Logo dark


لماذا الهجمة الإعلامية للتشويش على الرد الإيراني

( رئيس دائرة المعلومات والنشر بالمركز , wajeehtalib@gmail.com )

بعد قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالرد المشروع على الجريمة الصهيونية باستهداف قنصليتها في سوريا واستشهاد عدد من الإيرانيين جراء ذلك الاستهداف لاحظنا هجمة محمومة ومركزة لتشويه العملية والسخرية منها والتقليل من نتائجها وأهميتها وتصوير ما حدث على أنه مسرحية واتفاق مسبق إلى غير ذلك من الروايات المتهافتة.

فلماذا هذه الهجمة الإعلامية؟

ولماذا الانشغال بالتشويه والسخرية والانصراف عن تحليل العملية بموضوعية والنظر في أبعادها وآثارها وتداعياتها؟

هل تريد اسرائيل وشركاؤها في المنطقة سلب إيران لذة الانتصار؟

أم تريد أن تخفف من وطأة الضربة نفسياً على مستوطنيها الذين أصابهم الهلع والرعب، وتهدئتهم خوفاً من هجرتهم المعاكسة؟

قد يكون ما سبق بعضاً من الأسباب التي تفسر تلك الحملة الإعلامية.

فعادة تلجأ الدول التي تخوض صراعات إلى سياسة التكتم على الخسائر إلى مديات مختلفة عادة إلى ما بعد انتهاء المعركة ثم تعترف بخسائرها المادية والبشرية، وقد مارس الكيان ذلك مراراً ولعل آخرها اعترافه بسقوط ضباط في بداية معركة الطوفان بعد تكتم استمر لأشهر والمعركة  لا تزال قائمة.

كما تقوم الدول بتوظيف وسائلها الإعلامية للتقليل من نتائج أي ضربة تتعرض لها لكي تحافظ على معنويات جيشها وتماسك جبهتها الداخلية والكيان الصهيوني لا يحتمل كلا الأمرين.

ولكن يبدو أن السبب الجوهري والذي يخشاه الصهاينة  ويتخوفون من تأثيراته الاستراتيجية على مكانة الكيان في المنطقة وصورته النمطية التي اعتقد أنه رسمها في وعي شعوب المنطقة وعززها بموجة التطبيع المسماة "اتفاقيات إبراهيم" القائمة على فكرة تفوق الكيان الصهيوني وأنه سيكون منخرطاً مع الدول المطبعة في خندق مواجهة "الخطر المشترك".

ما تخشاه إسرائيل هو أن تصبح إيران رمزاً بطولياً يقتدى به ومصدراً لإلهام الشعوب المتطلعة لنصرة القضية الفلسطينية، ومحركة لرغبات الشعوب الكامنة لكسر شوكة الكيان واستعادة الكرامة العربية والإسلامية. 

فما بنته إسرائيل خلال عقود جاء طوفان الأقصى ليهدمه،

وما اعتمدت عليه من استراتيجيات قائمة على التفوق تبددت بعد ضربات الجيش اليمني سواء على ميناء أم الرشراش أم في البحر والمحيط.

أما التقديرات المنتقصة بخصوص طبيعة الصراع مع إيران فقد تحطمت بعد الرد الإيراني الأخير.

من هنا يمكن فهم هذه الحملة التي تروج لها أقلام وقنوات عربية في المنطقة والتي تسعى لتشويه إيران والتقليل من نتائج عمليتها وتصوير إسرائيل في صورة "المنتصر دفاعياً" لكي تظل إيران مشيطنة في وعي شعوب المنطقة ولا تتمكن من جني ثمرة العملية وظهورها في صورة المدافع عن الشعب الفلسطيني في زمن تخلى عنه الأقربون.

والتاريخ يحكي أنه بعد انتصار حزب الله في 2006 أصبح السيد حسن نصر الله بطلاً قومياً وانتشرت صوره في كل أرجاء الوطن العربي بما فيها الأزهر الشريف، وتجاوز الجميع الخلافات المذهبية وهو ما أقلق الصهاينة ومشروعهم القائم على الفرقة المذهبية لذلك أنفقت الولايات المتحدة وحدها 500 مليون دولار على مدى عشر سنوات لتشويه الحزب وأمينه العام حتى أصبح شتم حزب الله والسخرية بأمينه العام مصدراً للمال في لبنان والدول العربية.

 

الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المركز

مواضيع متعلقة