرت السعودية إلى رفع راية السلام والمفاوضات المباشرة والاعتراف بالمسؤولية القانونية – عن العدوان – والمطالبة بتفاهمات مباشرة في "ظهران الجنوب" والمناداة بوقف الحرب وتم التوقيع على اتفاقية الهدنة في أبريل الماضي.

لم تكن السعودية تريد السلم حقاً؛ وإنما الوقت لإعادة تنظيم صفوفها المنهارة.

 وتم التجاوب مع الدعوات الدولية التي أطلقت لإنقاذها من اندفاع الجيش اليمني نحو المزيد من الأعماق، فاتجهت تناور باسم المشاورات في الكويت من مايو إلى نهاية أغسطس الماضي، ثم عادت من جديد إلى أول السطر لا تريد إلا استسلاما من اليمنين للعدوان والخروج من العاصمة وتسليمها السلاح والدولة لعملائها وتحت اشرافها وأسيادها.

هكذا بدأ فصل جديد من العدوان أكثر شراسة وعنفاً ووحشية من سابقاته، وازدادت المعارك حدة وصلت آلاف جديدة من المرتزقة للدفاع عن المواقع الحدودية السعودية، ولم يكن القصف والهجمات قد توقت خلال المشاورات بل أنها استمرت واتسعت مستغلة المناخ الدولي الداعي إلى مواصلة الحوار، لكنه سوف يواجه نتائج لم يتوقعها أبداً.

العدوان ينتحر..معارك صرواح تحول في مجرى الحرب الوطنية

 بعد انكسار لعدو في نهم وتحطم قواته خلال معرك طالت لأشهر متواصلة فانتقل العدو إلى لتقهقر من نهم إلى مشارف الجدعان شمال صرواح، وحاول شن الهجوم من جهة صرواح مجدداً للتعويض عما لحق به على أيدي الجيش اليمني والأنصار.

 لكنه واجه نكسات متوالية بأشد مما توقع؛ فخلال أيام معدودات حاول أن ينفذ استراتيجية خطيرة نسبياً باختراق منطقة هيلان – المخدرة - صرواح من الشمال الغربي ومن الجنوب الشرقي، أي أن يشق منطقة صرواح إلى قسمين من طرفها ما بين هيلان والمخدرة عبر أودية الربيعية والزغن والنوعة وكوفل.

واجهت قوات الجيش والقبائل المحلية الشعبية من خولان الطيال غدر العدو بشن الهجوم المضاد الذي وقع العدو في مصايد أشد فتكاً وعنفواناً، كان العدو قد حشد كل قواته نحو صرواح في ظل اسناد طيران كبير وسيطرة على الجو كاملة وتم نقل قيادات المنطقة العسكرية الثالثة إلى الميدان.

 وخلال أسبوع من الهجوم والضربات في مقتل؛ كان العدو قد وجد قواته قد تقطعت أوصالاً وتفرقت بين الجبال والأودية المنتشرة في المنطقة.

الضربة الكبيرة الموجعة

كانت تحركات الجيش ترصد كامل تحركات القيادة العدوانية الميدانية التي تدير المعارك برئاسة اللواء عبد الرب الشدادي كبير عملاء العدوان في المنطقة الشرقية والساعد الأيمن لعلي محسن، قررت القيادة أن تنزل به هو وقيادته ضربة مدفعية حاسمة تقطع دابرهم دفعة واحدة، وقد جاءت الضربة في أوج هجوم العدو فقد أصابت كامل قيادة العدو وغرفة عملياته وأركان المنطقة العسكرية وقيادتها قذيفة الجيش، أصابت العدوان في مقتل وصرع الشدادي ومعه كامل فريق قيادته؛ فانهار العدو وتمزقت فلوله فلم يتوقف اندحاره إلا في قلب مدينه مأرب بعد أن تعرضت المنطقة العسكرية للنهب من قبل فصائل العدوان نفسه بعد أن أيقنت أنه حلت نهاية العدوان وانتهى حكم القرون والأعوام ويبدأ حكم الأيام والشهور.

 فقد العدوان سيطرته فأراد اعادتها مجدداً لقواته التي انهارت معنوياً وقتالياً فلم يجد إلا صالة عزاء الرويشان ليقتلهم ويصيبهم انتقاماً لما كابده من هزيمة مرة على أبواب صرواح.

اليوم الجيش اليمني يندفع بعناد داخل الخطوط الدفاعية السعودية الأول، والثاني، والثالث وقد وصل إلى مشارف نجران أهم واكبر المناطق الحدودية الواقعة تحت السيطرة السعودية في ظل انتصارات يومية رغم الجوع والحصار الشامل.

 وتواصل صواريخنا الاستراتيجية بعيدة المدى والمتوسطة المصنعة وطنياً، تواصل دك المطارات والقواعد الجوية في أبعد المدن والمراكز بما فيها الرياض وجدة والطائف وخميس مشيط وجيزان ونجران وغيرها.

 

 

 

الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المركز

مواضيع متعلقة