تشن الولايات المتحدة الأمريكية منذ منتصف مارس الماضي عدواناً غير مبرر على اليمن استهدفت فيه ما يقرب من ألف هدف -حسب إعلان وزارة الدفاع الأمريكية-، ويعتبر هذا العدوان هو الجولة الثانية من العدوان الأمريكي البريطاني أثناء معركة طوفان الأقصى التي انطلقت في يناير 2024 مساندة للكيان الصهيوني، إذا أعلن اليمن مشاركته في معركة طوفان الأقصى للضغط على الكيان الصهيوني لوقف جرائم الإبادة والحصار في غزة، وقد توعد اليمن أنه سيستهدف السفن الإسرائيلية حتى وقف جرائم الإبادة في غزة، إضافة إلى استهداف ميناء أم الراشراش (إيلات المحتلة)، والقواعد العسكرية والمطارات الحيوية.
في 12 يناير من العام 2024 شنت المقاتلات الأمريكية والبريطانية عدواناً على اليمن استهدفت عدداً من المحافظات اليمنية لردع اليمن ووقف عملياته المساندة لغزة بينما تبرر الولايات المتحدة عدوانها بأن اليمن يعطل الملاحة الدولية، في حين أعلنت القوات المسلحة اليمنية أنها لن توقف عملياتها حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار.
عند إعلان الموقف اليمني في بداية نوفمبر 2023 حدد الناطق العسكري أن المستهدف فقط هو السفن الإسرائيلية دون بقية السفن التي تمر من البحر الأحمر بما فيها الأمريكية والبريطانية، وبعد العدوان الأمريكي البريطاني أعلن اليمن انضمام السفن البريطانية والأمريكية إلى قائمة الاستهداف رداً على الجرائم التي أودت بعشرات اليمنيين بداية الجولة الأولى، ومع استمرار الضربات العدوانية توسعت العمليات اليمنية من البحر الأحمر إلى خليج عدن والبحر العربي وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط خلال ما عرف بـ "المراحل الخمس".
أتت الجولة الثانية من الهجمات العدوانية الأمريكية على اليمن في ظل استئناف الكيان الصهيوني العدوان على غزة وتشديد الحصار وبعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض، وكان ترامب قد انتقد سلفه مراراً أنه تساهل مع اليمن كثيراً.
بعد أربعة أيام من انطلاق الهجمات العدوانية على اليمن صرح ترامب "أن أنصار الله تعرضوا لأضرار جسيمة وأنهم سيهزمون بالكامل"، ولكن يبدو وبعد مرور شهر ونصف أن الولايات المتحدة هي التي فشلت بالكامل، فلم تتمكن تلك الضربات رغم قوتها ونوعية الطائرات والقنابل المستخدمة أن توقف الصواريخ والمسيرات التي تستهدف الكيان الصهيوني والقطع الحربية الأمريكية في البحر الأحمر.
تخوض كلاً من اليمن والولايات المتحدة هذه الحرب باستراتيجيتين مختلفتين، فاليمن يعتمد استراتيجية الفعل المحدود والأثر الكبير، حيث يقوم بإرسال صاروخ واحد إلى الكيان الصهيوني يعطل الملاحة في المطار و يدفع بالملايين من الصهاينة إلى الملاجئ، وقد يرسل عدداً محدوداً من الطائرات المسيرة لاستهداف حاملة الطائرات في البحر بما يستنفر الأنظمة الدفاعية ويستنزف الكثير من الذخائر المكلفة والنفقات التشغيلية المضادة ويحدث إرباكاً في فعالية التواصل بين الحاملة والطائرات أدى إلى فقدان طائرتين من طراز F18.
بينما على النقيض تعتمد الولايات المتحدة الأمريكية على استراتيجية الفعل الكبير والأثر المحدود، فهي تستخدم أقوى ما لديها من طائرات الشبح والـ B2 والـ F18، والقنابل المتطورة والمكلفة، ولكن أثرها محدود باعتراف وسائل الاعلام الأمريكية وحتى الدوائر الرسمية في الإدارة الأمريكية نفسها.
تركزت الهجمات الأمريكية المعادية على أهداف مدنية ومنازل في أحياء سكنية في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات الأخرى سقط فيها الكثير من الضحايا المدنيين يما فيهم النساء والأطفال، وشنت الطائرات الأمريكية في هجمات مختلفة أهدافاً لا علاقة لها بالإنجاز العسكري كاستهداف مقبرة في جنوب صنعاء أو مركزاً لاحتجاز المهاجرين الأفارقة في محافظة صعدة في جرائم موصوفة بحق الإنسانية.
من جهة أخرى يثير الصمود اليمني في وجه العدوان الأمريكي الكثير من النتائج على المستويات المحلية والإقليمية والدولية يمكن الإشارة إليها بإيجاز فيما يلي:
أولاً على المستوى المحلي:
بسبب الاستهداف المستمر للمدنيين والأعيان المدنية وارتكاب جرائم بحق المدنيين واصطدام المواطن اليمني بمشاهد انتشال أشلاء النساء والأطفال بسبب القصف الأمريكي المعادي فقد أفرزت نتائج كالتالي:
ثانياً على المستوى الإقليمي:
أثار الصمود اليمني في وجه القوة الأمريكية الغاشمة في الإقليم العربي والإسلامي تساؤلات عن سبب الصمود وانعكاس ذلك على المواقف تجاه عدد من القضايا، يمكن الإشارة إلى أهمها كالتالي:
ثالثاُ على المستوى الدولي:
كان للصمود اليمني ارتدادات على المواقف الدولية لا سيما في الأبعاد القانونية والتي بدأت ترفع الصوت في التساؤل عن مدى قانونية تلك الضربات ومدى التزامها بمبادئ القانون الإنساني الدولي مثل مبدأي التناسب والتمييز، وفيما يلي أهم نتائج الصمود اليمني دولياً: