Logo dark


الاستراتيجية المجوفة للعدو

( مُفكر ومحلل استراتيجي وسياسي – رئيس تحضيرية الاشتراكي اليمني (ضد العدوان) , )

الاستراتيجية المجوفة للعدو

 لم تكن معركة الساحل كما يرسمها الإعلام المعادي أو السطحي التبسيطي الذي يقدمها بصورة معزولة عن سياقها العام الواقعي لم تكن معركة ضيقة الأبعاد والأهداف، إنها في حقيقتها معركة دولية امبريالية استعمارية هدفها هو تكريس السيطرة الكاملة للاحتلال على القسم الجنوبي الأوسط والغربي من اليمن واقتطاعه سياسياً كقسم وطور أكبر في المشروع الابتلاعي الشامل للاستعمار الكولنيالي الغربي الصهيوني المنفذ بأدوات وكيانات إقليمية محلية وكيلة وصورية.

 إنها  معركة تتواصل منذ ستين يوماً وسوف تمتد لستين يوماً أخرى أو أكثر، إلى أن تحسم أو تذوب وتذوي، وقد وضع الاستعمار العدواني فيها كل ما بقي له من احتياطات، وجمع لها كل ما بقي له من قدرات مشتركة محيطية وبحرية، فهو يراها فرصته الأخيرة الحاسمة، وليس الجنوب وتعز والساحل الغربي سوى طور ومن اطوارها المتعددة الأبعاد والمهام.

هي عنوان لحرب طويلة مفتوحة مازالت طويلة أمام العدوان الامبريالي الدولي، الذي يتخلى تدريجياً عن أقنعته ويبدل وكلاءه، أو ينزل مباشرة إلى الساحة وإلى المعركة جويا ًوبحرياً وبرياً مع ترامب الذي بسط كل العداء بدون مواربات ولا دبلوماسيات، وقد أوضحنا هذا البعد الشامل في بحثنا السابق بعنوان "حرب ترامب على الساحل اليمني، ومتغيراته الاستراتيجية، وأبرزها:

1-نقل مركز الثقل الاستراتيجي من الشمال إلى الجنوب الغربي.

2-انتقال القيادة الميدانية إلى الأمريكي الصهيوني برداء إماراتي.

3- حصر الدور السعودي في المرحلة الراهنة شمالاً، وسحب احتكاره تدريجياً للملف اليمني بتقسيم النفوذ بين أكثر من وكيل عملياتي، واعادة تقييمه وتموضعه وفقاً لنتائج مجريات الحرب والمعارك.

إعادة تكييف المعركة والحرب العدوانية

لم يعد الحديث اليوم عن العدوان السعودي الأمريكي كافياً ليعكس الحقيقة كاملة عن العدوان، اليوم الحديث الصحيح هو عن العدوان الامبريالي الدولي بقيادة أمريكية، وأمريكا هي صاحبة الثقل فيه ومركز الحرب الاستراتيجي.

كانت السعودية في الطور الأول تبدو صاحبة الثقل الرئيسي فيه؛ ولكن بعد تدمير قواها في كل الميادين، انتقل مركز الثقل - القوة الحقيقية الأصلية في العدوان -الى الأمريكي، وتجلياته ومظاهره المؤقتة إلى القيادات التنفيذية التكتيكية المؤقتة –الظاهرة ميدانياً.

تغير وتراجع الأهداف كنتيجة للنكسات أمام الأهداف العظمى

 وعبر السعودية كانت الأهداف تتجلى في السيطرة على اليمن ككل، وأولها مركزه وعاصمته، وعبر المحور الشمالي الشرقي، وبعد فشل الطور الأول بكل هجماته من العدوان بقيادة السعودية ورجالها وموظفيها؛ فإن الامبريالية الأمريكية تضع طوراً جديداً للعدوان تديره بنفسها هدفه المباشر:

- حماية الاحتلال وتوسيعه من الجنوب والغرب والشرق، وتغيير اتجاه الضربات الرئيسية.

 - حماية وتكريس احتلال القسم المحتل من اليمن وتوسيعه، وتحويله مركزاً بديلاً لليمن السياسي، بعاصمة بديلة تعز أو عدن أو الحديدة في مقابل عاصمة تاريخية خارج سيطرتها، تُعلن متمردة على "شرعية الاحتلال"!!

وخلال ذلك يتفتت اليمن المحتل إلى دويلات وكانتونات واقطاعيات تحت سيطرتها وعبر ضباطها السياسيين ومفوضيها الساميين، وشيوخها الجدد المفرخين المزورين، وتعيد تموضعه تحت السيطرة الخليجية الاستعمارية الجديدة في سياق إعادته تنظيم الكيانات الخليجية بكاملها وفقاً للمثال الإماراتي البحريني القطري الكويتي؛ لتكون قادرة للاضطلاع بالدور الجديد المعقد الذي تضعه مهمة التحالف السعودي الخليجي الاسرائيلي الاستراتيجي.

 –

العجز السعودي الاستراتيجي التكتيكي المتهشم

الهزائم المتوالية والتراجعات والاندحارات اليومية للسعودية أمام المقاتل اليمني في جبهات ما وراء الحدود، وتقدم اليمنيين إلى حوافي نجران وجيزان وعسير، وتدمير آلاف من المعدات طوال العامين الماضيين، وتزايد الخسائر البشرية في صفوفها حتى فاقت الستين ألفاً بين قتيل جريح وهارب، وهو ما يجعل السعودية تتجه خارج الجاهزية على المستوى الاستراتيجي  إلى الموت التدريجي في الميدان؛ مما يجعل الأمريكي غير قادرٍ على الاطمئنان على استثماراته بأيديها، بعد أن وجدها تفقد أهم أسباب القوة بسهولة ويسر، وتعاني هذا الانهيار الشامل، من القوة إلى السياسة والاقتصاد إلى المعنويات، وتفشل في كل شي ومكان وتعرض نفسها اليوم بأي ثمن على أي مقاول يحميها أولاً قبل أن يشغله.

لقد انتقلت السعودية من موقع الفاتح إلى موقع المفتوح ومن موقع المتغلب إلى موقع المغلوب؛ ولذلك دخلت السعودية أزمتها الحادة بعد أن هزمت استراتيجياً وتكتيكياً لمرات ومرات، وهي استناداً للإمبريالية الدولية تعيد جولات الحرب مجدداً من جديد؛ رغم هزائمها بعد أن يتم إعادة تعبئتها مادياً للعدوان ثانية وثالثة ورابعة؛ حتى وصلت إلى وضع يكون من الصعب مواصلة المحاولات مرة أخرى؛ لذلك فكروا بإجراء المفاوضات المنفردة الإقليمي؛ لإنقاذ ذاتها من المستنقع قبل أن يتم ابتلاعها بعد أن أضحت عاجزة عن تأمين شوارعها الداخلية؛ بينما حاول الإمبريالي أن يظهر وسيطاً  نزيهاً "مافيوياً" صريحاً، الشرير يحتاج إلى فسحة سلم قبل أن يموت كلياً، يريد هدنة مدفوعة الأثمان؛ لكن الإدارة الوطنية على الرغم من مرونتها لم تسمح لها بمواصلة المناورات لوقت طويل، وحددت لها إطارها بأن وضعتها في إطارها الطبيعي.

انتقال الخطر جنوباً غرباً

 الجبهة السعودية الشرقية الشمالية لم تعد الآن بتلك القوة القديمة والتهديد والخطر بداية الحرب، لقد أتم الجيش اليمني تمزيقها وتهشيمها طوال الصمود لعامين، وقريباً ينتقل الجندي اليماني إلى اجتياح المدن المحتلة شمالاً وشرقاً، وهذا الهاجس المرعب المخيف يشل فكر وعقل و تحركات السعودية المتآكلة.  السعودية تموت الآن تدريجياً, وأولادنا الحفاة يعبثون بالخطوط الدفاعية الثانية والثالثة ويبعثرونها يباباً في الهواء، ولم يعد الذين استقدمتهم من الجنوب والخارج يفيدونها بشيء، فلقد ذابوا أو عادوا إلى الجنوب بعد انتقال الثقل إليه واحتدام الصراع على مقدراته بين المرتزقة.

 فشل السعودية شمالاً في معركتها جعلها في وضع المدافع المرعوب، لقد انتهى الهجوم السعودي إلى يباب الآن، وهي تتلقى الهجوم اليماني كل يوم وكل ساعة.

استراتيجية إدارة الانهيار الاستراتيجي السعودي

 تيقنت السعودية وأسيادها إنها وصلت إلى حالة تعجز فيه عن القتال بطاقتها الكاملة، وقررت أن تقاتل بوتيرة تؤخر الانهيار لا أن تواجهه؛ لأن المواجهة الحاسمة تعني نهايتها وهي تريد تأخير هذا الانهيار أكثر ما يمكن من الوقت، إلى أن يفرغ أسيادها من معركتهم الساحلية التي لا يبدو أنها منتهية إلا على أنقاضهم هم،

 خيارها الوحيد الآن هو إدارة الهزيمة والانهيار، لا مواجهتهما أو المكابرة إزائهما، كيف ذلك؟ مواصلة الفرار أمام اليمني بعيداً عن الجبال والمرتفعات نحو الصحراء العربية الواسعة المفتوحة أمام الطيران والبحرية الأمريكية.

التكتيك الصحراوي السعودي الامبريالي الجديد

 إنها أشبه بلاعب الشطرنج البارع في حيل الهروب؛ فالهروب هو خيارها، أما الهجوم فقد استنفذته ولم يعد لديها القطع الكافية للقيام بأي مغامرات جديدة.

تكتيك سعودي بارع جداً

 إنها تستعد الآن لإفراغ المدن الرئيسية الحدودية والتراجع شمالاً نحو هضبة عسير الجبلية المرتفعة، وبعدها إلى هضبة الطائف ثم إلى الصحراء المفتوحة، إنها  تناور لتأخذ الجند اليمانيين من البيئة الجبلية إلى الصحراء المفتوحة، وليأخذوا المناطق المحتلة إلى الجحيم، المهم بقاء حكم الأسرة، هكذا يفكر السعوديون والأمريكيون الآن؛ لأنهما لا يجدان مخرجاً من مواجهة تكتيكات الحرب الجبلية الثورية الشعبية التي يمارسها اليمنيون ببراعة، فلا السعوديون قادرون - وكذلك الأمريكيون والغربيون - على حرب الجبال الثورية الشعبية، وقد عرفوها وجربوها بكل مراراتها وغير مستعدين لعودة إليها مرة أخرى؛ ولذلك وفي مواجهة طلبات الحماية السعودية المقدمة للأمريكيين يأتيهم رد الأمريكي: "حسناً، نحن نحميكم ولكن أين؟ في الجبال؟ مستحيل - كلا -؛ ولكن أنزلوهم إلى الصحراء وقودوهم إلى السهول الساحلية، وهو ما تفتقت عنه عبقرية السعودي والأمريكي معاً، الفشل السعودي الأمريكي فاحت رائحته أكثر فأكثر بحيث يصعب إخفاؤه، وهو ما دفع سلمان إلى إرسال الجبير نحو الشرق - لمسح وتقبيل الأكتاف لقاء فسحة وهدنة مؤقتة -  وأرسل أنور عشقي إلى تل أبيب ريثما تعيد إسرائيل بناء قواتها، وتستوعب برامجها وتعيد الحياة في تحالفاتها وتؤخر الاندفاع اليماني، وعرضت شراء الأسلحة الروسية بمليارات الدولارات كغطاء مصالح روسية؛ لتحييدها عن الانتقال من موقف الحياد إلى موقف المتفرج فقط، واملاءات ترامب بالأموال لعله يتحرك ويرسل قواته ويؤجرها للسعودية؛ لكن الجميع يجيبون أن القوات الأمريكية البريطانية قوات محيطية و ليست قارية أو جبلية، إنها  قوات قتال سواحل وصحاري، قوات بحرية وجوية، وانتظر إلى أن ينزل العدو إلى الصحراء والساحل اليمني,

تكتيك العدو السعودي قائم على تثبيت الجيش اليمني واستنزافه، والهروب أمامه والتراجع البري، ومواصلة الاعتماد على استخدام الطيران والتدمير والقتل العشوائي والأرض المحروقة وتشديد الحصار والتخريب؟

كوتزوف - الرياض

اشتهرت تكتيكات "كوتزوف" بالتراجعات التكتيكية الطويلة نحو الداخل الروسي أمام جيش نابليون الكبير الغازي، أي الهروب من مواجهة نابليون حتى وصل إلى العاصمة موسكو وتركها له ليدخلها على بعد آلاف الأميال من الحدود والغابات، وعندما صدق نابليون نفسه أنه انتصر وانتظر وصول القائد المنهزم لتوقيع الاستسلام، كان رد كوتزوف: "أن الحرب لم تبدأ بعد"،  وتعرضت موسكو لحريق شامل على من فيها من الغزاة وكانت تلك إشارة بدء الانتفاض الشعبي الشاملة المسلحة، الشعب كله يقاتل بطريقته السرية جيوش الغزاة، وفي الأخير تعرض نابوليون لأسوأ حرب تحرير شعبية ضد جيشه، حرب أشباح غابية، فلاحية، قوزاقية، أفنت معظم جيشه، فلم ينج سوى نابليون ومعه حرسه الخاص فقط خرجوا هاربين في جنح الظلام

ولكن سلمان ليس كوتزوف، ولا الصماد نابليون الغازي، فماذا يتوقع السعودي؟ إنه يتوقع أن يلاحقه اليمني الحافي في الصحراء إلى الرياض، إلى اليمامة وهناك مع جوقة النوكة سوف ينظم حرباً جديدة هوليودية، تلقي بنا خارج التاريخ.

العسيري ربما سمع بنابليون لأنه تلقى دراسة أكاديمية أوروبية، إنما بن سلمان ليس كذلك، ربما أوحى بها الجنرالات الأجانب وخاصة الفرنسيون المغرمون بنابليون إلى حد أنهم ناموا على بطونهم لعقود على تعاليمه التي كان قد عفى الزمن عليها، إلى أن أيقظتهم أحذية النازي الغليظة وهي تدوسهم في زمن هتلر حتى استسلموا بالإجماع بدون أية مقاومة؛ إلا شذرات يسارية وحيدة أثارت سخرية أوربا والعالم بهم، واليوم تغدو العسكرية السعودية نكتة سمجة جداً، إلى حد أن جنرالهم الشهير كولن باول كال عبارات السخرية المقذعة لساعات طويلة منهم في الصحافة الغربية من أول أيام العدوان، حولهم مسخرة وخاصة سلمان الصغير.

من غباء هذا المجنون الأحمق أنه أطال الحرب، وأعادها من حيث بدأت وانتهت عدة مرات، ولو كان لديهم رجل رشيد لعرف أن الحرب انتهت في الأيام الأولى، وأنه إنما يغرق في مستنقع يدخله دون أن يعرف كيف يخرج منه،

 نحن من نحدد مكان المعارك وأوقاتها ومساراتها ونتائجها

 مالا يعرفه السلمان وأترابه أننا من يتحكم بمسارات المعركة على الأرض، وهي معارك منتهية أصلاً استراتيجياً، ما إن ينتهي الوفر المالي الكبير؛ حتى ترفع عنكم أغطية العالم وعيونه، ويتحرك القانون الدولي والمؤسسات الحقوقية والمنظمات الإنسانية، ولن نكون بحاجة إلى مطاردتكم في صحاري الرياض والنفود واليمامة والدهناء، صاروخ واحد إلى الرياض سيكون كافياً لإخراجكم بالآلاف تحملون الرايات البيضاء والشيكات البيضاء ثمن أفعالكم وجرائمكم.

لم تعودوا أنتم مركز الحرب كما كنتم أيام قوتكم، لقد أفلتم وانتهيتم، هناك مراكز إقليمية جديدة سيصيبها ما أصابكم.

اختبار معارك الساحل الذهبي بالرماح الذهبية وقبلها السهام الذهبية

تدور المعارك على ساحل كانوا يطلقون عليه اسم الساحل الذهبي –ومازالوا –يمتد من عدن إلى ميدي، واكتسب التسمية من الأوروبيين الذين أعجبوا بنظافة الساحل ومياهه؛ حتى تشف الرمال التحتية التي باتت تشبه الذهب في ضوء الشمس البهيجة نهاراً؛ حيث يتراءى  للناظر من بعيد سحابة مذهبة تتمايل بموازاة المياه، وفي عرض البحر على طول الشاطئ اليمني الغربي، خاصة أن البحر الأحمر هو البحر الوحيد في العالم الذي تراه أحمر اللون من أعلى نتيجة لأنه غني بالشعاب المرجانية الحمراء؛ حيث مصايد اللؤلؤ، إنه بحق بحر اللؤلؤ، حتى أثارت شواطئنا وبحارنا مخيلة البحارة والقراصنة، وأثارت غرائز أطماعهم وجشعهم.

بلون الدم كل شيء صار أحمراً الآن

لقد صار البحر أحمراً أكثر من ذي قبل، والساحل صار دموياً بأكثر مما كان قبل، وبعد كل هذه الجرائم التي ارتكبتموها.

هل تنتهي الحرب؟ نعم بالتأكيد، فلا حرب إلى مالا نهاية.

 متى؟ إلى أن يسقط سلمان ونظامه، ذلك هو الجواب التاريخي المنطقي الاستدلالي التحليلي، والمنطق هنا واضح وبسيط ومفهوم، يستند على فهم ما يعانيه النظام من داخله، وما تواجهه المملكة من تحديات نتيجة العدوان.

وكما يحدث في المنافسات الأساسية المعلنة والخفية؛ فإن ملف المنافس هو الطعن في سلوك القائم وإدارته للحرب والدولة والسياسة، بداية من انطلاق الحرب والدعوة إليها إلى الخروج منها بثمن ولو غالٍ ومرتفع، وهذا يرشح كثيراً من الجناح "النايفي" المنافس والمدعوم أمريكياً، بوصفه رجل مخابراتهم الأقدر على خدمتهم جيداً في الإقليم، وهي جوهر الصفقة التي نقلت سلمان وابنه إلى الحكم على أنقاض الانقلاب على بقايا عبدالله وابنه غير المرغوب به أمريكياً؛ لعدم طاعته المطلقة ولصداقته وقرابته مع الأسد الأب، ولتصوره أنه يمثل دولة بجد وحقيقية، من هنا فإن ما يجب ألا ننساه البعد الداخلي للعدو والنظام وتصدعاته.

قانونية النظام الشمولي القهري الثري

النظام القهري الثري الشمولي قد لا يسقط من الخارج بسهولة في ظل حماية شمولية إمبريالية تتحول عوامل السقوط نحو القلب الداخلي وتفجره من داخله، نفس العوامل التي لا يسمح لها أن تعمل ولا تموت ولا تختفي؛ بل تتجه وجهات جديده نحو الداخل، وخاصة في بيئة تناحرية كما هي الآن في قصر سلمان وذئابه الذي كل منهم يتنظر موعد انقضاضه على العرش الدموي الأثير، وتنظم أمريكا هذا الصراع وتديره لصالحها دوماً، والمؤكد أن العرش الحالي ليس هو الأثير للأمريكي الآن، وقد صرح بذلك أكثر من مرة للإعلام رجال أمريكا الكبار أنفسهم، ومع ترامب زادت هذه الحالة حدة وشدة، المؤكد غير الممكن تأجيله إلى مالا نهاية هو موت سلمان السريري السياسي أو بالخرف ونتائجهما، ثم الموت الحيوي الطبيعي فلكل أجل كتاب ولا أحد يضمن أن يعيش إلى الأبد،

إن يوم موت سلمان سيكون موعداً لبداية موت العدوان والحرب العدوانية، ولو على الأقل مع السعودية؛ فالرأي العام داخل الحكم والأسرة يغلب عليه البحث عن مخرج من العدوان والحرب نتيجة تصاعد الخوف من نتائج الهزائم المتوالية طوال العامين المنصرمين.

فالأمريكيون أنفسهم لم يستمروا طرفاً في حرب صاروا يخسرونها، وفوراً اتجهوا يبحثون عن التفاوض للخروج منها، واعترفوا بالخسارة وتحمل المسؤولية والتعويضات، واحترام السيادة والوحدة والحرية الاستقلال للشعب الفيتنامي البطل الشجاع، وهذا سيتكرر عندنا حتماً اليوم أو غداً حتماً مهما طال العدوان وكثرت التضحيات.

 

الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المركز

مواضيع متعلقة