Logo dark


الندوة السياسية الدورية - عام رابع من العدوان على اليمن : الوضع الراهن والتوقعات المستقبلية

( , bahethcenter@hotmail.com )

عقِدت في مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية، بتاريخ 28/3/2018، ندوة خاصة في الذكرى السنوية الثالثة لبدء العدوان السعودي ـ الأميركي على اليمن، والذي حاضر فيها الأستاذ عبد الملك العجري، عضو المكتب السياسي لأنصار الله ورئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية اليمني، والأستاذ عبدالله سلام الحكيمي، دبلوماسي ووزير مفوّض في الخارجية اليمنية، وذلك بمشاركة عدد من الباحثين والمختصين بمتابعة قضايا المنطقة.

وكان من بين الحضور، فضلاً عن رئيس مركز باحث للدراسات، البروفيسور يوسف نصرالله، كلٌ من:

ـ الأستاذ إحسان عطايا، ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان.

ـ الدكتور عماد رزق، رئيس مركز الاستشارية للدراسات والتوثيق

ـ العميد المتقاعد الدكتور أمين حطيط.

ـ الأستاذ سركيس أبو زيد، كاتب وإعلامي.

ـ الأستاذ سمير لوباني (أبو جابر)، نائب مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان.

ـ الأستاذ إبراهيم الديلمي، كاتب يمني.

ـ الأستاذ محمد رشيد، أمين سرّ اللجنة الإعلامية في حركة الجهاد الإسلامي.

ـ الأستاذ علي نصّار، كاتب وباحث.

ـ الأستاذ لقمان عبدالله، صحافي وكاتب في جريدة الأخبار.

ـ الدكتور سلام الأعور، ناشط سياسي وكاتب.

ـ الدكتور فؤاد خشيش، باحث في الشؤون الإقليمية.

ـ الأستاذ حسين فايع، إعلامي يمني.

ـ الأستاذ نسيب شمس، إعلامي وباحث.

في البداية بعد تقديم الأستاذ حسن شقير.

تحدث الأستاذ عبدالملك العجري، فأدان استمرار العدوان السعودي ـ الأميركي على بلاده، والذي لم تكن له أية مبرّرات سياسية أو قانونية، وهو تجاوز كلّ القيم والقواعد الأخلاقية والإنسانية، وبما فاق جرائم وارتكابات «إسرائيل»، العدوّة التاريخية والحضارية لهذه الأمّة. ورفض العجري اتهامات السعوديين لحركة أنصار الله (الحوثيون) بأنهم تابعون لإيران، مؤكداً أن هؤلاء لم يعتدوا على اليمن لإعادة الشرعية إليه، بل لتحقيق أجندات خاصة بهم، ترتبط بأراضي وثروات اليمن وموقعه الحيوي الاستراتيجي، وكونه بات معادياً للمشاريع الأميركية ـ الصهيونية على مستوى المنطقة.

ولفت المحاضِر إلى أن الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي هو اليوم في الإقامة الجبرية في الرياض، مع عدد من وزرائه؛ فكيف يعمل السعوديون على تحرير اليمن من سيطرة الحوثيين وإيران وإعادة الشرعية إلى هذا البلد بهذه الأساليب الاستعلائية، والتي تنم عن نيّات مبيّتة تجاه الشعب اليمني، والذي لم يطالب حين نهض وثار على حكم علي عبدالله صالح سوى بالحرية والعدالة؛ ولم يسعَ للاعتداء على جارته في يوم من الأيام.

إن حكّام السعودية ينطلقون في عدوانهم المستمر على الشعب اليمني من الحقد الدفين وغير المبرّر، ولأجل الاستيلاء على مقدّرات وقرار هذا الشعب، كما تكشف سياسات وممارسات هؤلاء منذ ثلاث سنوات، حتى تجاه الأدوات التابعة لهم.

ولاحظ العجري أن الأمم المتحدة كانت ولا تزال منحازة ضد الشعب اليمني منذ بداية العدوان السعودي عليه، لحسابات مرتبطة بالدول أو القوى المهيمنة على قرار أرفع مؤسسة دولية؛ كما أنها تتأثر بالدعم المالي السعودي لها، حسبما كشفت تصريحات مسؤولين أمميين وسعوديين خلال أعوام العدوان الثلاثة الماضية!

وقد فشلت الأمم المتحدة في الجانب الإنساني أيضاً من الأزمة أو الحرب اليمنية، حيث تعمل بخجل وببطء على معالجة تداعيات العدوان السعودي الهائلة (المجاعة دخلت إلى كلّ بيت يمني، كما الأمراض والأوبئة)، بسبب تواصل الغارات الوحشية والحصار المطبق، جواً وبحراً وبراً، على المناطق المحرّرة والرافضة للاحتلال السعودي.

وأوضح المحاضرِ أن اليمن خرج في أيلول/ سبتمبر 2014 من تحت العباءة السعودية التي خنقته منذ عقود، وهو لن يعود إليها تحت أيّ ظرف، لأنه شعب حر، وليس لأنه بات تابعاً لإيران أو لغيرها.

وأضاف المحاضِر: لقد خسر السعوديون نفوذهم الإقليمي في سورية والعراق ولبنان، وكذلك في اليمن، بموازاة تفكك مجلس التعاون الخليجي وتصاعد مشاعر العداء لهم على مستوى المنطقة، بسبب جرائمهم ضد الشعب اليمني ودعمهم للإرهاب في العراق وسورية، وتجاهلهم لجرائم «إسرائيل» بحق الشعب الفلسطيني المظلوم.

وكشف العجري أن بعض القوى السياسية في اليمن، والتي هلّلت للعدوان السعودي منذ البداية، قد ندمت اليوم، وهي في صدد مراجعة حساباتها، بعدما تبيّن زيف الوعود السعودية وحقيقة أهداف حكام المملكة (وحلفائها) في اليمن، وعدائها المستحكم لأية قوة يمنية لا تقدّم لها فروض الطاعة المطلقة.

وأشار المحاضِر إلى عدم استثناء السعوديين لليمنيين المقيمين في السعودية من قانون «السعودة»، كمثال على هذا العداء للشعب اليمني، فيما أظهر تدفق الفارّين من العدوان السعودي على مختلف محافظات اليمن باتجاه صنعاء المحرّرة، أن الأمن والاستقرار يسود في المناطق التي تسيطر عليها حركة أنصار الله، بعكس ما يروّج له الإعلام المعادي من أنها حركة انقلابية وإرهابية؛ وهي حال الجماعات التي تدعمها السعودية (وحلفاؤها) في عدن ومحافظات أخرى، حيث تسود عمليات القتل والتفجير والنهب والاغتيالات.

كما يسعى حكّام السعودية حالياً لإسكات ما يسمّى (المجتمع الدولي) عبر دفع الأموال لهذه الدولة أو تلك، حتى لا يتم فضح جرائم هؤلاء المتواصلة بحق شعب اليمن المحاصر منذ ثلاثة أعوام، كما تظهر زيارات وليّ عهد المملكة محمد بن سلمان الأخيرة إلى بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، مع وجود أبعاد أخرى لهذه الزيارات، سياسية وعسكرية واقتصادية.

وختم المحاضِر بالتأكيد على صمود اليمنيين المذهل، والذي لم يتوقعه قادة العدوان والمخطّطون له، مشيداً بحملة القصف الصاروخي للقوة اليمنية الصاروخية على مطار الرياض وقواعد عسكرية في المملكة، والتي قد تُفشل خطة بن سلمان (رؤية 2030) لتشجيع الاستثمارات في بلاده، بعدما باتت مدن المملكة الرئيسية غير آمنة، مقابل سعي القوى اليمنية المناضلة للبدء بإعادة بناء ما دمّره العدوان في المناطق اليمنية المحرّرة، بالإمكانات الذاتية المتوافرة، بدءاً من القوات المسلحة (الجيش)، والتي تُعتبر عماد حفظ الاستقرار في المناطق المحرّرة؛ هذا من دون التقليل من أهمية إعادة توحيد القوى والحركات اليمنية الاستقلالية والرافضة للعدوان السعودي، مثل حزب الإصلاح والمؤتمر الشعبي، بهدف تفعيل مواجهة قوى العدوان، والتي تشمل التنظيمات الإرهابية والتكفيرية التي اشتدّ ساعدها خلال العدوان، مع احتلال الكثير من المناطق اليمنية.

أما المحاضِر الآخر، الأستاذ عبدالله سلام الحكيمي، فركّز على البعد السياسي (التفاوضي) للأزمة اليمنية، مُقدّماً عرضاً شاملاً للمحطات التي مرّ بها المسار السياسي والدبلوماسي خلال أعوام العدوان، حتى التحرّك الأخير الذي بدأته الأمم المتحدة بهدف وقف العدوان السعودي وبلورة حلّ سياسي للأزمة.

وتحدث المحاضِر عن معوقات الحلّ السياسي للحرب على اليمن، وهي تشمل:

1 ـ العامل الخارجي (تحالف عدواني إقليمي ـ دولي لديه أجندات خاصة)، والذي يشلّ حركة الأطراف اليمنية لإيجاد حلّ جذري ونهائي للحرب.

2 ـ التمسك بشرعية هادي عبد ربه المزيفة هو من العوامل المعيقة للحلّ السياسي، باعتبار أن الرئيس اليمني السابق لا يملك حريّة قراره، ولا يستطيع منع السعوديين من فرض أجنداتهم على طاولة الحوار والتفاوض، كما أثبتت جولات التفاوض السابقة.

3 ـ اشتراط ما يسمّى المرجعيات الثلاث لحلّ الأزمة، والتي تشمل المبادرة الخليجية (إبريل 2011) التي انتهى مفعولها، وقرار مجلس الأمن الظالم ضد اليمن (2216)؛ إضافة إلى مفردات الحوار الوطني، والتي تتطلب برنامجاً تنفيذياً بعيد المدى، ولا تشكّل مرجعية لحلّ الأزمة اليمنية.

ودعا الحكيمي إلى حلّ سياسي متكامل، مع إقصاء التأثير الأجنبي على الأطراف المتنازعة، وإعطاء أولوية لقضية الجنوب اليمني، والسعي لاستصدار قرار دولي جديد من مجلس الأمن، لوقف العدوان السعودي، والتأسيس لمفاوضات جديدة مع دول العدوان والقوى التابعة له، تكون متوازنة وأكثر جدّية، وتنظر للحقائق والوقائع المستجدّة، بهدف رفع الأذى عن الشعب اليمني وتحقيق أهدافه في التحرّر والاستقلال والحياة الآمنة والمستقرّة.

ورداً على مداخلات واستفسارات بعض المشاركين في الندوة، توقع الأستاذ العجري استمرار العدوان السعودي في المدى المنظور، رغم المأزق الخطير الذي وقع فيه قادة العدوان بسبب الصمود اليمني الأسطوري، موضحاً أن هذا العدوان هو جزء من المشروع الأميركي المسمّى (الشرق الأوسط الكبير)، لضرب محور الممانعة والمقاومة على مستوى المنطقة، وتفتيت الدول العربية، بهدف منع أيّ خطر عن الكيان الصهيوني، وحفظ السيطرة الأميركية على مقدّرات هذه المنطقة.

من جهته، دعا الأستاذ الحكيمي إلى عدم مكافأة المعتدي بتقديم تنازلات مجّانية له، لأن أي حلّ سياسي يجب أن يكون متوازناً وليس مجسّداً لغلبة طرف يمني على آخر؛ وهو ما لم يحصل على الأرض حتى اليوم، رغم الدعم الخارجي الكبير لبعض القوى اليمنية ضد قوى يمنية أخرى، خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المركز

مواضيع متعلقة