Logo dark


الطوارق والمطارق: الاستراتيجية الجديدة للعدوان على الساحل

( مُفكر ومحلل استراتيجي وسياسي – رئيس تحضيرية الاشتراكي اليمني (ضد العدوان) , )

ظل العدوان طوال عام كامل–من يناير17م إلى يناير 18م يواصل زحوفاته المتكسرة على هذه المنطقة الواقعة شرق المخا باتجاه مفرق المخا-الهاملي البرح–

 وعندما وصل في فبراير مارش الماضيين إلى الخوخة وحيس على بعدخمسين كيلوا من المخا وأصبح على طريق أول مدينه من مدن محافظة الحديدة –عاد والتفت مجدداً نحو الهدف القديم وغير الاتجاه نحو مفرق موزع البرح ثانية وكأن - حيس الخوخة كانتا مجرد مناورة التفافية موقته لإشغال الجيش اليمني عن الوجهة الرئيسية الحقيقية التي يركز عليها العدو-بقوة شديدة–

مما يكشف حقيقة الخدعة التكتيكية التي تبعها إعلام وقنوات العدو عن معركه الحديدة الوشيكة-

من الناحية الشكلية الأولية تعتبر معركه حيس-أنها كانت أول خطوه على الطريق إلى جنوب الحديدة –عبر الجراحي زبيد بيت الفقيه فالدريهمي مفرق باجل الحالي -الحديدة-

كان العدو حريصاً أن يطلق شائعاته بهذا الاتجاه – أراد أن يقول إنه يحشد قواته على محور حيس باتجاه الجراحي -زبيد – -وكان بذلك يمارس لعبة الحرب الشهيرة -الضجة في الغرب والضربة الحقيقية في الشرق – كانت ضجة حيس هي الدعاية والإيحاء-أما الضربة الحقيقية فكانت موجهة إلى الشرق وهدفها المباشر البرح– مقبنة غرب تعز -الجبلية- -

أهداف وستراتيجيه العدو

الضربة الحقيقية –للعدو –موجهة نحو –تحقيق مجموع’ أهداف-مباشرة أهمها الآن:

1-السيطره على مفرق الوازعيه – العمري - موزع المخا -البرح -غرب تعز– خط الحديدة (أي مركز شبكة الطرق الامدادية للجيش اليمني القادمة من الشرق والشمال نحو الجنوب والوسط –ونحو كهبوب وجبال العمري في أقصى الجنوب-

وقطع امدادات الجيش في جبال العمري والوازعية جنوباً وشرقاً – وفصل الجيش في الشمال والشرق عن الوحدات العسكرية في الجنوب والغرب – وعزلها عن بعضها البعض فهو هجوم مصيري استراتيجي في نتائجه وأهدافه-

2- السيطرة على المرتفعات الشرقية الشمالية للمخا لتأمين رؤوس الجسور الواقعة في المخا–يختل-الخوخة – التي يجهز لها العدو للإنزال البحري القادم في معركة الحديدة، والسيطرة على كامل الساحل قبل التقدم نحو الحديدة لتأمين خلفيته وأجنابه خلال التقدم.

-3-التوغل نحو الهضبة الداخلية غرب تعز– مقبنة جبل حبشي –المعافر والالتفاف على الجيش اليمني.

4-إطلاق هجوم داخلي من مرتزقة العدو داخل غرب المدينة على مؤخرات الجيش على الطريق الرئيسي تعز -هجده - الرمادة – البرح.

إن هدف العدو هنا هو وضع الجيش اليمني بين المطرقة والسندان من الداخل ومن الخارج وهو يركز على البرح - الوازعيه –لأنها تقع في منطقه تصح أن تكون أتوناً للجحيم؛ فهي في شكلها ملتقى أودية عديدة في منخفض من الأرض الطينية السبخة (دلتا) تغوص في الوحول تحيط بها الجبال والمرتفعات من كل ناحية، وتشبه من ناحية منطقة عين جالوت بين فلسطين ومصر التي استدرجت إليها جيوش التتار -المغول – وحطمت فيها في القس مجزرة عرفها المغول على أيدي القائدين الاسلاميين القائد بيبرس والأمير محمود قطز.

البرح أتون الجحيم

  •  تقع البرح تحت سيطرة سلسله لانهائية من السلاسل الجبلية ترتفع كلما صعدنا إلى الشرق والشمال مترابطة ببعضها البعض.
  • ولذلك لا يهدف العدو البقاء طويلاً في البرح لأنها لا تصلح إلا لتكون حقلاً لألغام الجيش اليمني حال تراجعه إلى التلال المرتفعة فوقها، هذ التكالب لعدواني على البرح لا يستهدفها هي بذاتها بقدر ما يستهدف ما ورائها من أهداف ومناطق ومفاتيح داخلية للتوغل خلفها.
  •  ومن هنا فالبرح لا تفيد المتقدم إلا إذا سيطر أيضاً على السلاسل المرتفعة المطلة عليها شرقاً وشمالاً وجنوباً، وهي معركة وعرة وعسيرة على الغازي.

تحولات المعركة الكبرى

الطوارق و تحولات المعركة خلال الثلاثين يوماً المنصرمة

 خلال ثلاثين يوماً من حملة عسكرية متواصلة قطعها الغازي بكل قواته وأسلحته؛ حقق السيطرة على عدة كيلومترات جديدة استلبها على الأرض الواقعة بين المخا وشرقها، وكان قد سبق الوصول إليها العام الماضي ثم تم دحره مجدداً عنها خلال الأشهر الماضية قبل ظهور قوات طارق عفاش إلى الواجهة، وهي كيلومترات لم يتركها الجيش إلا تكتيكاً للإيقاع بالعدو ليس إلا، وهذا ما تثبته المعارك التالية وانكسارها، والخسائر التي تكبدها العدو.

معارك طارق عفاش شرق المخا وغربها

نهاية مارس الماضي كان العدو قد وصل إلى حالة انهيارات عامة في الساحل، وأصبحت مسألة تطهير حيس الخوخة قضية تشعل غضب ومشاعر الشعب اليمني كله بعد أن شاعت وانتشرت قضية اغتصاب الفتاة اليمنية في الخوخة على أيدي المرتزقة السودانيين، ثم ألحقوها باغتصاب طفل جديد في الشهر التالي في حيس؛ فاشتعل الشعب في كل مكان  وتوافد الآلاف إلى الجبهات وتحولت قضية الساحل من تهديد عدواني باقتحام الحديدة إلى قضية اجتياح وطني لتطهيرها من العدوان ومرتزقته مهما تكن التضحيات، وأصبحت الحديدة -الساحل مسرى ومحج للقيادات الوطنية استعداداً ليوم الفتح والانتقام والتطهيرالتي تحشدت له الجماهير من كل مكان.

فاتجه بن سلمان إلى الغرب للحصول على المزيد من السلاح والعون واستقدام آلاف جديد ة من مرتزقة أمريكا وبريطانيا وقواتهما التي انتقلت إلى الميدان مباشرة لقاء المال المدفوع.

واعترفت أمريكا لأول مرة وبريطانيا أيضاً أن لهما آلاف الجنود من القوات الخاصة تعمل في اليمن والسعودية على الحدود دفاعاً عن حدودها أمام تقدم الجيش واللجان الشعبية.

وتم التعويض بشراء آلاف الدبابات والآليات والطائرات والعربات الجديدة عوضاً عما تم تدميره، واستقدام آلاف المرشدين العسكريين الغربين، وتم من جانب العدوان الدفع بقوات طارق عفاش التي كانت قد أعادت تدريبها وتسليحها بعد هروبها وفشلها وهزيمتها في معارك العاصمة خلال الجريمة الخيانية التي أقدمت عليها في مطلع ديسمبر الماضي بهدف إعادة التوازن لصالح العدو على الساحل وإجهاض الهجوم اليمني المضاد الذي نشط بقوة عبر البرح الوازعيه -المخا وعبر شمال الجراحي وشرق حيس.

طارق وحراس جمهورية الرياض والخليج

 بعد أن ألغى هادي مسمى الحرس الجمهوري وحوله إلى حرس رئاسي خاص به وبصالح؛ ركبت الإمارات معادلة جديدة توفيقية بين الاثنين المتخاصمين الشريكين، وأسمتهم حراس الجمهورية الخليجية والرياض.

وهم الآن فرحون بتسميتهم الجديدة، وفوق أعدادهم القديمة أضافت الإمارات إلى تشكيلاتهم أعداداً جديدة من مختلف الأصناف من المرتزقة الجنوبيين، ومن الوهابيين والسلفيين وهي مقدمه لمستقبل قادم تكون قادرة على إحكام السيطرة عليهم جميعاً تحت قبضتها بشكل مطلق بعد أن يتم إعادة تطويعهم في لهب المعارك والهزائم التي تحتطبهم في الساحل كما فعلت مع القوات التي سبقتهم بداية العدوان؛ فقد بلغت خسائر قوات المرتزقة الجنوبيين على الساحل أكثر من عشرة آلاف قتيل وجريح وآلاف الآليات والعربات، وكانا أقوى شكيمة وهجومية ومغامرة ومقامرة وخبرة وسمعة دون أن يحققوا شيئا ًسوى المزيد من الرماد والغبار والبارود والتوابيت، وسقطت أفضل قياداتهم وخبراتهم على رمال الساحل الأحمر؛ من اللواء عبد الغني الصبيحي إلى اللواء عمر علي الصبيحي إلى اللواء أحمد سيف اليافعي إلى اللواء شكري الصبيحي إلى العميد خالد قماطة إلى العقيد جواس اليافعي، ومئات القادة والضباط الكبار، وخلال عام كامل من المواجهات  الطاحنة مع الجيش واللجان الشعبية تم تدمير وقتل وجرح أكثر من ثلث القوات الغازية للساحل الغربي من الجنوبيين الذين تجاوز عددهم الثلاثين ألفاً على الساحل الغر بي، وهم خلاصة القوات الجنوبية السابقة الموروثة من جيش الدولة الجنوبية الوطنية (المعادية للاستعمار والرجعية العدو التاريخي للأمة والوطن) وهاهم اليوم يذبحون كالنعاج على مذابح آل سعود وآل زايد والصهاينة، ويباعون ويؤجرون ضد قضايا أمتهم وتاريخهم وشعبهم.

هدف بعيد للعدوان يحققه المرتزقة القادة ويدرون بمرامي العدوان

 إذا لم يحقق هدف العدوان على الساحل فقد حقق هدفه على أرض الجنوب نفسها بإضعاف قوة الجنوب القادمة، وللتخلص من منافس مستقبلي خطير يعيق عليه غاية احتلال الجنوب بشكل نهائي ودائم، والمرتزقة الجنوبيون يحققون هدف العدو بأيديهم متوهمين إمكانية الفوز بأرض وحكومة مستقلة في زاوية من أرض الجنوب مقابل إيصال العدو إلى عمق أراضي الشمال (اليمن الأم).

هؤلاء الجنرالات الخونة للوطن يبيعون للعدو الغازي أرضهم ويتنصلون عن هويتهم اليمنية، ويتاجرون من أجل المزيد من العقارات ودكاكين الذهب والمجوهرات في أسواق دبي والرياض ولندن، كما هو حال ياسين، وهيثم، وسالم، والعطاس، والبيض، ومحمد علي، والحسني، والزبيدي وشلال، والخبجي، وعيدروس.

 تكريس الاحتلال للجنوب أهم هدف خلف احتلال الساحل اليمني

يساوم العدوان مرتزقة الجنوب ليعطوه الساحل الغربي (تعز- الحديدة)  فيبيعهم –حكومة وهمية مستقلة في ركن نائي من الجنوب الواسع، وهذا هو سر استماتة الكثيرين من مجانين الانفصال في الساحل الغربي؛ فقد خلط العدو لهم الوهم بالمال بالمجد بالتضليل بالارتزاق، وهي خلطة قوية كما يبدو!.

والآن العدوان قد بلغ قسماً كبيراً من هدفه الجنوبي بإغراق مرتزقة الجنوب في مستنقع الشمال الساحلي الصحراوي والجبلي؛ بحيث لا يمكنهم العودة إلى الجنوب إلا متى شاءت أمريكا والسعودية  والإمارات، بعد أن تكون قد رتبت الوضع هناك بما يخدم أهدافها البعيدة، والآن بلغت تلك القوات أزمتها التاريخية؛ فأضحت بين الانهيار أو الغرق بحراً والقصف براً.

على شفى هروب جماعي
 مذابح الخوخة حيس ضد مرتزقة العدوان، وبطائراته

 نفذ العدوان من الجو مذابح كبيرة وأهمها على الساحل كان مذابح الخوخة حيس - في فبراير الماضي، بعد أن حوصرت قوات المرتزقة  في الخوخة وجرت مفاوضات للتسليم والخروج الشخصي والعودة إلى بلادهم بأمان، وكانوا أكثر من ألفين محاصر من الجنوبين، وعندما حاولوا الخروج من الحصار والعودة إلى بلادهم تعرضوا لضربات جوية بشعة أودت بالمئات منهم، وتمكن مئات الأفراد والعناصر من الهروب إلى عدن من مناطق الساحل المختلفة مما أذن بانهيار جبهات الساحل، وتحول الجيش واللجان الشعبية إلى الهجوم على قاعدة المخا الرئيسية وأطراف حيس - الخوخة ويختل منزلاً بالعدو ضربات يومية موجعة.

 التدخل الأمريكي البريطاني المباشرعلى الأرض والجو

 مراجعة الاستراتيجية العدوانية المحلية العامة لمواجهة الوضع الانهياري العدواني لجأت الإمارات إلى إشعال "معركة الحديدة" والشمال الحدودي لتخفيف الضغط عن المخا موزع حيس الخوخة وتدارك الموقف، وأعادت تعبئة قوات طارق عفاش بعد أن سحبتها إلى عدن، وجمعتها في أربعة ألوية مجهزة ودفعت بها إلى الساحل لإنقاذ المرتزقة الجنوبيين من الانهيار، وخاصة بعد أن وجه الجيش ضربات صاروخية مدمرة استهدفت القاعدة الصاروخية الجوية المتطورة من الباتريوت  والمانستير؛  مما أبقاها بدون غطاء أمام الصواريخ اليمنية المختلفة المدى، وخنق مشروع الإنزالات البحرية الجديدة على الساحل بعد أن أصبحت البوارج بغير حماية أمام الصواريخ اليمنية المتجهة إلى أهدافها في البحر الأحمر والساحل، وكان الجيش قد دمر وأحرق وأغرق أكثر من 14 بارجة حربية و50 زورقاً عسكرياً محملاً - للعدوان أمام المخا حاولت الانزال خلال العام الماضي وما زالت تلك المعضلة قائمة أمام العدوان.

ضربات طارق الاستقبالية الموجعة

 ما أن وصلت قوات طارق وأخذت مواقعها ومعسكراتها المحيطة بالمخا حتى رصدتها استخبارات الجيش واللجان الشعبية وحددت بدقة مواقعها وقياداتها ومخازنها وآلياتها ودباباتها  وإحداثياتها حتى وجهت إليها ضربات صاروخية مدمرة أصابت الكثير من آلياتها أسلحتها وجنودها، وشكلت هزيمة معنوية كبيرة، فقد اتهم طارق قوات المرتزقة الجنوبين والاصلاح برفع الإحداثيات للجيش بسبب عدم رغبتهم في تواجد قواته في الساحل كما اتجهوا إلى تنظيم تصفيات متبادلة بين الطرفين استهدفت أعداداً نوعية من القيادات التي سقطت في شراك وكمائن واغتيالات على الطريق، وكان أبرز العناصر التي وقعت ضحية تصفيات بينية هو الشيخ حسن دوبلة قائد لواء المرتزقة التهامية التابع للإصلاح وهادي الذي سبق أن فتح الأبواب للمرتزقة إلى حيس والخوخة، وتعاون مع خونه عفاش وطارق في الأشهر السابقة لإسقاط حيس والخوخة، وأدى إلى اتساع تصدع الجبهة العدوانية على الساحل، أرادت الإمارات إنقاذ المرتزقة الجنوبين من الانهيار الوشيك على الساحل؛ لكنها أتت بفرق طارق فزادتها تصدعاً فوق تصدعاتها وهي ما تشير إلى نكسات مريعة قادمة تنتظر المرتزقة كلهم.

الهروب للأمام من مأزق سقطرى إلى الساحل

خلف القرار الإماراتي بالتصعيد على جبهة موزع البرح الأخيرة إلى جانب الأهداف التكتيكية العسكرية المذكورة يأتي هدف سياسي آخر هو تكريس السيطرة على جزيرة سقطرى كملكية خاصه لها وأسيادها خارج كل سيادة مزعومة لحكومة الرياض.

سقطرى هي هدف آخر من أهداف التصعيد الساحلي الآن

المحور الإماراتي يضع حكومة هادي والمرتزقة أمام توازن حذر جديد قابل للانهيار مضمونه التالي:

إما أن تكرسوا معنا سقطرى ملكية لنا (الإمارات) وأمريكا وبريطانيا خلفنا وإلا ننسحب من الساحل ولينهار إلى الجحيم، ولكي لا ينهار الوضع في الساحل بادرت أمريكا والسعودية ضمن المخطط المشترك إلى تهدئة مواقف حكومة المرتزقة والبحث عن حلول سياسية هادئة عبر الحوار؛ بينما أعطت الضوء الأخضر للإمارات بمواصلة احتلال الجزيرة وطرد ممثلي حكومة المرتزقة منها، وتواصل وصول الطائرات العملاقة التي تحمل المزيد من الدبابات والآليات والمعدات لاحتلال طويل على أرض الجزيرة ونهاية العالم كما يمسيها الغربيون وهو ما يشير إلى قرب بداية معركة التقاسم بين المحتلين والغزاة الكبار والتوابع ضمن لعبة بينية مخططة بعناية تسمح للمرتزقة بأن يظهروا بأن لا حول لهم و لا قوة في الأمر كله.

هو تصعيد عسكري وسياسي مباشر مزدوج الأهداف

ولذلك لا يهم الإماراتي والسعودي كم بلغ القتلى والجرحى طالما تحققت الأهداف البعيدة للاحتلال سواء في التقدم أو في التراجع، هُزم المرتزقة أم ثبتوا؛ ففي النهاية ما يهمه هو أن يخلوا الجنوب من الرجال المقاتلين الأشداء على أيدي إخوتهم، وبذلك يمكن سلخ الجنوب وإلحاقه بالخليج دون مقاومة مؤثرة بعد أن يفنى هؤلاء الرجال.

تفكك القوات العدوانية

بلغت قوات طارق بين عشره آلاف إلى 12 ألف عنصر جرى إعادة تسليحهم إماراتياً، وقد أورد إعلام المرتزقة العديد من مظاهر التفسخ الأخلاقي في صفوفهم من اللحظات الأولى لوصولهم إلى الساحل، وبعد عدة معارك حامية بادرت أعداد كبيرة إلى الهرب وبلغوا حوالي ألفي عنصر في الأسبوعين الأولين (أي بنسبه 20 % من القوة) تحاول الهرب خلال أقل من شهر من وصولها إلى ميدان الساحل، منهم 500 عنصر هربوا بسلاحهم إلى مناطقهم في ذمار والمحويت وسلموا أنفسهم إلى الجيش واللجان الشعبية، وأفادوا أنهم تعرضوا للتضليل السياسي.

كما هرب آخرون إلى مناطق الساحل وعدن، واضطر العدوان إلى إقامة نقاط عسكرية على طول الطريق بين المخا – لحج - عدن لمنع الهاربين وإعادتهم إلى الساحل أو إلى السجون في عدن ولحج، وبلغ عدد المعتقلين منهم أكثر من 800 فرد،  وهو ما استفاضت به وحوله وسائل الإعلام الجنوبية المحسوبة على مرتزقة العدوان، ويكشف هذا وضع وحالة الروح المعنوية المتهرئة التي بلغها العدوان "الطارقي" الجديد على الساحل، وهي أرقام وأخبار موضوعية مصادرها العدو نفسه ومرتزقته وأعلامهم.

الطوارق والتوافق أسابيع ساخنة شرق المخا موزع

منذ 11 أبريل الماضي وجيش الطوارق منغمس في معارك طاحنة على محور المخا موزع، وخلال الزحوف اليومية التي قام بها بدعم من قوات ألوية العمالقة الجنوبيين والسودانيين المظليين وقوات هادي يكون مجموع ألوية العدوان المحشود على المحور الرئيسي الحالي قد وصلت إلى حوالي سبعة ألوية مجحفلة معززة بالجوية والبحرية.

لكنها في الواقع كانت تتلقى الصفعات يومياً على رأسها وخدودها، كل يوم وتعود مجللة بالعار والانكسارات وقد تكبدت عشرات القتلى ومئات الجرحى، إضافة إلى مئات العربات والآليات والمعدات.

وأكثر تلك المواقع شدة ووجعاً على العدو كانت أيام -19 أبريل و20 و21 أبريل 2018 (الأسبوع الذي تمت فيه مؤامرة اغتيال الشهيد الصماد) والتي دارت رحاها شرق معسكر خالد بالقرب من مفرق المخا موزع وحوله، وقد تعرض العدوان لمجازر كبيرة خلال تلك الأيام، كما تعرض لأخرى مشهودة خلال أيام -7-8-9- 10- 11- من الشهر الجاري أمام مفرق المخا البرح موزع، مجدداً خلال محاولات جديدة للسيطرة على مركز البرح حيث أضحت منطقة المفرق جحيم دائم للعدوان.

الاستدراج-من التحدي إلى الاغراء-

من الصواريخ الموجهة إلى حقول الألغام تكتيك الجيش واللجان الفتاك

أمام زحف كبير في أرض مكشوفة ودعم مستمر للطيران والبحرية قررت قيادة الجيش واللجان أن تكشف مرامي العدو الحقيقية، وأن تستدرجه إلى حفرة الموت والجحيم أمام البرح وفي المفرق الشهير، بعد أن جهزت لاستقباله وجبة دسمة من الألغام المتحكم بها من بعد، والمؤمنة جيداً، وبعد معركة مواجهة شديده المراس وقبل أن ينكسر العدو بادرت قوات الجيش واللجان حسب الخطة إلى تراجع نحو المفرق، وانتقلت إلى المرتفعات المطلة عليه؛ حيث تموضعت هناك ووجهت صواريخها الكورنيت والموجهة ضد العربات والمدرعات وتحكمت بحركة الألغام من بعد.

 وبادر العدو مستغلاً الفرصة المتوهمة للتقدم وهو يتسابق مع مجموعاته وفرقه وعرباته في مداخل ووديان ضيقة وشعاب متفرعة حتى توغل في قلب الكمين الملغم؛ فإذا به وقد أضحى تحت رحمه الألغام والصواريخ والرشاشات اليمنية وجحيم حمراء تنصب عليهم من كل اتجاه، جحيم لم يشهدوا مثله من قبل وسيرونه كل يوم من الآن وصاعداً.

كان الجنوبيون والسودانيون المرتزقة في مقدمه الكمين-المذكور- الذي خلف مئات من القتلى والجرحى والآليات والعربات،  ولم يعد أمام الآخرين سوى الفرار، ومازالت مستشفيات عدن ولحج والمخا تغص بالقتلى والجرحى، وقد نشرت الصحف عشرات أسماء من عرفوا من القتلى والجرحى من المرتزقة الذين سقطوا ولهم هويات عرّفت بهم، وقد ضمت القوائم أسماء قيادات كبيرة من ذوي الرتب الكبرى والوسطى، أشهرهم كان المساعد الخاص لطارق عفاش العقيد خالد قماطه اليافعي، الذي كان بمثابة المندوب المشرف المقيم للإمارات في صفه وبين قواته، وكذا عدد من قادة وأركان الكتائب في ألوية العدوان.

الجيش اليمني ينتقل إلى الهجوم الدفاعي الخاطف

مسلخه حيس - الخوخة

لم تكن حقول ألغام المفرق ومجازرها هي الأسوأ بعد للعدوان؛ بل إن الجيش واللجان - بعد أن انقضوا على فلول المرتزقة الفارين باتجاه المخا-؛ قد فاجأوا العدو بشن هجوماً كبيراً على محور حيس – الخوخة انطلاقاً من محاور الجراحي في الشمال والشرق من حيس، تكبد العدو خسائر هائلة في الهجوم – انهارت صفوفه واندحر إلى أطراف مدينة حيس – وهو في حال تراجع وحصار بعد تمكن الجيش واللجان من قطع الطريق بين الخوخة – حيس؛ حيث يواصل الجيش واللجان تقدمهم على هذا المحور وهو طريق الإمداد الرئيسي للعدو.

وبهذا الهجوم الظافر يكون الجيش اليمني واللجان الشعبية قد أجهضوا مشروع تقدم العدو نحو ساحل الحديدة في وسطه بضربة في قلب نقطة انطلاقه وإعادته إلى الخلف مجدداً أشهراً إلى الوراء.

الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المركز

مواضيع متعلقة