Logo dark


اعرف استراتيجية عدوك واعرف نفسك تنتصر حتماً

( مُفكر ومحلل استراتيجي وسياسي – رئيس تحضيرية الاشتراكي اليمني (ضد العدوان) , )

 

استراتيجية وتكتيكات الامبريالية العدوانية في المواجهة المباشرة ضد الوطن

معارك الهضبة تهيئة لمعارك الساحل الاستراتيجية الكبرى

1- خلفية هامة

إن طبيعة العدو العسكرية المحيطية البحرية - غير القارية - وتموضعاته وتنظيم قواته وتاريخه وتركيبته بما هو كذلك، تفرض عليه الأولوية الجيواستراتيجية الساحلية كساحة حاسمة للمواجهات مع القوة الوطنية المكشوفة أمام الطيران، وقد مثلت المعارك العدوانية الداخلية والجوية طوال العامين الماضيين طوراً أولياً من أطوار التهيئة للمواجهة الساحلية الحاسمة التي بها يدفع العدو بكل قواته وبأنواعها المشتركة في معارك حسم (كسر عظم) يمكنه خلالها فقط، استخدام جميع أسلحته وقواته بأنواعها مجتمعة؛ لتستخدم تحت قيادة واحدة - في معركة كبرى أرادها أن تكون نهائية حاسمة ليس خلفها سوى الاستسلام، أن تضرب الامبريالية بكلتا قبضتيها .

فإما أن تحقق أهدافها، وإما أن تعيد تنظيم المشروع العدواني موقتاً لإعادة تنظيم قواها واستراتيجيتها فقد دخلت المستنقع ولا فكاك منه بإرادتها، فإما أن تحرق، وإما أن تغرق، - لا خيار ثالث - ومادام هذا المشروع ثرياً وحلوباً وغزيراً إلى هذا الحد فلماذا تمل أمريكا وحلفاؤها عن الاستمرار في المشروع؟

فالمشروع يقف على أكبر خزان نفطي في العالم بأسره، إنه بحر الحلم النفطي، ومصدر طاقة القرن وثرواته بحيث يستحق الكثير من المغامرة؛ ولكن المشكلة في بقاء الجيش اليمني - في المناطق الهضبية الحصينة - ولا يمكن مواجهته هناك.

 ولذلك قامت خطة العدو - على استنزاف الجيش في الداخل - وجذبه إلى خارج مناطقه الدفاعية الحصينة وخارج عرينه الهضبي.

 وكانت أولى مناورات العدو هي اختراق الجنوب، ومحاولة اجتذاب الجيش إليه لإغراقه في مستنقعاته، ثم الانقضاض عليه بعد سحب أكبر عدد من قواته نحو المناطق المكشوفة.

وبعد أن تكشفت الخطة الغادرة وأدواتها في عدن - تم التراجع إلى الجبال وأخذ مواضع استراتيجية جديدة، ومن يومها والعدو فاقد المبادرة التي كانت قد انتقلت إليه موقتاً في اختراق عدن يوليو 15م وهو يحاول استعادتها بنقل المعركة الكبرى إلى الساحل الغربي بكاملها.

مناورة العدو وتكتيكاته

بعد الخسارة الاستراتيجية للعدو في العمق المركزي الداخلي؛ صاغ العدوان الامبريالي خطة جديدة تقوم على التراجع واجتذاب الجيش جنوباً وشرقاً وغرباً، ثم الهجوم عليه بعد الالتفافات الداخلية وقطع المؤخرات والطرقات، وكانت الاستراتيجية تشمل التهيئة العسكرية والسياسية والأرضية الجيواستراتيجية المناسبة، وعدم التورط في حرب طويلة في الشمال الهضبي الجبلي؛ لخطورة نتائجها النهائية وخسارتها، وكان لابد من توفير وتحضير عاصمة جديدة وعواصم بديله ترضي جميع أطراف المرتزقة ونزعات كل منهم، وتوحد جهودهم وراياتهم الجهادية وتشبع حماسة "المتهورين"، فتختلط الأموال بالمبادئ والوقائع بالأوهام والمظلومات بالأكاذيب.

قام العدو في بداية العدوان بالتراجع الصوري عن المواقع الحاكمة جنوباً، وتسهيل وصول القوات إلى الجنوب فلم يستمت في الدفاع عن المواقع على الطرق، ولم يخض معارك كثيرة لها قيمة، فقد كانت عبارة عن مناورات ومناوشات وتراجعات؛ لأن خطته كانت تقوم في كيفية إنزال الجيش اليمني من صنعاء ومن الهضبة إلى السواحل الجنوبية والغربية - وقطعها هناك - ووضعها بين السهل والبحر والجبل.

 ثم الالتفافات من خلف القوات الوطنية والتموضع خلفها وفي مؤخراتها، والاستعداد لضرب الحصار حولها، وقطع طرقها وإبقائها تحت الطيران الأجنبي والبوارج والمدافع والصواريخ العدوانية، وتحت رحمة قوى التخريب والإرهاب التي يجري تسريبها على شكل جماعات بالزوارق عل الساحل اليمني الجنوبي والغربي.

لم يكتف العدوان بأن يستهدف القوات الموجودة فقط، فلم يقنعه ذلك فقد كان يريد الجيش اليمني كله أن يدخل المصيدة الساحلية.

ومازال إلى الآن تقوم خطة العدو على اجتذاب الجيش اليمني خارج محيطه الدفاعي والجيواستراتيجي.

وقد سارت المعارك البرية خارج مسارا ت العدوان وخططه - خلال عهد أوباما الذي كان يشترط التمسك الصارم بالقيود الجيواستراتيجية - والمسرح الساحلي والمكشوف المطلوب تهيئته أولاً، قبل المشاركة المباشرة للأمريكي وبقية الدول العدوانية المكونة بحرياً التي لا تعمل إلا بالاتكاء على الأساطيل البحرية الغربية، وتقيد بمدى تأثيرها، ومدى دوائر نيرانها ومجالات عملها الفاعل - أي الساحلي -وهو ما سمي بالمشروع البحري الصديق- باعتباره الطور الرئيسي من العدوان الدولي  - الذي حرص العدو على إشراك أكبر عدد من الدويلات التابعة - الحقيرة التي باتت مستعدة للقيام بالأعمال القذرة من المشروع العدواني لتحصل على الفتات ولتقدم مقابله الكثير من التغطية الدولية والقانونية والجهد، وتتولى الغوص في بحار الدماء مقدمة أبناءها كباش فداء أطماعها وجشعها وفسادها وتوحشها.

المخطط الأمريكي الخاص والعام

  • تخضع الحرب الحالية للكثير من المحددات العامة والخاصة. فأمريكا همها الكبير الحصول على المنطقة المركزية النفطية والجيواستراتيجية الممتدة من سقطرى إلى البحر الأحمر والمهرة وحضرموت وشبوة الجوف ومأرب، ثم تقوم بإحالتها إلى الكيانات التابعة الوكيلة لها لتديرها بالمشاركة في الربح والسطوة والنفوذ.

الاستعمار الأمريكي - كقرصان بحري محيطي - لا يستطيع إدارة القارات البرية المفتتة في العالم الثالث مباشرة وبنفسه؛ لكنه يوكل إلى الكيانات التابعة له القيام بمهام الإدارة الإقليمية المحلية، وهو يصطاد الحيتان ويسلمها للكيانات الأقرب لتغليها وتطبخها وتبيعها وتعود بالفائدة - لها وله -، كما ينهب السفن في البحر ويسلمها ما تم نهبه لتبيعه لفائدتهما، وهو هدف مشترك يجمع الأمريكي والخليجي والسعودي والاسرائيلي.

أهداف خاصة أمريكية مسكوت عنها

ولكن أمريكا لها أهداف خاصة ملحة الآن - هي حلب المزيد من مليارات الدولارات الفائضة لدى السعوديين والخليجيين، مستغلة مخاوفهم من "الرهاب" الإيراني والثوري اليمني، والسوري العراقي، واللبناني الروسي، والنووي، والشيعي.

ولذلك تطيل أمد الحرب دون الوصول إلى أفق حاسم، لأن ذلك يوقف أنبوب الدولارات السائلة التي تنعش صناعاتها واقتصادها المتهالك.

كما أنها تريد تمكين الاحتلال للجنوب أطول فترة ممكنة، قبل أن تنتقل المعارك إلى الجنوب مرة أخرى في حال تعثرت حملات الساحل الغربي.

الحرب الساحلية الراهنة والاستراتيجية الحاسمة للعدو

الهدف الاستراتيجي للعدوان الأمريكي الصهيوني الغربي الخليجي، هو البحار المركزية والصحاري النفطية والممرات والجزر، ومنطقة الجنوب الشرقي والساحل الغربي لليمن.

أما الباقي فهي أدوات جيوسياسية قابلة للتغير والتبديل والتعديل حسب ظروف المعركة الكبرى، وتعطى للوكلاء والعملاء المشاركين في حراسة الفريسة له.

ونتيجة ذلك تصبح المناطق البحرية والساحلية والصحراوية النفطية ساحة الحرب الاستراتيجية الموجهة ضد اليمن؛ لأنها صراع على الهدف فوق الهدف نفسه، وهو غرض الاستراتيجية العليا للعدو، وهذا هو سبب أساسي لتجنب العدو مباشرة خوض الحرب البرية وتركها لعملائه في المناطق الهضبية الداخلية؛ لأنه لا يستطيع ولا يريد في نفس الوقت؛ لأن مطالبه وأغراضه من البداية محددة في الأراضي الساحلية الصحراوية النفطية السهلية.

الاستراتيجية الراهنة للإمبريالية

في المرحلة الراهنة ينحصر هم الامبريالية الأمريكية السعودية وكياناتها الصهيونية التابعة في حماية الجنوب والشرق المحتلين، والساحل الغربي للمندب، والبحر الأحمر، والسيطرة على الحديدة وميدي والمخا.

أدوار القوى العدوانية المتعددة في الحرب العدوانية الكبرى

لم تكن السعودية قد بادرت من ذاتها إلى الهجوم الكبير الأول؛ بل كان ذلك ضمن المخطط العام الذي يظهر في البداية أنه سعودي تحالفي، وأن على الأمريكي المشورة والدعم غير المباشر، إلى أن يأتي دوره المباشر.

أطوار الحرب

المشروع العدواني مشروع كبير، فيه أطراف عديدة بقيادة الولايات المتحدة صاحبة الدور والمخطط والمصلحة الكبرى، وتأتي الأطراف الشريكة التابعة الإقليمية؛ لتودي كل منها دوراً محدداً - يهمها في المخطط العدواني الكبير -؛ ولتغطي على "المعلم" الكبير الذي يختفي خلفها، ويظهر بمظهر المعاون والموجه، وخبير ومورد الأسلحة. ومصدر التخطيط والتوجيهات، وبائع الطاقات العسكرية الفائضة - أي بيت الخبرة الدولية - كما يقدم نفسه مقاولاً للمشروع الكبير الذي يظهر فيه السعودي هو صاحب الملف الرئيسي في الواجهة وطرف الحرب المباشر، بينما لا يظهر الدور الأمريكي الكبير إلا في الحالات الصعبة والدقيقة والحاسمة، مع تطور المعارك وتوسعها، وكأنه المنقذ للأمن والسلم الدوليين، والمكافح للإرهاب الذي لا يشق له غبار.

الدور السعودي

كان الهدف الاستراتيجي للهجوم السعودي المباشر من الشمال هو:

  1. السيطرة على الإقليم المركزي الشمالي الشرقي (مارب الجوف صنعاء)، والدفع بالقوى الوطنية جنوباً ووسطاً وغرباً،
  2. إفساح المجال أمام عمل القوى الاستراتيجية البحرية والجوية الأمريكية الدولية للسيطرة على الأهداف الجيواستراتيجية والاقتصادية المحددة، وفي المقدمة منها: عدن وباب المندب إلى الحديدة وميدي غرباً، إضافة إلى حضرموت وسقطرى، وتلقي القوات اليمنية "المدحورة" من الشمال للإجهاز عليها في المناطق المكشوفة - كقوة مارقة عن الشرعية، متمردة على القانون الدولي، مهددة للملاحة والأمن والسلم الدوليين، خارجة عن الاجماع "العبري" المشترك. وسلخ الأقاليم المحددة الجنوبية الشرقية الغربية خارج النظام السياسي اليمني وفقاً لنظام الأقلمة المتفق عليها سلفاً من السلطة الشرعية والدولية.
  3. إقامة بنية سياسية عسكرية جديدة ترسخ المحتل وتواصل سلخ الأقاليم المتمردة والخارجة عن القانون الدولي.

 في هذه المرحلة لا يتم الإثارة المعلنة للمشروعات الخاصة بالانفصال والانسلاخ والانضمام؛ بل تبقي الجميع داخل بساط الشرعية فقط، وتحت جناحيها ومكافحة الإرهاب والنفوذ الفارسي وحماية الأمن القومي العروبي، ومواصلة انضاجها داخلياً ضمن اتفاقات داخلية والتزامات متبادلة.

الأهداف الصغيرة

تأتي الأهداف الجانبية للأطراف و"الأدوات" حسب الدور المؤدى والاحتياج في سياق الحرب الامبريالية - ككل - وسياق خدمة تنفيذ أهدافها وأطوارها وحمايتها، والقتال من أجلها، وتبريرها وتكوين الحاضن الشعبي والديني لها وتغطيتها، أمام الرأي العام والشرعنة لها، وتوفير المهندسين والحرفيين والعمال، وكل الكوادر المطلوبة لإدارة المهام الميدانية من الحرب إلى إقامة النظام الجديد إلى إدارة العملية السياسية وتشكيل الحكومة القادمة وفقاً لمواصفات العم الكبير سام.

الأهداف الصغيرة تأتي في سياق التكتيك الجيوسياسي للإمبريالية السعودية الأمريكية؛ لكي تغطي المشروع في أطواره المتعددة والمختلفة، وتمنحه الشرعية التي يحتاجها أمام الرأي العام والعالم والقانون الدولي، وتكون له إطاراً يلتف حوله ويبرره ويفتي بشرعية تصرفاته وقانونية مجيئه.

 مثل هذا مشروع الانفصال الوهمي، وحق تقرير المصير، والأقاليم الستة، و الفيدرالية، والتوازن الطائفي، والأمن القومي العروبي، وغيرها من المشاريع الوهمية، والهدف هو توظيف هذه القوى في التجنيد والترويج لحيثيات العدوان، واستغلالها في تمزيق النسيج الاجتماعي وتهديد السلم الأهلي والوطني، وتفتيت الكيان الوطني إلى كيانات صغيرة متناحرة تسهل سيطرة العدو على البلاد.

 ما زالت السعودية في المنظومة الإمبريالية الإقليمية هي المعنية والمسؤولة عن إدارة الملف اليمني في الاستراتيجية الأمريكية الدولية، وخاصة بعد المصالحة الأمريكية السعودية الأخيرة في عهد ترامب؛ فقد مكنت المئتا مليار دولار المدفوعة مقابل الحماية السنوية من نسيان كافة الملاحظات السابقة، والعودة بالعلاقات إلى سابق عهدها، لتعود السعودية هي المسؤول الإقليمي عن الملف اليمني.

رغم الدور الإماراتي المتميز؛ الا أنه دورٌ تابعٌ وثانويٌ مهما علا واتسع؛ لأن السعودية هي القوة الأقدر والأغنى والأكثر قدرة على تقديم ما تريده أمريكا والغرب أكبر من أي طرف صغير، مهما كان نشاطه الراهن فهو لا يمكنه تعويض الدور السعودي بقواه وقدراته.

 الدور الإماراتي في الجنوب وتعز

 لا تقوم الإمارات بدور في الجنوب بعيداً عن السيناريو المتفق عليه أمريكياً وسعودياً، والكلمة الأخيرة في الأخير للسعودية عند أي صراع يحتدم، وفي الرياض جرى إعادة الأمور إلى نصابها، وتم إزالة العناصر التي فجرت العلاقات.

حقيقة الدور الإماراتي ومدى استقلاله عن المنظومة السعودية الأمريكية

 الإمارات تؤدي الدور المحدد لها سعودياً وأمريكياً، أحياناً يخرج الممثلون عن السيناريوهات الحقيقية؛ لأنهم لا يعرفونها كاملة فتشتط الأطراف وتحدث صدامات ما تلبث أن تهدأ مؤقتاً.

التكتيك الإماراتي السعودي المشترك

 حين عجزت السعودية عن التجنيد المباشر للانفصاليين والحراك الجنوبي الخجول والقاعدة الشعبية وليس للقيادات، اتفقت مع الإمارات لتقوم باحتواء هذه الشريحة الكبيرة من الشعب منذ 94م وليس من اليوم، وهناك من الحلفاء السعوديين المتعصبين من لا يرضيهم هذا التميز السياسي؛ ولذلك يحاولون الضغط وتفكيك هذه السياسات بوسائل عديدة منها الإرهاب؛ لكنهم جميعاً يقفون في خنادق عدوانية مشتركة وواحدة.

يمكن العودة إلى تصريحات "الزبيدي" و"شائع" الأخيرة في الرياض وما بعدها، أو العطاس والبيض وياسين وغيرهم، كلها عبرت بوضوح لا لبس فيه عن تأييدهم للعدوان والتحالف العدواني، واعتبروا أمن السعودية جزء لا يتجزأ من أمن الجنوب،  كما أعلن الزبيدي بعد عودته من الرياض بداية مارس 2017،  بعد المعارك الشهيرة حول المطار بين مرتزقة الرياض والإمارات - والتي راجت المبالغات حول أبعادها - ونتائجها بهدف إنتاج المزيد من الأوهام - بين الشرائح الشعبية المتعلقة بالأهداف الاستقلالية التي تستخدمها المخططات الإماراتية والسعودية لإقامة حاجز فاصل بينها وبين الأخوة في الشمال اليمني، نعم قد تكون خلافات؛ لكنها في الشكل لا في الجوهر، في الأدوار لا في النتائج الأخيرة والعامة للعدوان.

 الاختلاف في الشكل والأسلوب وتصور المستقبل الاحتلالي القادم بين طرفي مرتزقة الاحتلال والعدوان؛ فالإماراتيون يتصورونه ويصورونه ليبرالياً مفتوحاً على الآخر، لإغراء الانفصاليين واليسارين والليبراليين الشعبيين؛ بينما السعوديون يتصورونه ويصورونه سوداوياً صارماً، تنفذ فيه الأحكام المذهبية الوهابية السلفية في ظل دولتهم الموعودة بقيادتهم، والسعودية لا تريد أن تظهر في العلن في هذا الدور؛ لأنه يضر بعلاقتها مع حلفائها الشماليين الاتحاديين الارستقراطيين الذين تعدهم بالهيمنة على البلاد كلها وعدم السماح بالانسلاخ؛ بينما في السر تعد الانفصاليين بالانفصال والدولة المستقلة؛ لكن بهدوء وتدريجياً كما يقول هادي لهم عبر الأقاليم.

 في كلا الحالين تكذب على الجميع، القيادات تعرف أنها تكذب، وتعلم أن هذا ضروريٌ؛ لأنها كقيادات عميلة لن تنجو من الحساب أمام جماهيرها وعناصرها إذا لم تظهر كضحية للأكاذيب في النهاية؛ ولذلك يلعب الجميع لعبة أشبه بلعبة الأطفال.

في تواطؤ مشترك الكل يمارس تلك الألاعيب، يدعي أنه جادٌ في جهله، ويؤجل مفاجأة معرفته إلى النهاية، إنها مسرحية الجميع ضد الجميع، وجهل الجميع بالجميع، الكل دهاة والكل سذجٌ مخدوعون، إنها واحدة من أصول لعبة "الاستزلام" والاستتباع وبيع الأوطان.

 

 

 

الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المركز

مواضيع متعلقة