Logo dark


الأزمة السودانية الراهنة..من التوقيع على اتفاق العلاقة مع الكيان الصهيوني إلى الاقتتال!! الجزء الثاني

( كاتب وباحث سياسي , )

 إعداد/ محمد محسن الحوثي

 ط.د/ العلاقات الدولية الاستراتيجية والسياسية

 جامعة تونس المنار وجامعة صنعاء

 رئيس التجمع الأكاديمي والتوافق السياسي

ثانياً: الأزمة في السودان: من انقلاب إلى انقلاب

معلومات عامة عن شرق السودان: يتكون شرق السودان إدارياً من ثلاث ولايات (البحر الأحمر – كسلا – القضارف)،

شرق السودان

إدارياً ثلاث ولايات

البحر الأحمر

كسلا

القضارف

قبلياً  ثلاث قبائل رئيسية

البني عامر

الهدندوة

النوبة

الديانة

مسلمون

غير مسلمين - مسيحيون

أهم الموانئ والجزر

بورتسودان، سواكن، تضم سواحل السودان على البحر الأحمر، بطول نحو 800 كيلومتر.

           

 

بذور الصراع:

خلقت حملات انتخابية ببورتسودان في شتاء عام 1986 بذرة الصراع بين النوبة والبني عامر، الذي خبا لنحو 35 سنة، لتستدعيه ذاكرة العنف على امتداد كل شرق السودان فور سقوط نظام البشير، مستفيدة من حالة التراخي الأمني بعد الثورة.

حتى في الأحداث التي اندلعت ظهر يوم 27أغسطس2021م، بكسلا، إثر حشود مضادة نظمها الهدندوة الرافضين لوالي كسلا الجديد عمار صالح، وتحولت لأعمال حرق ونهب واسعة النطاق بسوق المدينة، رغم سريان حالة الطوارئ.. وهذه ثاني مواجهات بين قبيلتي الهدندوة والبني عامر، بعد اقتتال مماثل ببورتسودان أسفر عن قتلى وجرحى.. ومنذ 19 مايو/أيار 2019، تتوالى الصراعات الإثنية بولايات الشرق الثلاث: "البحر الأحمر وكسلا والقضارف"،  تارة بين البني عامر والنوبة، أهمها: فبراير/شباط 1986م، اندلعت أول مواجهة دامية لـ3 أيام ببورتسودان؛ إثر مساجلات حول الخمور لمرشح الجبهة الإسلامية موسى حسين ضرار ولرئيس الحزب القومي فليب غبوش، وأخرى بين الهدندوة والبني عامر، كالأحداث التي اندلعت ظهر يوم27أغسطس2020م، بكسلا، إثر حشود مضادة نظمها الهدندوة الرافضين لوالي كسلا الجديد/ عمار صالح، وتحولت لأعمال حرق ونهب واسعة النطاق بسوق المدينة!

التغير في الصراع:

  لوحظ ثلاثة أمور:

  • أن وسائل القتل فيه على أساس اللون أصبحت أكثر وحشية حسب أطباء،.
  • اقتناء السلاح الناري
  • الكشف عن مهجرين قسرياً وفقاً لأطراف الصراع.

ولهذا بلغ عدد القتلى جراء المواجهات بين القبيلتين في أيام 10 و11 و12 أغسطس2020م ارتفعت إلى 37 قتيلاً، فضلاً عن 123 جريحاً.. منهم مقتل مأذون شرعي وخطيب مسجد والتمثيل بجثته بعد أن اشتبه البني عامر في أنه من النوبة كرد فعل على مقتل إمام مسجد من البني عامر في المواجهات السابقة([1])

                                   

قادة يعزون السبب إلى التدخل الخارجي

التاريخ

الجهة / المسؤول

التعبير/التصريح

 

 

11أبريل2019م

الإطاحة بالرئيس/ عمر البشير

21أغسطس2019م

الاتفاق على مرحلة انتقالية تستمر53شهراً

ديسمبر2019م.

إدريس سليمان/ الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي المعارض،

 

 

 

مفاوضات سرية مع دولة خليجية (الإمارات) لديها أطماع في موانئ البحر الأحمر لاحتكار ورهن موانئ سودانية مقابل حل الأزمة الاقتصادية[2].

 

 

2020م

سامي الصائغ كبير مهندسي المحطة الساحلية بالميناء الجنوبي ببورتسودان

دولة الإمارات تسعى عبر شركة موانئ دبي للسيطرة على موانئ السودان في البحر الأحمر.. ويحذر من مخطط عبر ما أسماه "شراكات وطنية ذكية" للسيطرة على الموانئ.

 

 

 

يناير2020م

موقع المونيتور الأميركي

جهود إماراتية للضغط على الإدارة الأميركية لدعم خطة شركة موانئ دبي، للاستحواذ على ميناء بورتسودان لمدة 20 عاما، عبر شركة (ديكنز آند ماديسون

 

 

3أكتوبر2020م

التوقيع على اتفاق جوبا

الرفض من قبائل لشرق، الهدندوة تحديدا

اتهام  نائب رئيس المجلس السيادي، قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي" ببيع الميناء للإمارات

 

4أكتوبر2020م

عبود الشربيني/ رئيس نقابة هيئة الموانئ البحرية

مسار الشرق لا يمثل أهل شرق السودان، ونحن ضد الارتهان للأجندة الخارجية،.. أن هدف الأجندات الخارجية كلها هو الموانئ السودانية، تقف وراءه أجندة إماراتية لها أطماع

بدء الاحتجاجات، والاستمرار في التصعيد

إلغاء مسار الشرق في الاتفاق، وعدم الارتهان للأجندة الخارجية

 

فيصل محمد صالح وزير الإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة السودانية

حكومته لا تفكر في بيع ميناء بورتسودان أو تأجيره لأي جهة كانت

بأن هنالك ما سماها مطامع إقليمية ودولية على منطقة شرق السودان

 

 

أغسطس2020م

الفريق عثمان فقراي/ خبير في شؤون الشرق، وضابط شرطة متقاعد

السعودية لديها مشاريعها في البحر الأحمر

 مصر التي تضع يدها على مثلث حلايب المطل على البحر الأحمر.. ولا تريد تجربة ديمقراطية في جوارها

الإمارات تموّل وتخطط لمسار الشرق في مفاوضات جوبا بدعم قبيلة البني عامر على حساب قوميات البجا الأخرى.

بينما تحاول إريتريا الصيد في هذه المياه العكرة للخروج بمكاسب،  وترى في كسلا امتداداً طبيعياً لها

يبدي استغرابه من صمت الحكومة المركزية على استدعاء الإمارات لقيادات أهلية من شرق السودان لمقابلة محمد دحلان مستشار ولي عهد أبو ظبي

وينصح الرجل الحكومة المركزية بسرعة احتواء الموقف في الإقليم، لأنه يمضي سريعاً نحو سيناريو دارفور، وهو ما سيكون موجعا للمركز أكثر مما حدث في الأخير، لأن الشرق استراتيجي وأقرب للمركز.

 

إن تجدد الصراع بين قبيلتي البني عامر والنوبة، أسفر حتى4أكتوبر1020م عن مقتل 32 شخصاً، وإصابة 116 آخرين،

احتجاجات يقودها ناظر عموم قبيلة الهدندوة الأمين ترك الذي يتمتع بنفوذ واسع في الإقليم بولاياته الثلاث "القضارف وكسلا والبحر الأحمر".

بورتسودان:

 يوم 10أغسطس2020م شهدت بورتسودان مواجهات قبلية أسفرت عن سقوط ٤ قتلى وأكثر من 30 جريحاً، وأعلن والي ولاية البحر الأحمر في السودان حظر التجول في مناطق من مدينة بورتسودان!

بالنسبة للحكومة أقرّ مجلس الوزراء إنشاء مفوضية لشرق السودان، بعد الاستماع إلى توضيح أمني من وزير الداخلية الفريق أول الطريفي إدريس عن الأحداث التي وقعت في مدينتي بورتسودان وحلفا الجديدة.

نظارات البجا في الشرق والعموديات المستقلة:

 تنقسم إلى قسمين الأول وقع على "مسار الشرق" ضمن خمسة مسارات في اتفاق "جوبا" 3أكتوبر2020م، ويمثله الجبهة الثورية"، والطرف الثاني يرفض "مسار الشرق"، ويعتبره لعبة قام بها طرف لايمثل نظارات البجا، ويمثله/ محمد الأمين ترك (رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة)، وتتفق الأطراف التي تقف على طرفي نقيض في شرق السودان على أن الإقليم يتعرض لمؤامرة خارجيةـ في حين يتهم كل طرف الآخر بالتبعية للنظام السابق!

نظارات البجا

 

الجبهة الثورية

المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة

الرئيس/ الناظر

الهادي إدريس

محمد محمد الأمين تِرك

المقرر

 

عبد الله أوبشار

رئيس تجمع شرق السودان

 

مبارك النور(عضو التنسيقية العليا لكيانات شرق السودان

 

وقعت مع الحكومة على اتفاق مسار الشرق "جوبا".

يطالب بإلغاء اتفاق مسار الشرق

القضية المصيرية

حق تقرير المصير لا يعدو أن يكون "مكايدة سياسية".. المناورة والتكتيك للضغط على المركز

حق تقرير المصير جاء في توصية تقرير مؤتمر "سناك" 27- 28سبتمبر 2020م، حضره محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس مجلس السيادة

الاتهامات المتبادلة

أنها في محور الإمارات..

أنها في محاور مثل مصر وتركيا

تضم قيادات موالية للنظام السابق"

الاستراتيجية والتكتيك

التصعيد، يبدأ بالإغلاق المتدرج للطرق، وصولاً إلى الإغلاق الكامل بما فيها مناجم الذهب وأسواق المحاصيل، وأنبوب النفط!

التصعيد في المطالب، من إنهاء مسار الشرق إلى حل الحكومة، وإيجاد منبر تفاوضي لكل الشرق، وتقاسم السلطة والثروة مناصفة!

والتمثيل المنصف في المجلس السيادي، ومجلس الوزراء، والسلك الدبلوماسي، والقوات النظامية!

 

اتفاق جوبا 3أكتوبر2020م: اتفاق سلام وقعته الحكومة وجماعات مسلحة من أنحاء البلاد، وُقع يوم السبت3أكتوبر2020م، في جوبا عاصمة جنوب السودان على إيجاد حل للصراعات في منطقة دارفور غرب البلاد وفي ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان الجنوبيتينن.. قالت مصادر إن الفصيلين اللذين شاركا فيما يعرف “بمسار الشرق”، لا يمثلان القوى السياسية على الأرض.. وارتكزت مفاوضات جوبا على خمسة مسارات، هي:

  1. مسار إقليم دارفور (غربا).
  2. مسار ولايتي جنوب كردفان (جنوبا)، والنيل الأزرق (جنوب شرق).
  3. مسار شرقي السودان([3]).
  4. مسار شمالي السودان.
  5. مسار وسط السودان.

ويعنى "مسار الشرق" بمناقشة قضايا شرق السودان، المتعلقة بتقاسم السلطة والثروة، وتحقيق التنمية والخدمات، وتكاد تتطابق القضايا في السودان والبلدان التي تعرضت للفوضى (ليبيا، سوريا، اليمن..).

الموقعون على الاتفاق عن "مسار الشرق"، وقع عليه فصيلان هما:

الاسم

المكون

عبد الوهاب جميل(كبير المفاوضين في مسار الشرق).

الأمين العام للجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة بشرق السودان

خالد إدريس

الجبهة الشعبية المتحدة

أسامة سعيد

مؤتمر البجا المعارض

 

 

الموقف من مؤتمر جوبا 3أكتوبر2020م

أهم المواقف: تبنته النظارات([4]) المستقلة في شرق السودان، بقيادة ناظر –ممثل- قبيلة الهدندوة محمد الأمين ترك، يعتبرهم البعض بأنهم من "أنصار النظام السابق".. وبدأت الاحتجاجات من اليوم التالي للتوقيع على الاتفاق بإغلاق الطرق، ووقف العمل بالموانئ، ميناء سواكن والجنوبي "بورتسودان" الخاص بنقل وتفريغ البضائع بمدينة بورتسودان.. لأن "مسار شرق" الوارد في اتفاق السلام:

  • أغفل المظالم التاريخية لأهل شرق السودان المتعلقة بتقاسم السلطة والثروة.
  •  جعلهم رهن الإخفاقات الحكومية، والأطماع الخارجية.

الهادي إدريس/ عضو مجلس السيادة رئيس "الجبهة الثورية السودانية" الآن أمام الحكومة السودانية خياران، إما تنفيذ كل الاتفاق أو عدم تنفيذه"، رافضاً تجزئة تنفيذه.

التصعيد وردود الفعل: لقي الاتفاق ردود فعل ومواقف متعددة، نوجزها كما يلي:

مؤتمر البجا المعارض لاتفاق جوبا:

دعا مؤتمر البجة المعارض والجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة، الموقعين على الاتفاق، إلى تسليم نصّه لكل مكونات الشرق للاطلاع عليه وإبداء الملاحظات والتعديلات حتى يحدث التوافق، وتفويت الفرصة على أصحاب الأجندات السياسية التي تسعى إلى إفشاله، ونتيجة للتصعيد والإغلاق أقر المجلس الأعلى للسلام تشكيل لجنة رفيعة المستوى للتفاوض مع الناظر تِرك وقيادات شرق السودان، وتتكون من:

فريق أول/ شمس الدين كباشي (عضو مجلس السيادة)

وزير مجلس الوزراء/ خالد عمر

وزيرة الخارجية/ مريم الصادق المهدي.

الانقلاب: في الوقت الذي تتحرك فيه نظارات البجا –شرق السودان، بقطع الطرقات، وصلت إلى أكبر عملية إغلاق يوم 17سبتمبر2021م، والتصعيد في المطالب كما هي موضحة أعلاه، حيث قام مجموعة من ضباط القوات المسلحة بقيادة اللواء/ عبد الباقي بكراوي قائد سلاح المدرعات، بمحاولة الانقلاب والسيطرة على الأوضاع في البلاد..

رد فعل المجلس السيادي والحكومة:

أعلنت سيطرتها على محاولة الانقلاب –الفاشلة-  دون حدوث أي خسائر في الأرواح والممتلكات، وتم اعتقال جميع الضباط البالغ عددهم 40 تقريباً، وإحالتهم إلى التحقيق، واعتبرتهم من "فلول النظام السابق".. وربط بين ما يجري شرق السودان ومحاولة الانقلاب، وأنه سبق محاولة الانقلاب تخطيط عبر خلق الفوضى في المدن وإغلاق الطرقات!

الهدف من الانقلاب:

عبر عنه وزير الدفاع الفريق ركن/ياسين إبراهيم بـ الاستيلاء على السلطة، وتقويض النظام الحالي للفترة الانتقالية!

تصريحات تعمق الانقسام:

تصريحات رئيس مجلس السيادة/ البرهان أرجع السبب -بل اتهم- السياسيين بإضاعة شعار الثورة، والصراع على السلطة، كذلك تصريحات نائبه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" هاجم قوى "الحرية والتغيير" - الائتلاف الحاكم- قال: إن السياسيين هم السبب وراء المحاولات الانقلابية الأخيرة، لانشغالهم بالصراعات والمناصب، وإهمالهم مطالب المواطنين..(ويمثل هذا من الأساليب الهروبية، وتحميل الآخر المسؤولية..)!

موقف تجمع المهنيين السودانيين:

انتقد الشراكة بين المكونين المدني والعسكري، ووصفها بـ"شراكة الخنوع والالتفاف" على غايات ثورة ديسمبر2019م، ودعا قوى الثورة الحية إلى التحرك باعتبارهم حماتها، وأنهم من سينهون الشراكة البائسة!

موقف قوى الحرية والتغيير (التحالف الحاكم):

استنكر تصريحات رئيس مجلس السيادة ونائبه، واعتبرها محاولة لخلق شرخ بين قوى الثورة المدنية والقوات المسلحة.. ونكوصاً عن التحول الديمقراطي، وضد أجندة الثورة، وأضاف: "لن تسمح بتقويض الأسس التي قامت عليها المرحلة الانتقالية وستتصدى لها بكل قوة"، من جانبه وزير شؤون مجلس الوزراء السوداني خالد عمر يوسف قال: "إن حديث رئيس مجلس السيادة عن وصاية الجيش على البلاد بسبب الانقسامات السياسية هو تكرار لتاريخ الانقلابات السابقة في البلاد، وتهديد مباشر للمرحلة الانتقالية".. وبدعوة من قوى الحرية والتغيير خرجت يوم 30سبتمبر2021م مظاهرات في الخرطوم وتجمع المحتجون في محيط القصر الرئاسي الوزراء،  ومن المطالب:

  • رفض الانقلابات العسكرية.
  • تأسيس حكم مدني.
  • استكمال هياكل السلطة الانتقالية.

 ورفعوا لافتات طالبت بتكوين مجلس تشريعي ثوري ومحكمة دستورية، وهيكلة القوات النظامية، وإصلاح المنظومة العدلية

وحملوا المكونيْن المدني والعسكري مسؤولية الأزمة القائمة.

قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع، واحتجزت عدداً من المتظاهرين.

ودعا إلى انعقاد مجلسي الوزراء والسيادة بصورة عاجلة، وأصدر بياناً أكد فيه على أهمية تحصين الفترة الانتقالية من خلال تقييم الفترة الماضية بشفافية ووضوح، داعياً إلى بذل الجهود لتمتين الشراكة بين العسكريين والمدنيين بما يحقق أهداف الفترة الانتقالية.

وبالتزامن، قال ياسر عرمان المستشار السياسي لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك -في مغالطة لحرف المسار-إن المظاهرات التي شهدتها الخرطوم اليوم ليست موجهة ضد الجيش، بل استهدفت الانقلابيين.

موقف الحزب الشيوعي السوداني: دعا ونظم مسيرة للمطالبة بإنهاء الشراكة بين المكونين المدني والعسكري في الحكومة الانتقالية، وهتف المشاركون في المسيرة ضد هذه الشراكة، ووصفوها بـ "شراكة الدم".

موقف دول الترويكا: بيان ورد فيه: تعرب دول الترويكا (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج) عن دعمها القوي لعملية الانتقال الديمقراطي للسودان، وترفض أي محاولات لعرقلة أو تعطيل جهود الشعب السوداني لإنشاء مستقبل ديمقراطي وسلمي ومزدهر. يجب أن يعمل المكونان المدني والعسكري، وجميع الفاعلين السياسيين، معاً لمنع التهديدات التي تواجه الانتقال الديمقراطي، وإنشاء مؤسسات انتقالية، ومعالجة التوترات في الشرق والمناطق الأخرى.. يجب على أولئك الذين يسعون لتقويض عملية الانتقال التي يقودها المدنيون أن يفهموا أن شركاء السودان الدوليين يقفون بحزم خلف شعب السودان وحكومته الانتقالية".

موقف الولايات المتحدة: قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان إن أي محاولة من جانب أطراف عسكرية لتقويض الإعلان الدستوري بالسودان، سيكون لها عواقب خطيرة على العلاقات الأمريكية السودانية.. وأن المبعوث الأمريكي إلى القرن الإفريقي جيفري فيلتمان سيتوجه إلى السودان الأسبوع القادم للتأكيد على دعم واشنطن للخرطوم بعد محاولة الانقلاب الفاشلة هناك مؤخراً.

وخلال لقائه رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك- أكد على دعم الولايات المتحدة للحكومة السودانية لتثبيت الفترة الانتقالية.. وأن تكرار العمليات الانقلابية قد يؤدي إلى وقف دعم الكونغرس للسودان!

النرويج: المبعوث النرويجي الخاص للسودان أندريه ستانس، قال خلال لقائه في الخرطوم رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، إن بلاده تدعم التحول المدني الديمقراطي في السودان.. وبتنظيم ورعاية النرويج والأمم المتحدة، يعقد مؤتمر دولي، تحت شعار "دعم الانتقال المدني الديمقراطي بالسودان"!

ومع استمرار المظاهرات بعث البرهان رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي ان السودان ملتزم بتنفيذ بنود اتفاقية جوبا للسلام، وأكد عزمه على إصلاح وهيكلة الأجهزة الأمنية، ويمكن رصد الحراك كما يلي:

نظارة البجا: التصعيد بعد أسبوع من الإغلاق، عبّر عن الموقف القيادي والمستشار القانوني "بالمجلس الأعلى لنظارات البجا" أحمد موسى وقال: "تم إغلاق مطار بورتسودان كرد فعل على تباطؤ الحكومة المركزية في إيجاد حلول عاجلة وفورية لقضية شرق السودان ويطالب بإلغاء المسار، وإقامة مؤتمر قومي لقضايا الشرق، ينتج عنه إقرار مشاريع تنموية به.. وهدد محمد الأمين ترك، رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة بشرق السودان، بتصعيد قد يصل إلى قطع الطريق وإغلاقٍ كامل لشرقي السودان.. وشنّ هجوماً عنيفاً على رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، وطالبه بالاستقالة، قائلاً إن عليه محاكمةَ من يتهمهم بمحاولة الانقلاب الفاشلة أو الاعتراف للشعب والمجتمع الدولي بالكذب!

وبالتزامن مع المظاهرات في الخرطوم،  قال رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا محمد الأمين ترك اليوم إنه سيعلن ما سماها دولة الشرق إذا لم تستجب الحكومة لمطالبهم خلال 10 أيام، وعاد مرة أخرى للتأكيد على المطالب السابقة، وأضاف إليها أن مسار شرق السودان مرفوض في كل الولايات الشرقية ولن يطبق، ودعا إلى تخصيص موارد أكبر لصالح الولايات الشرقية (نصف موارد شرقي البلاد للولايات الشرقية)، والتأكيد على أن قطع الطرق وإغلاق الموانئ لم يكونا انقلاباً على الثورة، بل من أجل حقوق شرق السودان العادلة، ولن يسمحوا لمن سماهم سارقي الثورة والأحزاب الضعيفة بالانفراد بالحكم وتحريض الجيش والأجهزة الأمنية ضد المجلس.

من جانبه  قال "حميدتي" إن الانقلاب خطط له بسرية تامة منذ 11 شهراً والقوات المسلحة أفشلته.. وأن المكون العسكري يواصل التحول الديمقراطي".

انقسام/انشقاق تحالف الحرية والتغيير يوسع الأزمة: في تصاعد الخلاف وتعدد الرؤى بين القوى المختلفة، أكثر من عشرين  كياناً سياسياً وحزبياً وحركة مسلحة من قوى الحرية والتعبير (التحالف الحاكم عقدت مؤتمراً في الخرطوم، بقاعة الصداقة، لإعلان ما سمي –لاحقاً- "ميثاق التوافق الوطني" لوحدة قوى الحرية والتغيير! وتكوين كيان بالاسم ذاته، وهتف أنصار الكيان الجديد بشعارات ضد قوى الحرية والتغيير، ورفعوا صور نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)!

يهدف إلى "توحيد وتوسيع الحاضنة السياسية للثورة"، وينص الميثاق على جملة من القضايا والمطالب أهمها:

  • الالتزام بتفكيك نظام الثلاثين من يونيو – نظام البشير.
  • محاربة الفساد.
  • تحقيق العدالة الانتقالية ومحاكمة مرتكبي جرائم الحرب والإبادة الجماعية

ومن أبرز المؤسسين/ الموقعين على هذا الإعلان:

  • حركة تحرير السودان بزعامة مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور.
  • وحركة العدل والمساواة بزعامة جبريل إبراهيم.

ويضم  التحالف كلاً من:

  • تكتلاً شكله أخيراً مدير الشركة السودانية للموارد المعدنية مبارك أردول.
  • حزب البعث السوداني بقيادة يحيى الحسين ومحمد وداعة.
  • ورئيس مسار الوسط التوم هجو.
  • ومسار الشمال محمد سيد أحمد سر الختم.

وفي الإعلان هاجم جبريل ومناوي لجنة تفكيك النظام.. ورفض جبريل فصل الموظفين عن الخدمة بسبب انتماءاتهم السياسية، ومصادرة أموال الناس بالباطل، والتشهير بهم قبل إكمال كل فرص التقاضي.

وأثار انعقاد المؤتمر جدلا كبيراً، وأعلنت منه المواقف، أهمها:

"مركزية الحرية والتغيير": نفت علاقتها بالمؤتمر، وقالت إنه لا يعنيها!

"تجمع المهنيين السودانيين": اتهم من يقفون وراء المؤتمر بأنهم يستهدفون "إثارة أزمة قانونية ودستورية بشأن من يمثل قوى الحرية والتغيير".

ورأى أن مجموعة المجلس المركزي للحرية والتغيير هي التي بدأت "هذا النهج من الإقصاء، منذ انفرادها بالقرار في التحالف وعزلها كل من لا يوالي خطها الملتف على مطالب ثورة ديسمبر.. ولوح بأنه قد يلجأ إلى تشكيل المجلس التشريعي من جانب واحد.. دون انتظار مشاورات المكونين المدني والعسكري.. فيما أبدت القوات المسلحة دعمها لتوسيع منصة قوى الحرية والتغيير.. وأن من يرفضون العودة إلى المنصة ستتجاوزهم الأحداث ولن يستطيعوا الوقوف في وجه التيار الجماهيري الجارف.

وزير الصناعة السوداني إبراهيم الشيخ: وجه كلامه –في منشور- للبرهان قائلاً "إنكم تفضون اعتصاماً سلمياً وتكبدون القوى المدنية آلاف الأرواح، وتعجزون عن التصدي لرئيس مجلس نظارات البجا الذي يريد إعلان دولة الشرق.

قوى داعمة: أثناء تدشين الميثاق السياسي الموازي للمنشقين كان تحالف القوى السياسية السودانية برئاسة بحر إدريس أبو قردة.. المكون من 42 حزباً وحركة "شاركت البشير السلطة"؛ يعقد اجتماعاً لاتخاذ قرارات حول الواقع السياسي.. يقول عمار زكريا المتحدث باسم هذا التحالف إن التحالف داعم لمجموعة قوى الحرية والتغيير التي أعلنت ميثاقها، لكن لم يقرر بعد الانضمام إليها، وفي وسط هذه الانقسامات والأزمات، تجددت المواقف والملاسنة بين مجلس السيادة والحكومة من جانب، ونظارات اليجا والعموديات المستقلة من جانب آخر، وبمكن إيجازها كما يلي:

مجلس السيادة والحكومة

نظارات البجا والعموديات المستقلة

مجلس الوزراء: بيان أن مخزون البلاد من الأدوية المُنقذة للحياة والمحاليل الوريدية على وشك النفاد، بالإضافة لعدد من السلع الاستراتيجية الأخرى التي تتضمن الوقود والقمح.. وأن استمرار إغلاق الميناء والطريق القومي سيؤدي إلى انعدام تام لهذه السلع والتأثير الكبير على توليد وإمداد الكهرباء بالبلاد. ووصف الإغلاق بأنه "يرقى لأن يكون جريمة تضر بملايين السودانيين.. في ظل استمرار احتجاج قبلي أدى لإغلاق الموانئ بالبحر الأحمر (شرق)، والطريق القومي بين الخرطوم وبورتسودان.

التصعيد: قال أبو آمنة سيدي مقرر المجلس الأعلى إن المجلس سلم رسالة مكتوبة لعضو مجلس السيادة السوداني الفريق شمس الدين كباشي، وذلك رداً على النقاط التي تم التفاوض عليها بين الجانبين أثناء زيارة الوفد الحكومي لبورتسودان

إغلاق الشرق سيستمر إلى حين إلغاء ما سماه "مسار الشرق المزيف"، وحل الحكومة وتشكيل حكومة تكنوقراط، ومجلس سيادي يمثل الأقاليم الستة بعدالة.

وأوضح المجلس أن الإغلاق لا يشمل شحنات الأدوية وسيارات الإسعاف والمنظمات وحركة المواصلات، نافياً احتجازه أي شحنة أدوية في ميناء بورتسودان.

إغراءات السلطة: السلطات القضائية المختصة في السودان أصدرت حكماً أبطلت بموجبه قرارات سابقة للجنة المكلفة بتفكيك النظام المعزول، تمثلت في عزل مئات القضاة وأكثر من 300 من وكلاء النيابة العامة في السودان.. وأمر القضاء السوداني بإعادة 11 مسؤولاً لوظائفهم.. من جملة 300 طعن مع هيئة الدفاع، وهنالك طلبات كثيرة من هيئات دفاع أخرى، ونحن في انتظار بقية نتائج الطعون القانونية بإرجاع المفصولين من قبل لجنة إزالة التمكين إلى مؤسساتهم

عضو لجنة تفكيك النظام المعزول وجدي صالح إن محاولات إعاقة اللجنة لن تفلح، مشيراً إلى أنها ستواصل مهمتها، وهي قادرة على مواجهة هذه القرارات وعبر القانون.. وأشار إلى أن لجنة إزالة التمكين تحترم القضاء وتعمل على إنفاذ القانون وتحترم الهيئة القضائية، ولكنها "ضد الفلول وتواجدهم في جهاز الدولة حتى توضع الفترة الانتقالية في مسارها الصحيح!

التصعيد سياسيا: لا بد من حل لجنة إزالة التمكين (لجنة تفكيك النظام المعزول) وإعادة تشكيلها بواسطة كفاءات مستقلة تمثل كل السودان، وأن يعدل قانونها ليتسق مع الوثيقة الدستورية لأن اللجنة "تحولت إلى أداة سياسية استهدفت البجا في المؤسسات العدلية والمدنية واستهدفتهم حتى في تعبيرهم السلمي عن آرائهم السياسية

مصفوفة الأزمة في السودان

الحكومة

وصف الأزمة بأنها أسوأ وأخطر التوترات التي تواجه السودان منذ محاولة الانقلاب الفاشلة

تشكيل "خلية أزمة" لحل الخلاف بين القادة المدنيين والعسكريين.

حث المتظاهرين على ضبط النفس والحوار

تجمع المهنيين

وصف الوضع السودان يمر بـ "منعطف تاريخي" ويواجه تحدٍ "مع من يسعون لقتل روح الثورة"، و أن "الثورة لن تموت وأن لهيبها لايزال يتصاعد"، وتطالب باستكمال عملية السلام الشامل وتسليم السلطة للمدنيين

واصل المحتجون المطالبون بإسقاط رئيس الحكومة السودانية الانتقالية الاعتصام أمام القصر الرئاسي وجددت "لجان المقاومة المحلية السودانية" دعوتها لمسيرة مليونية

اختارت ذكرى الثورة الشعبية الأولى في تاريخ السودان21 أكتوبر 1964م لإقامة المسيرة المليونية لرمزية التاريخ والحدث

الشباب السوداني الغاضب "الجارف"

وقعوا إلى جانب 74 حزباً ونقابة وجماعة وهيئة، فضلاً عن 119 من لجان مقاومة المحلية بالخرطوم، على ميثاق الدفاع عن الثورة السودانية "الرافض" لأي انقلابات أو تحركات "لحل الحكومة القائمة".

 

 

تكتل "الوفاق الوطني"

فصيل منقسم من ائتلاف قوى الحرية والتغيير، ويضم حركات من جيش حركة تحرير السودان بقيادة منّي ميناوي، حاكم إقليم دارفور، وجماعة دارفور المتمردة، وحركة العدل والمساواة بقيادة وزير المالية السوداني الحالي جبريل إبراهيم.

دعا الجيش للسيطرة على البلاد منذ 16 أكتوبر2021م، وإلى إقامة مسيرات مناهضة

يعتقد الكثير ما هو إلا واجهة للجيش للانقضاض علي السلطة.

قدم لهم الجيش تسهيلات كبيرة ومنحهم فرصة الاعتصام أمام القصر الجمهوري دون اعتراض كما جرت العادة، في حين أن المعتصمين يطالبون، رئيس مجلس السيادة البرهان بإصدار بيان الانقلاب على الحكم للتخلص من الشريك المدني

اليوم يمر السودان بمرحلة "تكسير العظام"، ويرى محللون أن الغلبة تكون للطرف الذي يستطيع أن يكسب رئيس الوزراء/ عبد الله حمدوك، والله غالب على أمره!

إعداد/ الباحث بناءً على قراءات الأحد24أكتوبر2021م

ثالثاً: الســودان.. من إعــلان بيــان البرهان إلى تصــريح "فلتمان"!

(المظاهرات، الإقالات والاعتقالات، المواقف، الوساطات والمبادرات)

أجرى المبعوث الأميركي إلى القرن الإفريقي/ جيفري فيلتمان، لقاءات مع كل من البرهان وحمدوك، والنائب الأول لمجلس السيادة/ محمد حمدان دقلو المعروف بـ "حميدتي"، شدد خلالها على ضرورة حل الخلافات بالحوار، والحفاظ على الديمقراطية، وبعدها جاءت الاعتقالات ونزول الجيش والأمن إلى شوارع الخرطوم

خطوات التحرك العسكري:

فجر الاثنين25أكتوبر2021م، أعلن تجمع المهنيين السودانيين، في بيان عن "تحرك عسكري يهدف للاستيلاء على السلطة"، وقال إن ذلك "يعني عودتنا للحلقة الشريرة من حكم التسلط والقمع والإرهاب، وتقويض ما انتزعه شعبنا عبر نضالاته وتضحياته في ثورة ديسمبر المجيدة".

ودعا السودانيين إلى:

  • الخروج إلى "الشوارع في الأحياء بكل المدن والقرى والفرقان ... واحتلالها تماماً.
  • التجهيز لمقاومة أي انقلاب عسكري بغض النظر عن القوى التي تقف خلفه.

الجيش: الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية انتشرت يوم الاثنين25أكتوبر في شوارع العاصمة الخرطوم لتقييد حركة المدنيين، بالتزامن مع احتجاجات في أنحاء مختلفة من المدينة.

اعتقالات وإعفاءات: تواردت الأخبار والبيانات على التوالي..  قالت وزارة الثقافة والإعلام السودانية أن "قوى عسكرية" اعتقلت "أغلب أعضاء مجلس الوزراء والمدنيين من أعضاء مجلس السيادة، ووضع رئيس الوزراء/ حمدوك تحت الإقامة الجبرية، واقتحام منازل بعض القادة والمسؤولين.. ولاحقاً تم نقل رئيس الوزراء السوداني حمدوك وزوجته إلى مكان مجهول بعد رفضه تأييد "الانقلاب"!

واتخذ البرهان عدداً من القرارات بإعفاء مسؤولين وقضاة ودبلوماسيين وموظفين من مناصبهم وأعمالهم، مثلاً: قرارات إعقاء عدد من السفراء والدبلوماسيين من أعمالهم في الخارج ووزارة الخارجية، منهم سفراء السودان لدى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين وسويسرا وقطر وفرنسا.. وتم إعفاء السفير في تركيا عادل إبراهيم، وفي الإمارات محمد الأمين، وفي جنوب إفريقيا أسامة صلاح الدين.. كذلك السفير إبراهيم بشري في رئاسة وزارة الخارجية والسفير حيدر البدوي مدير إدارة البحوث في وزارة الخارجية، والسفير حمد حسين يوسف مندوب السودان في الأمم المتحدة والوزير المفوض خضر أحمد إبراهيم في سفارة السودان بالإمارات.. الخ، وحسب رؤى متعددة أن الإعفاء نظراً لرفضهم بيان حل المجلسين السيادي والحكومة والإجراءات التي أعلنها رئيس المجلس السيادي البرهان!

رئيس المجلس السيادي/ البرهان: (بيان) يحل مجلسي السيادة والوزراء، وولاة الولايات، ويعلن حالة الطوارئ وتجميد عمل لجنة إزالة التمكين، وأن مديري العموم في الوزارات والولايات سيتولون تسيير الأعمال!!

وأكد أن "حكومة مستقلة ستحكم السودان حتى موعد الانتخابات"، موضحاً أن "الانتخابات ستجري في  يوليو 2023م.

وتكوين برلمان من الشباب، والجيش يحمي التحول حتى الانتخابات في يوليو2023م، واعتبر ما يقوم به "تصحيحاً للمسار الانتقالي".

بعض وسائل الإعلام أذاعت أنه تم إغلاق المطار من قبل الجيش وأخبار عن قطع خدمات الإنترنت والاتصالات في العاصمة الخرطوم.

متظاهرون يحرقون إطارات السيارات رفضاً للانقلاب، والجيش والأمن يطلق النار على المتظاهرين، وإصابات "قتلى وجرحى".

ولاحقا أقال البرهان النائب العام و7 من وكلاء النيابة. وآخرين!

إضافة إلى اعتقالات لعدد من أعضاء "لجان المقاومة" التي تنشط في تنظيم المسيرات الاحتجاجية.

الموقف من الإعلان: بمكن إيجاز المواقف الداخلية والخارجية من الإعلان في الجدول التالي:

المواقف الداخلية من الإعلان "الانقلاب" العسكري

المكون/ الجهة

الموقف

القضايا

 

تجمع المهنيين السودانيين

رفض "الانقلاب"

يدعو إلى إضراب عام واعتصام مدني في مواجهة "الانقلاب العسكري

 

الحزب الشيوعي السوداني

رفض "الانقلاب"

يدعو كل القوى المناصرة للسلطة المدنية إلى إعلان الإضراب السياسي والعصيان المدني حتى هزيمة الانقلاب

 

وزيرة الخارجية السودانية

الشراكة بين المدنيين والعسكريين أصبحت على "محك خطير".

احتجاز حمدوك في جهة غير معلومة أمر خطير جدا وغير مقبول.

عبر عدد من سفراء السودان في الخارج عن رفضهم لسيطرة العسكريين على السلطة في الخرطوم.

وزارة الإعلام السودانية

ما حدث انقلاب عسكري متكامل الأركان

 

 

المواقف الخارجية من الإعلان "الانقلاب" العسكري

الدولة/ الجهة

الموقف

أهم القضايا

 

السفارة الأمريكية

تدين "الأعمال التي تقوض الانتقال الديمقراطي"

وتدعو "جميع الفاعلين الذين يعرقلون الانتقال في السودان إلى التنحي.. وتمكين الحكومة الانتقالية

 

المبعوث الأمريكي الخاص للسودان جيفري فيلتمان

القلق البالغ عن تحرك الجيش ضد الحكومة.

 

 

منظمة التعاون الإسلامي

تعرب عن قلقها

تدعو جميع الأطراف إلى الالتزام بالوثيقة الدستورية واتفاقات الفترة الانتقالية.

 

المبعوث البريطاني للسودان/ روبرت فيرويذر

أعرب عن "قلقه العميق"

أي خطوة لاعتقال أعضاء الحكومة ستمثل خيانة للثورة وللانتقال وللشعب السوداني

 

الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان "فولكر بيرتس"

يعرب عن قلق المنظمة إزاء التقارير التي تتحدث عن انقلاب في السودان ومحاولات تقويض عملية الانتقال السياسي

 

 

الخارجية الروسية

التطور أصبح دليلاً على أزمة حادة وشاملة طالت كافة مجالات الحياة السياسية والاقتصادية للبلاد

يتعين على السودانيين حل المشاكل الداخلية بأنفسهم وتحديد اتجاه التنمية السيادية، ستواصل روسيا احترام خيار الشعب السوداني الصديق وتقديم كل المساعدة اللازمة له.

أدى التدخل الأجنبي واسع النطاق في الشؤون الداخلية للبلاد إلى فقدان ثقة مواطني السودان بالسلطات الانتقالية

الجامعة العربية

تعرب عن قلقها

تطالب الأطراف السودانية بالتقيد بالترتيبات الانتقالية الموقعة

 

الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي/ جوزيب بوريل

نتابع أحداث السودان بقلق بالغ

 ندعو لإعادة عملية الانتقال إلى مسارها الصحيح.

 

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

ندد بمحاولة الانقلاب

دعا إلى الإفراج فوراً عن رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، وأعضاء الحكومة المدنيين

 

رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي محمد

 

دعا إلى إطلاق سراح القادة السياسيين في السودان واستئناف الحوار

حث على "احترام حقوق الإنسان".

وزارة الخارجية القطرية

أعربت عن قلقها

دعت جميع الأطراف لاحتواء الموقف وعدم التصعيد

وعبرت عن تطلعها لإعادة العملية السياسية إلى المسار الصحيح

الجزائر

أعربت الجزائر عن بالغ قلقها

 

 

 

دعت الأطراف المدنية والعسكرية إلى الحوار والتحلي بروح المسؤولية وضبط النفس.

وحثت الفرقاء السودانيين للاستناد إلى المرجعيات المتفق عليها ضمن الوثيقة الدستورية واتفاق جوبا للسلام بما يضمن تحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوداني الشقيق

مصر

تتابع عن كثب التطورات الأخيرة، داعية إلى "ضبط النفس والتهدئة وعدم التصعيد

مؤكدة "أهمية تحقيق الاستقرار والأمن للشعب السوداني"

الخارجية التركية

تتابع بقلق عميق.. بمحاولة الانقلاب

نؤكد على توقعاتنا القوية بأن تلتزم جميع الأطراف في السودان بالالتزامات الواردة في إطار الإعلان الدستوري والامتناع عن تعطيل العملية الانتقالية

إعداد/ الباحث بناءً على قراءات للأحداث

تطور الأزمة في السودان: وجهت إلى قادة -الانقلاب- انتقادات دولية وإقليمية حادة، وبدورهم قاموا بمحاولة استيعاب الانتقاد الدولي عبر إعادة رئيس الوزراء المقال، عبد الله حمدوك، الذي كان بين الموقوفين، إلى منزله..الخ، وأعلن البرهان أن حمدوك في منزله، وأنه المرشح الأول لرئاسة الوزراء.. وأكد أن "هناك مفاوضات مستمرة" معه مبيناً: "نعرض عليه أن يستكمل معنا المشوار" وتعهد بإكمال هياكل السلطة الانتقالية والتحول الديمقراطي في أقرب وقت ممكن، حتى تتحقق قيم العدالة والحرية والسلام.

من جانب آخر التقى سفراء دول الترويكا (الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والنرويج) المعتمدين لدى السودان، برئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، بمقر إقامته الجبرية شرقي الخرطوم.

وصدر بيان عن مكتب حمدوك منه: أنه "متمسك بشرعية حكومته والمؤسسات الانتقالية”؛ معتبراً أن إطلاق سراح الوزراء ومزاولة مجلس الوزراء بكاملة عضويته لأعماله “مدخل لحل الأزمة"، وأنه "لن يكون طرفاً في أي ترتيبات وفقاً لقرارات الجيش".

قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي: ترفض التفاوض بشأن أي تسوية للخروج من الأزمة السياسية الحالية في السودان، قبل إعادة الأوضاع إلى ما قبل استيلاء الجيش على السلطة في الخامس والعشرين من أكتوبر، بما فيها إعادة رئيس الوزراء "حمدوك" وأعضاء حكومته!

جهود لحل الأزمة (الوساطات.. المساومات والصفقات): من خلال المتابعة لوحظ وجود عدد من المساعي والوساطات نهدف إلى حل الأزمة، وفق مصالح تلك الدول أهمها:

الإمارات:  لوحظ وجود تسريبات مفادها أن الإمارات تلعب دور الوساطة مع الولايات المتحدة لحل الأزمة السودانية -مماثلة للجهود المصرية- مضمونها المسرب يقوم على أساس "الصفقة"، وتتطلب من النظام العسكري قبول عودة حمدوك إلى السلطة على أساس أنه سيتم استبدال بعض أعضاء حكومته، كما سيتعين على النظام العسكري إطلاق سراح أعضاء الحكومة الذين اعتقلهم!

مخاوف العسكريين: أن تؤدي لجنة خاصة للتحقيق في الفظائع العسكرية المرتكبة خلال ثورة 2019م إلى سجنهم أو ما هو أسوأ.

وأن احتمال محاكمة القادة العسكريين كان أحد مسببات الانقلاب، إنهم قلقون إذا سلموا السلطة إلى المدنيين، فعندئذ ستعود قضية المساءلة بكامل قوتها".

تجمع المهنيين وأنصار الحكومة المدنية: دعوا إلى تنظيم مظاهرات "مليونية" –غدا- السبت30أكتوبر2021م احتجاجاً على حل العسكريين الحكومة المدنية برئاسة عبد الله حمدوك ومجلس السيادة الانتقالي!

الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش: عشية افتتاح قمة مجموعة العشرين (G20) في العاصمة الإيطالية روما، قال:

"أدعو العسكريين الى التحلي بضبط النفس وعدم التسبب في سقوط مزيد من الضحايا"، وشدد على ضرورة السماح للمواطنين بالتظاهر سلمياً.

يمكن إيجاز الوساطات والمبادرات في الجدول التالي:

الإمارات

تلعب دور الوساطة مع الولايات المتحدة لحل الأزمة السودانية -مماثلة للجهود المصرية. على أساس "الصفقة"!

تتطلب من النظام العسكري قبول عودة حمدوك إلى السلطة، على أساس أنه سيتم استبدال بعض أعضاء حكومته.

على النظام العسكري إطلاق سراح أعضاء الحكومة الذين اعتقلهم!

الولايات المتحدة/ الرئيس بايدن

يوجد إجماع على إدانة الانقلاب العسكري في السودان والعنف ضد المتظاهرين السلميين

يجب السماح للشعب السوداني بالاحتجاج سلمياً

بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين

ضرورة إعادة المؤسسات  المرتبطة بالحكومة الانتقالية التي يقودها المدنيون،

أن الأحداث تمثل انتكاسة خطيرة، وشدد على أن الولايات المتحدة  ستواصل الوقوف مع الشعب السوداني ونضاله السلمي لتطوير أهداف الثورة السودانية.  (نزع الشرعية)

وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن

جدد إدانة الولايات المتحدة لاستيلاء الجيش على السلطة

دعا للإفراج الفوري عن القادة المدنيين المعتقلين.

المبعوث الأميركي للقرن الإفريقي، جيفري فيلتمان

 

البحث عن مخرج يتيح استمرار الشراكة بين العسكريين والمدنيين.

روسيا، المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف

نود أن نرى عودة الوضع في البلاد إلى المسار الدستوري في أقرب فرصة ممكنة.

ندعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس".

روسيا تراقب الوضع عن كثب، "يجب على السودانيين تسوية الوضع في البلاد بأنفسهم في أسرع وقت ممكن، ودون أي خسائر في الأرواح".

رحب البرهان  بموقف روسيا "أن الحكومات والشعوب يجب أن يكون لها الحق في تقرير المصير"، ونحترم روسيا ونقدرها، صداقتها مع الشعب السوداني تأتي قبل دعم الأنظمة".

موقف روسيا صادق دائماً، ينظر بعيون مفتوحة، بينما الآخرون ينظرون من إحدى الزوايا ولا يرون سوى نصف الكأس الممتلئ.

لدينا علاقات مميزة، ولدينا تعامل قديم خاصة في المجال العسكري، ولقاءاتنا به لم تنقطع أبداً.

بعض الباحثين والسياسيين رأوا أن تلك مغازلة لروسيا لتخفيف الضغط عليه، بينما رأى آخرون أن الصراع بين واشنطن وبكين وموسكو، ولهذا  سوف يستمر في مغازلة روسيا وقد يمتد الأمر إلى فتح أسواق السودان على نحو أكبر للصين.

 

مجلس الأمن الدولي

أعرب عن بالغ قلقه، توصيف ما حدث بـ "الاستيلاء على السلطة" Take over، وليس "الانقلاب"

 Coup

لكون الأخير مفهوم قانوني، بينما الأول مفهوم توصيفي

طالب بالإجماع بعودة الحكومة المدنية في السودان التي أطاح بها العسكريون ، دعا السلطات العسكرية إلى استئناف عمل الحكومة المدنية المدارة من قبل مدنيين، بناء على أساس الوثيقة الدستورية وغيرها من الوثائق الأساسية الخاصة بالفترة الانتقالية، إلى الإفراج فوراً عن جميع المعتقلين واحترام حق التجمع السلمي، وحث كافة اللاعبين على إطلاق حوار دون شروط مسبقة، أعد البيان من قبل بريطانيا!

ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، رئيس البعثة المتكاملة لدعم العملية الانتقالية في السودان “يونيتامس”، فولكر بيرتس

إعادة حمدوك ومنحه سلطات تنفيذية كاملة.

تكوين مجلس سيادة شرفي من 3 شخصيات وطنية.

مجلس للأمن والدفاع يقوده الشق العسكري. (معظم المبادرات تدور حول ما تضمنته هذه المبادرة)

 

موافقة البرهان، وفي إطار المساومة  "يتمسك بعدم الرجوع إلى الوضع السابق لتسلمه السلطة وحل مؤسسات الدولة في 25 أكتوبر"،  ومن أهم العقبات أيضا:

موقف رئيس الوزراء (السابق ذكره).

موقف أعضاء بارزين في الشق العسكري يعارضون التسوية بصيغتها الحالية.

إن "الإماراتيين يشاطروننا قلقنا حيال الوضع في السودان"!

 

 

أن الرئيس سلفاكير ميارديت

يتابع باهتمام وقلق بالغ مجريات الأحداث في السودان.

 ضرورة الحوار الجاد للخروج من الأزمة السياسية الراهنة.

التطلع إلى آفاق أرحب للتعاون بين كافة مكونات القوى السياسية التي صنعت التغيير.

دعاً كافة الأطراف لتحكيم صوت العقل.

مراعاة المصالح العليا للبلاد، وتغليبها على المصالح الحزبية والشخصية.

 

إعداد/ الباحث بناءً على قراءات للأحداث

استدراك: لا مفاوضات عقدت ولا مبادرات نجحت، السائد هو المناورات، والشروط والمساومات، ورئيس المجلس السيادي/ قائد الجيش/ عبد الفتاح البرهان يتخذ القرارات بالإقالات والإعفاءات، وتعيين البديل في أغلب الحالات، آخرها –عند كتابة هذا الموضوع- إقالة عدد من رؤساء البنوك والمصارف وتعيين البدلاء، كذلك حلّ كل مجالس الشركات الحكومية القومية!

ماذا يجري –في السر- نحت الطاولة؟!

لفت انتباه الباحث بعض التسريبات في وسائل الإعلام والتناقض في التصريحات –المذكورة- عن أمرين هما:

  1. تسريب وسائل إعلام عن تحركات جيوسياسية لـ"عبد الفتاح البرهان"، مفادها أنه قام بزيارة سرية إلى القاهرة التقى خلالها الرئيس المصري/ عبد الفتاح السيسي، وطمأنه، كما التقى برئيس الاستخبارات المصري، وعند عودته اتخذ قرار الاعتقالات، عشية إعلان "بيان الانقلاب"، وفي ذات الوقت –أو بعده- التقى المبعوث الأمريكي إلى المنطقة "فلتمان"!
  2. تصريحات "فلتمان" الأخيرة –المرفقة- ومفادها أنه لم يقم بزيارة السودان –الخرطوم- ولا أساس من الصحة أنه التقى "حمدوك" ضمن سفراء الترويكا المذكورة آنفاً، مؤكداً تواجده في واشنطن.. وأعرب عن قلق بلاده "حيال المسار الديمقراطي في السودان بعد استيلاء العسكر على السلطة"، مشيراً إلى أن "البرهان والعسكريين الذين يدعمونه خطفوا وخانوا تطلعات الشعب السوداني إلى وطن ديمقراطي سلمي"..!

توحي لنا النقطتان أن أمراً يدبر –أو سبق التخطيط له- بما فيه الانقلاب أو "الاستيلاء على السلطة" حسب أمريكا، أو "الإجراءات التصحيحية – إصلاح المؤسسات" حسب البرهان، وبرضا دول الترويكا بما فيها الولايات المتحدة!

بالنسبة للنقطة الأولى –زيارة البرهان للقاهرة سراً- ربما أنهم عملوا على دعم جبهة التيغراي والقوميات المتحالفة معها، المتصارعة مع الجيش الإثيوبي نكاية برئيس الحكومة الإثيوبية/آبي أحمد، الذي أصر وبعناد عدم التوقيع على اتفاق مكتوب لحل أزمة "سد النهضة"، ورفض الاستجابة لكل الوساطات والمبادرات طيلة السنوات الماضية، ومثل هذا الدعم دافعا لجبهة التيغراي وحلفائها، فأصبحت على مشارف العاصمة "أديس أبابا"، وربما تتقدم أكثر رغم استخدام الجيش الحكومي للطيران والحصار أيضاً، وما يعزز هذا الاعتقاد المناورات التي نفذتها القوات المصرية والسودانية على الحدود الإثيوبية، "حماة النيل1 و2".. وسبق ذكرها وأهدافها في موضوع سابق، يمكن الرجوع إليه!

رابعاً: تقاطر السفن الحربية للدول الكبرى إلى السودان.. صراع أم تنافس؟!!

توطئة:

أدركت القوى الاستعمارية -اللاعبون الدوليون والإقليميون- الأهمية الكبرى للبحر الأحمر مما أدى إلى تطوير أساطيلها البحرية والعسكرية والتجارية والاستيلاء على الموانئ والمدن الساحلية لاسيما ذات الأهمية الاستراتيجية، وحرصوا على تثبيت قواهم بشكل أو بآخر في هذه البقعة أو تلك، ومازالت تلك المنطقة تشهد صراعات وتنافس بغرض السيطرة عليها وعلى مواردها.. وتبقى الأهمية الاقتصادية والأهمية العسكرية والأمنية هما أكبر الدوافع للتنافس على البحر الأحمر والتخوم المجاورة له.. وتزداد هذه الأهمية مع ظهور مفهوم الاقتصاد الأزرق الذي يمكن تعريفه على أنه الاستخدام المستدام للموارد المائية وحماية البحار والمحيطات والنمو الاقتصادي وتحسين سبل المعيشة والوظائف وصحة النظام البيئي. كما يعد البحر الأحمر من الناحية الاستراتيجية ممراً مهماً لأي تحركات عسكرية قادمة من أوروبا أو الولايات المتحدة في اتجاه منطقة الخليج العربي([5]).

الأوضاع الراهنة في منطقة البحر الأحمر

شهدت منطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي متغيرات كبيرة خلال السنوات الأخيرة، ويمكن ملاحظة ذلك في زيادة الاهتمام الإقليمي والدولي بالمنطقة ومن خلال التواجد الكثيف والنشاط المتواصل لعديد من الدول الكبرى والإقليمية بهدف تعزيز سياساتها واستراتيجيتها في المنطقة بما يتلاءم مع التطورات الجارية في الساحة ومحيط المنطقة الذي يتراوح بين الحضور العسكري المباشر من جهة وتفعيل العمل التجاري والاستثماري والوكلاء في المنطقة من جهة أخرى([6])

هناك متغيرات في الساحة الدولية والإقليمية تنعكس على أمن البحر الأحمر، منها سعي واستمرار العديد من الدول التوسع والتحكم في الموانئ والمناطق الحاكمة من خلال إيجار الموانئ والقواعد المطلة على البحر الأحمر والمحيط الهندي بهدف التحكم في طرق التجارة العالمية وتأمين قواعد وخطوط الملاحة لقواتها وذلك من أجل دعم ومساندة أي خطط مستقبلية لتوسيع نطاق العمل العسكري إذا اقتضت الحاجة لذلك، بالإضافة إلى وجود أسباب ومبررات من قبل دول المنطقة لدعوة أطراف دولية وإقليمية مثل دعوة السودان لروسيا من خلال تقديم وتسهيلات لها في منطقة البحر الأحمر باعتبار أن ذلك يوفر حماية وتأمين لدول المنطقة في مواجهة أطراف أخرى وبالتالي أصبحت منطقة البحر الأحمر تشكل فضاءات ومجال لاستقطاب القوى الدولية والإقليمية الطامحة على مر العقود([7])

ومن المتوقع أن تستمر كل من روسيا والصين في توسيع نفوذها في منطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي.. كما تشير الدلائل إلى صراع قد ينشب في منطقة البحر الأحمر في المستقبل، ضمن سباق السيطرة على موانئ البحر بين قوى مختلفة، هذا البحر الذي يعتبر ممراً لنحو 3.3 ملايين برميل من النفط يومياً(.([8]

الولايات المتحدة:

في منتصف ديسمبر 2018م كشفت إدارة الرئيس ترامب عن استراتيجيتها في أفريقيا والتي هدفت إلى تحدي ممارسات الصين وروسيا الساعية وراء الحصول على ميزة تنافسية في أفريقيا ومواصلة النهج الأمريكي المتمثل في المبادرات العسكرية والتجارية وتقديم المعونة وذلك لتطوير شراكات اقتصادية وسياسية وأمنية في جميع أنحاء القارة الأفريقية ولاشك أن منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر ضمن هذه الاستراتيجية.. وفي وجود شركاء أقوياء يستحيل استعادة أمريكا ما كانت عليه في السابق من معدلات نمو مرتفعة.. وبالتالي فقدت أمريكا هيمنتها على الأسواق وعلى التحكم في حركة الاقتصاد العالمي.. عدم إمكانية شن الحرب لفرض الهيمنة الأمريكية الاقتصادية بالقوة، فالحرب مع دول مثل روسيا والصين اللتين تشكلان التحدي الأكبر للقوة الأمريكية مستحيلة لأنهما تحوزان على قدرات عسكرية ونووية متطورة، وهذا يعني أن الحرب ستكون مدمرة للجميع ولن يكون فيها رابح.. إضافة إلى التداخل في العلاقات الاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة([9])

الصين:

اهتمام الصين بالبحر الأحمر يرتبط بالدرجة الأولى باهتمامها واستراتيجيتها للسـيطرة عبـر شـركاتها عـلى موانئ البحر الأبيض المتوسط لتأمين تجارتها إلى أوروبا.. الصين استراتيجية حضورها الفاعل في سلسلة موانئ البحر الأحمر ثم البحر الأبيض المتوسط عبر شركات تابعة لها في تلك الموانئ يحقق مصالح وتطلعات سياسية وأمنية استراتيجية لحكومة الصين.. وعملت الصين على تطوير استراتيجيتها في التحكم والسيطرة في الموانئ من ميناء غوادر الباكستاني وميناء تشاباهر في إيران وأيضاً موانئ دول الخليج واليمن، جيبوتي، السودان، بورسعيد، الإسكندرية.. ورغم أن الصين تنافس باقتصاد سلمي، إلا أنها أنشأت قاعدة عسكرية في جيبوتي عام2016م، ضمن استراتيجيتها العالمية وفي المنافسة بينها وبين الولايات المتحدة التي انزعجت من النفوذ والتمدد الصيني في المنطقة([10]).

روسيا:

تسعى روسيا إلى استعادة مناطق نفوذ الاتحاد السوفييتي في البلدان العربية والأفريقية والتي منها مصر، السودان، اليمن وفلسطين من خلال إقامة نظام أمن إقليمي يحمي مصالحها، ولروسيا طموح في منطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي

روسيا تتجاهل عرضاً سودانياً وتستخدم قواعد مصرية

بعد أن عرض الرئيس السوداني، عمر البشير، على روسيا استعداد الخرطوم لاستضافة قاعدة عسكرية روسية على البحر الأحمر، أكد دبلوماسي روسي أن بلاده ترغب في إجراء مشاورات مع اللاعبين الإقليميين المهمين، قبل اتخاذ القرار النهائي في شأن الفكرة السودانية.. لكن روسيا وبعد أيام من عرض البشير، بدأت التفاوض مع القاهرة على تنظيم عملية استخدام أجواء ومطارات البلدين للأغراض العسكرية.. وعللت موسكو مفاوضاتها مع القاهرة بالنجاحات التي حققها جيشها في سوريا، وهو ما دفعها لتنشيط النقاشات بهذا الشأن.. وتوصلت موسكو والقاهرة إلى اتفاق مبدئي نشرت بنوده الحكومة الروسية، نهاية تشرين الثاني، يسمح باستخدام قواعد عسكرية بين البلدين لمدة خمس سنوات.. أجرت مصر مناورات عسكرية مع الجيش الروسي في البحر الأحمر وهدفت منها رسالة لأثيوبيا بشأن سد النهضة، وكانت البحرية الروسية نقلت معداتها البحرية للمشاركة في التدريبات مع مصر عبر قناة السويس الجديدة ومياه البحر الأبيض المتوسط وقامت بتدريب طاقم السفينة (فيتس أدميرال كولاكوف) التي قطعت مسافة تزيد على (3000) ميل على مكافحة الإرهاب[11].

خلال العام 2018م فقط قدمت (7) دول من بينها (3) دول عربية دعوة لروسيا لإنشاء قواعد عسكرية على أراضيها وتقديم تسهيلات بحرية وجوية والسودان يمكن أن يستضيف قواعد عسكرية روسية وميناء بحري وهذا سيسمح لروسيا التحكم في طرق التجارة إلى أوروبا عبر البحر الأحمر خاصة أن روسيا تمتلك معدات وأسلحة وتقنيات عسكرية حديثة ومتطورة وقد صرح رئيس لجنة الدفاع والأمن بالبرلمان السوداني اللواء (م) الهادي آدم حامد في مقابلة معه بتاريخ 12/1/2018م بأن موافقة روسيا على اتفاقية لتسهيل إجراءات دخول السفن الحربية الروسية والسودانية إلى موانئ البلدين يمكن تطويرها مستقبلاً لبناء قاعدة روسية في المياه الإقليمية للسودان على البحر الأحمر، وما يؤكد ذلك تصريح الرئيس المخلوع عمر البشير في زيارته إلى موسكو ودعوته لروسيا لإنشاء قواعد عسكرية، كذلك في ديسمبر 2018م تم توقيع اتفاق لإنشاء مصفاة لتكرير النفط في السواحل والموانئ السودانية بواسطة شركات روسية، كما تناول الإعلام تواجد قوات روسية في السودان تقوم بمهام تدريبية([12]).

الإعلان عن الاتفاق لإقامة قاعدة عسكرية روسية:

في مايو2019م، كشفت موسكو عن بنود اتفاقية مع الخرطوم، لتسهيل دخول السفن الحربية إلى موانئ البلدين، بعد أن دخلت حيز التنفيذ([13])

ونشرت الجريدة الرسمية الروسية يوم الثلاثاء 9 ديسمبر2020م نص اتفاقية بين روسيا والسودان حول إقامة قاعدة تموين وصيانة للبحرية الروسية على ساحل البحر الأحمر بهدف "تعزيز السلام والأمن في المنطقة" ولا تستهدف أطرافاً أخرى حسبما جاء في مقدمة الاتفاقية.. وسيحصل السودان مقابل ذلك على أسلحة ومعدات عسكرية من روسيا.. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وقع في 16 نوفمبر2020م، على الاتفاقية، التي تنص على:

إقامة منشأة بحرية روسية في السودان قادرة على استقبال سفن حربية تعمل بالطاقة النووية.

تكون المنشأة الجديدة المقرر بناؤها بالقرب من ميناء بورتسودان، قادرة على استيعاب ما يصل إلى 300 عسكري ومدني.

يسمح للمنشأة استقبال أربع سفن في وقت واحد.

تستخدم القاعدة في عمليات الإصلاح وإعادة الإمداد والتموين وكمكان يمكن أن يرتاح فيه أفراد البحرية الروسية.

وتقدم الحكومة السودانية الأرض مجاناً وستحصل موسكو على الحق في جلب أي أسلحة وذخيرة وغيرها من المعدات التي تحتاجها عبر مطارات وموانئ السودان لدعم المنشأة.

ومدة الاتفاقية 25 عاما قابلة للتمديد 10 سنوات إضافية بموافقة الطرفين.

ويمكن للحكومة السودانية استعمال أرصفة المنشأة بموافقة الجانب الروسي([14])

قاعدة ذات بعد استراتيجي:

تقول وكالة أنباء تاس الروسية الحكومية إن المنشأة الجديدة ستسهل كثيراً عمليات الأسطول البحري الروسي في المحيط الهندي إذ سيكون بمقدور البحرية الروسية تبديل طواقم القطع البحرية الروسية المنتشرة في المحيط الهندي عبر نقلهم جواً إلى السودان.. ويمكن لروسيا نشر أنظمة دفاع جوي في المنشأة بهدف حمايتها ومنع تحليق الطيران في أجواء القاعدة.. ومن جانب آخر وتحدثت تقارير عديدة لاحقاً عن قيام شركات روسية باستخراج الذهب في السودان، وعن تقديم عناصر من الشركة الأمنية الروسية الخاصة "فاغنر" المشورة لقوات الأمن السودانية خلال الاحتجاجات ضد حكم البشير أواخر عام 2018م.. وأكد المسؤولون الروس وجود عسكريين روس في السودان لكنهم نفوا تورطهم في قمع المظاهرات المناوئة للبشير.([15])

الولايات المتحدة، التطبيع مقابل الحصانة السيادية([16]):

السودان إحدى القوى المشاركة في العدوان على اليمن، ضمن ما يسمى "التحالف العربي"، المعلن من واشنطن في 26مارس2015م، وبذلك تخضع للإملاءات والسياسات الأمريكية مباشرة، أو عبر الوكلاء التابعين لها "السعودية والإمارات"، التي أعلنت العلاقات مع "الكيان الصهيوني"  وتبعتها البحرين ثم السودان فالمغرب..الخ، ضمن استراتيجية أمريكا التي تبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقام بالدور الظاهر/ كوشنير زوج ابنته فيما تعارف عليه بـ"صفقة القرن"![17]

الإعلان عن توقيع الاتفاق:

أعلنت وزارة العدل السودانية عن توقيع الخرطوم وواشنطن على "اتفاق تاريخي" حول إعادة الحصانة السيادية للسودان، وتسوية القضايا المرفوعة ضده في المحاكم الأمريكية، والتي تشمل تفجير السفارتين في نيروبي ودار السلام.

بموجب هذا الاتفاق سيسدد السودان مبلغ 335 مليون دولار توضع في حساب ضمان مشترك لحين قيام الولايات المتحدة باستيفاء التزاماتها الخاصة بإكمال إجراءات حصول السودان على حصانته السيادية بعد خروجه من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وبموجب الاتفاق يتم الآتي:

إسقاط الأحكام القضائية الصادرة بحق السودان والبالغة أكثر من عشرة مليار دولار لتعويض الضحايا في القضايا المرفوعة ضد السودان.

منع رفع دعاوى مستقبلية ضد السودان وتأكيد حصانته السيادية.

يتمتع السودان بوضع قانوني مماثل لكل الدول التي لا تندرج في قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وبهذا الاتفاق طويت صفحة الخلافات مع واشنطن بصورة كاملة إلا إذا حدثت مفاجأة أن يرفض الكونجرس هذه القرارات التنفيذية الخارجة من البيت الأبيض!([18])

وأكدت الحكومة السودانية أن "الاتفاق الذي تم توقيعه بين السودان والولايات المتحدة الأمريكية، هو خطوة تاريخية أخرى في تطبيع العلاقات بين السودان والولايات المتحدة.. ونقلت وزارة الخارجية السودانية، في بيان لها، تصريحات وزير العدل نصر الدين عبد الباري، والتي قال فيها إن "اتفاق اليوم يسمح للسودان وشعبه بحل المسؤوليات التاريخية، واستعادة العلاقات الطبيعية مع الولايات المتحدة، والمضي قدماً نحو الديمقراطية وأوقات اقتصادية أفضل([19])

الولايات المتحدة تزيل اسم السودان من القائمة السوداء:

أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، اليوم الاثنين14ديسمبر2020م، رفع اسم السودان رسمياً من قائمة الدول الراعية للإرهاب بعد 27 عاماً من وضعه على قائمتها السوداء، مضيفاً أن الخطوة تمثل تغيراً أساسياً في العلاقات بين البلدين نحو تعاون أكبر.. وفي اليوم نفسه قالت وزيرة المال السودانية، هبة محمد علي أحمد  في بيان نقلته وكالة "رويترز": التزمت الحكومة الأمريكية بتوفير مساعدات نقدية تفوق المليار دولار كبداية، والتي ستفتح الباب أمام أكثر من 1.5 مليار دولار سنوياً كمساعدات إضافية".. من المؤسسة الدولية للتنمية للسودان، ولإتمام مشوار إخفاء الديون، بالإضافة لدعم عيني يتضمن توفير كمية مقدرة من القمح والمواد الأخرى لمدة 4 سنوات.. حسب الإعلان الأمريكي([20])

تحرك في مضمار السباق والتنافس:

 إن التحرك الروسي نحو السودان جاء بعد فترة وجيزة من إعلان الإدارة الأمريكية شروعها في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.. ويرى كثيرون أن إنشاء قاعدة روسية على سواحل البحر الأحمر بالسودان يعتبر مناورة روسية، خاصةً وأن السودان أصبح على تقارب مع واشنطن، ودول الغرب بصورة عامة، وأن البحر الأحمر يعتبر ممراً استراتيجياً..

 كل ذلك جعل الولايات المتحدة الأميركية تسارع إلى إعلان رغبتها في إقامة تعاون عسكري وثيق مع السودان، ما يشير إلى تحرك أميركي مكافئ للتحرك الروسي، وصراع بين العملاقين على مناطق النفوذ في منطقة البحر الأحمر الاستراتيجية.. ودلفت بثقلها في منافسة مع روسيا على قاعدة عسكرية في البحر الأحمر..  ففي 25 يناير2021م، وصل نائب قائد القيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا "أفريكوم"، أندرو يونغ، إلى الخرطوم، وبحث سبل تعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين، وهذه أول زيارة لمسؤول عسكري أمريكي للخرطوم([21]).. والتقى الملحق العسكري الأميركي  المقدم جاكوب داي، بقائد القوات البحرية السودانية المكلف اللواء بحري حاج أحمد يوسف بابكر في القاعدة البحرية السودانية على البحر الأحمر، وبحث معه سبل الدفع بالعلاقات العسكرية الثنائية، لا سيما المعنية منها بمجال عمل القوات البحرية السودانية، استناداً إلى   ما أسماه بخصوصية الدور الذي تؤديه(.([22].

وللوقوف على الترتيبات النهائية لوصول سفينتين حربيتين أمريكيتين، وذلك للمرة الأولى منذ 25 عاماً، الأولى عبارة عن سفينة استطلاع، والثانية مدمرة حربية تصل يوم الاثنين الأول من مارس([23])

وصول السفينة الأولى: أعلنت السفارة الأمريكية بالخرطوم عن وصول سفينة النقل السريع التابعة لقيادة النقل البحري العسكري "يو إس إن إس كارسون سيتي"، إلى بورتسودان، الأربعاء24فبراير2021م.. ويعتبر أحدث مؤشر على دفء العلاقات مع واشنطن، وقال قائد القوات البحرية، وقيادة النقل البحري في أوروبا وإفريقيا وقائد فرقة العمل 63، النقيب فرانك أوكاتا: "يشرفنا العمل مع شركائنا السودانيين في تعزيز الأمن البحري، وترغب القوات المسلحة الأمريكية في تعزيز شراكتها المتجددة مع القوات المسلحة السودانية([24]).

وصول السفينة الروسية:  قبل وصول السفينة وزع المجلس الأعلى لـ"نظارات البجا والعموديات" إعلاناً عن وصول وفد روسي لجراحات العظام والمفاصل والعمود الفقري، ودعا المواطنين الذين يعانون من أمراض العظام لمقابلة الأطباء الروس في مدينة بورتسودان اعتباراً من يوم أمس الأول السبت 27 فبراير([25]) .

وقال مصدر عسكري في بورتسودان لـ«القدس العربي»: "ستدخل اليوم28فبراير 2021م، سفينة استطلاع روسية إلى الميناء، مع العلم أنها كان يفترض أن تدخل غداً 1مارس2021م، لكن بطلب منهم تم السماح لها بالدخول اليوم حيث يتوقع أن تدخل سفن أمريكية في اليومين المقبلين".. وتابع: "هذه الزيارة للبحرية الروسية مجدولة منذ وقت سابق، ونتيجة للتفاهمات التي تمت مع روسيا الاتحادية  في وقت سابق، ويبدو أنهم مع وصول عدد من السفن الأمريكية لموانئ السودان، سارعوا بالحضور لتثبيت ما تم الاتفاق عليه في السابق"([26]).

وقالت وكالة أنباء انترفاكس الروسية، إن المدمرة التي تحمل اسم "الأدميرال غريغوروفتش" هي السفينة الحربية الروسية الأولى التي تدخل ميناء بورتسودان، وهو ميناء استراتيجي مهم على البحر الأحمر، بعد يوم واحد من وصول السفينة الحربية الأمريكية إلى الميناء السوداني، أي بتاريخ 28فبراير2021م([27])

سبق أن صرح مصدر أن الفرقاطة "ستمكث في ميناء بورتسودان من يوم 28 فبراير وحتى الرابع من مارس"([28]).

وصول السفينة الأمريكية الثانية:    يتاريخ1مارس2021م وصلت السفينة الحربية الأمريكية، "يو أس أس تشرشل"، إلى الميناء نفسه، لتصبح بذلك السفينة الأمريكية الثانية التي تزور المياه الإقليمية السودانية خلال أقل من أسبوع([29]).. وكان حوالي 300 من مشاة البحرية الأمريكية يقفون في وضع الانتباه على متن السفينة ونستون تشرشل وفي استقبالهم فرقة موسيقى عسكرية سودانية في بورتسودان، ذات أهمية الاستراتيجية وميناء السودان الرئيسي على البحر الأحمر. . وقال الأميرال مايكل باز، مدير الشؤون البحرية في الأسطول السادس الأمريكي "سبب وجودي هنا هو الرغبة في معرفة المزيد عن بلدكم وتطوير شراكات مع أسطولكم البحري.. وأضاف إن المسؤولين السودانيين سيقومون بجولة في السفينة، ويستكشفون فرص العمل معا ووضع أساس لعلاقة تلتزم بالأمن والاستقرار مع نظرائهم الأمريكيين([30]).

ووصول السفينتين الأمريكيتين إلى السودان جاء على خلفية تحسن العلاقات بين البلدين مؤخراً بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى مسارعة واشنطن بكسب أكبر نفوذ في السودان قبل أن تتوسع روسيا هناك([31]).

هدف الزيارة: حسب المسؤولين الأمريكيين:

صفحة السفارة الأمريكية في السودان، على "فيسبوك" نشرت "هذه ثاني سفينة تتوقف في السودان هذا الأسبوع" وتابعت: "تسلط هذه الزيارات الضوء على:

  • دعم الولايات المتحدة للانتقال الديمقراطي في السودان.
  • استعداد الولايات المتحدة لتعزيز الشراكة مع السودان.

(وفي لقاء "شوكان" ممثلي المجتمع المدني، في بورتسودان، عند استقبال المدمرة الأمريكية تم مناقشة كيفية)

  • دعم الولايات المتحدة للتربية المدنية والتعايش السلمي.
  • دعم حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة وتمكين المرأة([32]).
  • مساعدة السودان على بناء قدراته العسكرية..  وتبادل زيارات لوفود عسكرية بين البلدين.. حسب قول السفير السابق، الصادق المقلي، قوله إن "هذا التعاون مشار له في البند (11 ) و(12) في القانون الأمريكي الخاص بالسودان المعروف بقانون دعم التحول الديمقراطي والمحاسبة والشفافية المالية"([33])

تنافس أم صراع:

أحدث وصول السفن الحربية الروسية والأمريكية، التي وصلت إلى ميناء بورتسودان مؤخراً، جدلاً واسعاً في الساحة السياسية، حيث اعتبر بعض المحللين والمراقبين للشأن السياسي انحراف عن  مسار الثورة وفرض سيطرة العسكر، بينما يرى آخرون أنها سياسة تخدم أجندة خارجية، أشبه بالاستعمار..  وبين هذا وذاك نجد كثير من التساؤلات التي تحتاج إلى إجابات واضحة.

يرى سياسيون ومحللون أن الوضع الجيوسياسي في المنطقة يفسر بأنه من أوجه الصراع، ويضربون بحالة مماثلة، عندما  قامت واشنطن بالضغط على السلطات الجيبوتية حتى لا تسمح الأخيرة للمنافس الروسي بإقامة قواعد عسكرية في اراضيها.. لكن التعاون بين جيبوتي وموسكو في مجال القرصنة لا يزال متواصلا..([34]

قال مصدر من الطيران الحربي: إن ما نراه الآن ما هو إلا امتداد لما بدأه الرئيس المخلوع –عمر البشير- أي أن الانتقالية –المجلس السوداني الأعلى- تسير على نهج النظام السابق.. والتدريب الحالي ما هو إلا غطاء لتمرير كثير من الأجندة الخفية التي تخدم جهات خارجية، كالتنقيب عن الذهب والكروم والمعادن الأخرى، وبذلك فإن وجود الروس في السودان يشكل خطراً كبيراً على أمن البلاد وإنتاج البلاد من المواد المعدنية غير المكتشفة من الناتج القومي.. يؤيده ضابط متقاعد في الجيش السوداني، فضل حجب اسمه، أن "من وقع الاتفاق هو (التصنيع الحربي) سابقاً، وهي مؤسسة أعيد تسميتها الآن إلى (المنظومة الدفاعية) وإن وجود السفن الحربية الآن يدل على سيطرة المكون العسكري أكثر على البلاد.. بينما الخبير في العلاقات الروسية السودانية، الدكتور الحاج حمد، يرى أن "أغلب تسليح الجيش السوداني روسي والقوات المسلحة السودانية تحتاج لروسيا لإمدادها بقطع الغيار، فضلاً عن أنه حتى الصناعات الثقيلة للجيش السوداني قوامها هو التعاون مع الشركات الروسية بما في ذلك صناعة الطيران([35]).

وتعزو تحليلات سبب عودة موسكو إلى البحر الأحمر، أنها اعتمدت على جاذبية قدراتها العسكرية وأجهزتها الأمنية.. وعزَّز نجاح الحملة الروسية لحماية حليفها السوري من "مصداقية" موسكو باعتبارها "ضامناً للأمن"، حتى بالنسبة لدول خارج نطاق ما بعد الاتحاد السوفييتي([36]). 

وتنظر الولايات المتحدة إلى أن إقامة قاعدة عسكرية روسية في البحر الأحمر يعني توسع النفوذ الروسي في شمال شرقي أفريقيا، وعلى طول المنطقة الحيوية على البحر الأحمر ومنطقة باب المندب، بما يوصلها لمناطق الثروات الطبيعة والأسواق المحتملة للأسلحة الروسية، وبحسب تقارير فإن تشكيلات عسكرية تابعة للقوات المسلحة الروسية سوف تظهر على الأراضي السودانية في وقت قريب، كما ستتمكن روسيا كذلك من نشر سفنها ذات القدرات النووية هناك، حيث يصبح بمقدورها إنشاء نقاط دفاعية مؤقتة بغرض حماية تشكيلاتها العسكرية، ليس فقط عبر أراضيها وإنما في الخارج كذلك، بالإضافة الى أنه سوف يصبح في مقدور روسيا تزويد السودان بالمعدات والأسلحة بغرض حماية المجال الجوي للقاعدة الروسية، بالإضافة الى إتاحة استخدام المجال الجوي السوداني أمام القوات الروسية، بالمقابل فإن الجانب السوداني سيراقب الأجواء الأمنية على الحدود الخارجية للقاعدة، وستوفر روسيا الغطاء اللازم لأجل حماية المناطق المائية والنطاق الجوي والحفاظ على الأمن والنظام الداخلي في هذه المرحلة[37]

  السفير السوداني السابق/ الصادق المقلي يرى أن "وصول السفينة الحربية الأمريكية لميناء بورتسودان يشير إلى أن الولايات المتحدة تريد أن تجد لها موطئ قدم في البحر الأحمر في ظل تنافس محموم معلوم بينها وبين روسيا.. وأهمية أمن البحر الأحمر والمعابر المائية في المنطقة وقناة السويس"([38])

من جانبه بين الخبير العسكري السوداني اللواء السابق/ أمين إسماعيل  أن كثرة حضور السفن الأمريكية يأتي رداً على المركز اللوجستي الذي أجازه البرلمان الروسي بتوصية من الرئيس فلاديمير بوتين.. والسودان رضي أم أبى، أصبح ساحة تنافس بين أمريكا وروسيا وستكون الصين أيضاً في قلب هذا الصراع، لوجودها في الجزر الإريترية قرب بورتسودان حيث سينصب التنافس على الموارد السودانية وعلى النفوذ وتشكيل التحالفات السودانية المقبلة"([39])

خامساً: قرار تشكيل مجلس السيادة والحكومة الجديدين وردود الفعل!!

تشكيل مجلس سيادة جديد: الفريق أول عبد الفتاح البرهان أصدر مرسوماً دستورياً بتشكيل مجلس سيادة انتقالي جديد، ويمثل مجلس السيادة المؤلف من 14 عضواً مناطق السودان، لكنه لا يضم أي عضو من تحالف "قوى الحرية والتغيير السياسي" الذي كان يتقاسم السلطة مع الجيش منذ 2019م مما يعني فعلياً حل الشراكة الانتقالية، ويبقى عضو واحد في المجلس لم يتم اختياره بعد!

ووفقاً للبيان، فإن البرهان سيكون رئيساً لمجلس السيادة - وأدى اليمين رئيساً له أمام رئيس القضاء فتح الرحمن عابدين- فيما سيكون محمد حمدان دقلو نائباً له، والكباشي وعقار والعطا بين الأعضاء.. وشمل المكون المدني للمجلس كلاً من رجاء نيكولا وأبو القاسم محمد ويوسف محمد وسلمى عبد الجبار وعبد الباقي عبد القادر.

ردود الفعل:

تجمع المهنيين:  اتخذ المواقف التالية:

أصدر بيانا أكد فيه على:

أن قرارات اليوم أثبتت كذب ادعاءات المجلس العسكري الموسومة بالإصلاح.

أن لا شرعية لقرارات البرهان والمجلس الانقلابي.

أنها لن تجد من جماهير الشعب إلا الازدراء والمقاومة الضارية حتى الإسقاط الكامل والزج بهم في مزبلة التاريخ!

دعا البيان المواطنين في كافة مدن وقرى السودان "للخروج والمشاركة الفاعلة في المواكب المليونية يوم السبت 13 نوفمبر 2021م.

لا تراجع حتى إسقاط طغمة المجلس العسكري الانقلابي وانتزاع السلطة للقوى الثورية الحية لاستكمال مهام ثورة شعبنا المجيدة!

حركة جيش تحرير السودان جوبا: أعلن في بيان، إنه "يثمن عالياً نضالات الشعب السوداني، واتهم الجيش السوداني بـ"بخيانة شركاؤهم في الحرية والتغيير" والاستيلاء على السلطة في 25 أكتوبر2021م.

وعبر عن إدانته "لجرائم قتل المتظاهرين والمحتجين السلميين وحملات الاعتقالات والملاحقات والاختفاء القسري للناشطين، ومصادرة الحريات وقطع شبكات الاتصال والانترنت بالسودان"، كما طالب بإطلاق سراح كافة المعتقلين فوراٍ وعلى رأسهم رئيس مجلس الوزراء، عبد الله حمدوك.

دول الترويكا (الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج) والاتحاد الأوروبي وسويسرا: أصدروا بيان إدانة ومما نضمنه البيان:

التعبير عن القلق بشأن تقارير عن إعلان مجلس سيادي في السودان.

الدعوة  لعودة رئيس الوزراء السوداني حمدوك والحكومة الانتقالية المدنية للسلطة.

الولايات المتحدة الأمريكية: ذكر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في تغريدة نشرها على حسابه في "تويتر": "تشعر الولايات المتحدة بقلق بالغ إزاء الإعلان عن مجلس سيادي أحادي الجانب في السودان"!

وأنه يجب على الجيش السوداني إطلاق سراح جميع المحتجزين خلال الانقلاب العسكري الذي شهدته السودان أواخر أكتوبر الماضي، بمن فيهم رئيس الوزراء المعزول عبد الله حمدوك، و"العودة إلى النظام الدستوري".

مبعوث للأمم المتحدة/ فولكر بيرتس: قال إن قرار قائد الجيش السوداني تعيين مجلس سيادة جديد برئاسته يصعب العودة إلى النظام الدستوري!

وأن "التعيين الأحادي الجانب لمجلس سيادة جديد يزيد من صعوبة العودة إلى النظام الدستوري.

المظاهرات والمسيرات: خرج المواطنون السبت13نوفمبر2021م في مسيرات شملت عدداً من المدن السودانية شرقاً وغرباً وشمالاً، إضافة إلى المسيرة الرئيسية في العاصمة الخرطوم، وكانت قوات الجيش والشرطة قد استبقتها بالنزول والانتشار في الشوارع وفي محيط المؤسسات الحكومية!

ونتيجة للاحتكاك والتصادم استخدمت قوات الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع، وأسفرت عن عدد من القتلى، والجرحى، واعتقال عدد من الناشطين والمشاركين في المسيرات..الخ.

رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان/ فولكر بيرتس دعا قوات الأمن السودانية، لممارسة أقصى درجات ضبط النفس واحترام الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير، وعلى المتظاهرين أن يحافظوا على مبدأ سلمية الاحتجاج!

الاتحاد الأوروبي:  أدان بأشد العبارات أعمال العنف التي ارتكبت ضد المتظاهرين المدنيين السلميين يوم السبت 13 نوفمبر..

ودعا إلى إطلاق سراح جميع المعتقلين بمن فيهم الصحفيون المعتقلون منذ 25 أكتوبر.

وقال: سنحاسب السلطات على انتهاكات حقوق الإنسان ونقص حماية المدنيين، والتي حدثت منذ نهاية عملية التحول الديمقراطي.

واعتبر أن "العودة إلى حوار شامل ستضمن الحرية والسلام والعدالة للجميع في السودان".

مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الإفريقية/ مولى في: عند لقائها عبد الفتاح البرهان يوم 15 نوفمبر قالت: إن بلادها تدعم "التحول الديمقراطي بالبلاد وإنجاح الفترة الانتقالية".. وأشارت، حسب إعلام المجلس، إلى أن الرئيس الأمريكي/ جو بايدن يولي اهتماماً شخصياً لما يدور في السودان، وقالت إنه حريص "على إنجاح الفترة الانتقالية وصولا للديمقراطية المنشودة".

وأشادت بالدور الذي اضطلعت به القوات المسلحة إبان ثورة ديسمبر من خلال انحيازها لتطلعات الشعب السوداني.. وقالت: إن ما حدث في 25 أكتوبر كان نتيجة إخفاقات تخللت الفترة الماضية.

ومن خلال تلك التصريحات يتضح مدى الرضا الأمريكي عن الإجراءات التي يتخذها الجيش بقيادة البرهان، الذي يعتبر ما يقوم به عبارة عن "عملية تصحيح"!

بفرض سياسة الأمر الواقع، وربما حكومة الأمر الواقع، دون التفات لاحتجاجات الشارع والشركاء السياسيين

تأثير "إسرائيل" على ما يحدث في السودان: هيئة البث الـ"إسرائيلية"- "كان"، أشارت إلى أنه "خلال المحادثة التي أجريت الثلاثاء16نوفمبر2021م، بين السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة/ ليندا توماس غرينفلد، التي تزور "إسرائيل" هذه الأيام، مع وزير الدفاع الإسرائيلي/ بيني غانتس، طالبت "إسرائيل" التدخل بالأزمة في السودان"، لافتة إلى أن "الحديث يدور عن الطلب الأمريكي الثاني، حيث بعث وزير الخارجية الأمريكية/ أنتوني بلينكن رسالة مشابهة خلال محادثاته مع مسؤولين إسرائيليين". 

وبحسب وسائل إعلام عبرية، فإن "الولايات المتحدة ترى وجود تأثير "إسرائيلي" على ما يحدث في السودان، حيث زار السودان مسؤولون من جهاز الموساد قبل أسابيع، وأجريت الزيارة بعد فترة قصيرة من "الانقلاب"، وأجرى المسؤولون الإسرائيليون محادثات في الخرطوم مع قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان"، وعبد الله حمدوك (رئيس الوزراء المحتجز) كما "تعتقد الولايات المتحدة أنه يوجد لـ"إسرائيل" تأثير على السياسية الداخلية في السودان بهدف إعادة الأيام السابقة التي أديرت فيها البلاد من خلال حكومة مشتركة مع القيادة المدنية"، وأكدت وزيرة خارجية السودان السابقة/ مريم الصادق المهدي –التدخل الإسرائيلي – الأمريكي في مقابلة متلفزة، مع مركز "أتلانتيك كاونسيل" البحثي الأمريكي، قالت: إن قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان حاول التودد لإسرائيل وادعى أن هناك سياسيين أبعدهم عن الحكومة كانوا مناهضين لتل أبيب.. وأن الحكومة علمت بدور إسرائيل الداعم للانقلاب العسكري رغم أنها لم تظهر في واجهة الأحداث.. وأن المبعوث الأمريكي للقرن الإفريقي/ جيفري فيلتمان، أجرى زيارة إلى إسرائيل لهذا الغرض([40]).

ونؤكد وبما لا يدع للشك مجالاً يذكر أن الأحداث مخطط لها مع تلك القوى الدولية والإقليمية (أمريكا-إسرائيل) بالاتفاق مع القوى الداخلية ومنها رئيس مجلس السيادة (البرهان) وبعض القوى المدنية – حمدوك مثلاً)!

مساران لا يلتقيان: يرى بعض السياسيين أن الوضع الراهن في السودان يحكمه مساران، لكل مسار أهدافه وتوجهاته وخططه وعلاقاته، وهما:

البرهان (العسكر)

الحرية والتغيير/تجمع المهنيين

 

تنفيذ خطة خاصة به، كان أول عناصرها تشكيل مجلس سيادة انتقالي جديد، تخلص فيه من شركائه القدامى، من قوى الحرية والتغيير، ثم تعيين حكومة جديدة ربما تكون مدنية فعلا، لكنها لن تضم مسيسين، بما يسهل للبرهان الحكم من خلالها أو من وراء ستار.

حركة رفض في الشارع، يتفاعل معها كثير من السودانيين، وقد أكدت قوى الحرية والتغيير مراراً، بعد تشكيل البرهان لمجلسه الجديد، على أنها غير معنية بخطواته، وأنها تعول فقط على الشارع، ولن تستجيب لأية خطوة ناجمة عن الانقلاب، مؤكدة على أن الشارع وحده هو من سيسقط هذا الانقلاب، وكل الهياكل التي ترتبت عليه!

 

 

التوقيع على الاتفاق السياسي الجديد: وصل عبد الله حمدوك إلى القصر الجمهوري، ووقع البرهان على الاتفاق السياسي المؤلف من 14بنداً، في القصر الجمهوري الأحد21نوفمبر2021م، وبموجبه:

  • ألغى البرهان قراره السابق إعفاء حمدوك من منصب رئيس الوزراء، "بمعنى عودته لرئاسة الوزراء".
  • اتفق الطرفان على إطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفية استيلاء العسكريين على الحكم في أواخر أكتوبر!
  • التحقيق في حالات قتل وإصابة مدنيين وعسكريين خلال المظاهرات التي شهدتها البلاد في الأسابيع الأخيرة وتقديم الجناة إلى المحاكمة.
  • أكد الاتفاق الجديد على الوثيقة الدستورية التي تم تبنيها عام 2019م كمرجعية أساسية لاستكمال الفترة الانتقالية في البلاد وصولاً إلى تشكيل حكومة مدنية منتخبة.
  •  تعديل الوثيقة الدستورية بما يحقق ويضمن مشاركة سياسية شاملة لكافة مكونات المجتمع باستثناء حزب "المؤتمر الوطني" المحلول.
  • نص الاتفاق على أن" الشراكة الانتقالية القائمة بين المدنيين والعسكريين هي الضامن والسبيل لاستقرار وأمن السودان"، مشيراً إلى البرهان وحمدوك اتفقا على "إنقاذ الشراكة بروح وثيقة مع الالتزام التام بتكوين حكومة مدنية من الكفاءات الوطنية المستقلة.
  • يشرف مجلس السيادة الانتقالي -بموجب الوثيقة- على تنفيذ مهام الفترة الانتقالية دون التدخل في العمل التنفيذي.

حمدوك والبرهان (إشادات وشهادات): بعد التوقيع على وثيقة الاتفاق تحدث القادة، وأشادوا بالوثيقة، وشهد كل منها للآخر، ونقل عن حمدوك قوله إنه "وافق على الاتفاق لوقف العنف"، مضيفاً: "دماء السودانيين ثمينة، دعونا نوقف إراقة الدماء ونوجه طاقات الشباب إلى البناء والتنمية"!

 وأعرب عن قناعته بأن هذه الوثيقة تحصن التحول المدني في البلاد وتتيح وضع حد لإراقة دماء السودانيين والحفاظ على المكتسبات التي تم إحرازها خلال العامين الماضيين وستساعد في "فك الاختناق داخلياً وخارجياً" وعودة السودان إلى "مسار الانتقال لتحقيق الديمقراطية"، وبرر سبب موافقته على العودة إلى رئاسة الحكومة الوضع الاقتصادي الذي تحقق خلال العامين الماضيين، وقال: "سأعمل على حماية الجهاز التنفيذي من أي جهة تريد أن تتدخل، ولو فشلت في ذلك سأغادر.. وأضاف: "سندخل في مشاورات مع كل القوى السياسية التي شاركت في الاتفاق، وقوى الحرية والتغيير بجناحيها لتشكيل حكومة كفاءات مستقلة، وأقر بأن المدنيين والعسكريين ساهموا في الأزمة التي دخلت فيها البلاد، و "ما وصلنا إليه يمكن أن نصفه بأنه اتفاق غير مكتمل الأركان، ونختلف حوله"، وأضاف "نتوقع أن يكون أداء حكومة التكنوقراط له أثر إيجابي على الأداء الاقتصادي ومعيشة المواطنين".

وأكد أن "موازنة العام الجديد ستمضى في نهج الاصلاح الاقتصادي وفتح أبواب الاستثمار في السودان"، مبيناً أن "الحفاظ على السلام وتنفيذ اتفاق جوبا واكمال عملية السلام مع الأطراف التي لم توقع على اتفاق جوبا في صدارة أجندة الحكومة الجديدة"!

بدوره، شكر البرهان حمدوك واصفاً إياه بالشريك الجدير بالثقة، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء المعزول كان جزءاً من فريق التوسط بين المكونين العسكري والمدني في البلاد.. الخ، وأن توقيع الاتفاق السياسي اليوم هو "التأسيس الحقيقي للمرحلة الانتقالية".. وتعهد البرهان بالوصول إلى انتخابات حرة ونزيهة في نهاية الفترة الانتقالية، مؤكداً أن كافة الأطراف قدمت تنازلات من أجل إبرام هذا الاتفاق الجديد وإكمال المسار الانتقالي!

وأيد مسؤولون عسكريون الاتفاق ودعم رئيس الوزراء حتى إجراء الانتخابات في موعدها المحدد، ومنهم عضو مجلس السيادة الفريق/ ياسر العطا، ونائب مدير جهاز المخابرات العامة الفريق/ أحمد إبراهيم المفضل.

 (وهذا أحد المؤشرات أنهما كانا متفقين مسبقا، وربما احتجاز حمدوك في منزل البرهان، لغرض إعداد مثل هذا الاتفاق المعلن، وامتصاص غضب المتظاهرين، وربما يوجد اتفاق غير معلن أيضاً، إضافة إلى أنه كان من المقرر أن يتنحى البرهان عن منصبه كرئيس للدولة، ويسلم السلطة إلى أحد المدنيين هذا الشهر وفقاً لاتفاق تقاسم السلطة مع قوى الحرية والتغيير في أغسطس2019م، بعد الإطاحة بـ"الزعيم" السابق/ عمر البشير)!

ردود الفعل على توقيع الاتفاق الجديد (رفض داخلي وترحيب خارجي): على المستوى الداخلي رفض التحالف المدني، الذي رشح حمدوك لمنصب رئيس الوزراء قبل عامين، الاعتراف بأي اتفاق جديد، وقال متحدث باسم التحالف "إن الاتفاق أُبرم تحت ضغط"، وقال صديق أبو فواز، من تحالف قوى الحرية والتغيير إن "مستقبل البلاد سيحدده الشباب على الأرض"، وأصدر اتحاد المهنيين بياناً يرفض الاتفاق جملة وتفصيلاً، ومما ورد في البيان: إن "اتفاق الخيانة الموقع اليوم بين حمدوك والبرهان مرفوض جملة وتفصيلاً، ولا يخص سوى أطرافه، فهو مجرد محاولة باطلة لشرعنة الانقلاب الأخير وسلطة المجلس العسكري". واعتبر التجمع أن الاتفاق يُعد "انتحاراً سياسياً" لحمدوك، وحول الترجمة العملية للموقف ذكرت وزارة الثقافة والإعلام السودانية أن وزراء "الحرية والتغيير"  قدموا استقالات مكتوبة يوم الاثنين22توفمبر2021م لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وبلغ عدد الوزراء الذين قدموا استقالاتهم 12 وزيراً –من أصل 17- بينهم وزيرة الخارجية مريم الصادق المهدي، مطالبين بحكم مدني، ورافضين للاتفاق مع الجيش، وحذروا من محاولة "لإضفاء الشرعية على الانقلاب".. وحول بقية الوزراء الخمسة الذين تمت تسميتهم من "قوى الحرية والتغيير" أوضحت الوزارة، أن اثنين منهم لم يتمكنا من الحضور، وهما (وزير الإعلام، ووزير الاتصالات)، أما وزيرا شؤون مجلس الوزراء، والصناعة، فذكرت الوزراء أنه تعذر الاتصال بهما لمعرفة رأيهما في الاستقالة لأنهما ما زالا رهن "اعتقال السلطة الانقلابية" حسب البيان، وأما وزير التجارة/ علي جدو، فقالت إنه "تحفظ على تقديم الاستقالة!

ومن جانب آخر استمرت المظاهرات الرافضة للاتفاق، واعتبره البعض منهم "طعنة في ظهر الثورة التي أطاحت بالبشير"، وقال آخرون أن لا مشكلة مع حمدوك"، ولكن "لا نريد الجيش، نريد حكماً مدنياً خالصاً"، واستمرار المظاهرات محل اختبار للاتفاق والموقعين عليه!

وعلى المستوى الخارجي –الفاعل الرئيس والمحرك للصراع في العالم العربي والإسلامي- لقي الاتفاق ترحيباً واسعاً، نوجزها في الجدول التالي:

 

ردود الفعل الخارجية على توقيع وثيقة الاتفاق الجديد: حظي الاتفاق السياسي الذي توصل إليه الجيش السوداني ورئيس الوزراء –المعزول- عبد الله حمدوك بترحيب دولي وإقليمي واسع، نضع أهمها في الجدول التالي:

الدولة/ المنظمة

الجهة/ النوع

الموقف

مصر

وزارة الخارجية "بيان" 

أشادت بـ"الحكمة والمسؤولية التي تحلت بها الأطراف السودانية في التوصل إلى توافق حول إنجاح الفترة الانتقالية بما يخدم مصالح السودان العليا، وأعربت عن أملها أن يمثل "خطوة نحو تحقيق الاستقرار المستدام في السودان بما يفتح آفاق التنمية والرخاء للشعب السوداني الشقيق".

و.م.أ

وزير الخارجية/ أنتوني بلينكن على "تويتر"

حث كافة الأطراف السودانية على إجراء مزيد من المحادثات ومضاعفة الجهود لإكمال المهام الانتقالية المحورية بقيادة مدنية على الطريق إلى الديمقراطية، وأضاف: "أكرر دعوتنا لقوات الأمن إلى الامتناع عن استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين!

دول الترويكا (النرويج، بريطانيا، و.م.أ)، والاتحاد الأوروبي، وسويسرا وكندا

بيان مشترك

رحبت، ومما تضمنه البيان "لقد تحمسنا بتجديد الالتزام بالإعلان الدستوري لعام 2019م كأساس لعملية الانتقال نحو الديمقراطية، ونرحب بالإفراج عن الدكتور/ حمدوك من الإقامة الجبرية، لكننا نحث على الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين الآخرين، في جميع أنحاء البلاد، وأن هذه كلها خطوات أولى حاسمة نحو استعادة الانتقال والنظام الدستوري وسيادة القانون في السودان.. ورحب "بالالتزام بالتحقيق في الوفيات والإصابات بين المتظاهرين".

الأمم المتحدة

 

البعثة الأممية بالسودان "اليونيتامس"

رحبت بالاتفاق بين الجيش السوداني وحمدوك وشددت على ضرورة حماية النظام الدستوري للحفاظ على الحريات الأساسية للعمل السياسي وحرية التعبير والتجمع السلمي.

الاتحاد الأفريقي

رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي

الاتفاق السياسي الجديد في السودان يمثل خطوة مهمة يمكن البناء عليها، ودعا المجتمع الدولي إلى تجديد تضامنه مع السودان لتعزيز السلم والتحضير الديمقراطي الجامع لانتخابات حرة وسليمة.

الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية "إيقاد"

منظمة شبه إقليمية في أفريقيا

رحبت بالاتفاق السياسي في السودان، وأعربت عن الأمل بأن يؤدي ذلك إلى تشكيل حكومة شاملة، مؤكدة استعداد الهيئة للعمل مع الحكومة الجديدة في تنفيذ هذه الاتفاقية وفي جهودها لخدمة الشعب وبناء سودان ديمقراطي جديد.

السعودية

وزارة الخارجية

رحبت بما توصلت إليه أطراف المرحلة الانتقالية في السودان، مشددة على ثبات واستمرار موقف السعودية الداعم لـ"كل ما من شأنه تحقيق السلام وصون الأمن والاستقرار والنماء في جمهورية السودان الشقيقة".      

         

الإمارات

 

رحبت بتوقيع الاتفاق السياسي في السودان وأعربت عن "أمنياتها بالتوفيق والسداد للمكونات السودانية في مسيرتها المقبلة لاستكمال المرحلة الانتقالية، مؤكدة حرصها على تعميق و توسيع آفاق التعاون مع السودان و"وقوفها إلى جانب شعبه الشقيق من أجل تحقيق تطلعاته إلى الاستقرار والتنمية".

الكويت

 

أعربت عن ترحيبها بالاتفاق، مؤكدة "استمرار دعم دولة الكويت لكل ما من شأنه الحفاظ على الأمن والاستقرار ويحقق صالح جمهورية السودان الشقيقة".

البحرين

 

رحبت بتوصل أطراف المرحلة الانتقالية في السودان إلى "اتفاق سياسي شامل يرسخ مهام المرحلة الانتقالية المقبلة ويعزز وحدة الصف بين القوى والمكونات السياسية"، وأكدت تضامنها ودعمها الكامل للسودان في كل ما من شأنه تحقيق تطلعات شعبها الشقيق في الاستقرار والسلام والتنمية".

إعداد/ الباحث بناءً على قراءات للأحداث

سادساً: أزمة التبعية تولد .. انقسام واقتتال الأصدقاء!!

خلفية الصراع الراهن: ترجع بعض المصادر الصحفية السودانية إلى أن العلاقة بين البرهان وحميدتي تعود إلى العام 2003م، أثناء التمرد في إقليم دارفور وقت حكم الرئيس السابق/ عمر البشير، حيث كان دقلو ضمن مجموعة مسلحة تسمى "الجنجويد" تحارب حركات مسلحة أخرى في الإقليم، بينما كان البرهان ينسق عمليات الجيش في دارفور، وفي 2015م أيضاً، تعاون البرهان ودقلو في عملية مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن ضمن ما يسمى بـ "التحالف العربي" بقيادة السعودية، حيث تشير التقارير إلى أن البرهان أشرف على مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن، بالتنسيق مع قوات الدعم السريع، بقيادة دقلو، وتعززت العلاقة بينهما في 2019م، حين اتفقا على الإطاحة بنظام/ عمر البشير، وتشكيل مجلس عسكري لحكم البلاد، بعد احتجاجات حاشدة طالبت بالديمقراطية وحل المشكلات الاقتصادية الطاحنة في البلاد.

والقتال الراهن يأتي بعد سلسلة من المشكلات التي أعقبت الإطاحة بالرئيس السوداني/ عمر البشير من سدة الحكم في عام 2019م.

إذ قاد الجيش انقلاباً للتخلص منه، وطالب المدنيون بدور في الانتقال إلى حكم ديمقراطي، وتشكلت حكومة مشتركة من المدنيين والعسكريين، لكنها أسقطت لاحقاً بعد انقلاب عسكري آخر في أكتوبر عام 2021م.

ومنذ ذلك الحين، تصاعدت حدة التنافس بين عبد الفتاح البرهان، قائد القوات المسلحة والرئيس الفعلي للبلاد، من جهة، ونائبه قائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، من جهة أخرى([41])..

ووضع إطار لاتفاق حول نقل السلطة إلى المدنيين في ديسمبر الماضي، لكن المحادثات حول تنفيذ تفاصيله فشلت.

ويختلف الرجلان على عدة قضايا أهمها:

  • الاتجاه الذي تسير فيه البلاد نحو الحكم المدني.
  • حول خطة ضمّ قوات الدعم السريع التي يبلغ عددها 100 ألف عنصر، إلى الجيش، وحول من سيقود القوة الجديدة بعد ذلك.

وبدأ الخلاف يظهر للعلن منذ تصريحات قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، التي قال فيها إنه اكتشف منذ اليوم الأول أن قرارات قائد الجيش عام 2021، التي أقصى فيها الحكومة المدنية تم اتخاذها لتكون بوابة لعودة نظام "المؤتمر الوطني" المعزول، وتحولت الخلافات إلى توتر وباتت أكثر وضوحاً بعد التوقيع على "الاتفاق الإطاري" المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري الذي يضم قوات الجيش وقوات الدعم السريع في شهر ديسمبر الماضي، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.

وأعلن الجيش السوداني في وقت لاحق تأييده للاتفاق الإطاري، الذي ينص على دمج قوات الدعم السريع في الجيش.

مطالب الجيش وشروطه:  طالب الجيش بهدة أمور أهمها:

  • أن تكون هناك قيادة واحدة بعد الدمج.
  • جعل شركات قوات الدعم السريع تابعة لوزارة المالية والإجراءات الحكومية المعروفة.
  •  اشترط أن يكون هو من يحدد تحركات وانتشار القوات وفق عملية الدمج.

رد فعل الدعم السريع وشروطه: اتهم حميدتي قيادات في الجيش بالتخطيط للبقاء في الحكم وبأنها لا تريد مغادرة السلطة، وأعلن تأييده لفكرة الدمج، ولكنه وضع عدداً من الشروط أهمها:

  • أن يتم الدمج وفق جداول زمنية متفق عليها.
  • اشترطت قوات الدعم السريع أيضاً مساواة ضباطها في الامتيازات بنظرائهم في الجيش.
  • وطالبت بالتزام القوات المسلحة بالدستور السوداني الذي سيتم إقراره.

التصعيد والمواجهة: يوم الخميس13أبريل2023م، اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بحشد عناصرها وتحريكها في الخرطوم ومدن أخرى دون التنسيق معه، معتبراً هذه التحركات تجاوزاً واضحاً للقانون.

من جانبه ورداً على تحذيرات الجيش قال نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو "حميداتي" إنه لا يزال ملتزماً بما جرى التوقيع عليه في "الاتفاق الإطاري" لتسليم السلطة للمدنيين، كما يحرص على تعزيز الاستقرار في البلاد.

وعلى وقع هذه التوترات والاتهامات المتبادلة، شهد السودان اشتباكات عنيفة واتهامات متبادلة بين الطرفين، وفي أول بيان لقوات الدعم السريع على "تويتر"، قالت: "تفاجأت قوات الدعم السريع صباح اليوم السبت 15 أبريل بقوة كبيرة من القوات المسلحة تدخل إلى مقر تواجد القوات في أرض المعسكرات سوبا بالخرطوم وتضرب حصاراً على القوات المتواجدة هناك".. "ثم تنهال عليها بهجوم كاسح بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة، وإزاء هذا الاعتداء الغاشم توضح قيادة الدعم السريع أنها أجرت اتصالات مع كل من الآلية الرباعية ومجموعة الوساطة ممثلة في السيد مالك عقار والأستاذ مني أركو مناوي والدكتور جبريل إبراهيم وأطلعتهم على الأمر"، وقال: "لن يتوقف القتال إلا بعد استلام جميع المقار العسكرية.. والأحداث الجارية ستؤدي إلى حل سلمي وستنتهي بأقل الخسائر".

الدعم السريع الهجوم خير وسيلة للدفاع: بعد اندلاع الاشتباكات  بالأسلحة المختلفة أصدرت قوات الدعم السريع بياناً  قالت فيه: "تعلن قوات الدعم السريع سيطرتها على عدد من المقرات والمواقع الاستراتيجية بالعاصمة والولايات ومنها:
- القيادة العامة للقوات المسلحة.

- رئاسات الفرق في ولايات دارفور وعدد من الولايات جار حصرها.

- السيطرة على الملاحة الجوية في كل السودان.

- انضمام عدد من كبار الضباط في الجيش وعلى رأسهم المفتش العام للقوات المسلحة الفريق دكتور/ مبارك كوتي كمتور وهناك عدد كبير من الضباط من القوات المسلحة مصابون.

- القاعدة الجوية بجبل الأولياء.

- معسكر سوبا الباقير الذي يضم أكثر من 60 دبابة وكميات كبيرة من الأليات والمعدات العسكرية.

- التصنيع الحربي قري.

- مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.

- تم تحديد مخبأ البرهان وكباشي ومحمد عثمان الحسين وجار العمل للقبض عليهم.

- تم أسر واحتجاز 42 قناصاً بأسلحتهم وجميعهم يتبعون إلى مجموعة الإسلاميين يقودها أسامة عبد الله تقاتل إلى جانب قيادة القوات المسلحة.

وعلى حسابها في "تويتر"، نشرت قوات "الدعم السريع" مقطع فيديو للكتيبة المصرية، معلقة عليه بالقول: "كتيبة من الجيش والقوات المصرية تسلم نفسها لقوات الدعم السريع بمروي"، يتم التفصيل حول الموضوع في جزئية مستقلة لاحقاً.

الجيش: امتصاص الصدمة ونفي بعض الأخبار السابقة:

قال الناطق باسم الجيش السوداني العميد/ نبيل عبد الله: "هاجم مقاتلون من قوات الدعم السريع عدة معسكرات للجيش في الخرطوم ومناطق متفرقة في السودان"، مضيفاً "الاشتباكات مستمرة والجيش يؤدي واجبه في حماية البلاد".

وأكدت القوات المسلحة السودانية، أنه "لا تفاوض ولا حوار قبل حل وتفتيت مليشيا حميدتي المتمردة"، وقال البرهان إن الجيش السوداني ما زال يحتكم إلى صوت العقل، وطالب بإعادة قوات الدعم السريع التي دخلت الخرطوم إلى أماكنها، وأن هناك احتياطات جيدة وقواعد عسكرية لم يتم تحريكها حتى الآن، مؤكداً أنه لم يستطع أحد دخول القيادة العامة وأن الأمور تحت السيطرة، وأن كل المرافق الاستراتيجية تحت السيطرة، وأكد الجيش انضمام قائد الاستخبارات إليه.

على إثر ذلك، أصيبت عدد من الطائرات المدنية السودانية وغير السودانية بأضرار بالغة ومنها طائرات مدنية سعودية ومصرية وغيرهما، وتوقفت حركة الطيران وسط انتشار عسكري داخل مطار الخرطوم، وأرجع الجيش في بيان له أن المتمردون من الدعم السريع دخلوا المطار واضطر الجيش للتعامل معهم، وتم إغلاق جميع جسور العاصمة، فيما قامت قوات الدعم السريع بإغلاق محيط الإذاعة والتلفزيون بمدينة أم درمان، من جهتهم، ناشد "أطباء السودان" كل الأطباء بالتوجه إلى أقرب مستشفى من مكان سكنهم للمساعدة في علاج المصابين خاصة جنوبي الخرطوم ومدينة بحري، وأبلغ ممثل لجنة أطباء السودان أن هناك قتلى وجرحى وأن ثلاثة مدنيين قتلوا وأصيب العشرات في الاشتباكات بالخرطوم، ولا توجد بيانات موثوقة!

وفي اليوم التالي قال المتحدث الرسمي للقوات المسلحة السودانية في بيان منشور على مواقع التواصل، إنه "تمت السيطرة والاستيلاء على قواعد ومقرات مليشيا الدعم السريع –المتمردة- في مدن بورتسودان، وكسلا، والقضارف، والدمازين، وكوستي، وكادوقلي، ومعسكر كرري بشمال أم درمان", وأن مقاتلات سلاح الجو السوداني تقوم بعمليات لإجبار قوات الردع السريع على وقف القتال، واتهمت قوات الردع السريع في بيان الجيش بمهاجمة قاعدتها في العاصمة، مستخدمةً جميع أنواع الأسلحة،

وأكملت قوات الدعم السريع في بيانها: "نود أن ننبه الى مخاوفنا المسبقة من تسبب تعدد مراكز القرار داخل المجموعة الانقلابية في عدم الالتزام بالهدنة المعلنة، وعلى المجتمع الدولي والإقليمي إدراك هذه الحقيقة أثناء تعامله ونقاشه مع قيادة القوات المسلحة الانقلابية ومن خلفها جماعة الهوس الديني المتطرفة".

وأردفت: "نجدد التزامنا الصارم بالهدنة المعلنة والتي بادرنا بالاستجابة لها تقديراً للظروف التي يتعرض لها المدنيون ولتمكين الطواقم الطبية والانسانية من القيام بدورها، ونثمن عالياً جهود الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والدول الشقيقة في محيطنا العربي والإفريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية..عوضاً عن نداءات القوى الوطنية ممثلة في الأحزاب السياسية وحركات الكفاح المسلح الموقعة على السلام.. الاتحادات المهنية العاملة في الحقل الطبي والإنساني"، وفي يوم الأحد16أبريل2023م قالت لجنة أطباء السودان المركزية في بيان على موقع "تويتر": "قتل 56 شخصاً وأصيب 595" وأضافت: "عشرات الوفيات بين العسكريين (بعضهم عولج في المستشفيات النظامية وبعضهم خارج نطاق حصرنا).

وأصدرت إحصائية بعدد القتلى والمصابين في ثلاث ولايات كما يلي:

الولاية

عدد القتلى

عدد المصابين

ملاحظات

عسكري

مدني

الإجمالي

الخرطوم

8

17

25

302

 

بحر

1

7

8

86

 

أم درمان

4

7

11

42

 

الإجمالي

13

31

44

430

 

ويوم الاثنين17أبريل أعلنت عن حصيلة جديدة وذكرت أن البيانات المتوفرة تشير إلى أن 97شخصاً قتلوا وأكثر من1126 جريحاً، وأشارت إلى أنها لا تشمل كل القتلى، إذ أن الكثير منهم لم ينقلوا إلى المستشفيات بسبب صعوبات التنقل، وفي اليوم الثالث للقتال أعلنت حصيلة غير رسمية عن  أكثر من 200 قتيل و1800 جريح، علماً أن البيانات غير مكتملة!

وفي تقديرات منظمة الصحة العالمية، أنه قتل أكثر من 300 شخص وأصيب 3 آلاف آخرون، وتشير مصادر غير رسمية إلى مابين500- 600قتيل!

وشهدت البلاد موجة نزوح كبيرة فقد ذكرت بعض التقارير الصادرة عن الفرق التابعة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الموجودة على الحدود، أن ما بين 10 آلاف و20 ألف شخص قد فر من المعارك في السودان بحثاً عن ملاذ آمن في تشاد المجاورة.

وتضاربت الأخبار حول الرئيس السابق/ عمر البشير، منها من قال أنه فر من سجن كوبر مع سجناء آخرين، والجيش قال أنه موجود في أحد المستشفيات تحت الرعاية والحماية، كذلك صرح أحد مستشاريه السابقين، أما رئيس حزب الأمة الاجتماعي فقال في تصريح أن سبب الأزمة والاقتتال الراهن طرف ثالث، في إشارة إلى أنصار الرئيس السابق/ عمر البشير، ولا زالت الغيوم تحوم، وستطهر الحقيقة جلية عند انقشاعها!

أسلوب المناورة والمساومة: يستخدم الطرفان أسلوب المناورة في التصريحات والبيانات الصادرة عنهما، في الوقت الذي أعلن فيه عن التهدئة وفتح مسارات آمنة للمساعدة وانتشال القتلى والجرحى وموافقة الطرفين، إلا أن الاشتباكات استمرت وبالضراوة ذاتها، والحدث الآخر دعوة قائد الجيش البرهان، بأن يسلم الضباط والجنود في قوات الدعم السريع أنفسهم ولهم المزايا والمعاملة التي يعامل بها الجيش، وفي هذا إغراء، والاستجابة من الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع الرائد/ نجم الدين عبدالله إسماعيل، الذي أعلن انشقاقه عن قوات الدعم وتجديد ولائه للقيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، على أساس إنهاء الانتداب في قوات الدعم السريع، وفيه تحريض لضباط وجنود آخرين، وتبعه الناطق باسم القوات المسلحة السودانية أنه تمت السيطرة على الموقف في البلاد في المرحلة الحالية.. وأوضح في البيان أن الأمر مسيطر عليه من قبل الجيش، واستسلام أعداد ممن سماهم "المليشيات المتمردة" أي قوات الدعم السريع، باستثناء أعداد محدودة في أماكن محددة، في الوقت الذي أعلنت قيادة المنطقة الغربية في القوات المسلحة السودانية في نيالا  انضمامها بكل جنودها وعتادها العسكري لقوات الدعم السريع، كذلك نشرت قوات الدعم السريع على موقعها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن قواتها في مدينة بورتسودان شمال شرق السودان تتعرض لهجوم من طيران أجنبي لم تسمه!!!

وحذرت قوات الدعم السريع من التدخل الأجنبي كما طالبت الرأي العام الاقليمي والدولي بوقف هذا العدوان والمسلك، من جانبها الخارجية السودانية قالت إن: الأحداث المؤسفة شأن داخلي، ونموذج آخر قالت قوات الدعم السريع: "في الوقت الذي أعلن فيه الهارب البرهان (رئيس المجلس الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان) موافقته على الهدنة لمدة 24 ساعة، خرجت علينا صفحة القوات المسلحة بتصريح ساذج يحوي ادعاءات كاذبة حول وجود جهة إقليمية تحاول إنزال مساعدات عسكرية لقواتنا المسيطرة على مطار المدينة"، على حد قول قوات الدعم السريع، يؤكد الحقيقة التي تكشفت لنا منذ وقت مبكر عن اختطاف جماعات الهوس الديني المتشددة إرادة وقرار القوات المسلحة وتجيره لصالح أجندتهم الخبيثة، كما يكشف بجلاء عن عمليات القرصنة لمعظم مؤسسات الدولة وعلى رأسها الصفحات الرسمية للقوات المسلحة ووزارة الخارجية السودانية، مما يتطلب عدم التعامل مع أي معلومات ترد عبرها"، وهلم جرا!

اللاعبون في السودان: في ظل التكالب على إفريقيا ونظراً للموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به السودان، والأرض الغنية بالثروات والمصالح الجيوسياسية للقوى الدولية والإقليمية والتنافس على إفريقيا تعمل الكثير من تلك الدول على حجز مكان لها في السودان، ولتحظى بميزة جيوسياسية واقتصادية واستراتيجية ضمن استقطابات المرحلة الراهنة مثلاً:

تحرص روسيا على إقامة قاعدة بحرية على الساحل، وتجري محادثات حول هذا الأمر مع القادة العسكريين السودانيين، ومن جانب آخر تشير تقارير إلى: أن هناك شكوك في أن مرتزقة فاغنر الروس، يلعبون دوراً في المعارك.. وأن حميدتي وقوات الدعم السريع التي يسيطر عليها، توفر الحماية لشركة ميرو، للذهب، وهي إحدى شركات التعدين التابعة لفاغنر، ويديرها رئيس مجموعة المرتزقة يفجيني بريغوزين.. وفي التقرير أن الولايات المتحدة تشك في وجود صفقة بين فاغنر وحميدتي، وبالتالي دفعت واشنطن مصر إلى مساندة ودعم القوات المسلحة السودانية، ورئيس المجلس السيادي، عبد الفتاح البرهان، بهدف طرد فاغنر من البلاد، من جانبه وجه قائد قوات "فاغنر" الروسية، يفغييني بريغوجين، رسالة مفتوحة إلى طرفي المواجهة في السودان، أعرب فيها عن استعداده للوساطة لوقف إطلاق النار، نظراً لما يحظى به من احترام لدى الجانبين.. وأضاف: "الأمم المتحدة والعديد من الأطراف الأخرى تريد إراقة دماء السودانيين، وأتمنى شخصياً السلام للشعب السوداني، ما يحدث في السودان الآن ليس ما درّبنا السودانيين على حيازة السلاح من أجله، حيث قمنا بتدريبهم على الدفاع عن حدودهم ضد الأعداء"!

وتريد واشنطن منع ذلك، وإقامة قاعدة عسكرية هناك، وشهدنا العامين الماضيين تقاطر السفن الحربية الروسية والأمريكية إلى ميناء بورتسودان في تنافس محتدم،  ومن جانب آخر لا ترغب أمريكا في رؤية السودان يعود إلى الأيام التي استضاف فيها مجموعات إرهابية مثل تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن، وتحت ضغط الولايات المتحدة، أقام السودان مؤخراً علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني "إسرائيل".

ومصر في تحالف وثيق مع الخرطوم، حيث ينظر كلا البلدين إلى إثيوبيا بشكوك تقترب من العداء، ويوجد قوات عسكرية مصرية من بينها طائرات حربية تقول إنها تتواجد بغرض التدريب والتمارين المشتركة والمعلنة!

ومنذ الإطاحة بعمر البشير في عام 2019، أقامت كل من السعودية والإمارات العربية علاقات مع الخرطوم، وأقنعت السعودية السودان بإرسال قوات للانضمام إلى جانبها في حرب اليمن. وتعتبر الإمارات السودان جزءاً من شبكة إقليمية ضد الإسلام السياسي الذي تعتبره تهديداً لطريقتها في الحكم.

الإمارات لاعب أساسي، ويبرز دورها كما هو معروف من خلال استراتيجية موانئ دبي العالمية، وقد حجزت لنفسها مكانا بتوقيع اتفاق لإنشاء ميناء "أبو عمامة"

 

القوات المصرية المتواجدة في السودان: أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على قوات مصرية في مطار مروي، وتضاربت الأخبار، حول استسلامهم، ومهمتهم.. الخ، لا سيما بعد تسرب فيديوهات عنهم وعن طائرات مصرية وقوات أخرى([42])، مما دفع نزار سيد المسؤول في إعلام قوات الدعم السريع السودانية إلى التصريح بأن الفرقة المصرية في الحفظ والصون، وهم في أمان الله، وتم وضعهم في مكان آمن حفاظاً على أرواحهم، كذلك صرح  قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو: القوة المصرية متحفظ عليها في مكان آمن داخل معسكر لنا بمروي.

من جانبه صرح المتحدث العسكري باسم الجيش المصري، أن القوات المسلحة المصرية تتابع عن كثب الأحداث الجارية في السودان، ويجري التنسيق مع الجهات المعنية بالسودان لضمان تأمين القوات المصرية، وأضاف: "تهيب القوات المسلحة المصرية بالحفاظ على أمن وسلامة القوات المصرية المشتركة المتواجدة لإجراء تدريبات مع نظرائهم في السودان".

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه مساء الاثنين16أبريل2023م، بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة وحديثه عن الأزمة في السودان قال: "مصر تسعى للحفاظ على عدم تصعيد الموقف في السودان.. وأضاف: "ما يجري في السودان شأن داخلي"، مؤكداً أن "موقف مصر ثابت في عدم التدخل في شؤون الدول"

وشدد على "ضرورة إجراء مفاوضات في السودان لإنهاء الأزمة"

وأوضح قائلاً: "القوات المصرية المتواجدة في السودان بهدف التدريبات فقط وليس لدعم طرف على حساب طرف.. وأن القوات المصرية المتواجدة في السودان "قوة رمزية" بغرض تنفيذ تدريب مع الأشقاء هناك، وليس لدعم طرف على حساب طرف آخر"،

وعلق خبراء وسياسيون على خطاب الرئيس المصري: بأن ما يحدث في السودان اليوم يعد تأثيراً مباشرأ على الأمن القومي المصري، وأن مصر تنأى بنفسها بعيداً عن التدخلات في الشؤون الداخلية للدولة السودانية، وهناك قوى إقليمية وخارجية معروفة بعينها تريد أن تجعل الدولة المصرية طرفاً في هذا الصراع –دون أن يذكرها، ربما يشير إلى إثيوبيا- على الرغم من تأكيد الرئيس أنها ليست طرفاً في هذا الصراع.

وقال رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالجيش المصري اللواء نصر سالم، إنه لا يوجد قلق على القوات المصرية المتواجدة في السودان، مستنداً إلى تصريحات  قائد قوات الدعم السريع في السودان بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي"  التي تعهد فيها بحمياتهم والحفاظ على أمنهم وأنهم أمانة لديهم؛ وأشار إلى وجود اتصالات مصرية مع الجهات السودانية، وأنهم سيعودون في أمان وسلام ودون أي مشكلات.

أصدرت قوات الدعم السريع في السودان الأربعاء19أبريل  بياناً حول نقل الرعايا المصريين الذين كانوا في مطار مروي خلال الاشتباكات التي وقعت مع قوات الجيش السبت الماضي، إلى العاصمة الخرطوم، وقالت قوات الدعم السريع: "نطمئن أسر وحكومة مصر بأن الجنود الذين كانوا يتواجدون في قاعدة مروي العسكرية جميعهم بخير ويتلقون الرعاية اللازمة وسيتم تسليمهم متى سنحت الفرصة المناسبة لذلك وفقاً للأوضاع التي تمر بها البلاد".

عبر وزير الخارجية المصري الأسبق/ عمرو موسى في عدة تغريدات عن المخاوف المصرية جراء القتال في السودان، وتعارض المصالح العربية، وما يجب عمله "..بعض المصالح العربية قد تتعارض مع المصالح المصرية الأكثر عمقاً في السودان، وكذلك الحال في أفريقيا، هنا يتوقع من مصر وقفة صريحة وجريئة إذ أن مصالحنا الحيوية في تلك المنطقة بأسرها اصبحت مهددة وعلى المحك،

وقال بيان صدرالخميس20أبريل عن القوات المسلحة المصرية: "في ضوء الأحداث الجارية بالأراضي السودانية وفي إطار جهود القوات المسلحة المصرية والتعاون الوثيق بين كافة الأجهزة الأمنية في البلدين للعودة الآمنة للقوات المصرية المشتركة في التدريب المشترك مع القوات السودانية، تم الأربعاء 19 أبريل اتخاذ كافة إجراءات التنسيق اللازمة مع السلطات السودانية لهبوط عدد 3 طائرة نقل عسكرية من القوات المسلحة المصرية في إحدى المطارات بالأراضي السودانية للقيام بمهمة إخلاء القوات المصرية في ظل إجراءات تأمين شامل للقوات والإقلاع من الأراضي السودانية".. وأنه تم إجلاء القوات عبر 3 رحلات متتالية لمعظم عناصر القوة المصرية والعودة بهم إلى إحدى القواعد العسكرية الجوية المصرية بالقاهرة، كما تم صباح اليوم الخميس 20 أبريل وبالتنسيق مع الجهات السودانية المعنية والدول الصديقة والشقيقة واللجنة الدولية للصليب الأحمر بالسودان تأمين وصول باقي عناصر القوات المسلحة المصرية لمقر سفارة جمهورية مصر العربية تمهيداً لإجراءات إخلائهم من الأراضي السودانية فور استقرار الأوضاع وتوفر الظروف الأمنية المناسبة لعودتهم لأرض الوطن، وبتنسيق إماراتي تم نقل الضباط والجنود المصريين إلى القاهرة عبر ثلاث طائرات، ومن تبقى فهو في السفارة المصرية، وسيتم نقلهم!

بالنسبة للبعثات الدبلوماسية، أعلنت مؤخراً عدد منها عن نقل الدبلوماسيين والموظفين في السفارات إلى بلدانهم، ومن بين تلك الدول الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، -الدول الفاعلة في الصراع الراهن، كذلك الصين وغيرها.. الخ!

وأعلنت الأردن والمغرب والسعودية والإمارات إجلاء دبلوماسييها، وآخرين، وناشد طلاب فلسطين واليمن في السودان سرعة إجلائهم!

 

 

المواقف الداخلية من الصراع

تجمّع المهنيين السودانيين

بيان

ندعو بنات وأبناء شعبنا توخّي الحذر، ورفض كل الشائعات والمحاولات التي تعمل على جر شعبنا لمستنقع الاحتراب الأهلي لخدمة أجندة الجنرالات ولوردات الحرب وأعوانهم الإقليميين والدوليين". وأردف البيان: "كما نُناشد الكل بالتزام المنازل والابتعاد عن الشوارع والنوافذ للحماية ضد القذائف التي تطلقها هذه القوات دون وازع قانوني أو أخلاقي"

فليتّحد شعبنا وقواه الثورية ضد آلة الحرب الخبيثة الرخيصة ومروجيها عسكراً ومليشيات وساسة".

 

رئيس الوزراء السابق/ حمدوك

تصريح

دعا رئيس الوزراء السوداني السابق، عبد الله حمدوك، إلى وقف فوري للقتال في البلاد محذراً من تبعات الاقتتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، وشدد على ضرورة أن يسعى المجتمع الدولي إلى التهدئة.

 

قوى "الحرية والتغيير"

بيان

ندعو قيادة القوات المسلحة السودانية وقيادة قوات الدعم السريع لتحكيم صوت الحكمة ووقف المواجهات العسكرية فوراً والعودة لطاولات التفاوض، فالقضايا العالقة لا يمكن حلها بالحرب والخيار الأفضل لبلادنا هو معالجتها سلماً عبر الحلول السياسية.

ندعو جماهير شعبنا للتصدي لمخططات فلول نظام المؤتمر الوطني البائد وعدم السماح بتمريرها تحت أي غطاء كان، واعتزال خطابات الكراهية والتهييج وتأجيج الحرب.

اللواء فضل الله برمة ناصر، رئيس حزب الأمة القومي

مقابلة

نحن "في حزب الأمة منذ اللحظات الأولى للاشتباكات نحاول الاتصال بالإخوة أطراف الصراع، لكن للأسف كل الهواتف مغلقة، وتساءل.. ما هو دور المجتمع الدولي ومجلس الأمن والدول الشقيقة والصديقة؟

 

 

 

 

رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان/ محمد مصطفى

تصريح

الذي حدث قد يكون بسبب عدم توفيق من قبل الآلية الثلاثية بقيادة المبعوث الأممي للسودان فولكر بيرتس، والذي استعجل الاتفاق الإطاري دون مراعاة لإحداث توافق أوسع حوله، بضم لجان المقاومة وكتلة التغيير الجذري وتحالف الحرية والتغيير (الكتلة الديمقراطية)

الحكمة تقتضي أن تتوافق القوى السياسية وتتعامل مع المكون العسكري ككتلة واحدة، دون أي استقطابات سالبة تؤسس لمواجهة قد تمنح فرصة لعناصر النظام المباد، لتدخل عبر نافذة الحرب وليس أن تمنحهم كل الفرص ثم تأتي وتتباكى خوفا من عودة الإسلاميين.

 

 

 

المواقف الإقليمية والدولية من الصراع الراهن في السودان

 

 

 

 

الأمم المتحدة

برنامج الغذاء العالمي يوقف مؤقتاً جميع عملياته في السودان بعد مقتل 3 من موظفيه.

 

الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى "وقف فوري" للقتال في السودان، وتواصل مع الطرفين طالباً منهما الوقف الفوري للقتال لضمان سلامة الشعب السوداني وتجنيب البلاد مزيداً من العنف.

الاتحاد الأوروبي

 

بوريل: سفير الاتحاد الأوروبي بالسودان يتعرض للاعتداء في مقر إقامته ما يشكل انتهاكاً لاتفاقية فيينا

مفوضية الاتحاد الإفريقي

 

 

رئيس الوزراء القطري يجري اتصالاً هاتفياً مع رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي بخصوص السودان

مجلس السلم والأمن الأفريقي

أعلن رفضه الشديد لأي تدخل خارجي في السودان من شأنه تعقيد الوضع المتأزم الذي تشهده البلاد حالياً. "ولم يحدد بلداً بالاسم"!

 

الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)

وافقت إيغاد، يوم الأحد16أبريل، على إرسال قادة كينيا وجنوب السودان وجيبوتي إلى العاصمة الخرطوم. كما دعت إيغاد إلى وقف فوري للأعمال العدائية بين الأطراف المتحاربة في السودان

 

جامعة الدول العربية

مجلس جامعة الدول العربية، عقد الأحد16أبريل2023م اجتماعا طارئاً، على مستوي المندوبين الدائمين دعت إليه كل من مصر والسعودية، طالب فيه بالوقف الفوري لجميع الاشتباكات المسلحة المستمرة في السودان حقناً للدماء، محذراً من خطورة التصعيد العنيف والتداعيات الخطيرة التي يصعب تحديد نطاقها داخلياً وإقليمياً، وأعرب عن أسفه لسقوط ضحايا.

 

قال بيان أصدرته جامعة الدول العربية، إن الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، "اتفق خلال اتصال هاتفي أجراه مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش أمس الأحد على تكثيف الاتصالات مع قيادات القوات المتحاربة في السودان من أجل وضع حد للمواجهات المستمرة لليوم الثالث على التوالي، واستعادة الهدوء في السودان في أقرب وقت".

 

مصر + جنوب السودان

"لاعبان"

ولمصر مصلحة في التعامل ودعم البرهان وفتح خط لدعمه، باعتباره أحد الخريجين من مصر. ولها حدود برية واسعة مع السودان!

مصر وجنوب السودان، يوم الأحد16أبريل، أعربتا عن استعدادهما للتوسط بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، للوصول إلى حل سلمي ووقف إطلاق النار في البلاد، ووجه الرئيسان نداءً للوقف الفوري لإطلاق النار في السودان، وناشدا الأطراف كافة بالتهدئة، وتغليب صوت الحكمة والحوار السلمي، وإعلاء المصلحة العليا للشعب السوداني

عبرت مصر عن أسفها الشديد وخالص عزائها لسقوط ضحايا ووقوع إصابات بين صفوف الأشقاء في السودان، مؤكدة أنها "لن تدخر جهداً في القيام بالجهود اللازمة للتعاون مع الدول الصديقة والشقيقة، من أجل نزع فتيل الأزمة الراهنة.

الأربعاء16أبريل وزير الخارجية المصري سامح شكري تلقى اتصالاً هاتفياً اليوم 19 أبريل الجاري من وزير خارجية سلطنة عمان بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي تناول تطورات الوضع في السودان، واتفق الطرفان على ضرورة دفع الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في السودان، بما يحفظ أرواح وممتلكات الشعب السوداني الشقيق، وللغرض ذاته أجرى اتصالا مع وزير خارجية تشاد محمد صالح النضيف

 

تشاد

تعتبر إحدى الدول التي تحد السودان من جهة إقليم دارفور، ولها مصلحة حيوية في السودان، ومن المرجح أن تدعم "حميدتي" لارتباطه بدارفور، وبذلك فتح خط مع قواته!

 

دولة ليبيا

"بيان واتصال" وزارة الخارجية

أعربت وزيرة الخارجية الليبية/ نجلاء المنقوش، في اتصال هاتفي مع نظيرها السوداني/ علي الصادق علي، عن استعداد بلادها للتوسط بين أطراف الصراع في السودان من أجل استئناف العملية السياسية.. وأعربت عن تضامن بلادها الكامل مع الشعب السوداني الشقيق واستعداد دولة ليبيا لدفع الأطراف السودانية إلى الاستجابة لدعوات السلام واستئناف العملية السياسية، لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية للسودان!

 

 

الجزائر

أعلن الرئيس الجزائري استعداد بلادة للوساطة في السودان.

 

السعودية "لاعب"

وزير خارجية المملكة أجرى مكالمة هاتفية مع نظيريه الإماراتي والأمريكي لبحث التطورات في السودان.

وبحسب بيان رسمي دعا الوزراء إلى وقف التصعيد العسكري في السودان.

-بعد خمسة أيام من الاقتتال أجلت السعودية رعاياها من السودان وأجلت الرعايا الكويتيين، وآخرين أيضاً.

أجرى وزير الخارجية السعودي اتصالين هاتفيين مع كل من البرهان،  و"حميدتي"، وعبر عن دعوة المملكة لـ"التهدئة وتغليب المصلحة الوطنية، ووقف أشكال التصعيد العسكري كافة، بما يحافظ على مقدرات ومكتسبات السودان وشعبه، وشدد على "أهمية العودة إلى الاتفاق الإطاري، الذي يضمن تحقيق الأمن والاستقرار للسودان وشعبه

الإمارات "لاعب"

 

 

الرئيس الإماراتي يستعرض مع رئيس المجلس الأوروبي الأزمة في السودان

قطر "لاعب"

رئيس الوزراء القطري الأسبق/ حمد بن جاسم للأسف فإن ما يعصف بالسودان اليوم ما هو إلا تبعات لنصائح مغرضة وتدخلات خارجية بلغت ذروتها يوم الانقلاب على البشير، وآلت لهذا الوضع المحفوف بالمخاطر الذي يعيشه السودان الآن.. أخيراً نداء للجامعة العربية، فهل ستتدخل تدخلاً فعالاً لوقف هذا التصعيد الذي سيلحق، إن لم يوضع له حد على وجه السرعة، خسارة كبرى ليس بالسودان والسودانيين وحدهم، بل بالعرب قاطبة.. ما نرجوه هو ألا يكون التدخل المنشود مجرد بيان شفوي من مندوبي الجامعة، بل بقوة عربية فاعلة تذهب للخرطوم وتشرف على وقف إطلاق النار.

 

 

رئيس الوزراء القطري يجري اتصالاً هاتفياً مع رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي بخصوص السودان

روسيا

 

 

الخارجية الروسية تدعو لوقف فوري لإطلاق النار ومحادثات سلام في السودان

الولايات المتحدة الأمريكية "لاعب"

 الثلاثاء18أبريل بلينكن أجرى محادثات مع البرهان ودقلو: عبر عن "قلقه البالغ حيال مقتل وجرح العديد من المدنيين السودانيين جراء القتال المستمر والعشوائي.. و"شدد على مسؤولية الجنرالين في ضمان أمن وسلامة المدنيين والدبلوماسيين والعاملين في المجال الإنساني!

-تشكيل فرقة عمل خاصة للتعامل مع الأزمة في السودان، واعتبر خبراء أن هذا المؤشر بدل على أن المحرك الرئيس للصراع أمريكي!

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، أثناء حضوره اجتماع وزراء خارجية قمة دول مجموعة السبع في اليابان، إن هناك قلقاً مشتركاً عميقاً بشأن القتال والعنف في السودان، مضيفاً أن وزراء الخارجية الذين يحضرون القمة في اليابان، يراقبون الوضع عن كثب وأنهم وافقوا على اتخاذ خطوات لضمان حماية المدنيين.

وأضاف بلينكن: "الشعب السوداني يريد عودة الجيش إلى ثكناته. إنهم يريدون الديمقراطية ويريدون حكومة يقودها المدنيون. ويحتاج السودان إلى العودة إلى هذا الطريق".

وقال بلينكن إن الحلفاء يتشاركون الرأي حول ضرورة إنهاء الأعمال العدائية على الفور، مع العودة إلى المحادثات.

 

بريطانيا "لاعب"

دعا وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، الجنرالات المشاركين في القتال داخل السودان إلى "إحلال السلام أولاً وإنهاء القتال، والعودة إلى المفاوضات"، كما قال كليفرلي إن وزارة الخارجية البريطانية نصحت بالفعل رعاياها بعدم السفر إلى السودان، مضيفاً أن إحدى أولوياته القصوى كانت التأكد من سلامة الرعايا البريطانيين في السفارة بالخرطوم، وأنهم يتلقون الدعم من لندن.

-بعد أربعة أيام من الاقتتال الجيش السوداني يجلي رعايا أمريكا وبريطانيا وفرنسا والصين على طائرات عسكرية!

الكيان الصهيوني "إسرائيل"

"لاعب"

صحيفة يديعوت أحرونوت، إن إسرائيل تشارك في اتصالات تهدئة مع طرفي المواجهات العنيفة في السودان، وإن وزارة الخارجية الإسرائيلية قد توصلت إلى استنتاج يقضي بأنه لن يكون بالإمكان التوقيع على اتفاق سلام كامل بين إسرائيل والسودان قبل انتهاء هذه المواجهات.

الخارجية الإسرائيلية نتابع بقلق الأحداث في السودان ونطالب كل الأطراف بالامتناع عن العنف  و"ندعو للعودة إلى مسار المصالحة في البلاد من أجل إنهاء عملية الانتقال السلمي للسلطة.

رغم إجراء تلك الاتصالات والمواقف والدعوات وإصدار البيانات إلا أنها لم تثمر حتى اليوم، وربما تستمر المواجهات فترة أطول.

السيناريوهات المتوقعة

يؤكد خبراء استراتيجيون أنه يوجد عدد من السيناريوهات المحتملة أهمها:

السيناريو الأول: انتصار الجيش السوداني والقضاء على قوات الدعم السريع، لتنتشر قوات الجيش في كافة المناطق والأحياء وعودة الأمن القومي السوداني والحياة لطبيعتها ولكن بشكل جديد (ضعيف الاحتمال).

السيناريو الخامس: (مرجح إلى حد ما): سيطرة الجيش السوداني أو قوات الدعم السريع على الخرطوم، ما يجبر الخصم الآخر على توسيع هجماته على الأطراف والمناطق المحيطة.

السيناريو الثاني: وقف لإطلاق النار بعد تدخل الوساطات من الدول الشقيقة والصديقة وبالتالي تبدأ عملية التفاوض حول النقاط الأساسية بالإضافة إلى المحاكمات العسكرية انتهاءً بدمج قوات الدعم السريع المتبقية مع قوات الجيش السوداني.

السيناريو الثالث: وقف إطلاق النار وعودة الجميع للتسوية،(غير محتمل)، ومن الممكن عدم وجود قوات الدعم السريع كطرف رئيسي في العملية التفاوضية، إضافة إلى دخول طرف آخر من القوى السياسية الأخرى مع تعديل المشروع السياسي، وذلك للذهاب لفترة انتقالية جديدة بشكل شبه ديمقراطي وصولاً للانتخابات السودانية.

السيناريو الرابع: يعتبر السيناريو الأكثر ترجيحاً، وفقاً لتحليل نشره موقع "ستراتفور" وهو استمرار حرب المدن الشديدة، على الرغم من أن الضغط المتزايد من الولايات المتحدة والسعودية ومصر ودول غربية قد يؤدي إلى توقف قصير للإجلاء.

ورغم المطالبات الدولية والعربية بالتهدئة ووقف إطلاق النار، تبقى جميع السيناريوهات مفتوحة في ظل المراوحة بين التصعيد والتهدئة، ومغادرة البعثات والهيئات الدبلوماسية لـ"لدول الفاعلة" السودان!

                                                                                     والله الموفق،،،

[1] لمزيد من التفاصيل يرجع إلى: الجزيرة؛ "العنف القبلي في شرق السودان.. جذور الصراع وأسباب تجدده"، 27أغسطس2020م، على الرابط:

https://www.aljazeera.net/news/politics/2020/8/27/%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%BA%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AE%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86%D9%8A-%D9%

[2] أطماع الإمارات في موانئ شرق السودان قديمة، تعود للعام 2008، عندما تقدمت شركة موانئ دبي بعرض لتشغيل ميناء بورتسودان، وتم رفضه في ذلك الوقت من حكومة الخرطوم، وفي ديسمبر/ كانون الأول 2017، قدمت دبي طلباً جديداً لهيئة الموانئ البحرية في السودان، يتضمن إدارة الميناء بالكامل لمدة 50 عاماً، إلا أن الهيئة رفضت ذلك واقترحت عليها مناصفة الإدارة مع الشركة الفلبينية التي تدير الميناء منذ عام 2013، وهي شركة الخدمات الدولية لمحطات الحاويات (ACTSA) المملوكة لرجل الأعمال الفلبيني إنريك ريزون، لكن موانئ دبي رفضت العرض مطالبة بتسليم الميناء كاملاً وخالياً من العمالة السودانية، لذلك جاءت ردة فعل الأمين العام لجبهة شرق السودان محمد بري قوية وأعلن رفض الجبهة تشريد أي من العمال الذين يُشغلهم الميناء وعددهم 3000 عامل.

[3] يذكر أن الحكومة السودانية خلال عهد الرئيس المعزول عمر البشير، وقعت مع جبهة شرق السودان، اتفاقية "سلام الشرق"، بالعاصمة الإريترية أسمرا، وتحت رعاية الحكومة الإريترية في 14 أكتوبر 2006م. لكن بنوده لم تطبق على أرض الواقع، الأمر الذي أفضى إلى احتجاجات مستمرة لأبناء شرق السودان، ضد حكومة البشير.

[4] النظارة مجموعة من القبائل لها نظارة تجمعهم.

[5] للمزيد من التفاصيل حول الأهمية الاستراتيجية والقوى المتنافسة في البحر الأحمر يرجع إلى: جمال عبد الرحمن رستم، المركز العربي للبحوث والدراسات؛ "التنافس الإقليمي والدولي في البحـر الأحمـر وأثره على أمن الدول المتشاطئة

 الأربعاء 01/يناير/2020م، على الرابط:

http://www.acrseg.org/41448

[6] جمال عبد الرحمن رستم،  المرجع السابق".

[7] "المرجع السابق".

[8] المنار؛ "البحر الأحمر.. مياه راكدة تخبئ سباقًا دوليًا لتطويع المنطقة"، 27ديسمبر2017م، على الرابط:

http://manar.com/page-38166-ar.html

[9] جمال عبد الرحمن رستم،  "المرجع السابق"..

[10]  "المرجع السابق"...

[11] "المرجع السابق"...

[12] "المرجع السابق"....

[13] سوق عكاظ؛ "سفن حربية أمريكية في السودان مجدداً والسبب مزاحمة روسيا"، 3مارس2021م، على الرابط:

https://soukukkaz.com/%D8%B3%D9%81%D9%86-%D8%AD%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9/

[14] الـbbc؛ "القاعدة" البحرية الروسية في السودان: ماذا نعرف عنها؟"، 10ديسمبر2020م، على الرابط:

https://www.bbc.com/arabic/middleeast-55262597

كذلك في:

الـbbc؛ "القاعدة البحرية الروسية في السودان: وصول أول سفينة حربية روسية إلى ميناء بورتسودان على البحر الأحمر"، 28فبراير2021م، على الرابط:

https://www.bbc.com/arabic/middleeast-56231146

[15] الـbbc؛ "القاعدة" البحرية الروسية في السودان: ماذا نعرف عنها؟"، المرجع السابق.

[16] حول "اتفاق السودان مع الكيان الصهيوني- إسرائيل يرجع إلى: محمد محسن الحوثي؛

[17] يرى الكاتب أن العلاقات مع الكيان الصهيوني فرضت على القوى التي اعتدت على اليمن، ضمن اتفاقات غير معلنه، لمزيد من التفاصيل يمكن الرجوع إلى بحوث الكاتب السابقة "صفقة ترامب، العلاقات السودانية – الصهيونية، العلاقات الإماراتية – الصهيونية، الجدير ذكره أنها أعلنت من البيت الأبيض وفي فترة وجيزة، وما يزال قطار تلك العلاقات يسير دون اكتمال محطاته!

[18] سبوتنيك؛ "السودان يوقع مع أمريكا اتفاقا لإعادة حصانته السيادية.. كردستان العراق يوقف صادرات النفط إلى تركيا"، 31أكتوبر2020م، على الرابط:

https://arabic.sputniknews.com/radio_sputnik_world/202010311047031112-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D9%88%D9%82%D8%B9-

[19] سبوتنيك؛ "خطوة تاريخية أخرى"... الحكومة الانتقالية تصدر بيانا بشأن اتفاق السودان وأمريكا"، 1نوفمبر2020م، على الرابط:

https://arabic.sputniknews.com/arab_world/202011011047034174-%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%A9-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%8A%D8%A9-

[20] سبوتنبك؛ "السودان: أمريكا تعهدت بتزويدنا بمعونات ضخمة"، 14ديسمبر2020م، على الرابط:

https://arabic.sputniknews.com/arab_world/202012141047510810-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-

[21] سوق عكاظ؛ "سفن حربية أمريكية في السودان مجدداً والسبب مزاحمة روسيا"، 3مارس2021م، على الرابط:

https://soukukkaz.com/%D8%B3%D9%81%D9%86-%D8%AD%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9/

[22] المواكب؛ "واشنطن وموسكو.. سباق ساخن على البحر الأحمر"، 22ديسمبر2020م، على الرابط:

https://www.almawakib.com/10189/%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86-%D9%88%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%83%D9%88-%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D9%82-

[23] سبوتنيك؛ "للمرة الأولى منذ 25 عاما... سفن حربية أمريكية تصل إلى السودان"، 24فبراير2021م، على الرابط:

https://arabic.sputniknews.com/arab_world/202102241048198346-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%89-

[24] روسيا اليوم؛ "سفينة بحرية أمريكية تصل إلى السودان"، 24فبراير2021م، على الرابط:

https://arabic.rt.com/middle_east/1205540-%D8%B3%D9%81%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D8%A8%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9-

كذلك في:

السودان الآن؛ "السودان: سفارة واشنطن تكشف تفاصيل جديدة عن السفن الحربية الأمريكية"، بدون تاريخ، على الرابط:

https://sudaninnews.net/2021/02/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86-

[25] عمار عوض، نبض السودان – نقلا عن: القدس العربي[تقرير]؛ "بوادر سباق أمريكي ـ روسي للسيطرة على البحر الأحمر .. ومصدر عسكري: مصلحة السودان أولاً"، 1مارس2021م، على الرابط:

https://nabdsudan.com/archives/24327

[26] عمار عوض، نبض السودان – نقلا عن: القدس العربي[تقرير]؛ "بوادر سباق أمريكي ـ روسي للسيطرة على البحر الأحمر .. ومصدر عسكري: مصلحة السودان أولاً"، المرجع السابق.

[27] رويترز؛ "مدمرة أمريكية ترسو في السودان لأول مرة منذ عقود"، 1مارس2021م، على الرابط:

https://www.reuters.com/article/us-destroyer-sudan-ea3-idARAKCN2AT3AB

[28] عمار عوض، نبض السودان – نقلا عن: القدس العربي[تقرير]؛ "بوادر سباق أمريكي ـ روسي للسيطرة على البحر الأحمر .. ومصدر عسكري: مصلحة السودان أولاً"، المرجع السابق.

[29] الـbbc؛ "القاعدة البحرية الروسية في السودان: وصول أول سفينة حربية روسية إلى ميناء بورتسودان على البحر الأحمر"، 28فبراير2021م، على الرابط:

https://www.bbc.com/arabic/middleeast-56231146

[30] رويترز؛ "مدمرة أمريكية ترسو في السودان لأول مرة منذ عقود"، 1مارس2021م، على الرابط:

https://www.reuters.com/article/us-destroyer-sudan-ea3-idARAKCN2AT3AB

[31] سوق عكاظ؛ "سفن حربية أمريكية في السودان مجدداً والسبب مزاحمة روسيا"، 3مارس2021م، على الرابط:

https://soukukkaz.com/%D8%B3%D9%81%D9%86-%D8%AD%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9/

[32] عمار عوض، نبض السودان – نقلا عن: القدس العربي[تقرير]؛ "بوادر سباق أمريكي ـ روسي للسيطرة على البحر الأحمر .. ومصدر عسكري: مصلحة السودان أولاً"، المرجع السابق.

[33] عمار عوض، نبض السودان – نقلا عن: القدس العربي[تقرير]؛ "بوادر سباق أمريكي ـ روسي للسيطرة على البحر الأحمر .. ومصدر عسكري: مصلحة السودان أولاً"، المرجع السابق.

[34] المواكب؛ "واشنطن وموسكو.. سباق ساخن على البحر الأحمر"، المرجع السابق.

[35] نبض السودان[تقرير]؛ "سواحل السودان.. ما وراء “سفن الحرب” الغربية؟"، 2مارس2021م، على الرابط:

https://nabdsudan.com/archives/24469

[36] سوق عكاظ؛ "سفن حربية أمريكية في السودان مجدداً والسبب مزاحمة روسيا"، 3مارس2021م، على الرابط:

https://soukukkaz.com/%D8%B3%D9%81%D9%86-%D8%AD%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9/

[37] المواكب؛ "واشنطن وموسكو.. سباق ساخن على البحر الأحمر"، المرجع السابق.

[38] عمار عوض، نبض السودان – نقلا عن: القدس العربي[تقرير]؛ "بوادر سباق أمريكي ـ روسي للسيطرة على البحر الأحمر .. ومصدر عسكري: مصلحة السودان أولاً"، المرجع السابق.

[39] عمار عوض، نبض السودان – نقلا عن: القدس العربي[تقرير]؛ "بوادر سباق أمريكي ـ روسي للسيطرة على البحر الأحمر .. ومصدر عسكري: مصلحة السودان أولاً"، المرجع السابق.

[40]  للمزيد من التفاصيل يرجع إلى المقابلة في موقع  مركز "أتلانتيك كاونسيل" البحثي الأمريكي؛ على الرابط:

https://youtu.be/KATazGgMvqs

ومنشور على موقع: روسيا اليوم؛ "وزيرة خارجية السودان السابقة: البرهان حاول التودد لإسرائيل أثناء "الانقلاب العسكري"، 22نوفمبر2021م، على الرابط:

https://arabic.rt.com/middle_east/1296915-%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%A9-

[41] أساس قوات الدعم السريع قبلي وعشائري وقائم بدعم من نظام الرئيس السابق البشير، إن قوات الدعم السريع ليست ميلشيات عادية بل هي موازية في قوتها للجيش السوداني لديها تسليح حديث، كما أن قائدها حميدتي يمتلك علاقات دولية واسعة بمؤسسات عسكرية عالمية، كما وشاركت قواته بحروب متعددة مثل حرب اليمن وبدعم خليجي، بالإضافة إلى سيطرتها على مناجم الذهب والاستثمارات الداخلية والخارجية.

[42] إن هناك وجودا عسكريا مصريا منذ نحو عامين في مطار مروي العسكري بحسب تصريحات رسمية سودانية، يتعلق بالتدريب الجوي المشترك الذي تجريه القوات المسلحة في البلدين،  وطالبت بعض الجهات السودانية من بينها لجان المقاومة في ديسمبر /كانون الاول الماضي بإنهاء الوجود العسكري المصري على قاعدة مروي الاستراتيجية السودانية

 

الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المركز

مواضيع متعلقة