Logo dark


في ظل المسيرة الظافرة للحرب الوطنية التحررية الكبرى (العدوان بين المطرقة والسندان)

( مُفكر ومحلل استراتيجي وسياسي – رئيس تحضيرية الاشتراكي اليمني (ضد العدوان) , )

هواجس العدوان

ا– مخططات الالتفافات الخاطفة للعدوان على جبهات الحرب الرئيسية - الشمالية الحدودية -يدخل العدوان الآن وبعد التطورات الأخيرة الوطنية والإقليمية والدولية حقبة مظلمة سوداء رغم محاولاته الانتحارية لاستخدام كل ما بقي له في جعباته من أدوات وأموال ومؤامرات وتكتيكات - حقبة من الانهيارات والتصدعات والتراجعات يواجهها في كل الجبهات وفي مواجهته يقف الجيش اليمني والأنصار الشعبين وهم أكثر قوة من ذي قبل بعد أن صهرتهم تجارب الحرب وزادت من صلابتهم وقدراتهم تضاعفت مرات عديدة عما كانوا عليه بداية العدوان  فقد ارتفعت معنوياتهم وتضاعفت وازدادوا ثقة بالنصر المحتم وبعدالة القضية التي من أجلها يكافحون ولأجلها يضحون وعلى دروبها سائرون –وفي جميع المسارح الحربية المشتعلة مازالت صيحة النصر تتردد أصداؤها في كل الجهات من نجران إلى كهبوب ومن ميدي إلى هيلان.

الهجو م اليمني مستمر

القوات اليمنية تواصل التقدم على الجبهات الرئيسية للحرب فيما وراء الحدود  وعلى كافة المحاور الفرعية الأخرى.

وتشتد المواجهات أكثر فأكثر في ما وراء الحدود التي تتعقد وتطول نتيجة تراجع العدو وهروبه الدائم من المواجهات الطويلة الفاصلة والحاسمة.

من جهة يخاف القتال الطويل وجهاً لوجه خوفاً من رخاوته وانهيارات جنوده، وفي الوقت ذاته لا يقدر على الصمود في خطوط دفاعية صلبة محددة ويدافع عنها بثبات؛ بل هو يحاول خلق معارك جانبية بعيدة عن المركز الرئيسي للحرب - يحاول الآن أن يستعين بالمرتزقة للقتال نيابة عنه وللدفاع عن خطوطه الداخلية التي تنهار كل يوم -.

العدو ينظم دفاعه في العمق تحسباً لكوارث قادمة ؟

العدو توصل إلى قناعة الآن أنه عاجز عن الهجوم -كما هو عاجز عن الدفاع على خطوطه الخارجية وحدوده ولذلك فإنه يخلي مناطقه الحدودية تدريجياً ويتراجع إلى العمق - إلى ما بعد الخط الثالث الدفاعي - حيث يحاول تأسيس خطوط دفاعية كبيرة في قلب الهضبة الجبلية لعسير السراة حيث الارتفاعات تصل إلى 900 قدم في بعض جبال السراة.

مسارات المعركة على الأرض
المحاور الشمالية ما وراء الحدود تشتد معاركها و أحداثها مع الأيام في نجران وعسير وجيزان وميدي حجة مكبدة العدو آلاف الخسائر في الأفراد والمعدات، وحقق جيشنا خلال العامين الماضيين من الكفاح المتواصل الكثير من التقدم والإنجازات والانتصارات على كل المستويات والمحاور.
فقد باتت قذائفه تتجاوز الكثير من المناطق البعيدة والمراكز والقواعد الاستراتيجية الهامة للعدو؛ حيث تطول صواريخه المناطق البعيدة مئات الأميال مثل جدة والرياض والطائف وعسير ونجران وجيزان وغيرها ، ووصلت قواتنا الآن إلى مشارف نجران وتطوقها من الشرق والجنوب ومن الغرب وأصبحت الكثير من أحيائها تحت السيطرة النارية لقواتنا.
والعدو يرحل من الكثير من المواقع مخلفاً الأسلحة والذخائر خلفه كما تتقدم على مشارف ظهران الجنوبية الغربية والربوعة وجيزان؛ حيث تواصل قواتنا السيطرة على العديد من المناطق والمواقع الاستراتيجية في الخوبة الشمالية والجوبية والحثيرة وسامطة والحرث والمعنق وجلاح والموسم وعشرات المواقع الاستراتيجية التي تراجع عنها الجيش السعودي ومرتزقته بعد معارك ضارية كبدته آلاف الضحايا وآلاف المعدات.
وفي الوقت الراهن تقع مساحات كبيرة من عمق العدو تحت السيطرة المباشرة أو غير المباشرة في مناطق نجران وجيزان وظهران الجنوب على أعماق تتراوح عشرات الأميال على عرض أكثر من 200 كيلو متر.


خطة العدو في القتال بالوكالة جانبياً دون جدوى
محاولات العدو اليائسة للالتفافات على مجنبات الجيش اليمني لتخفيف اندفاعاته شمالاً، يجهد العدوان في الوقت الحالي لإيقاف تقدم الجيش اليمني داخل العمق السعودي .
من أكثر من شهرين بعد أن تهاوت الخطوط الدفاعية الأولى والثانية للعدوان أمام مشارف وأبواب نجران ومواصلة حصارها من عدة جهات حين واصل تطويقها من الشرق والجنوب والغرب، وهو يستقدم آلاف المرتزقة الجنوبين إلى نجران للدفع بهم للقتال بدلاً عنه عن جنوده المدللين.
كما يشن زحوفات فاشلة على عدد من المحاور الالتفافية للضغط على قواتنا وتشتيت انتباهها بعيداً، مركز ثقل المعارك الرئيسية شمالاً.

مغامرة الهجوم الالتفافي على صحراء ميدي
منذ العام تقريباً ومنذ أن بدأت توغلات الجيش اليمني في ما وراء الحدود حتى شن العدو هجومه المضاد على مناطق حرض ميدي طوال العام وهو يواصل شن الهجمات تلو الهجوم و الزحوفات تلو الزحوف وكلها واجهت مصائر مأساوية فاشلة وهزائم متوالية وانكسارات يومية، ففي مواجهة واحدة هي مواجهات شهر يوليو الماضي وحده صرحت مصادر من بين وسط العدوان نفسه أن مجموع الخسائر في ذلك الهجوم الفاشل قد تجاوزت وحدها أكثر من ألفي ضحية قتلى وجرحى وتدمير آلاف المعدات التي دمرت و أحرقت، وأبيدت كتائب بكاملها بعد أن وقعت القوات الغازية في كمائن وألغام على طوال صحراء ميدي رغم مساندة الطيران المعادي طوال الوقت، فقد أثبت المقاتلون اليمنيون جدارة وجسارة غير مسبوقة إلى الآن بحسب شهادات أشهر الجنرالات الأمريكيين أنفسهم؛ الذين أكدوا أن المقاتل اليمني قد أنجز إنجازات لم يقدمها أي مقاتل في العالم حتى الآن، وهذه شهادة الجنرال الأمريكي الشهير -جورج مارشال-للصحافة الأمريكية معروفة.
كما جاء في تقييم الجنرال الأمريكي كولن باول وزير الحرب والخارجية الأسبق. وما جاء في عدد من أحاديثه الصحفية للصحافة الأمريكية الشهيرة منها الواشنطن بوست مع بداية الحرب.

ميدي معركة كبرى في مخطط العدو لم يجن منها غير الشوك والجراح والرماد
 نتيجة لطبيعة المنطقة الصحراوية المكشوفة الساحلية التي تمكن العدو من استخدام كل قواته مجتمعة معاً في مشروع قتالي مشترك يضم القوات الجوية والبرية والبحرية معاً في هجوم مشترك قوي وكبير امتد طوال حملة كاملة لعام كامل دون توقف حدد لنفسه هدف السيطرة على الساحل التهامي كله وصولاً إلى الحديدة .
وتلقى المساندة المباشرة من الأسطول البحري الأمريكي والبريطاني وقدراتهما الفضائية والجوية في البحر الأحمر وخليج عدن خلال معاركه في ميدي وغيرها؛ لكن النتيجة كانت تكرار الهزائم تلو الهزائم وسقوط الآلاف تلو الآلاف من الضحايا.
وإذا قيّمنا خسارته في معارك ميدي وحدها فقط دون بقية المناطق والمحاور مستندين إلى تقريره هو نفسه في وثائقه الداخلية؛ لخرجنا بما يتجاوز العشرة آلاف بين قتيل وجريح خلال العام الأخير.
لقد أضحت صحراء ميدي حسب التقارير العدوانية الداخلية مرتعاً للوحوش التي تأكل الجثث المرمية التي تركها العدوان خلفه من جنوده ومرتزقته.

أكتوبر- نوفمبر 2016م
الالتفاف الجديد للعدوان على محاور الجوف - صعدة
التحول إلى الهجوم على صحراء الجوف - البقع
أخيراً ومن شهرين وبعد توالي الانكسارات الحربية والهزائم في ميدي وحرض ونجران، تفتقت عبقرية العدوان عن فتح جبهة هجوم استنزافية جديدة في شرق نجران تجاه البقع المنطقة الملامسة للجوف حيث تدور رحى معركة طاحنة منذ نهاية العام الماضي ومازالت حامية الوطيس حيث يحاول العدو التقدم باتجاه المديريات الغربية والجنوبية لمحافظة الجوف انطلاقاً من الحزم مركز المحافظة التي يحتلها منذ عام بينما يتلقى ضربات الجيش والأنصار مستغلاً طبيعة المنطقة المكشوفة الصحراوية التي تتواصل بصحاري حضرموت نجران مأرب؛ حيث يراهن العدو على تقدمه في هذه المحافظة ليجعلها نقطة انطلاق هجومية على مؤخرة وأجناب الجيش اليمني خلال تقدمه إلى الشمال في العمق السعودي؛ ولذلك فقد استقدم الكثير من القوات من حضرموت؛ حيث كانت المنطقة العسكرية الأولى قد تم السيطرة عليها من قبل هادي بعد إبعاد القائد السابق لها وتعيين أحد مساعدي هادي المقربين، وتضم المنطقة العسكرية الأولى أكثر من 20000مقاتل، و 200 دبابة ومدرعة من المدرعات الحديثة وأسلحة الدفاع الجوي، والنقل الثقيل والعربات والآليات والمجنزرات، وعلى هامش القوات المسلحة الرسمية كانت الإمارات والسعودية قد جندتا 20 ألفاً من المليشيات القبلية الحضرمية من أتباع الوهابية السلفية والقاعدة وداعش، وقد نقلت الكثير منهم إلى نجران مع من سبق نقلهم من الجنوب من أبين وعددهم أكثر من 7 آلاف إرهابي.
ولو جمعنا العدد المتوفر للعدوان في هذه المنطقة وحولها سنجد أن العدد يبلغ حوالي 80000 فرد.

معارك الجوف... تحدياتها الجديدة
تعتبر الجوف في تنظيم العدوان بمثابة قلب الجبهة الشرقية الأهم، وهو يراكم داخلها حشوداً من آلاف المرتزقة، بعد أن تمكن من السيطرة على بعض مديرياتها وعاصمتها استغلالاً للجغرافية الصحراوية المكشوفة.
اليوم لا يجد العدو منطقة أكثر إغراءً له بأن يحقق شيئاً من التقدم ولو طفيفاً على الأرض خلال شهر أكثر من منطقة الجوف أو المنطقة الشرقية الشمالية المشتركة.

الجوف - مأرب -  نهم، تعديل وإعادة تنظيم العدوان بعد هزائمه المروعة
تعديل العدو لتنظيمه الشرقي  بعد هزائمه الأخيرة هناك لأنه بات يتهيآ لسقوط مأرب بيد الجيش كأمر لا مفر منه، وأن مركز القاعدة البديلة والقيادة الملائمة بعدها هي الانتقال إلى الجوف بمركز ثقل قواته.
إن مأرب قد خسرها العدو الآن عملياً ولم يواصل في مأرب سوى مناورات محدودة استنزافية لتأخير تقدم الجيش، وهو عاجز عن القيام بهجمات كبيرة ناجحة بعد ما تكبده طوال العامين، وهو يتجه إلى حالة الدفاع والتراجع أمام ضربات الجيش اليمني المتواصلة واختلال ميزان القوى لصالح قواتنا المتقدمة.
إن قواتنا ملزمة باستنزاف العدو إلى أقصى درجة قبل الانقضاض عليه.

البقع
نقل العدو ألوية من المرتزقة الجنوبين بقيادة هاشم السيد وماهر القباطي - وهما من كبار قادة مرتزقة العدوان في الجنوب ومن التيارات الوهابية السلفية الإرهابية - للسيطرة المفاجئة على المنفذ الحدودي الشهير والتوغل خلف الحدود اليمنية لصعدة - الجوف لتحقيق نصر معنوي، والآن بعد ما كابده العدو من انكسارات،
بدأت قوات العدو وأرتاله تتقدم نحو البقع؛ غير أنها اصطدمت من البداية بكمائن اليمنين الأشداء التي حولت حشودهم إلى رماد ممزوج بلحوم العدو وأكباده، بعد أن تطايرت أجساده في السماء إثر الكمائن والهجمات التي أعدها الجيش بعناية لمعرفته بنوايا أعدائه وخططهم.

هدف المناورة الجديدة على البقع
ما الذي يحاوله العدو في صحراء البقع رغم المحارق والانكسارات المتوالية؟
يحاول العدو القيام باختراق كبير التفافي على مجنبة الجيش الشمالية الشرقية والغربية والتوغل في مؤخرة الجيش المتقدم للأمام من الجوف بعد فشل السيطرة على منفذ البقع؛ حيث يحاول توجيه الحركة لتطويق الجيش من الشمال الشرقي، ويتحول الهجوم إلى الشمال الغربي في المناطق الصحراوية المفتوحة المكشوفة التي تسمح بتحرك المدرعات بحماية الطيران بالقرب من منطقة الخنجر وصحراء الشعث لقطع وتعطيل حركة الجيش من الحدود اليمنية نحو نجران -عسير.

الاختراق الاستراتيجي والتهيئة له
مناورة العدوان الجديدة ... المطرقة والسندان
نحن تخيلنا تحركاً للعدوان من الشرق عبر الجوف وبنينا افتراضنا على معطيات الواقع وتحركات العدو وقواته بنا على تحركاته ومنطقه الموضوعي الذي يتحكم في سير معاركه وآماله ومآلاته الأخيرة، خاصة أن هواجسه تشتد الآن قبل الرحيل حين يجد نفسه بعد يناير في موقف جديد فهو في الميدان وحيداً - بعد رحيل أوباما وكيري والعائلة الشريرة - لذلك يحكمهم الآن منطقٌ واحدٌ، هو أن يستغلوا الفرصة المتاحة الأخيرة لأحداث خلل ما في ميزان القوى بأي شكل كان ليكونوا قادرين على التأثير في أوراق المفاوضات القادمة.
وقد انجزوا إلى الآن الخطوة الأولى في محور مناوراتهم الكبيرة الأخيرة وهي التقرب نحو الجوف استعداداً للخطوات التالية المخططة وهي التقدم خلف القوات اليمنية المتقدمة، شمالاً بفصل القوات المتقدمة عن القوات المتمركزة في الحدود اليمنية المشتركة من الشرق عبر اختراق النقاط الفاصلة بين صعدة - الجوف سفيان لأحداث فصل جغرافي بينهما عبر السيطرة على الطريق الرئيسي لرابط.
ومحاولة استعادة احتلال المواقع والمراكز الواقعة بين الحدود اليمنية السعودية التي سقطت بأيدي الجيش اليمني خلال المواجهات السابقة يحاول العدو أن يجعل الاحتلال يجري بطريقة غير متوقعة تكون عاصفة وصاعقة واعصارية من الجو ومن فوق الأرض من تحت الأرض ومن البحر.

فصل خاص – 6-12-16م
الاختراق المتوقع
شكل الاختراق المتوقع للعدوان على الاتجاهات الأساسية لتحقيق أحلامه وهواجسه الأخيرة -التكتيكات العملياتية الممكنة - بناء على الإمكانات المتوفرة والأهداف والمؤشرات والظروف الضاغطة على العدو الآن.
يمكن أن نتخيل شكل العمليات الخاطفة التي يخطط لها العدو من خلال دراسة أهدافه وأولوياته الراهنة وهواجسه.

الأهداف المباشرة
إيقاف وإعاقة تحركات وتقدم الجيش اليمني والقوات اليمنية المتقدمة والمخترقة للحدود والعمق السعودي، ومحاصرة جماعاته المخترقة من الأمام والأجناب والمؤخرات والسيطرة على أراضٍ جديدة، وتشتيت انتباه القيادات بعيداً عن المركز الرئيسي للصراع الجاري، وهذه هي لب استراتيجيته الرئيسية الحربية حالياً، يظهر منها الآن أجزاء مفككة كل على حدة في الظاهر لكنها في الواقع تشكل معاً منظومة واحدة مشتركة تبغي أهدافاً موحدة، الهاجس الكبير له هو كيف يوقف التقدم اليمني؟
والإجابة النظرية على السؤال الكبير هي أن يحقق استراتيجيتين في وقت واحد أو احداها على الأقل عند العجز عن تحقيق الأخرى.
أي أن هناك خطة (أ) وخطة (ب) تسيران معاً. تركيز القوات الأكبر يجري على اتجاه الخطة (أ)، أما القوات الكبيرة الأخرى فيتم التركيز لها على الخطة (ب).
الخطة (أ) أو الاستراتيجية الكبرى هي استعادة المناطق الحدودية ووقف تقدم الجيش ومحاصرته ودحره إلى مناطق تقدمه.
وهناك تفاصيل كثيرة جداً وخيارات عديدة واحتمالات ممكنة في السياق ذاته.
الطريقة النموذجية النظرية لتحقيق الهدف المذكور
- ما يجري الآن في الواقع وفي الأرض مختلف عما هو نظري نموذجي ومخطط له ينتظر اكمال الاعدادات الذاتية والموضوعية الضرورية فإذا لم تتم هذه المقدمات فلن يتم المشروع على الأرض بصورة مكتملة؛ بل سنرى أجزاءً مفككة منه وهو ما نراه الآن.
وعدم رؤيته على الأرض لا يعني أبداً عدم وجوده استراتيجياً؛ وإنما يعني عدم القدرة الذاتية على التنفيذ في الميدان وانتظار الفرص المناسبة للتنفيذ.
الآن تحاول السعودية القيام بأعمال هجومية لكنها تظل عاجزة عن تحقيق الغاية.
لماذا تعجز السعودية على الأرض الآن؟
لأن السيطرة وإعادة السيطرة على المواقع المسيطر عليها يمنياً بعد قتال طويل لم تعد مسالة سهلة ولا بسيطة الآن بعد تلك الهزائم والخسائر.
وهي تعلم أن ذلك يتطلب مغامرة كبيرة وجديدة أبرز ما فيها أنها تقوم على هجومات من الجو وابرارات من الطائرات المروحية على المواقع المستهدفة جنوباً ومعنى هذا يعني اطلاق قوات تصل إلى عشرة إلى خمس عشرة ألف وأكثر يتم ابرارهم على المراكز المستهدفة دفعة واحدة في وقت واحد تصل فجأة تقاتل وتسيطر على المواقع وتؤمنها.
وتطلق في الوقت نفسه هجوماً برياً كبيراً من عشرات الآلاف من الشمال نحو الجنوب يصل إلى جميع المراكز المستهدفة لتعزيزها وحمايتها والتلاقي مع قواتها النازلة من الجو ومن البر.
قبل أن تباد وتحاصر هذا القوات النازلة بعد نفاذ قدراتها وامداداتها وانقطاع طرقها.
وهذا هو المحور الرئيسي للمعركة شمالاً وحدودياً.
تقوم السعودية الآن باستقدام قوات المرتزقة اليمنين إلى الخطوط الحدودية للدفاع عنها وليواجهوا إخوانهم من الجيش اليمني دون جدوى.
وهناك حوالي 100 ألف منهم بالقرب من المنطقة الشرقية لنجران والجوف يجري الآن مواصلة نقل الكثيرين منهم إلى محارقها التي تشعلها هنا وهناك.
مشكلة السعودية الآن أنها تريد ألا ترمي بجنودها المدللين إلى معارك كبيرة لحسابات خاصة بكل أمير من أمراء البلاط؛ ولكنها تريد استخدام كامل القوة المرتزقة في المواجهات الكبيرة بعد استكمال نقلها من الشرق والجنوب والغرب؛ أي أنها تريد أن تجعل الحرب يمنية يمنية، والدماء يمنية يمنية على الجانبين.
وإلى جانب هذا الاتجاه الرئيسي للحرب سيكون عليها إطلاق هجومات كبيرة جانبية وهي تطلق الهجومات الآن لكنها مازالت هجومات فارغة من الزخم والمعنى لأنها تأتي بعد انهيارات مادية ومعنوية ألمت بالعدوان.
وهذا التكتيك الذي تتبعه السعودية تكتيكاً باطلا للحرب من أساسه لأنه يقوم على الاستنزاف المتبادل لليمنيين على الجانبين دون أن تحقق شيئاً جديداً.
تحدي الفوز بالمرتفعات معضلة سعودية.
ليس هناك من طريقة قتال حديثة لفوز بالمرتفعات سوى واحدة حاسمة ومباغته ومركزة هي الانقضاض الجوي، وما لا يمكن أخذه في سنوات يمكن اخذه في ساعات إذا توفت الإرادة والقدرات، وهذا هو التحدي الوحيد أمامها هل ستجربه؟
لا نعلم بعد لكن يجب عدم اسقاطه من الحسابات الاستراتيجية المحتملة.
ومع ذلك فإن قواتنا على جاهزية عالية لكل الاحتمالات وتجيد التعاطي معها بحرفية عالية ولذلك لم تغامر السعودية وحلفائها إلى الآن؛ لأن القوات المستخدمة ستكون كبيرة جداً والخسائر ستكون كبيرة جداً.
وهي تنطوي على مقامرة حدية، إما أن تربح وإما أن تباد، واحتمالات الربح لديها قليلة رغم امكاناتها المادية؛ لذلك هي لا تجسر على المغامرة ولا على تحمل تبعاتها وإلى أن تجد مرتزقة بمواصفات صاعقة مضلات وقوات خاصة بعشرات الآلاف مستعدون للتضحية بأرواحهم من أجلها سوف تواصل هذا النمط من الحرب الاستنزافية الجبانة، أملاً في أن يجوع اليمنيين وأن يتعبوا ويسلموا.
لكن اليقظة واجبة، ونعني ألا نستبعد احتمال الوصول إلى هذا القرار الحدي في ظل الظروف المثالية التي توفرها اللحظات الأخيرة من عهد أوباما والإدارة السابقة للعدوان قبل رحيلها، مما يطرح الأسلوب للمناقشة من باب اليقظة والدرس.
ورغم ذلك فان الأهداف والاتجاهات مازالت ثابتة رغم احتمال تغيير للأساليب والطرق لتحقيق نفس الأهداف العامة.

المؤشرات الأساسية الدافعة للعدوان
وضع المنطقة الشرقية الآن كلما تقدم الجيش اليمني شمالاً، يجد نفسه بين رحاها من الشرق ومن الغرب يتقدم الجيش اليمني داخل العمق السعودي، في ظل تهديد خطير على أجنابه ومحاور خطوطه الخلفية، في الخط الحدودي مما يعيق ويؤخر تقدمه ويعطل مشروعاته الاستراتيجية والهجومية المنطقة الشرقية المكشوفة الملائمة مما يجعلها أولوية أمامه، قبل الاندفاع شمالاً.
التفوق الجوي الكاسح للعدوان ولديه أكثر من ألف طائرة حربية نصفها مروحيات ومجوقلات وناقلات وقاذفات.
توفر القوات القادرة على العمليات 0الخاصة من المرتزقة والجنود وبأعداد كبيرة تصل في هذه الجبهة الشرقية وحدها إلى ما يقارب العشر فرق! بكل إمكاناتها المدرعة والمؤللة.
التحركات السياسية والعسكرية الجارية طوال الأسابيع الماضية، وكلها تشير بوضوح إلى مشروع عدواني كبير يجري طبخه على مهل، للساعات الأخيرة أولوية العدو على الأرض.
الأولوية الاستراتيجية للعدو الآن هي في إعادة سيطرته على المنطقة الحدودية التي يسيطر عليها الجيش اليمني على أو قسم من أطرافها ثم يتقدم ببطء إلى الأمام ويوسع من منطقة السيطرة.
ويفرض سيطرته النارية على عمق جغرافي قدره ما بين 30 -60 كيلومتراً مباشرة أو غير مباشرة، ويصل أحيانا من 80 إلى100كيلومتر من الحدود حيث أصبحت العشرات من المركز الجبلية الحاكمة تحت السيطرة المباشرة والنارية للجيش اليمني.

ساحة المعركة الرئيسية
فالساحة الرئيسية الآن للمواجهات مازالت هي ساحة الحدود السعودية، وجميع الهجمات البعيدة عنها التي يشنها العدو هي هجمات تشتيتية لخدمة هجوم العدو هنا في هذه الساحة الممتدة شرقاً وغرباً وشمالاً بأبعادها الثلاثة الرئيسية الواقعة ما بين نجران الجوف صعدة عسير جيزان.
هدف العدو الكبير الآن هو استعادة السيطرة على المنطقة الحدودية السعودية الواقعة تحت السيطرة اليمنية الآن.
والهدف ثاني هو محاولة السيطرة على أراضٍ يمنية جديدة داخل العمق اليمني بواسطة قوات المرتزقة بهدف المساومة عليها عند المفاوضات القادمة.
ونتيجة لتشابك الهدفين والقوتين المعنيتين بالتنفيذ؛ فإن الضرورات تلزم العدو بالتقيد بشن المعركة الكبيرة في منطقة مشتركة متجاورة تستهدف تحقيق الهدفين معاً وتتبادلان التركيز حسب الظروف الميدانية.
ما دام الهدف الأعلى هو دحر اليمني في المنطقة الشمالية الحدودية وإبعاده عنها وإعادته إلى مناطقه القديمة، وهدفه الأدنى هو أن يسيطر على مناطق واسعة جديدة داخل الجانب اليمني شرقاً كون قيمتها الاقتصادية كبيراً تجعلها قابلة للترجح المتبادل في المساومات القادمة.
إذا فشلت في زحزحة الجيش اليمني المتوغل داخل الحدود السعودية وتقوم بتوسيع الضربات الجانبية شرقاً وغرباً وجنوباً وداخلياً للسيطرة على مناطق جديدة في الجوف ومأرب و البيضاء وشبوة، وحرض وميدي في تهامة، باب المندب وتعز والحديدة والمخا.

أسلوب حرب جديد.. الحرب الصاعقة
أسلوب الانقضاضات من الجو ومن البر كأسلوب نموذجي محتمل، العمل العدواني وفقاً لهذا الاحتمال، يأخذ أسلوبين قتاليين، أحدهما هجوم بري صاروخي ميكانيكي يتحرك براً، عبر محاور التقدم المحددة محمي جواً، والآخر هجوم ابراري محمول جواً، ينقض مباشرة من الجو على المراكز المتحكمة بالطرقات والمحاور، كمقدمة للقوات الثقيلة القادمة عليها التي تهاجم برياً على الطرق المؤدية إلى المراكز المستهدفة من الأرض ومن المحاور المحيطة بالمراكز المستهدفة، ومهمة القوات المحمولة هي السيطرة على القمم والمرتفعات الواقعة على طول المحاور والطرق الرئيسية التي تسيطر على كل تحرك من مواقعها الحصينة مما يجعل الهجوم مصيره معلق بالسيطرة أولاً على هذه النقاط الحصينة المنتشرة على طول الخطوط الطولية والعرضية للمنطقة، ومهمة الهجوم البري والعاصف من الجو أن يفتح طرق التقدم أمام قواته الرئيسية الكبيرة، ويمنع تراجع قوات الخصم المتقدمة التي تستهدفها القوات المتقدمة مباشرة إلى هذه المراكز لتجردها من مراكز خطيرة جداً على تقدمها تشكل كمائن وفخاخ ومراصد نارية تحول دون تقدم قواتها إلى هذه المراكز (الهدف الرئيسي الميداني).
هذا الأسلوب الانقضاضي المفاجئ يوفر عوامل هامة جداً، أهمها المباغتة والمفاجأة والسرعة والمبادرة في الوصول مباشرة إلى قلب الهدف المسيطر على المناطق المحيطة به، تلك السيطرة تحرم الخصم من النقاط الحاكمة التي يستند عليها في بسط سيطرته النارية على المناطق الأبعد دون أن يتقدم بقوات كثيفة إلى احتلال المناطق المحيطة لتأمينها، نتيجة لأنها تقع داخل خطوط العدو الداخلية وعمقه مما يجعل الانتشار الواسع للقوات يواجه مصاعب ميدانية فيكتفي بالسيطرة النارية على مواقع جبلية ومراكز ونقاط حاكمة بأعداد قليلة جداً من القوات الخفيفة التسليح، ويعتمد أسلوب حرب العصابات الخفيفة المتحركة أو المدافعة الحركية مما يجعل الدفاع عن المراكز المكشوفة للنيران الجوية غير متاحة دوماً، فتكون مضطرة لإخلائها وعندما تحاول قوات الأرض البرية استعادتها بإرسال القوات للهجوم عليها تكون القوات المعادية رابضة على شكل كمائن في بطون الأرض وتلافيفها، مما يجعل الاحتفاظ بالمواقع الحاكمة صعباً؛ فإذا تعرضت مباغتة إلى عمليات إنزال جوي وابرارات للقوات من الجو ومن الطيران المروحي والمجوقل وهو يحمل قوات خاصة مدربة جيداً على الالتحامات الجبلية المباشرة؛ تكون الصدمة كفيلة بشل جزء كبير من المقاومة؛ حيث حظ المهاجم يكون أكبر وأوفر.

اتجاهات الهجوم الرئيسية وفقاً للصورة النموذجية
1- هجوم من الشمال ومن الشرق ومن الغرب نحو المناطق الجنوبية الحدودية جواً وبراً لإعادة السيطرة على المنطقة الحدودية الجنوبية، يتطلب السيطرة على عشرات المراكز والمواقع والمرتفعات  المصطفة في عدة خطوط متوازية طول كل منها أكثر من 100 كيلومتر - من 60 إلى 100 نقطة حاكمة تقريباً - كل نقطة تتطلب فصيل من 30 إلى 50 مقاتلا كوماندوزياً خاصاً، كمثال ينقضون من الجو من طائرة مجوقلة  أو مروحية تظهر فجأة وتفرغ حمولتها فوق قمة الهدف لتباشر المجموعة القتال للسيطرة على الموقع فوراً وبدعم جوي كثيف، وتجري عمليات إنزال أو ابرار جوي في جميع المراكز المستهدفة وحولها وأمامها وخلفها لتأمين جميع محاورها وتحصين المواضع للدفاع عنها ريثما تصل القوات الأساسية قادمة براً.
وفي هذه اللحظات تبدأ أعمال هجومات برية مباشرة كبيرة كاسحة - محاور ومحيطات المراكز المعنية من البر عبر محاور التقدم من الشمال والشرق والغرب – ومن الجنوب - تتولى المجموعات المنقضة على المواقع إفساح الطريق لتقدمها السريع إلى محيط المواقع وإقامة خط دفاعي جديد، وملء المنطقة الفاصلة بالقوات التي تعيد احتلال المنطقة وتأمينها.
2- إطلاق الهجوم البري الكبير الآخر من الشرق نحو الغرب عبر الجوف - سفيان - مأرب ومن الغرب نحو الشرق عبر جيزان - ميدي - حرض – حجة؛ بهدف الضغط على مجنبات القوات اليمنية المتقدمة أو المتراجعة والالتفاف عليها.
والسيطرة على مناطق حدودية جديدة في الجوف و مأرب وباب المندب وحرض وحجة وميدي وعبس وتهامة.
3- تشتيت القوات اليمنية بهجوم جنوبي غربي على ذوباب - المندب - كهبوب - الوازعية - تعز- الساحل الغربي، بإشراك دول العدوان الأخرى من الإمارات إلى بقية العصابات المعروفة أمريكية وبريطانية وفرنسية وإسرائيلية.
4- تنظيم حملات تخريب داخلية متنوعة ترمي ما تبقي من طاقة موفورة إلى ساحة التخريب والتدمير والإرهاب الداخلي بهدف شل الإرادة الداخلية وبث الرعب بين المواطنين.

الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المركز

مواضيع متعلقة