Logo dark


موقف الولايات المتحدة الأمريكية من حركة أنصار الله

( باحث , )

الموقف الأمريكي الراهن 

علاوة على إعلان السعودية شن العدوان من واشنطن، فقد أعلنَ البيت الأبيض موافقة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على تقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي للعملية العسكرية في اليمن. استجابة لدعوة الرئيس هادي في انقاذ اليمن بشتى الوسائل "من عدوان الحوثيين".

والولايات المتحدة بموقفها هذا، تدعم الصراع داخل استراتيجيتها "الشرق الأوسط الجديد"، وبما يُدر عليها من الأموال، وتُشعر الممالك الخليجية بأنها لم تتخلَ عنها في ذات الوقت، خاصة مع التقارب بين واشنطن وطهران، في المسألة السورية والاتفاق النووي. 

المعرفة ليست خارج فضاء الصراع المادي التاريخي، في تنصيف أمريكا والغرب عموماً، للحركات الاجتماعية الثورية والاصلاحية، فقد عمل الغرب على شيطنة حركات التحرّر الوطنية، في العالم، وربطها بأجندة خارجية، وعلى سبيل المثال بـ"اليد السوفياتية الخفية" إبان الحرب الباردة، وبالتالي لا يُمكن عزل الموقف المعرفي الأمريكي عن الإرادة السياسية والمصالح الاقتصادية، التي تُبنى على هذه المعرفة.  

 الدبلوماسية الراهنة، تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أنصار الله وخاصةً من بعد التدخل العسكري جماعه انقلابية، كما تعتبرها في آن أحد المكونات السياسية المُشاركة في العملية السياسية اليمنية من بعد 2011، وعملياً فالموقف المعرفي للولايات المتحدة سياسي لا تحكمه الأطر العلمية البحثية، فبعد أن كانت معظم الدراسات الأمريكية بعيدة الربط بين أنصار الله والجمهورية الإسلامية الايرانية بالشكل الذي تصوره المملكة العربية السعودية، إلا أنه من بعد مجيء «ترامب» انحازت بعض الدراسات إلى الربط بتلك الصورة الوثيقة.       

رؤية معهد أبحاث الأمن القومي الأمريكي 

تستنتج دراسة "النظام وما يحيط به في شمال اليمن – ظاهرة الحوثي" التي قام بها معهد أبحاث الدفاع القومي الأمريكي (RABD) في العام 2010.  أن حركة (الحوثيين) أنصار الله، مجموعات من المواطنين، خلفيتها السياسية معادية لأمريكا وإسرائيل، من بعد الـ11 من سبتمبر، والأحداث المتصاعدة في الشرق الأوسط.. وتتهم السلطة - آنذاك - بأنها موالية لليهود والنصارى، لقبولها الانضمام إلى المشروع الأمريكي في الحرب على الإرهاب.

تلفت الدراسة إلى اهتمام أنصار الله بتجربة الثورة الإسلامية الإيرانية وحركة حزب الله، كنماذج معاصره للمقاومة. وأنه لا يوجد ما يؤشر على دعوتها إلى عودة الحكم الامامي وبناء النظام الملكي ماقبل1962م، وتضيف بأن الحوثي لم يحث أنصاره على حمل السلاح ضد الدولة، بل كان مُنصباً اهتمامه في مواجهة "اليهود أعداء الإسلام". 

السفيرة السابقة باربارا كي بودين   

السفيرة الأسبق للولايات المتحدة في اليمن بربرا كي بودين»، اعتبرت في مقابلة لها مؤخراً، انه من الضروري أن يكون هناك جهود أمريكية جديدة في وضع تسوية سياسية لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن، مشيرة إلى أن أنصار الله أثبتوا مرونة في العمل إبان محاولة وزير الخارجية الأمريكية السابق «جون كيري» بالوصول مع ولد الشيخ إلى تسوية سياسية في اليمن. وأكدت باربارا أن كيري لم يتمكن من إنهاء تلك المهمة، لأن "هادي وليس الحوثيين من أعاق ذلك". وقد فسرت موقف هادي هذا بأنه افترض أن يجد دعماً أوسع مع صعود «ترامب». باربارا في محاولة لوضع حد فاصل بين أنصار الله وتنظيم القاعدة، اعتبرت أن الخطر الأكبر هو توسع "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب". 

وبخلاف التأويلات الطائفية للصراع، اعتبرت باربارا، أن البعد الطائفي مبالغ فيه، وفي تفسير الرؤية "السلمانية" للحرب، اعتبرت باربارا أن الحملة العسكرية السعودية يجب أن تفهم في سياق المناورة السعودية لإثبات وجودها أمام إيران من جهةٍ، وأن الحرب تهدف إلى تعزيز مكانة ولي ولي العهد «محمد بن سلمان» على حساب «بن نايف» من جهةٍ ثانية، نافيةً أن يكون للسعودية امتلاك أي فكرة واضحة عن كيفية إنهاء الحرب وإعادة هادي إلى السلطة، أو إعادة الإعمار.

فورين بوليسي (الحوثيون) ليسوا حزب الله!

 عرضت مجلة «فورين بوليسي» التابعة لشركة واشنطن بوست الأمريكية، تقريراً، تناولت فيه احتمالات تعامل فريق «ترامب» مع الملف اليمني، فباعتقاد المجلة؛ سوف تكون اليمن ساحة أول مواجهة بين إدارة ترامب وإيران. وخصوصاً أنَّ فريق الأمن القومي لترامب يبدو أنه يرى أنصار الله، بنفس الطريقة التي يرى بها «حزب الله». من حيث التقييم الأمريكي لعلاقة حزب الله بالجمهورية الإسلامية كعلاقة تبعية محضة.    

وللمجلة رأي أخر، فهي تعتبر أن قصة صعود أنصار الله للسلطة أظهرت أن الأجندة التي تحركهم في المقام الأول داخلية لا إقليمية. وتجد الصحيفة بأن أوجه التشابه بين أنصار الله وحزب الله، هي أن "الحوثيين" كونوا ميليشيا متقاربة مع النهج السياسي لحزب الله وإيران في الموقف المعادي بوضوح للسياسة الأمريكية والإسرائيلية والسعودية.

وقالت المجلة، أنه ليس ثمة دليل كبير على الدعم الإيراني حتى الآن، بصرف النظر عن الخطاب الإيراني المؤيد. واستنتجت أنه وعلى سبيل الاحتمالات ربما يكون أن أنصار الله تلقوا استشارات عسكرية في التعامل مع الصواريخ. وربما تقدم إيران مساعدات ماليه وعسكرية لإنهاك السعودية في "المستنقع اليمني"، ورغم ذلك تؤكد المجلة أنَّ "إيران لا تتحكم في عملية صنع القرار لدى الجماعة: فبحسب العديد من اللقاءات الصحافية مع مسؤولين أمريكيين ومع الحوثيين أنفسهم، تجاهل الحوثيون بفجاجة، طهران عندما نصحتهم ألا يستولوا على صنعا!". 

وتختم المجلة بأن "الاستمرار في حرب لا يمكن كسبها ليس هو الطريقة المثلى للتعامل مع الحوثيين". لكن الحل الأمثل دفع الأحزاب اليمنية مرة أخرى إلى طاولة التفاوض.(1)

طبيعة المخاوف الأمريكية من «أنصار الله»  

في دراسة التي أعدها مركز أبحاث تابع لوزارة الدفاع الأمريكية   "RAND"  في العام 2010والتي حلل بها الباحث الأمريكي ظاهرة أنصار الله تاريخياً واجتماعياً وثقافياً وسياسياً، خرج بتصوره المعرفي السياسي، وقدم استنتاجات عن أبعاد استمرار وجود الحركة في حالة صراع مع السُلطة – آنذاك - أو حالة توازن نفوذ بين السلطة وأنصار الله وتأثيرات ذلك على المصالح الأمريكية في الإقليم.

 الاستنتاجات السابقة، التي توصلت إليها الدراسة عن الأخطار "الحوثية"، في ظل وجود السلطة السياسية المتحالفة مع واشنطن في صنعاء. تلك الأخطار والمخاوف لم تزل تراود الأمريكي اليوم، بعد أن أصبحت صنعاء ذاتها محكومة من "الخطر الذي كان يُحذر منه" وعلى أساس هذا المتغير، وصول أنصار الله إلى صنعاء، يرسم صورة "الحوثيين" في مخيلته السياسية، فمخاوفه تُعد جزء من رؤيته وتقيمه، وعلى أساسها أيضاً يتصرف؛ من أجل حماية مصالحه الجيوسياسية والاقتصادية في المنطقة.  

ورغم أن الموقف الأمريكي تغير إيجاباً في تقيمه لأنصار الله، وهو ما أملته عليه الظروف الجديدة خاصة من بعد أن شاركت في العملية السياسية اليمنية ولم تعد جماعة محظورة، وتوسعت وتنوعت قاعدتها الجماهيرية، وقدمت رؤية حداثية في مؤتمر الحوار الوطني الشامل؛ رغم تغير التقييم الأمريكي السابق مع هذا التطورات الضاغطة؛ إلا أن مخاوفه السابقة على المصالح الحيوية المستمرة، مازالت قائمة.  

المخاوف حول وإيران والنفط والأسر الحاكمة  

فيما يتعلق بالأمن الإقليمي في البُعد الخارجي للمخاوف الأمريكية من أنصار الله، كما كانت ترى الدراسة أن المواجهة المسلحة بين المملكة العربية السعودية وأنصار الله "الحوثيين" التي بدأت، في ديسمبر 2009، تنذر بمخاطر جَر البلدان الإقليمية الأخرى كإيران للدخول في الصراع. وهذا من شأنه أن يقوض الأمن في شبه الجزيرة العربية والخليج، مما يلحق الضرر بالمصالح الإقليمية للولايات المتحدة. خاصة مع اتهام الحكومة اليمنية لإيران بالضلوع في الصراع.

كان هذا التقييم الأمريكي للمخاطر(الحوثية) قبل التدخل العسكري الراهن في اليمن، وهذا يعني بأن هذهِ المخاوف تتعزز اليوم بشكل أكبر. فمن جهةٍ تتخوف الأسر الحاكمة في دول الخليج على أمن أنظمتها التقليدية الهشة ومصالحها الريعية، ومن جهة  أُخرى تتخوف الإدارة الأمريكية، على مصالحها النفطية ووجودها العسكري في هذه المنطقة.   

مخاوف الأمن الحدودية البرية والبحرية   

في التطرق إلى المخاوف الإقليمية أمنياً من استمرار الصراع وحالة الاستقرار في اليمن أفادت الدراسة بأن السلطات المجاورة تخشى أن يفاقم "التحدي الحوثي" التهديدات المتصاعدة إلى الأمن الداخلي لليمن، واتساعه على امتداد الحدود البرية والبحرية لليمن، مما يزيد إمكانية أن يستمر الإرهاب والتجارة المحظورة، وانتقال الجماعات المسلحة المختلفة.

ويُمكن التكهن اليوم، بأن هذه المخاوف الإقليمية من حالة اللاستقرار في اليمن، كانت أحد دوافع دول الخليج في دعم عملية "عاصفة الحزم"، لاتهامهم بأن أنصار الله - ومن خلفهم الجار الإيراني "الشرير" - يقفون خلف هذه الفوضى.. ومازالت هذه المخاوف مستمرة في صيغة الاهتمامات بوصول أسلحة مهربة إلى اليمن، رغم الهيمنة الجوية والبحرية واللوجستية للتحالف العدواني.

التغيرات في مستوى الاهتمام الأمريكي بالصراع في اليمن  

تستنتج الدراسة - التي أعدت قبل خمسة أعوام من التدخل العسكري في اليمن - أنه الصراع الحوثي "أقل أهمية فيما يخص المخاوف الأمريكية باتجاه اليمن والمنطقة.. الحوثيون ليسوا منظمة إرهابية عابرة للحدود، ولم يثبت لهم أي علاقات بأي دول إقليمية أو جماعات متطرفة، فهم يتشاركون مع أمريكا بعضاً من نفس الأعداء في المنطقة مثل الوهابية المتعصبة".   

ومع تطورات الوضع والصراع، فإن هذه الاستنتاجات لا تبقى على حالها، فالمُتغير هو أن الصراع الراهن بين اليمن والخليج، أصبح أكثر أهمية بالنسبة لأمريكا، يُثبت ذلك حجم مشاركتها في العدوان الراهن، وتصريحاتها المؤكدة على مسؤوليتها في حماية الدول الخليجية، وممارسة دور إمبريالي خارج المشروعية الدولية، كشُرطي يرعى بواخر التجارة البحرية، جنوب الجزيرة العربية.

  يقول ألكسندر ميلو الباحث في معهد واشنطن: "في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر، تم إطلاق صاروخ مضاد للسفن من الساحل اليمني أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بسفينة "سويفت-2" عالية السرعة، التي كانت سابقاً ملك البحرية الأمريكية وتم بيعها لدولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2015. ويُعتبر هذا الحادث الأخير في سلسلة هجمات شنها "المتمردون الحوثيون" الذين تدعمهم إيران على السفن في مضيق باب المندب، وقد أدى الحادث إلى نشر ثلاث سفن حربية أمريكية في المنطقة، علماً بأنه قد تدعو الحاجة إلى اتخاذ تدابير إضافية للحد تماماً من هذا التهديد.. وربما كان قد زوّد المتمردين وحلفائهم، بصواريخ متقدمة مضادة للسفن، تماماً كما فعلت طهران قبل عقد من الزمن عندما زودت حزب الله بمثل هذه الصواريخ.. يجب على واشنطن وشركائها الدوليين النظر في مساعدة الحكومة اليمنية المدعومة من الأمم المتحدة على فرض سيطرتها التامة على كامل ساحل البلاد على البحر الأحمر، وبما أن نصف هذا الساحل يقع بالفعل تحت سيطرة التحالف، فمن شأن استكمال المهمة أن يقضي على "التهديد الحوثي" ضد السفن بسهولة أكبر من النهج الدفاعي البحت".(2)

هل أنصار الله تنظيم إرهابي؟ 

الثابت، الذي ظل من الدراسة سواءً لدى الولايات المتحدة، أو المجتمع الدولي، هي الدراية أن حركة أنصار الله ليست جماعة إرهابية. والقناعة أن أنصار الله شريك غير مباشر مع المجتمع الدولي في الحرب على الإرهاب، ورغم رسوخ هذه القناعة السياسية، إلا أنه لا يوجد اطمئنان من قبل هذه الدول لفكرة امتلاك حركة أنصار الله جانباً عسكرياً.

 يُلاحظ في التصريحات الأمريكية الأخيرة - خاصة بعد الاستهداف اليمني لبوارج العدوان في محيط باب المندب - حديثهم حول تورط إيران في دعم تنظيمات إرهابية، ليتجه اتهامهم نحو أنصار الله بطريقة غير مباشرة. ويسعى الكتاب الأمريكان للفصل بين أنصار الله كحركة، وبين جناحها المُسلح، للتمهيد باعتبار الجناح المسلح لأنصار الله تنظيماً إرهابياً. وهذه المساعي الجديدة للفصل لم تتكرر بعد وتُعمم بشكل واسع لدى الكتاب الأمريكيين بما يجعل التوصيف أصبح تقييماً سياسياً، ولكن ربما يتعزز مُستقبلاً، خاصة إذا ما تطورت المعارك في الساحل الغربي وباب المندب، وتعرضت بوارج التحالف للاستهداف، من قبل الجيش واللجان الشعبية.  

مخاوف حول مستقبل الشراكة الأمريكية اليمنية في محاربة الإرهاب 

تقول الدراسة: "الصراع الحوثي يقلق أمريكا لما يمكن أن تصنعه الدولة اليمنية وعلاقاتها الخارجية بسبب تعاملها مع قضية صعدة، وتركيز الحكومة اليمنية على الحوثيين، سيقلل من قدرة اليمن في أن يكون شريكاً في مواجهة الإرهاب العابر للحدود".  

في ذلك الحين كان القلق الأمريكي، أن تؤدي هذه الحرب إلى الإضعاف من قدرة صنعاء كشريك لواشنطن في محاربة الإرهاب. تغيرت هذه المخاوف مع تغيرات الوضع السياسي من بعد عام 2011، ومع الحرب القائمة حالياً، ويتبقى من هذا الاستنتاج الجزء المنوط بشراكة اليمن مع أمريكا في محاربة الإرهاب، هل ستستمر هذه الشراكة؟

 يُمكن اعتبار هذه المسألة أحد أهم دوافع الدعم الأمريكي للتحالف في حربه العدوانية على اليمن؛ ما يجعل الولايات المتحدة في دفاعها عن "هادي" دفاعاً عن الرئيس الذي لا يوجد لديه مُشكلة في استمرار علاقة "الشراكة" هذه.

 فيما الطرف الأخر - الذي هو حالياً على رأس سلطة صنعاء - أنصار الله وحزب الرئيس السابق صالح، تجد أمريكا نفسها في مواجهتهم، ولا تجد فيهم مستقبلاً لسياستها تلك، فمن جهة لا يوجد هناك ثقة أمريكية بالرئيس السابق صالح؛ حيث تشعر واشنطن بأنه كان يتحايل عليها في تجربتها السابقة معه، في مسألة محاربة الإرهاب، كما أنها تشعر بأنه لا مستقبل استراتيجياً له في الحكم، ومن جهة أخرى، فالأدبيات السياسية لأنصار الله تربط القاعدة بأمريكا، وتعتبر محاربة أمريكا للإرهاب انتهاكاً للسيادات الوطنية.  

مخاوف حول مستقبل الاستثمار الأمريكي في تدريب القوات اليمنية 

تضيف الدراسة " النزاع الحوثي سيقلل عائدات الاستثمار ما بعد عام 2001م الأمريكية في القوات الأمنية اليمنية".

إن مسألة الجيش مهمة جدا بالنسبة للسياسة الأمريكية في اليمن، فهي تستثمر مالياً في تدريبها للقوات الأمنية اليمنية كأجور تدفعها صنعاء للمدربين والمستشارين. ومن جهة ثانية يرتبط بهذه العملية إعادة تسليح القوات التي يجري تدريبها بسلاح أمريكي. ومن جهةٍ ثالثه فبقاء استثمارها الأمني يُعطيها قواعد عسكرية بطريقة علنية أو خفية، كما أنها تدخل في مجال التعاون الاستخباراتي، فهذا "الاستثمار" وتلك "الشراكة" في محاربة الإرهاب، توفر لأمريكا سيولة مالية، وقوة لوجستية، ومواقع عسكرية استراتيجية.

مصالح واشنطن في المملكة ومخاوف تصدير الثورة والجمهورية   

 تفترض الدراسة أن استمرار الصراع الحوثي له آثار سلبية أخرى على المصالح الأمريكية، فبينما كان يحتمل أن تكون اليمن شريكاً جديداً للولايات المتحدة فإن العربية السعودية كانت منذ زمن بعيد حليفاً جيداً ولها علاقات أمنية عميقه معها وأن تدخل المملكة في العمليات العسكرية على حدودها الجنوبية يمثل توسعاً جغرافيا لا حاجة له للنزاع.

الولايات المتحدة الأمريكية، كانت تخاف على المملكة من التهديدات الأمنية على حدودها الجنوبية، الذي يُسببه الصراع بين السلطة وأنصار الله، كتهديد أمني بشكل مُباشر. فيما اليوم تتضاعف هذه المخاوف الأمريكية على الرياض مع امتلاك "دولة أنصار الله" صواريخ باليستية تصل الرياض، كما تخشى أمريكا من تصدير أنصار الله للثورة إلى السعودية انتقاماً.

 والمخاوف الأمريكية والسعودية من تصدير اليمن الثورة والجمهورية إليها قديمة، وتعود إلى الثورة الجمهورية اليمنية في الستينات، وإلى النشاط الاشتراكي في السبعينات ومطلع الثمانينات "الجبهة الوطنية الديمقراطية اليمنية" من الشمال اليمني، و"الجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي" من الجنوب اليمني.. واتساقاً مع هذا التحليل، لا نستغرب أن بيان مُشترك صدر مطلع هذا العام 04‏/01‏/2017 عن الحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الشعبي الناصري يؤكدون به، أن الديمقراطية خصوصية يمنية ولا يُمكن تصديرها. (3)     

المخاوف الأمريكية من نمو علاقات روسية صينية يمنية   

وبالخروج من المخاوف الإقليمية وملامسة فضاء الصراع الجيوسياسية على السيادة القطبية في العالم، نجد الولايات المتحدة الأمريكية والتي هي في حالة منافسة حادة وحرب باردة جديدة – سخنت بؤر منها - مع الصين الشعبية وروسيا الاتحادية، تعتبر مسألة ضُعف علاقاتها مع اليمن، على حساب نموها مع الصينيين والروس خطراً كبيراً.

  فإذا كانت تخشى الولايات المتحدة أن يؤدي الصراع بين السلطة وأنصار الله إلى حاجه السلطة أن تغذي نفسها عسكرياً من الشرق الروسي والصيني كما تقول الدراسة، فهي اليوم وأكثر من أي وقت مضى تخشى على سقوط حكومة هادي الموالية لها، وتحارب مع التحالف من أجل منع أي تنامي لوجود روسي صيني في اليمن، ويُعتبر هذا الدافع من أكبر الدوافع الأمريكية في دعم التحالف وانخراطها في العدوان بهذه القوة.

ــــ

هامش:

(1) الحوثيون ليسوا حزب الله. 1 مارس 2017  موقع ساسة بوست www.sasapost.com

(2) هجمات الحوثيين المضادة للسفن في مضيق باب المندب..  الكسندر ميلو, كوماندر جيرمي فوغان،, و مايكل نايتس 6 تشرين الأول/أكتوبر 2016 .. ضباط في البحرية الأمريكية معهد واشونطون 

(3)نص البيان 4/1/2017 موقع الحزب الاشتراكي اليمني http://aleshteraky.com

 

الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المركز

مواضيع متعلقة